هيئة كبار العلماء تُحيي ذكرى ميلاد الشيخ عبد الفتاح بركة، ففي مثل هذا اليوم، التاسع من يناير عام 1932م، الموافق العاشر من رمضان سنة 1350هـ، وُلِدَ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عبد الله طه محمد بركة في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، لينشأ في أسرة مُلتزمة بالدين والعلم، حيث حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلَّم في معاهد الأزهر الشريف، مما أسهم في تكوينه العلمي والديني.

رحلة علمية حافلة

بدأ الشيخ عبد الفتاح رحلته العلمية في معهد دمياط الابتدائي، ثم انتقل إلى معهد القاهرة الثانوي، حيث حصل على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1952م. اختار كلية أصول الدين وتلقى العلم على يد نخبة من العلماء البارزين أمثال الشيخ محمد السماحي والشيخ سليمان دنيا.

كان لفضيلته دور بارز على المستوى الدولي منذ دراسته الجامعية، حيث شارك في مؤتمر علمي لطلاب جامعات آسيا وأفريقيا في إندونيسيا عام 1956م، وزار الصين ضمن وفد طلابي مصري بدعوة من الحكومة الصينية.

تدرُّجه الوظيفي

عُيِّن الشيخ عبد الفتاح مدرّسًا بمعهد جرجا الثانوي عام 1957م، ثم نُقل للعمل في مكتب شيخ الأزهر الدكتور عبد الرحمن تاج.

 تنوعت مهامه بين التدريس والعمل الإداري والبعثات الخارجية، حيث عمل في الصومال، كندا، السعودية، العراق، قطر، وأستراليا.

نال درجة الماجستير عام 1966م عن رسالته "الكندي بين الأصالة والتقليد"، ثم حصل على الدكتوراه عام 1970م برسالته "الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية". تقلَّد العديد من المناصب، منها أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، وأمين مساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ثم أمين عام للمجمع عام 1986م.

مساهماته العلمية

أثرى الشيخ عبد الفتاح المكتبة الإسلامية بمؤلفات رائدة في العقيدة، التصوف، والفكر الإسلامي. من أبرز أعماله:

"الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية""آداب المريدين""العقيدة وبناء الإنسان""أخلاقيات العلم وأزمة الحضارة الحديثة""دور الاستشراق في تغريب المرأة المسلمة".

كما شارك في مؤتمرات دولية بارزة، منها مؤتمر الأديان في اليابان ومؤتمر السيرة والسنة في إسلام آباد.

عطاء مستمر

اختير الشيخ عبد الفتاح بركة عضوًا مؤسسًا في هيئة كبار العلماء بعد إعادة تشكيلها عام 2012، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في نشر العلم وخدمة الإسلام.

تظل مسيرة الشيخ عبد الفتاح عبد الله بركة نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص للعلم والدين، حيث كرَّس حياته لخدمة الإسلام وتعزيز القيم الروحية والفكرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هيئة كبار العلماء الأزهر شيخ الأزهر الشیخ عبد الفتاح

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يحذر من خطورة الفكر التكفيري لتنظيم داعش ويفنده بالأدلة

 يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في إطار جهوده المستمرة لمكافحة الفكر المتطرف، تفنيد مزاعم الجماعات التكفيرية التي تحاول تشويه تعاليم الإسلام السمحة. 

وفي أحدث تقاريره، كشف المرصد زيف الادعاءات التي يروجها تنظيم "داعش" الإرهابي في خطابه الدعائي، والذي يستغل مفاهيم شرعية مثل “العزة” و"التوحيد" لتبرير تكفير المجتمعات الإسلامية وشرعنة العنف والقتل باسم الدين.

وتناول التقرير المقال الافتتاحي لصحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم، الذي حمل عنوان "سبيل العزة"، حيث يحاول التنظيم تقديم تكفير المجتمعات الإسلامية على أنه السبيل الحقيقي لنصرة الدين، متجاهلًا أن التكفير المطلق يتنافى مع مبادئ الإسلام التي تحث على العدل والإنصاف، وهو ما أكدته النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع العلماء.

