ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يناقش المشاركة الاجتماعية في الإسلام
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي، من ملتقى الطفل الخلوق الفصيح النظيف، تحت عنوان "المشاركة الاجتماعية في الإسلام"، وحاضر في الملتقى الدكتور جمال عثمان، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف.
وأوضح الدكتور جمال عثمان، خلال الملتقى، أن المشاركة الاجتماعية تعتبر من القيم الأساسية في الإسلام، حيث تمثل تجسيدًا لمبادئ التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، ويشدد الدين الإسلامي على أهمية العمل الجماعي والتفاعل الإيجابي، مما يسهم في بناء مجتمعات قوية ومترابطة، فالصلاة مثلاً تؤدى في جماعة في المسجد، وفضلها يزيد على صلاة الفرد بسبع أو بست وعشرين درجة، وهذه الفضيلة تستهدف تقوية الروح الجماعية في الإسلام، وحتى خلال تلاوة سورة الفاتحة نقرأ في الصلوات الخمس كل يوم سبع عشرة مرة وبصيغة الجماعة ، قوله تعالى" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".
حكم صلاة المرأة بـ بنطلون ضيق .. الإفتاء تحسم الجدلحكم بيع العملات القديمة والعملات من بلاد أخرى.. دار الإفتاء تجيب
وأضاف الباحث بوحدة شئون الأروقة، أن المشاركة الاجتماعية مهمة جدًا في تعزيز الروابط الاجتماعية، فهي تساهم في تعزيز العلاقات بين الأفراد، مما يؤدي إلى تقوية الأواصر الأسرية والمجتمعية، وفي مساعدة المحتاجين، حيث يُشجع الإسلام على دعم الفقراء والمحتاجين، ويُعتبر هذا العمل من الأعمال الصالحة التي تُقرب العبد إلى الله، كما أنها تحقق العدالة الاجتماعية، فهي تسهم في بناء مجتمع يسوده العدل والمساواة، مما يساعد على تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور جمال عثمان، إلى أن الإسلام حث النشء على المشاركة الاجتماعية، لتحفيزه على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، عن طريق التعليم والتوجيه وتوضيح دور الفرد في المجتمع وأهمية التضامن، وتنظيم حملات تطوعية لتعزيز روح التعاون والمشاركة المدنية، كما أوصى الآباء والمربين أن يكونوا قدوة حسنة في المشاركة الاجتماعية، حيث إن سلوكهم الإيجابي يؤثر بشكل كبير على النشء، مع ضرورة تنظيم ورش عمل للنشء وندوات تناقش أهمية المشاركة الاجتماعية وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
وفي الختام، أوضح الباحث بشئون الأروقة، أن المشاركة الاجتماعية تُعد من القيم الحياتية الهامة التي يجب تعزيزها في نفوس النشء، ومن خلال التعليم والتوجيه والقدوة، يمكن بناء مجتمع متماسك يتسم بالتعاون والتلاحم، مما يحقق الأهداف النبيلة للإسلام في نشر الخير والعدالة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر ملتقى الطفل الجامع الأزهر المزيد المشارکة الاجتماعیة فی الإسلام
إقرأ أيضاً:
حفظ أولادك القرآن ليحفظهم
الإنسان بفطرته السوية التي فطره الله عليها يريد لأبنائه الخير والتوفيق، وأن يكونوا أبناء صالحين بررة، وأن يصلح حالهم في دينهم ودنياهم، بل يتجاوز ذلك إلى أمنياته لهم بأن ينجزو في هذه الحياة الدنيا ما لم تسعفه الهمة والزمن على تحقيقه، فهو يرسم بهم طموحات المستقبل، ويكونو سندا وعونا له، وفاعلين في مجتمعهم ووطنهم وأمتهم، وهو يسلك لتحقيق كل ذلك السبل، ولا يدخر جهدا في إنجاح ذلك كله، ولكن هنالك مفتاح لهذا الأمر، يوفق الله إليه من يحب، وهو منهج يكون به صلاح هذه الذرية، وأن يكونوا أداة للتنوير في المجتمع، وقد تجلى ذلك الأمر في حفل ختام مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم الذي أقيم أمس لتكريم الفائزين في هذه المسابقة القيمة التي تجذر صيتها في المجتمع من خلال 32 سنة قطعتها في هذا المضمار، بالإضافة إلى انتشار مراكز تصفياتها للمتسابقين في 25 مركزا يشمل جميع محافظات سلطنة عمان، ومما أبهج الحضور، وزاد انشراح النفوس تلك الكوكبة التي تم تكريمها والاحتفاء بها وهم في مراحلهم العمرية المختلفة، وقد نشروا أعذب التلاوات على أسماع الحضور.
ومما لا شك فيه أن القرآن الكريم هو كتاب هداية فالله عز وجل يقول في محكم كتابه: "قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" فلك أن تتخيل أن الله يتكفل بهداية أبنائك، ويرشدهم إلى سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم الصراط المستقيم الذي تسأله إياه في كل مرة تقرأ فيها الفاتحة، فهو مطلب عظيم، وجزاء جزيل.
