شهد مسرح البحيرة بمتنزه القرم الطبيعي أمسية للشعر الشعبي في ليلة شتوية مفعمة بالكلمات العذبة التي لامست قلب الحضور لبساطة كلماتها التي كتبت باللهجة المحلية العمانية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ليالي مسقط.

أدار الأمسية الشاعرة أصيلة بنت سيف السهيلية، التي تألقت في تقديم الشعراء وبتفاعلها مع الحضور، وشارك في الأمسية كل من الشاعر فهد بن سرور السعدي، والشاعر فيصل بن عبدالله الفارسي، والشاعر صقر بن عبدالله المزروعي، والشاعرة سارة بنت علي البريكية، والشاعر سيف بن سعيد الريسي.

تألق الشعراء بإلقاء قصائدهم التي تنوعت في مدح القائد المفدى وأخرى في حب الوطن التي عاش فيها الحضور شعوراً بالفخر والاعتزاز بهويتهم ووطنيتهم وذلك بدلالة تصفيقهم المستمر على مواضع الفخر بالإضافة إلى قصائد الغزل التي دائماً ما ينتظرها الجمهور ليوقظ مشاعره الدفينة واحياناً للمتعة ، وأبدع الشعراء في رسم صوة فنية كتبوها باللهجات المحلية، معبرين عن مشاعرهم في كل قصيدة بلغة قريبة من حياة الناس اليومية بطريقة غير متكلفة، حيث يعتبر الشعر الشعبي هو الأقرب دائماً لقلوب الجمهور في كل مكان بالإضافة إلى كونه جزء من الهوية اللغوية العمانية والتراث الثقافي.

وقالت الشاعرة رحاب بنت حارب السعدية عضو اللجنة الثقافية المنظمة لفعاليات ليالي مسقط ببلدية مسقط ان الأمسيات الشعرية في ليالي مسقط لها طابع مختلف عن باقي الأمسيات التي تعوّد عليها الشعراء، حيث تنفذ في مكان محاط بجماليات الطبيعة وفي الهواء الطلق في ليالي شتوية ليحلق فيها الشعراء لتدفئة قلوب الحضور بجمال قصائدهم وتنوع مواضيعهم، فقد كانت ليلة من ليالي مسقط التي نشيد بها بحضور الشعراء المبدعين الذين نثروا أعذب القصائد وتفاعل معهم الجمهور بشكل ملحوظ ليرضي غرور الشعراء ويرفع من معنوياتهم فهكذا طبيعة الأمسيات الشعرية الجماهيرية دائماً ما يكون لها طابع مميز في نفس الشاعر.

وعن سبب اختيار ثيمة الشعرالشعبي لهذه الليلة قالت السعدية انه من باب التنويع فقد كانت هناك أمسية شعرية للشعرالفصيح تم تنفيذها في مؤسسة بيت الزبير ضمن فعاليات ليالي مسقط وسنقوم بتنفيذ أمسية شعرية اخرى في سور آل حديد تجمع بين الفصيح والنبطي.

واضافت قائلة: " ونحن في اللجنة الثقافية المنظمة لفعاليات ليالي مسقط حريصين على اختيار الأسماء المشاركة وتنفيذ الفعالية بالشكل الذي يرضى المشارك وزائر الفعالية وهنا يكمن دور الترفيه في تقديم المادة الثقافية المرجوّه لحضور فعاليات ليالي مسقط"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لیالی مسقط

إقرأ أيضاً:

