إعجاز القرآن: الفتيل والنقير والقطمير.. معانٍ عميقة للأشياء الصغيرة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تناول الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، شرحًا دقيقًا للمعاني اللغوية والرمزية لكلمات "الفتيل"، "النقير"، و"القطمير" في القرآن الكريم، موضحًا كيف تجسد هذه الكلمات أمثلة للشيء القليل أو التافه، لتُستخدم في السياقات القرآنية للدلالة على دقة المعنى وعمقه.
الفتيل: الخيط الدقيق في شق النواةالفتيل يُعبر عن خيط رفيع للغاية يوجد داخل شق النواة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم ثلاث مرات:
في سورة النساء (آية 49):"ولا يُظلمون فتيلاً"، في إشارة إلى عدل الله المطلق.
في سورة النساء (آية 77):
"ولا تُظلمون فتيلاً".
تؤكد هذه الآية أن الله لا يُنقص من أعمال البشر شيئًا.في سورة الإسراء (آية 71):
"ولا يُظلمون فتيلاً"، مخصصةً للمؤمنين بوعد الله بتوفيتهم حقوقهم كاملة.النقير: النقطة في ظهر النواة
النقير يمثل النقطة الصغيرة جدًا على ظهر النواة، وذكر في القرآن مرتين:
في سورة النساء (آية 53):"فإذاً لا يُؤتون الناس نقيراً".
وصفًا لشدّة بخل اليهود.في سورة النساء (آية 124):
"ولا يُظلمون نقيراً".
تأكيدًا لعدالة الله مع المؤمنين في توفية أعمالهم.القطمير: القشرة الرقيقة على النواة
القطمير هو الغشاء الدقيق الذي يغطي النواة، وجاء ذكره في سورة فاطر (آية 13):
"والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير".
تشير الآية إلى عجز كل ما يُعبد من دون الله عن امتلاك أو تقديم أي منفعة، حتى لو كانت بحجم هذا الغشاء.
تُظهر هذه الكلمات الثلاث في مواضعها المختلفة دقة اللغة القرآنية، إذ استخدمت أمثلة صغيرة في الحجم، لكنها عظيمة في المعنى، لتوضيح عدل الله المطلق، بخل بعض الأقوام، وعجز من يُعبدون من دون الله عن أي تأثير.
تحمل هذه الكلمات رسائل تعبر عن عدل الله ودقة ميزانه، ما يدعونا للتفكر في معاني الآيات وأثرها العميق في فهم الحياة والدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفتيل جمعة مختار جمعة وزير الأوقاف السابق سورة فی سورة النساء
إقرأ أيضاً:
زفاف مى فاروق.. أَسْقَطَ عَقُولَا اِنْقَادَت لِلْهُوَى
اِقْتَضَت سُنَّةَ اللَّهِ وشَرِيعَته فى الكَوْنُ، أُنْ يُكَوُّنّ الإنْسَانِ أعْظَمُ مَخْلُوقَاته فِى الأَرْضِ، لِيُكَوُّنّ خَلِيفَته فِيهَا، يمارس مهمته فى التعمير والبناء، وإعْلاَءُ قَوْلُ الْحَقِّ وإقَامَةُ العَدْل، وقد ذُهِّبْت الآية الكريمة فى ذلك بقوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً» الآية رقم (٣٠) من سورة البقرة، وعلى هدى هذا النص القرآنى الكريم، يعتبر الإنْسَانِ هوَ الثروة البشرية الحقيقية لهذا التقديس لإقامة شعائر اللَّهِ فِى الأَرْضِ، وللحفاظ على استمراريتها واستمرارية النوع البشرى والحفاظ عليه من الانقراض، شَرَعَ اللَّهِ شَعِيرَة الزَّوَاجُ وهو اقتران الذكر بالأنثى، أو اِرْتِباط رجل بامْرَأَةٍ اِرْتِباطاً شَرْعِيّاً، وهذه الرابطة العقدية تقتضى بها القواعد الفقهيه الدينية والمذهبية، وتنظمها القوانين والتشريعات الوضعية، وعن نظرة الإسلام للنكاح يراه هو السبب فى وجود الحياة البشرية على وجه الأَرْضِ، فهوا عصبها وإرادة اللَّهِ لها البقاء والعيش فى حب وأمان واستقرار وسلام، لقد عظُمَ اللَّهِ الزَّوَاجُ وكرَّمه وبجَّله ووقَّره، ورآه عظيمًا بتجلى عظمة قدرته، وقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية رقم (21) من سورة الروم، وقد حُثَّت عليه السنة النبوية الشريفة،وجعلته سُنَّة الإسلام وَعَنْ أبى ذر رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهِ وسلم: «إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ» أخرجه أحمد فى «مسنده».