ولو تأملنا علاقة التربية بالقرآن الكريم لوجدنا أنها علاقة وثيقة ظاهرة جلية مجربة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أدبه ربه وأحسن تأديبه من خلال خصال الكمال التي أسبغها عليه، وكذلك من خلال القرآن الكريم، فقد سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ردت عليهم ردا بليغا محكما مختزلا فقالت: "كان خلقه القرآن"، والأخلاق ركيزة أصيلة في الشريعة الإسلامية، ومطلب ديني تنبني عليه علاقة العباد ببعظهم، وكذلك علاقة العباد بخالقهم.
ولو ملأنا واعاء الطفل منذ نعومة أضفاره بالقرآن الكريم لتنزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة وحفته الملائكة، وحفظه الله من كل شر، وكلنا ذلك الرجل الذي يطمع أن يحظى أبنائه بهذه النعم والرحمات المتصلة بكتاب الله عز وجل، فالقرآن خير خالص محض، فأخذه بركة وتركه حسرة، وهو الذي ما إن سمعته حتى الجن قالوا "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ" فهو دليل هداية ومراشد، وإذا حفر الإنسان ذاكرة ابنه بالقرآن الكريم، وتعهده بالحفظ والمراجعة له منذ صغره، وحببه إلى هذا الكتاب، قبل أن يبلغ سن التمييز، فقد غرس في قلبه النور، وأصبح اقتياده إلى الخير سهل، ونفرت نفسه من كل شر، وأصبح منبته حسنا، وصلح حاله، فهذا النور أنزله الله بواسطة جبريل عليه السلام على قلب النبي صلى الله عليه وسلم: "فقال تعالى: " وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ" وأن بتحفيظه لابنك فإنك تغرسه في قلبه، فيصلح قلبه، ويصلح سائر عمله، فالقلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، والقرآن هو جلاء القلوب من الصدأ الذي يلحقها، فمن يحفظ القرآن ويتعهده بالقراءة والمراجعة يكون جلاء هذا القلب دائما،فقلبه نقي مشع مثل الكوكب الدري الذي يوقد من الشجرة المباركة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ هذه القلوبَ تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ، قيل : يا رسولَ اللهِ فما جلاؤُها ؟ قال : قراءةُ القرآن".
فعلى المربي أن يأخذ خطوة جادة فيما يتعلق بتعليم الأطفال القرآن الكريم وتحفيظه لهم، فلا يكفي أن يرغبهم ويحفزهم بل يجب عليه أن يأخذ بيدهم ويبدأ بتعليمهم قبل أن يصلوا إلى سن الممانعة التي بعدها يتعذر من الطفل أن يذعن تلقائيا لتعليمات أبيه، فتكون العملية أصعب، كما أنه يجب أن يوفر لهم البيئة المناسبة لقراءة القرآن وحفظه، سواء كان ذلك بإلحاقهم بمدرسة مختصة لتحفيظ القرآن، أو مركز للتحفيظ، أو أن يلحقهم ببعض المساجد والجوامع التي يتوفر فيها حلق لتحفيظ القرآن الكريم، أو أن يقوم كلا الأبوين بتحفيظ الطفل والمراجعة له إذا تعذر إلحاقهم بالمدارس المختصة في هذا الجانب، فهذا أمر نبوي لكلا الوالدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "علموا أولادكم القرآن، فإنه أول ما ينبغي أن يُتَعَلَّمَ من علم الله هو".
وأفضل وسيلة لتعيلم القرآن من قبل الوالدين، هو تعليم الطفل من خلال أن يكون والداه قدوة له، يجد أن همهما القرآن يقرآنه آناء الليل وأطراف النهار، يمسكان المصحف بيدهما، فمن خلال التجربة والمشاهدة أن الطفل يقلد والدانه فيما يفعلانه ويقومان به، فإن كان الوالدان أغلب وقتهما يقضيانه في تصفح الهواتف، فتجد الطفل يريد أن يمسك بالهاتف حتى ولو كان في عمر السنة أو السنتين، وقد انتشر في وسائل التواصل الإلكترونية مقطع لعائلة آسيوية، يحاولون أن يعطوا طفلهم الهاتف وهو يرفضه ولا يريده، ويبكي بكاء شديدا لأنه كان يريد المصحف الذي في يدهم، وذلك عائد إلى أن الوالدان شديدا الصلة بالقراءان الكريم قراءة وحفظا، والطفل ينشأ على ما يرى عليه والدان وعلى ما عوداه عليه.
وفي زمننا الحاضر الذي تتقاذفه الفتن، ويتم اختراق البيوت بالقيم الدخيلة على المجتمع المسلم من خلال تقنيات الاتصال، فما أحرى أن يحصن الانسان أبنائه من خلال تعليمهم القرآن، وتفسيره لهم، وربطه بحياتهم ربطا وثيقا، ويكون منهج حيات متكامل، ومقياسا أصيلا لمعرفة الخير من الشر، وتوثيق الصلة بالله تعالى من خلال الصلة بكتابه، ووزرع الوازع الديني ومراقبة الله في كل عمل يقوم به الإنسان، فالقرآن يقي الابن من الوقوع في الفتن، فحافظ القرآن يزرع الله في قلبه التقوى فيأتمر بما أمره الله به، وينتهي عما نهاه الله عنه، ويكون الكتاب العزيز بوصلته في الحياة.