الجزيرة:
2025-04-13@10:44:11 GMT

هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟

بعد 5 سنوات من انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين ودمر الاقتصاد العالمي، يرى خبراء ومنظمة الصحة العالمية أن العالم لا يزال غير جاهز لمواجهة جائحة أخرى رغم كونه أفضل تحضيرا.

ما رأي منظمة الصحة العالمية؟

هل العالم مستعد بشكل أفضل؟ قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي كانت في قلب المعركة لمكافحة كوفيد-19 "الجواب هو نعم ولا".

وقال "إذا حدثت جائحة جديدة اليوم سيواجه العالم نقاط الضعف نفسها".

وأضاف "لكن العالم استخلص أيضا دروسا مؤلمة من الجائحة واتخذ خطوات مهمة لتعزيز دفاعاته".

وفقا لماريا فان كيرخوف عالمة الأوبئة الأميركية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية "تحسنت أمور كثيرة بفضل وباء الإنفلونزا عام 2009 (H1N1) وأيضا بفضل كوفيد".

وأضافت "لكنني أعتقد أن العالم ليس مستعدا لمواجهة جائحة أخرى أو وباء جماعي".

العالم غير مستعد

يقول فريق الخبراء المستقلين المعني بالتأهب والاستجابة للأوبئة الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية بصراحة "في عام 2025، لن يكون العالم مستعدا لمكافحة تهديد وبائي جديد"، بسبب انعدام المساواة الذي لا يزال قائما في الوصول إلى التمويل والأدوات اللازمة لمكافحة الأوبئة مثل اللقاحات.

إعلان

أوضحت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لوكالة الصحافة الفرنسية أن نجاح وسرعة إنتاج اللقاحات التي تستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال قد "يغير قواعد اللعبة" خلال الأزمة الصحية العالمية المقبلة.

لكنها تشعر بالقلق من أن استخدامها في التصدي لتهديد مستقبلي سيواجه "مشاكل كبيرة" خصوصا بسبب المستوى "الضخم" من المعلومات المضللة.

ورأى توم بيكوك عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، أن احتمال انتشار جائحة إنفلونزا الطيور H5N1 يجب أن يؤخذ "على محمل الجد". في الوقت الحالي، لا ينتقل الفيروس بين البشر لكنه ينتشر على نطاق واسع في الكثير من الأنواع الحيوانية.

وذكرت ميغ شيفر عالمة الأوبئة في معهد ساس الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية "لا أعتقد أننا أكثر استعدادا مما كنا عليه مع وباء كوفيد".

وترى أننا سنحتاج بين 4 و5 سنوات أخرى حتى تتمكن سلطات الصحة العامة من رصد وتقاسم المعلومات بسرعة أكبر.

لكنها "تثق" في الدروس التي تعلمها العالم خلال تفشي جائحة كوفيد-19 للحماية كالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.

خطوات ملموسة ومستوى إنذار

تم افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية الجديد للوقاية من الأوبئة عام 2021 في برلين، وهو مخصص لجمع المعلومات لكشف التهديدات وتخفيفها بشكل أفضل.

وافق صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي الذي تأسس عام 2022، حتى الآن على تمويل بقيمة 885 مليون دولار، مخصص لنحو 50 مشروعا تغطي 75 دولة.

تم افتتاح مركز نقل التكنولوجيا لتطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال في جنوب أفريقيا عام 2023 بدعم خاص من منظمة الصحة العالمية، وكذلك عام 2022 مركز تدريب عالمي للتصنيع الحيوي في كوريا الجنوبية لتحفيز إنتاج شركة الأدوية المحلية.

في 30 يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية عامة ذات أبعاد عالمية، وهو أعلى مستوى تأهب لكن بترتيبات بيروقراطية للغاية.

إعلان

ولم تتحرك معظم البلدان والشعوب إلا عندما استخدم رئيس منظمة الصحة العالمية مصطلح "جائحة" لأول مرة في 11 مارس/آذار 2020.

ولتحفيز تعاون دولي أكثر فعالية، اتفقت البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على مفهوم "حالة الطوارئ الوبائية" الذي هو الآن أعلى مستوى إنذار عالمي.

معاهدة

في ديسمبر/كانون الأول 2021، قررت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وضع اتفاقية بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لمواجهتها لتجنب الأخطاء الجسيمة خلال جائحة كوفيد-19.