وَعَنْ مصالح الزَّوَاجُ العظيمة ومقاصده الشريفة الكريمة، أكدت مطربة الأوبرا الفنانة مى فاروق على حقها برجحان هذا الحق فى زَّوَاجُ شرعى، بعد أن صارت «ثيِّبًا» وفارَقَتْ زَوْجَهَا الأول، وتم عقد ميثاق شرعى على زوجها الثانى الفنان النجم الشاب محمد العمروسى، وهو أيضا زَوَّجَ لِزيجَة سابِقة، ومن ثم تجمعت إرادة الزوجين،على أحقيتهم فى هذا الموروث الإنسانى، والفطرة البشرية السليمة التى فطر اللَّهِ الناس عليها، لإقَامَةُ شَرَعَ اللَّهِ فى الأَرْضِ، بتَوْثِيقُ هذا العَقْدُ وتحريره بالطَّريقة الشَّرعيَّة، قِرَاناً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فى مَوَدَّةٌ ورَحْمَةَ مُهْتَدِينَ بهُدَيَه وسنة رسوله الكريم، وبإِشْهارٌه والاحْتِفَاءً به تَرْحِيباً وَتَكْرِيماً أَمَامَ النَّاسِ كَافَّةً.
وفى وسط فَرْحَةٌ حَفَلَةٌ الزِّفافُ لهذا العُرْسُ، الذى يُشَارِك فَرْحَةٌ السُّرُورُ والْبَهْجَةُ فيه، أهل الفن والطرب ومطربى دار الأوبرا، يشاركهم أبناء الزوجة مى فاروق غِبْطة هذا الْفَرَحُ ومسرّه، وفَجْأةً خَياليَّة غَيْرَ متوقّعة، يخرج علينا شِرذِمَةُ من نُفاياتٌ مواقع التواصل الاجتماعى، أَعَمَّاهم الجَهْلُ بِضَلاَلِهِمْ لأَنَّهُمْ لَا يَقُيمُونَ لشَعَائِرَ اللَّهِ وَزْناً، فَهُمْ لا يُدَرِّكُون الأَخْطَاءِ من سلامة التعبير فى القوْلُ، التى تمجُّه الأسماعُ ويَتَنَافَر منها المجتمع ويَأْبَاه كُرْهًا، بعد أن قامو هؤلاء الْمُتَشَدِّقُونَ بتنمرهم وسُوءُ خُلُقِهم، واستهتارهم بالحياة الخاصة لنجل المطربة القاصر، كأنهم عباقرة فى شرح لغة الجَسَدُ، وتَحْدِيدٌ فى تعابير وَجْهِ الطفل بمظهره المادى والمعنوى، المعبر بغضبه على هذا الزَّوَاجُ مع شرح تفصيلى زائف، للحركات والإيماءات والملامح الظاهرة على باقى أجزاء جسده، وهذا مَا إِلَّا تهويلاً من هؤلاء الفوضويون الْكَاذِبُونَ أصحاب النفوس الخبيثة، الذين إختلقو واقعة بعيدة كل البعد عن الحقيقة وليس فيها أصل من الوجود، ولكن بأفعالهم وانحرافاتهم قد اُنْتُهِكُوا حرمة الحياة الخاصة لصورة الطفل ومظهره المادى، بالاشارة إلى حركات وإيماءات أعْضَاءِ جَسَدُه وْ مَلاَمِحِ وَجْهِ، على مرأى ومسمع رواد الفضاء الإلكترونى دوَّنَ اِعْتِبارٌ للحق فى الخصوصية، أو الضمانات القانونية اللازمة لحماية هذا الحق، وليس أمامى إلا توجيه رسالة لهؤلاء نُحَذِّر فيها، من محارم اللَّهِ أو تَعَدَّى حُدُودُه، ولا تَكُونُوا من الظَّالِمِينَ أو عونًا لَهُمْ،لانَ ابنُ آدم مسئول أَمَامَ اللَّهِ عن قوله وفعله وعمله، وقد ذكر ذلك فى قوله تعالى: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» الآية رقم (١٨) من سورة ق: وقوله تعالى «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»الآية رقم (٣٦) من سورة الإسراء، ثم حديث رسول الله عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضى الله عنه بقول رسول الله الكريم له: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!».رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ومن خلال هذا المقال أَقُدِّم التهنئة إلى الْعَرُوسَيْن بحديث أشرف خلق الله بقوله لحديث أبى هريرة - رضى الله عنه - أَن النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِى خَيْرٍ». رواه الترمذى.