وليكن دعامي! فإنه أسير وانها لجريمة حرب

للذين أخرجوا من ديارهم ومنازلهم بغير حق

ياسر عرمان

لهذه الحرب بشاعات وجرائم عديدة ومزلزلة دفع ثمنها عداً وانسانيةً ملايين السودانيات والسودانيين سيما من الأطفال والنساء والشيوخ وأهل القرى والمدن والناس العاديين والفقراء الأتقياء الذين إذا ضحكوا استغفروا الله، وقد تم اخراجهم من ديارهم ومنازلهم بغير حق، (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).

إن جرائم الحرب بكل توصيفاتها التي حملها القانون الانساني الدولي والتجربة البشرية، قد أُرتكبت جميعها من طرفي الحرب في كامل السودان، وان كان لطرفي الحرب فضل، فان فضلهم الوحيد هو مساواة السودانيين والسودانيات في جرائم الحرب ونزوح الملايين وتشريدهم، ولولا قوة النسيج الاجتماعي السوداني وموقف جموع السودانيين وقوى الثورة والتغيير ورفضها للدخول في هذه الحرب لتحولت إلى حرب إثنية وجهوية لا تبقي ولا تذر.

إن الجريمة البشعة التي ارتبكها مستنفرون وقوة تحت قيادة الجيش وظهرت في مقطع فديو فيه إعدام رجل في مدينة الخرطوم من قبلهم بتلذذ وسهولة ويسر ومغالطات وبأسرع مما تفعله المحاكم الإيجازية العسكرية وبقرار من مجموعة مسعورة لا اخلاق ولا إنسانية لها وهم يتغالطون ويؤكدون لأنفسهم بانه (دعامي) وينسبون ذلك لطفلته البريئة المذعورة من همجيتهم، فيالها من جريمة يندى لها الجبين.

لماذا القتل؟ لماذا التصوير؟ ولمن تقرع الأجراس؟ :

إذا افترضنا ان الشخص الذي أغتيل بدم بارد هو من الدعم السريع فانه أسير حرب وقتله جريمة حرب وقوانين السماء والأرض تحمي حياة الأسرى، وفي يوم من الايام حينما كانت بلادنا تحترم الانسان والحيوان منذ ان كتب تهراقا في مدونته الشهيرة عن اخلاقه في الحرب وأوصى بالرفق بالإنسان والحيوان، فان الاحياء والقرى لم تكن لتغتال كلب مسعور إلا بتصديق من الشرطة وتحت إشرافهم، فكيف تقتل أسير حرب؟ انها لجريمة حرب بينة وواضحة ولكن الأكثر إثارة للتساؤل لماذا يتم تصوير ونشر هذه الجريمة؟ وقبلها قطع وجز الرؤوس على الطريقة الداعشية ونبش قبور أولياء الله الصالحين وقتل أعضاء لجان الطوارئ! ان ذلك يؤشر لتيار فكري وسياسي نعرفه وخبرناه كان يعتقد من قبل ان قتل الجنوبيين هو جهاد في سبيل الله يؤدي بصاحبه للجنة! والجنة في عرفهم هي حكم السودان وهي جنة الأرض لا جنة السماء! وهذه الحرب في الأصل هي ضد ثورة ديسمبر، والتصوير وقرع الأجراس لتخويف الشعب وتقسيمه على أُسس جهوية وإثنية، انهم يخافون الثورة ووحدة قواها ويقتلون ويصورون على طريقة وإياك أعني واسمعي يا جارة.

حسن فعل الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ولكن:

الناطق باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله في تعميمه الصحفي بتاريخ ٩ يناير ٢٠٢٥، أدان السلوك المستهجن واعتبره تجاوز فردي والحقيقة ان الذي حدث هو جريمة وليس سلوك مستهجن وهو حكم على المجني عليه دون إعطائه حق الدفاع عن نفسه أمام سلطة مخولة ووصفه بانه احد المتمردين تم القبض عليه ووصف من قتله بانه جندي، والحقيقة من قام باغتياله اكثر من شخص، وحسناً فعلت القوات المسلحة بإلقاء القبض على من ارتكبوا هذا الجرم لمحاكمتهم، ولكن هل فعلاً ستتم المحاكمة؟! وهل يحق لاسرته وللشعب متابعة هذه المحاكمة وتنفيذ الحكم؟ التي تهم كل سوداني وسودانية، ان من مصلحة القوات المسلحة ان تبتعد عن التحريض الأثني والجهوي الذي تقوده جماعات المؤتمر الوطني ورغم علمنا بتواجدهم داخل القوات المسلحة ومفاصل قيادة الجيش وزواج المصلحة بينهم، ولكن هذا خطأ تاريخي لابد من تصحيحه ولابد من بناء جيش مهني وقومي وأخذ هذه الجرائم على محمل الجد.