لكن الأسئلة الرئيسية تظل بلا جواب، منها مسألة تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة والفوائد الناتجة عنها، أي اللقاحات والفحوص والعلاجات وكذلك مراقبة الأوبئة.

وحدد المفاوضون مايو/أيار 2025 موعدا نهائيا لإيجاد توافق.

كذلك، قام أكثر من 200 عالم من أكثر من 50 دولة بتقييم البيانات المتعلقة بـ1652 مسببا للأمراض -معظمها فيروسات- مما سمح لمنظمة الصحة العالمية بوضع قائمة هذا العام تضم حوالي 30 مسببا للأمراض قد تتسبب بأوبئة في المستقبل، مثل كوفيد-19 وحمى لاسا وفيروسات إيبولا وزيكا وماربورغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة کوفید 19

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحدث في العالم ؟

 

نحن اليوم أمام سؤال كبير لن ندركه بكل أبعاده طالما ونمط التفكير الذي يسيطر في التفاعل مع الأحداث هو نفسه دون تغيير، ثمة أحداث مماثلة قد حدثت في سياق التاريخ البشري حملت إجابات واضحة، لكننا ما نزال نتعامل مع القضايا الكبرى في حياتنا بذات نمط التفكير القديم الذي يؤمن بالكليات دون تحليل، أو تدقيق، أو معرفة الأبعاد والآثار، التي تترك ظلالا على الحياة بكل تموجاتها، ولذلك نجد التاريخ يتكرر في حياتنا، وتتكرر كل مآسيه وأحداثه دون وعي منا أو إدراك.

القضية ليست انسياباً وجدانياً، ولا الحياة عاطفة وطاقات إيمانية، ولكنها نظام دقيق، وقانون أكثر دقة، من أدرك تفاصيله وأبعاده استطاع البناء، وحقق وجودا فاعلا ومؤثرا في الحياة، وربما وجدنا في التاريخ القريب والبعيد ما يؤيد ذلك من خلال التأمل والتفكير، فمثلا في وقعة الخندق لم يمنع القوة الإيمانية من التعامل والتفاعل مع تجارب الأمم الأخرى، فكان الخندق فكرة جديدة غيرت مسارا وأحدثت متغيرا في النتائج، وفي الحديبية كانت هناك قوة مؤمنة ضاربة قادرة على الغلبة لكنها مالت إلى العقل، وقبلت ببنود صلح مجحفة فكان الانتصار من حيث ظن الكثير الهزيمة والهوان، فالعقل هو القوة الموازية للقوة الإيمانية وبتظافرهما يتحقق الوجود، وتنتصر إرادة الخير والعدل في المجتمعات الإنسانية .

والعالم اليوم يخوض صراعا وجوديا في مستويات متعددة ذات أبعاد وثقافات وتغاير كبير، ففي المستوى الحضاري حدث انفجار كبير جعل العالم يبدو كقرية صغيرة، وفي المستوى الثقافي المتعدد والمتنوع تاهت الحقائق والمسلمات ولم تعد هناك من ثوابت بل كادت الرياح أن تموج بكل القضايا ذات المنطق السليم، وقد تعددت وسائل التفاعل الاجتماعي والوسائط، حتى وصل الفرد إلى مرحلة الضياع والتيه، وتعززت قيم جديدة، وضاعت قيم كانت من الثوابت الجامعة للمجتمع البشري، وسادت نظم ثقافة التفاهة والانحطاط، وكل مشاهير الزمن اليوم والمؤثرين من الرعاع وعوام الناس من الذين لا يملكون فكرة أو معرفة سوى فكرة الابتذال والسقوط القيمي والأخلاقي، أما الجانب الاقتصادي فقد تبدلت وتغيرت كل أدواته وعلاقاته وبشكل متسارع وكبير فالغني بين غمضة عين وافتتاحها قد يصبح فقيرا، والفقير قد يصبح غنيا، والصراع اليوم على أشده في العالم، وبالعودة إلى زمن الدولة العربية القديم وتحديدا في زمن الدولة العباسية، نجد اتساع الدولة، وهذا الاتساع في الجغرافيا فرض اتساعا في التفاعل مع الثقافات، ولذلك نشأت مدارس فقهية متعددة تتعاطى مع الواقع الجديد وتدرسه وتحاول أن تشرعنه بالدليل النصي، أو النقلي، أو العقلي، أو الاجتهادي، حتى أصبحت الدولة ذات شأن عظيم يخافها الأعداء ويرسلون الهدايا تودداً إليها، فكان وجود الدولة الإسلامية قويا وقائدا للمجتمع الإنساني والحضاري والثقافي والتقني والعلمي، وبعد أن دبَّ الضعف في أركانها وتشتت أمرها بزغت الحضارة الغربية على أنقاضها واستفادت من العلوم والمعارف التي تركتها بين ظهرانينا، فكان العلماء المسلمون هم النبراس الذي أضاء مسالك الحضارة المعاصرة، وقد أضافوا إلى تلك المعارف معارف وعلوما جديدة فاشتغلوا دون ملل أو كلل ومال المسلمون إلى الدعة والسكينة دون أن يحققوا وجودا حضاريا وثقافيا جديدا على الرغم من أنهم يحملون رسالة الخيرية إلى البشرية جمعاء .