سلطان: نكرّم من يكتبون الشعر الهادف والبعيد عن الأغراض الشخصية

الشارقة: «الخليج»
كرّم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الثلاثاء، الشعراء الفائزين بجائزة القوافي 2024، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي.
جاء ذلك خلال استقبال سموّه للمشاركين من ضيوف مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية والعشرين، من مختلف أنحاء الوطن العربي وبعض الدول الإفريقية من الأدباء والشعراء والإعلاميين، والذي انطلق، مساء أمس الأول الاثنين.
وألقى صاحب السموّ حاكم الشارقة كلمةً بهذه المناسبة حيّا فيها أصحاب الكلمة من الشعراء والشاعرات من حضور المهرجان، والفائزين والفائزات بالجائزة وغيرهم ممن يحرص على كتابة الشعر من الشباب والأجيال الجديدة من متذوقي اللغة العربية بجمالها وإبداعها.
وبارك سموّه لهم الفوز، مشيراً إلى أن الغرضُ هو تكريم من يكتبون الشعر الهادف والبعيد عن الأغراض الشخصية، لأن الفكرة هي تذوق الأدب والبلاغة، وأن التكريم للشاعر يُقصدُ به تحفيزه لشيء أجمل وتوجيهه للكتابة والاجتهاد أكثر.
وأثنى سموّه على دور الأجهزة الإعلامية وتلفزيون الشارقة في تخصيص برامج لبث ونشر أخبار بيوت الشعر والشعراء وأنشطتهم، ما يسهم في نقل الناس إلى بيت الشعر في كل بلد وهو جزءٌ مهم من العمل المفروض لإحياء الشعر والتعرف إلى شعراء تلك البلدان عن قرب.
وتناول صاحب السموّ حاكم الشارقة تجربة بيوت الشعر التي أُنشئت بتوجيه ومتابعة من سموّه في المدن العربية المختلفة، حيث إنها فتحت نوافذ للشعراء، مشيداً سموّه بتجربة أهل بيت الشعر في مدينة القيروان بالجمهورية التونسية والذين خرجوا من المدينة إلى فضاء أرحب في البادية، وكانت نقلةٌ جميلةٌ لمن تابعها وشاهدها كيف أن أرض تونس تغطّت كلها بالشعر، وكذلك بيت الشعر في مدينة الأقصر في جمهورية مصر العربية، والذي على الرغم من موقعه الجغرافي البعيد عن العاصمة إلا أن أنشطته متواصلة وتستقطبُ جمهوراً غفيراً.
وقال سموّه «هناك بلدانٌ معروفٌ عنها أن أهلها يحبون الشعر، ونحن نسعى لها لتنمية ما بها وإيجاد الشباب الذين هم أبناء شعراء أيضاً، ونأمل بأن تستمر بيوت الشعر وتنتشر في الوطن العربي والقصد أننا كلنا نلتقي فيها كشعراء ونلتقي كذلك بالشارقة».
وأشار صاحب السموّ حاكم الشارقة في ختام حديثه إلى فكرة وأهداف مجلة «القوافي» التي تحمل الجائزة اسمها وتصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، ودورها في تقديم الشعراء وتحفيزهم للكتابة والنشر وتكريمهم، وهي كمجلة متخصصة تعمل على تعريف متذوقي الشعر، ما مضى منه وما هو موجود على الساحة الآن، وتسهمُ كذلك في توجيه تجربة الكتابة للشعراء والتي يجب أن تكون للإسهام في إعطاء الأمة الأمل، وتذكّرها بالأيام الخالدة لها في التاريخ، وهو ما يسعى له سموّه في كتاباته التي تستهدف تدوين التاريخ المضيء والتلاقي في الفكر والمحبة.
وتفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة بتكريم الشعراء الفائزين، حيث ألقى كل واحد منهم قصيدته الفائزة، وتنوعت الموضوعات التي تناولها الشعراء ما بين الحنين إلى الوطن وفضل الأمهات، وهواجس النفس البشرية، وتساؤلات الشاعر عن الحياة والشعر، ومدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، والإيمانيات، وغيرها، كما تفضل سموّه في نهاية اللقاء بمصافحة الشعراء والحضور، وتسلم عدداً من الإهداءات الخاصة من الشعراء من الدواوين الشعرية والكتب المتنوعة.
وأعرب الحضور من الشعراء المكرمين عن خالص امتنانهم وتقديرهم إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة على رعاية سموّه لأصحاب الكلمة والشعراء، وجميع الأدباء والمبدعين في مختلف ضروب الإبداع والفنون، وعلى تكريمهم وتشريفهم باختيار قصائدهم، لتكون في سجّل جائزة القوافي المتميزة.
وألقى الشاعر حميد الشمسدي من المملكة المغربية قصيدته بعنوان «أميلٌ إلى نفسي»، ويقول فيها:
لبستُ مــــن الإنســـــانِ خـــــــيرَ خِصالهِ
فأعظِمْ بهـــــا مــــــن جُبّةٍ مـــــــــــا أجَـــــــــــــــــــلَّها
إذا مــــالَ مِن رُكنِ الهَوى قيدُ شَعرةٍ