مرصد الأزهر: تصاعد اليمين المتطرف في ألمانيا ينذر بمخاطر على المهاجرين والتعايش السلميمرصد الأزهر يحذر من تنامي نفوذ داعش في أفريقيا وعبد القادر مؤمن مرشح لقيادة التنظيم عالميًامرصد الأزهر يدين حادث الدهس في مانهايم الألمانية ويؤكد رفضه لاستهداف الأبرياءالإرهاب يتسبب في تعليق صلاة التراويح بالكونغو.. ومرصد الأزهر يعلق

و يرى مرصد الأزهر أن الحكم على مجتمعات بأكملها بالكفر يتناقض مع المنطق والفطرة السليمة، إذ إن الإسلام وعد بحفظ الأمة وعدم اجتماعها على ضلالة. كما أن مبدأ المحاسبة الفردية في الإسلام لا يجيز تعميم الأحكام على الأفراد استنادًا إلى سياسات الحكومات، مستشهدًا بقوله تعالى :﴿ألَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾  النجم: 38

وأكد التقرير أن القرآن والسنة النبوية يرفضان نهج التكفير العشوائي، حيث نهى الله عن التسرع في اتهام الناس بالكفر، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ النساء: 94

كما حذرت السنة النبوية من خطورة إطلاق التكفير جزافًا، حيث قال النبي ﷺ: إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما" متفق عليه.

وأجمع علماء الأمة عبر العصور على أن التكفير من القضايا الخطيرة التي لا يجوز التهاون فيها، وأكد الإمام النووي أن المسلم لا يُحكم بكفره إلا إذا أتى بأمر لا يحتمل التأويل.
وتابع المرصد أن انتشار فكر داعش التكفيري  أدى إلى تمزيق وحدة المسلمين، من خلال تفتيت الصف الإسلامي وإشعال الفتن الداخلية، بدلًا من توجيه الجهود نحو البناء والإصلاح. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استغل الإعلام الغربي جرائم التنظيم في تشويه صورة الإسلام عالميًّا، مما ساهم في تفاقم موجات الإسلاموفوبيا وزيادة الاضطهاد ضد المسلمين في العديد من الدول. كما أن التنظيم، عبر دعايته المضللة، تمكن من إفساد عقول الشباب، مستغلًا جهلهم بالمفاهيم الدينية الصحيحة، حيث خدعهم بشعارات زائفة تزين لهم العنف والتطرف، ليصبحوا أدوات في يده ينفذون أجنداته التخريبية، مما يضاعف من أزماته داخل الأمة الإسلامية.

ويدعو مرصد الأزهر المسلمين كافة، وخاصة العلماء والدعاة والمفكرين، إلى مواجهة الفكر التكفيري بنشر الوعي وتعزيز مبادئ التسامح، حتى لا يُخدع الشباب بمزاعم الإرهاب، مؤكدًا أن الإسلام دين سلام ورحمة، لا دين تكفير وعنف، وأن مواجهة التطرف مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجميع لحماية المجتمعات من خطر الفكر الهدام، والحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية من التشرذم والانقسام.

مقالات مشابهة

  • من الجامع الأزهر.. احتفالية كبرى بذكرى العاشر من رمضان بحضور كبار العلماء والمسؤولين
  • الأزهر الشريف يُحيي ذكرى العاشر من رمضان باحتفالية كبرى في الجامع
  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الأزهر الشريف بذكرى انتصار العاشر من رمضان
  • مرصد الأزهر يحذر من خطورة الفكر التكفيري لتنظيم داعش ويفنده بالأدلة
  • شيخ الأزهر: العلماء اتفقوا على أنه لا ترادف في أسماء الله الحسنى
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصلاة ركن أساسي في الإسلام ولا تسقط إلا بحالتين
  • الرئيس السيسي: ذكرى العاشر من رمضان تمثل صلابة الشعب المصرى وقدرته على صد العدوان
  • محافظ سوهاج يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان
  • أحمد كريمة: من يقول إن النبي سحر يهدم الإسلام
  • مفاجآت علمية جديدة.. لماذا حرم الإسلام أكل الحيوانات المفترسة؟