والسؤال اليوم الذي يجب أن نقف أمامه هو : ما الذي جعلنا نبدو في تصور العالم أننا أمة متوحشة تشكل عبئا على الحضارة الإنسانية المعاصرة وعلى الرفاه والحياة الكريمة ؟ هذا السؤال هو نفسه الذي يبعث فينا روح الهزيمة، وفي السياق روح الانتصار على الذات المنكسرة في كوامن انفسنا، فنحن نملك مقومات الحياة والرفاه ومقومات الحياة الكريمة للإنسان ونملك مقومات الانتصار للإنسان الذي يؤكد ديننا على حريته وتعزيز عوامل التكريم فيه، ويرفض استغلاله واستعباده والحط من قدره أو النيل من آدميته وبشريته، فالإسلام جاء من أجل تحرير الإنسان من عبادة البشر ومن استغلال البشر لبعضهم ليكون إنسانا حرا كريما، ومسار التاريخ الإسلامي وشواهده وقصصه وأخباره كثيرة وهي مبثوثة في التراث الثقافي الذي أم نعد نقرأه، وفي المقابل نجد تاريخ الأمم الأخرى التي توازى وجودها مع بزوع الحضارة الإسلامية يتحدث عن استغلال واستعباد للإنسان بل كادت بعض الأمم أن تأكل بعضها بعضا ولا ترى للبشر أي قيمة أو معنى سوى أنهم موجودون لخدمة أسيادهم الذين امتازوا عليهم بالثروة والسلطة والقوة، هذه الصورة تغايرت مع الضعف الذي أصاب المسلمين وضياع أمرهم وشتاته، ولعل أبلغ عبارة موجزة في هذا الأمر ما قاله أحد أقطاب عصر النهضة العربية الشيخ محمد عبده حين عاد من الغرب فقال : “ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين وعدت للشرق فوجدت مسلمين ولم أجد إسلاما ” وهنا تكمن الإشكالية للسؤال الذي علينا أن نبحث له عن إجابة في عالم اليوم الذي نعيش فيه ونشعر بعدم وجودنا فيه .

اليوم الأمة تباد في الشرق، تباد في فلسطين، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي اليمن، وشتاتها وضياعها واضح للعيان، وقضية وجودها في خارطة العالم الجديد لا قيمة ولا معنى له بل هناك من يساهم ويعزز هذا الضياع من بني جلدتنا ممن يتحدثون بلساننا ويؤمنون بديننا ولا سبيل لنا إلا بالعودة إلى مقومات وجودنا الثقافية والحضارية وبدون ذلك سنكون ضحايا هذا العالم المتغطرس والمستغل .

مقالات مشابهة

  • مقتل أكثر من 100 شخص بينهم كوادر منظمة دولية في هجوم على مخيم زمزم في السودان
  • اتفاق مبدئي بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة العالمية في المستقبل
  • جامعة أفريقيا العالمية.. جسر السودان الذي مزقته الحرب
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر تراجع الولادات الصحية
  • ما الذي يحدث في العالم؟
  • الزمالك يستأنف تدريباته استعدادًا لمواجهة حرس الحدود في الدوري
  • بسبب التعريفات الأمريكية ..الصين تقيم دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية
  • الصين تقيم دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية بسبب التعريفات الأمريكية
  • ما الذي يحدث في العالم ؟
  • تقارير فظيعة عن الاستعباد الجنسي الذي مارسته الدعم السريع بالسودان