أمـــــــــــيلُ إلـــــــــى نفســــــــــــي لأعْـــــــــــدِلَ مَيْلَها
وقرأ الشاعر أنس الحجار من سوريا قصيدته بعنوان: «جُنونُ الماء»، ويقول فيها:
نــــــــــوحٌ، ضجيجٌ، جُنونُ الماءِ، رائحةٌ
حـــــــولي حُشــــــودٌ ولــــــكن لا أرى أحدا
حــــــاولتُ إيقـــــــــاظَ صَلْصالي بأوْرِدَتي
فــــكيفَ أوقـــــظُ طين الّروحِ إذْ رَقدا
ومن الجزائر، ألقت الشاعرة سمية دويفي قصيدتها المعنونة «وجهُ الماء»، تقول فيها:
أمــــــــــــرُّ ببالِ الحـــــــــــزنِ أضغاثُ فرحةٍ
يمــــــــــــرُّ ببالِي الليلُ ضــــــــــــوءاً مــــــــــؤجّلا
وترْهبُني الغيماتُ إن بُحْـــتُ للنّدى
بأنّــــــــــــــي عــــــــــــطر خــــــــــــانَ زهــــــــــــــــــراً مُبللا
وألقت الشاعرة جمانة الطراونة من الأردن قصيدتها بعنوان «وَقعُ السّنابك»، وتقول فيها:
وَقْـــــــــــعُ السَّـــــــــــنابكِ «بحرٌ» لا يُحيطُ بهِ
عِلْــــــــــــــمُ «الخليلِ» فَــــــــــــــلا جِـــــــــزْرٌ ولا مَـــــدُّ
ومــــــــــــا جَــــــــــــــوادُ قـــــــــريضي حِـــــــينَ أَلْـــــــكُزُهُ
عِنــــــــــدَ المضـــــــــــامــــــــــــيرِ إلاّ أرقــــــــــــطٌ فَــــــــــهْدُ
ومن المملكة المغربية قرأ الشاعر عمر الأزمي، قصيدته المعنونة «إنّي يتيمُكَ» ويقول فيها:
أعْـــــــمى ومَعْناكَ: لُـــــــــطْفُ اللهِ بالبَــــــشرِ
مــــــــرّرْ يـــــــديــــــكَ لِــــــــــكيْ يرتَــــــدَّ لي بَصَـــــــــــــري
أعْـــــــمى أتيْتُكَ، أمــــــــــضي دونَــــــــــما جِهــــةٍ
وخَلــــــــــفَ ظـــــــــــــهْري ضــيَاعٌ يقتفي أثري
وقرأ الشاعر محمد طايل من جمهورية مصر العربية قصيدته بعنوان «أسْتَرِح»، ويقول فيها:
تــــــــقبّلتُ دَرْبِـــــي وابْتسمتُ لِـــــــوُجْــــــــهَتِي
وصـــــــادفتُ أحــــزانِي ولــــــــــــــــمْ أتعجّبِ
وأدّيــــــــتُ دورِي مثلما ضــــــــــــاقَ زورقٌ
بِرُكــــــــــــنٍ ضـــئيلٍ عِــــــندَ حَـــــافةِ مَرْكبِ
ومن المملكة العربية السعودية، ألقى الشاعر أحمد بن عيسى الهلالي قصيدته بعنوان «سَحابةٌ عاشِقةٌ»، ويقول فيها:
إنّهـــــــــا الأرضُ حـــــــــــين تُنْبِــــــــــــتُ حُــــــــــــبّاً
أزلـــــــــيّاً، ســـــــــــيصنعُ الحُــــــــــبُّ فَـــــــــــرقا
إنّهــــــــا الطّائـــــــــــفُ الّتي ذابَ فــــــــــــــــــــيها
مـــــــاءُ صــــوْتي فـأنْبَتَ الرّجْعُ عِذْقا
وألقى الشاعر عبد الله علي العنزي من دولة الكويت قصيدته بعنوان«حِقْبةٌ لِزمنٍ مفقود»، ويقول فيها:
أنــــا الـــــــــــــزّمنُ المفقـــــــــــودُ فــي كُــــــــــــلَّ حِقبةٍ
وعــــــينايَ فـــــــي كُـــــــــلُّ العُصــــــــــورِ تُحـــــــــــدّقُ
أُرَبّــــــــــــي حمـــــــــــــــــامــــــــــــــاتِ الســـــــــــــــــلامِ ولا أرى
ســــــــــــــوى مــــــــــــــوتِها في الأُفــــــــــقِ حــــــينَ تحلّقُ
ومن السنغال قرأ الشاعر محمد الهادي سال قصيدته «السّراج» في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، ويقول فيها:
تَــــــــــــــولّى سَقامُ الجــــــــهلِ والنّفـــــــسِ مُدبراً
وأشــــــــــــــــرقَ نهــــــــــــــــــجٌ بالــــــــــــــــــــكِتابِ صَــــــــــــحيحُ
فـــــــــأرْشـــــــــــــــدَ ضِــــــــــــلّيلاً ونَبّـــــــــــــــــه غــــــــــــــــافِــــــــــــــــلاً
وأَبْــــــــــــــــــــرأَ جَــــــــــــــــــــفْناً أمْــــــــــــــــــــــرَضَتْهُ قُــــــــــــــــــــروحُ
وألقى الشاعر مصطفى مطر من جمهورية مصر العربية قصيدته بعنوان «النّحّات»، ويقول فيها:
أنا يــــــــــا غُــــــــــــــــرْبةَ الشُّـــــــــــــــــعراءِ حُــــــــــــــــــــــلْمٌ
تَـــــــــــرَدّى فــــــــــــي الحـــــــــــــــياةِ بِــــــلا ضِفافِ
دَمــــــــــي فـــــي الأرْضِ يَطلُبُني وأشْــــــــــقَى
وقـــــــــلْبي فـــــــــي الحقيقةِ شِــــــــــــبهُ غـافِ

