هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بعد 5 سنوات من انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين ودمر الاقتصاد العالمي، يرى خبراء ومنظمة الصحة العالمية أن العالم لا يزال غير جاهز لمواجهة جائحة أخرى رغم كونه أفضل تحضيرا.
ما رأي منظمة الصحة العالمية؟هل العالم مستعد بشكل أفضل؟ قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي كانت في قلب المعركة لمكافحة كوفيد-19 "الجواب هو نعم ولا".
وقال "إذا حدثت جائحة جديدة اليوم سيواجه العالم نقاط الضعف نفسها".
وأضاف "لكن العالم استخلص أيضا دروسا مؤلمة من الجائحة واتخذ خطوات مهمة لتعزيز دفاعاته".
وفقا لماريا فان كيرخوف عالمة الأوبئة الأميركية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية "تحسنت أمور كثيرة بفضل وباء الإنفلونزا عام 2009 (H1N1) وأيضا بفضل كوفيد".
وأضافت "لكنني أعتقد أن العالم ليس مستعدا لمواجهة جائحة أخرى أو وباء جماعي".
العالم غير مستعد
يقول فريق الخبراء المستقلين المعني بالتأهب والاستجابة للأوبئة الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية بصراحة "في عام 2025، لن يكون العالم مستعدا لمكافحة تهديد وبائي جديد"، بسبب انعدام المساواة الذي لا يزال قائما في الوصول إلى التمويل والأدوات اللازمة لمكافحة الأوبئة مثل اللقاحات.
إعلانأوضحت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لوكالة الصحافة الفرنسية أن نجاح وسرعة إنتاج اللقاحات التي تستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال قد "يغير قواعد اللعبة" خلال الأزمة الصحية العالمية المقبلة.
لكنها تشعر بالقلق من أن استخدامها في التصدي لتهديد مستقبلي سيواجه "مشاكل كبيرة" خصوصا بسبب المستوى "الضخم" من المعلومات المضللة.
ورأى توم بيكوك عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، أن احتمال انتشار جائحة إنفلونزا الطيور H5N1 يجب أن يؤخذ "على محمل الجد". في الوقت الحالي، لا ينتقل الفيروس بين البشر لكنه ينتشر على نطاق واسع في الكثير من الأنواع الحيوانية.
وذكرت ميغ شيفر عالمة الأوبئة في معهد ساس الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية "لا أعتقد أننا أكثر استعدادا مما كنا عليه مع وباء كوفيد".
وترى أننا سنحتاج بين 4 و5 سنوات أخرى حتى تتمكن سلطات الصحة العامة من رصد وتقاسم المعلومات بسرعة أكبر.
لكنها "تثق" في الدروس التي تعلمها العالم خلال تفشي جائحة كوفيد-19 للحماية كالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.
خطوات ملموسة ومستوى إنذار
تم افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية الجديد للوقاية من الأوبئة عام 2021 في برلين، وهو مخصص لجمع المعلومات لكشف التهديدات وتخفيفها بشكل أفضل.
وافق صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي الذي تأسس عام 2022، حتى الآن على تمويل بقيمة 885 مليون دولار، مخصص لنحو 50 مشروعا تغطي 75 دولة.
تم افتتاح مركز نقل التكنولوجيا لتطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال في جنوب أفريقيا عام 2023 بدعم خاص من منظمة الصحة العالمية، وكذلك عام 2022 مركز تدريب عالمي للتصنيع الحيوي في كوريا الجنوبية لتحفيز إنتاج شركة الأدوية المحلية.
في 30 يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية عامة ذات أبعاد عالمية، وهو أعلى مستوى تأهب لكن بترتيبات بيروقراطية للغاية.
إعلانولم تتحرك معظم البلدان والشعوب إلا عندما استخدم رئيس منظمة الصحة العالمية مصطلح "جائحة" لأول مرة في 11 مارس/آذار 2020.
ولتحفيز تعاون دولي أكثر فعالية، اتفقت البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على مفهوم "حالة الطوارئ الوبائية" الذي هو الآن أعلى مستوى إنذار عالمي.
معاهدة
في ديسمبر/كانون الأول 2021، قررت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وضع اتفاقية بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لمواجهتها لتجنب الأخطاء الجسيمة خلال جائحة كوفيد-19.
لكن الأسئلة الرئيسية تظل بلا جواب، منها مسألة تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة والفوائد الناتجة عنها، أي اللقاحات والفحوص والعلاجات وكذلك مراقبة الأوبئة.
وحدد المفاوضون مايو/أيار 2025 موعدا نهائيا لإيجاد توافق.
كذلك، قام أكثر من 200 عالم من أكثر من 50 دولة بتقييم البيانات المتعلقة بـ1652 مسببا للأمراض -معظمها فيروسات- مما سمح لمنظمة الصحة العالمية بوضع قائمة هذا العام تضم حوالي 30 مسببا للأمراض قد تتسبب بأوبئة في المستقبل، مثل كوفيد-19 وحمى لاسا وفيروسات إيبولا وزيكا وماربورغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة کوفید 19
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: فيروس"إتش إم بي في" في الصين لا يشكل تهديدًا
قالت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن فيروس الجهاز التنفسي "إتش إم بي في" في الصين "شائع" ولا يشكل تهديدًا.
انتشار فيروس جديد فى الصين ودون لقاح الصين : ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال التبت إلى 126 قتيلا
وبحسب"سكاي نيوز عربية"، أوضحت منظمة الصحة العالمية إن المنظمة على اتصال بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وأشارت إلى أنه تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية أن العديد من التهابات الجهاز التنفسي تنتشر في الصين، كما هو معتاد في فصل الشتاء، بما في ذلك "الأنفلونزا و/آر إس في/ وكوفيد-19 و/إتش إم بي في
وأوضحت، أن الفيروس يجذب الكثير من الاهتمام لأنه ليس اسما مألوفا، ولكن تم اكتشافه في عام 2001
وبدأت وسائل الإعلام الصينية في أوائل ديسمبر تتناول ارتفاع حالات الإصابة بفيروس الالتهاب الرئوي البشري "إتش إم بي في"، وهو ما أثار مخاوف صحية عالمية بعد خمسة أعوام على اندلاع جائحة كوفيد - 19 في الصين.
وأشارت إلى أن "إتش إم بي في" هو فيروس شائع ينتشر في الشتاء والربيع
وأضافت هاريس أن "مستويات التهابات الجهاز التنفسي التي تم الإبلاغ عنها في الصين تقع ضمن المستوى المعتاد لموسم الشتاء... وأفادت السلطات بأن استخدام المستشفيات أقل حاليا مما كان عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، ولم تكن هناك إعلانات أو استجابات طارئة".