كما الله ليس بغافل، فقد اتضح ان المجتمع الدولي ليس بغافل والاهم منه فان شعبنا ليس بغافل ولن يكافئ مرتكبي جرائم الحرب في حقه.

المجد لشعب السودان ووحدته

شمالاً جنوباً غرباً وشرقاً ووسطاً

ولتسقط أجندة الحرب وليعم السلام

والثورة أبقى من الحرب

 

الوسومأسرى الحرب القوات المسلحة السودانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أسرى الحرب القوات المسلحة السودانية

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة تصدر بيانًا بشأن مقتل مواطن في أمدرمان أمام أطفاله

 

 “هذا السلوك المستهجن يمثل تجاوزاً فرديًا ترفضه أخلاقيات وقيم الدين والقانون وأعراف القوات المسلحة، وقد جرى القبض على من ارتكبوا هذا الجرم لمحاكمتهم طبقاً لقانون القوات المسلحة”

التغيير: أمدرمان

تبرأت القوات المسلحة السودانية من عملية قتل استهدفت أحد الأشخاص المتهمين بالانتماء إلى قوات الدعم السريع في منطقة أمبدة بمدينة أمدرمان، بواسطة أفراد يتبعون للجيش السوداني.

وتداولت مواقع التواصل أمس الأربعاء مقطع فيديو، يوضح عملية قتل بشعة استهدفت أحد الأشخاص عن طريق أفراد يتبعون للجيش السوداني، إذ تم قتله أمام أطفاله، وبناء على شكوك بانتمائه للدعم السريع، وبعد أسره دون تقديمه لمحاكمة عادلة.

وقالت القوات المسلحة في بيان بتاريخ اليوم الخميس 9 يناير، إن “هذا السلوك المستهجن يمثل تجاوزاً فرديًا ترفضه أخلاقيات وقيم الدين والقانون وأعراف القوات المسلحة، وقد جرى القبض على من ارتكبوا هذا الجرم لمحاكمتهم طبقاً لقانون القوات المسلحة.

وأكدت حرصها التام والصارم على التقيد بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك وعدم مجاراة أفرادها لتصرفات ما وصفهتها بـ “المليشيا الهمجية”، مشيرة إلى أنه سيتم محاسبة كل من يتجاوز حدود القانون من أفرادها بلا هوادة.

ومنذ اندلاع الحرب قبل نحو العامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي توثق لانتهاكات الطرفين في قتل الأسرى والتمثيل بجثثهم ومخالفة القوانين الدولية المرعية في الحروب.

ويواجه أفراد يتبعون للقوات المسلحة اتهامات سابقة بقتل الأسرى و”بقر البطون”، إضافة إلى حرق بعض المتهمين بالانتماء إلى قوات الدعم السريع في مناطق السامراب بحري.

ويعد هذا البيان أول إقرار رسمي من القوات المسلحة السودانية بارتكاب بعض أفرادها انتهاكات ضد المدنيين ترتقي إلى أن تكون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

 

 

الوسومالحرب السودانية القوات المسلحة قتل الأسرى

مقالات مشابهة

  • الفريق أول عبد المجيد صقر يلتقى وزير الدفاع الصومالي
  • الفريق أول عبد المجيد صقر يلتقي وزير الدفاع الصومالي
  • ننشر نص خطبة الجمعة القادمة: "ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"
  • الجيش السوداني يتعهد بمحاسبة منسوبيه بسبب هذا التصرف
  • القوات المسلحة تصدر بيانًا بشأن مقتل مواطن في أمدرمان أمام أطفاله
  • لماذا لم تتوقف حرب غزة حتى الآن؟
  • "ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • طائرات أمريكا وحاملاتها: وهْم القوة .. قوة الصدمة
  • وزير الدفاع التقى وفداً من رابطة قدامى القوات المسلحة