وألقى الشاعر محمد طه العثمان من سوريا قصيدته بعنوان«عتباتٌ من مجازٍ عتيق»، يقول فيها:
بِــــــــــــــــلادٌ كَــــــــــــسَتْني الشّـــــــعْرَ حُلماً وبُرْدةً
بإيحــــــــــــــاءةٍ تــــــــــــــــرْقى، وإيمـــــــــــــــاءةٍ تَــــــــــصبو
تَـــــــــــــمُدّ يَـــــــــــــــــــديْهـــــــــــــــــــــا لليَمــــــــــــــــــامِ مَـــــــــــــــــآذنـــــــاً
فتصــــــدحُ حُــــبّاً كُلّما ارتجَـــفَ السّرْبُ

واختتم الشاعر رجا القحطاني من دولة الكويت القراءات الشعرية بقصيدته بعنوان: «نبع الحنان» ويقول فيها:
أيَنْــــــــسى الأمَّ مَـــــــــــــنْ نَســــــــــــــــــــيَ الــــــــــــــــــــحَنانا؟
أجَـــــــــــــــــــــــلْ فـــــــحنانُهـــــــــــــــــا أسْــــــــــــــــــــمى مَكــــــــــــــــانا
بِـــــــــــرَحْمَــــــــــتِها قِـــــــــــــــسِ الـــــــــــرَّحمـــــــــاتِ عُــــــمْقاً
تَجِــــــــــــــدْها أعْــــــــــــــــظمَ الـــــــــــــــــــرّحَــــــماتِ شـــــانا

حضر اللقاء والتكريم كل من: عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وعدد من المسؤولين، والقائمين على مهرجان الشارقة للشعر العربي، وضيوف المهرجان من الشعراء.

مقالات مشابهة

  • قصائد وندوة فكرية في «الشارقة للشعر العربي»
  • على ضفاف بحيرة منتزة القرم.. تتلون لوحات الفنانين بأبهى الرسومات
  • بالصور.. محافظ مسقط يزور "ليالي مسقط" ويشيد بالتنوع الثقافي
  • ليالي مسقط.. وليالي الشعر
  • إفطار على شرف «الشعر العماني»
  • "ليالي مسقط".. ملتقى التراث والطبيعة وجسر للترويج للمنتجات العمانية
  • "ليالي مسقط 2025".. تجربة شتوية فريدة تمزج بين الترفيه والتثقيف
  • سلطان: نكرّم من يكتبون الشعر الهادف والبعيد عن الأغراض الشخصية
  • حاكم الشارقة يكرّم الشعراء الفائزين بجائزة القوافي 2024