من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
نبّهت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية إلى وجود شخصيات قوية من المُقاتلين السوريين تُنافس مكانة قائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، وتحظى بدعم دولي خاصة مع تشكيلها عائقاً ضدّ جماعات جهادية مُقاتلة، وهو ما قد يُعرّض وحدة البلاد للخطر.
وسلّطت اليومية الفرنسية الضوء بشكل خاص على أحمد العودة كشخصية أساسية لا يبدو أنّها تميل إلى مبايعة السلطة الجديدة التي تأسست في دمشق بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) كخطوة أولى على طريق توحيد سوريا.Syrie : qui est Ahmad al-Audeh, l’autre homme fort qui pourrait mettre en danger l’union du pays ?
➡️ https://t.co/1WqLiNKoVU pic.twitter.com/MQ0NKRbWFT
ومن أجل ترجمة الكلمات إلى أفعال، تباهى العودة في 4 يناير (كانون الثاني) 2025 بتنظيم عرض كبير لقواته- التي يُقدّر عددها بحوالي 7000 رجل، كثير منهم ضباط سابقون في الجيش السوري- وذلك ما بين مدينة درعا، قاعدته الرئيسية، ومدينة إزرع التي تبعد 80 كم جنوب دمشق. ولا شك أنّ أحمد الشرع قد تلقى الرسالة من "حليفه"، لكن إلى متى؟ تقول "لوباريزيان".
8. On January 4, 2025, Al-Awda showcased his military strength with a significant parade between Bosra ash-Sham, his main base, and Izra, this a week after HTS marched its forces to Umayyad Sq, and was seen as a signal to Al-Shara’a’s newly formed defense ministry highlighting… pic.twitter.com/7GzViASak0
— Rami Jarrah (@RamiJarrah) January 6, 2025 خطر تقسيم سوريا ورأى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي رونان تيزوريير، في ذلك نذير صراع ناشئ داخل القوى التي تولّت السلطة في سوريا بعد سقوط الأسد. واعتبر أنّ العودة يُمثّل تهديداً مُحتملاً يُمكن أن يؤدي إلى تقسيم سوريا بشكل دائم، كما يتفق العديد من المراقبين الإقليميين، باعتبار أنّ هذا الرجل القوي هو المُنافس الرئيسي لزعيم البلاد الجديد أحمد الشرع.ويُواصل العودة القائد السابق لأحد فصائل الجيش السوري الحر في درعا، إرسال إشارات عدم الثقة تجاه قائد القوات القادمة من شمال سوريا أحمد الشرع. ووصف مُراقبون العودة بالمُقاتل ذي المظهر المقلق، والذي غيّر ولاءاته عدّة مرات في السنوات الأخيرة، اعتماداً على اتجاهات رياح القوة، وهو معروف بعلاقاته الجيدة مع روسيا.
3. While his association with Russia and Iran was seen as a pragmatic move to maintain influence in the region Al-Awda essentially benefited Assad and his allies, against Syrians who opposed the Assad regime, and through an agreement allowed both Russia and Iran to place Daraa… pic.twitter.com/mQKOtyX3Lf
— Rami Jarrah (@RamiJarrah) January 6, 2025 ويُثير أحمد العودة جدلاً لأنّ القوات الروسية التي دعمت الأسد، أشرفت في عام 2018 على صفقة سمحت لقوات النظام السوري باستعادة السيطرة نظرياً على محافظة درعا، لكن بدعم من قوات أحمد العودة الذي تمكّن لذلك من السماح لمجموعته المُقاتلة بالاحتفاظ بأسلحتها، وفي الواقع، دعم نظام الرئيس السابق بشار الأسد.وبينما يُنظر إلى ارتباطه بروسيا وحليفتها إيران على أنه خطوة عملية كانت تهدف إلى الحفاظ على نفوذه في المنطقة، فقد اعتبر الكثير من السوريين ذلك خيانة لشعبه. أوّل من دخل دمشق في بداية ديسمبر (كانون الأول) 2024، وبينما كانت القوات المُناهضة للأسد بقيادة الشرع تتقدّم نحو دمشق، قامت "هيئة تحرير الشام"، التي تتولى زعامة السلطة الآن، بتشكيل عسكري تحالف مناسب مع قوات "غرفة العمليات الجنوبية" بقيادة العودة الذي فكّ تحالفه مع روسيا ونظام الأسد، حاشداً قواته لاختراق العاصمة. وفي 7 من الشهر الماضي وصلت قواته إلى أطراف المدينة، وفي اليوم التالي دخلت دمشق أولاً قبل قوات الشرع.
وانتشر رجال أحمد العودة، الذين يُمكن التعرّف عليهم من خلال عماماتهم المربوطة حول رؤوسهم، حول البنك المركزي السوري وفي عدّة أحياء بالعاصمة. ويتهمهم البعض بنهب المؤسسة المصرفية الوطنية. وقال قائد عسكري سوري "لقد حدثت الفوضى لكننا تمكّنّا خلال فترة وجيزة من السيطرة على المؤسسات الحيوية لضمان حمايتها".
#Syrie : qui est Ahmad al-Audeh (Ahmed al-Awda), l’autre homme fort qui pourrait mettre en danger l’union du pays ? https://t.co/IdN2FvVEyh cc @ThomasPierret
— Ronan Tésorière aka Ron T. (@RonTesoriere) January 8, 2025 وأضاف المتحدث باسم القوات الجنوبية أنّ رجاله قاموا لفترة من الوقت بتوفير الأمن لعدّة سفارات عربية، واصطحبوا دبلوماسيين متمركزين في دمشق إلى فندق كبير في العاصمة كملجأ لهم. كما شجّعوا على المرور الآمن للدبلوماسيين إلى الحدود السورية مع الأردن. دور استراتيجي للعودة وفي هذا السياق المُشتعل، التقى العودة بالزعيم الجديد للبلاد، أحمد الشرع، في 12 ديسمبر (كانون الأول) خلال اجتماع بين مُناهضي الأسد، لكنّه لم يُشارك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 من الشهر نفسه مع قادة عدّة مجموعات مسلحة أخرى قالوا إنهم قبلوا حلّها.وبالنسبة للمُتخصصين في شؤون المنطقة، فإنّ للعودة موقع ضروري في المشهد السياسي المستقبلي للبلاد، خاصة أنّ لديه علاقات دولية كبيرة، ويرى فيه البعض "رافعة استراتيجية مهمة"، كما يؤكد توماس بيريت، الباحث المتخصص في الشأن السوري في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
وعلى المستوى الإقليمي، يُمكن أن يُمثّل العودة قوة مُضّادة حقيقية، وأن يكون على رأس كيان مستقل يتمتع بحكم شبه ذاتي إذا كانت القوة المركزية في دمشق ضعيفة للغاية. ويُمكن للاعبين الدوليين الرئيسيين بعد ذلك أن يندفعوا إلى دعمه، خاصة أنّ العودة شكّل دائماً عائقاً أمام المُتمرّدين الإسلاميين منذ عام 2014، وفق بيريت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد سوريا أحمد الشرع سقوط الأسد سوريا أحمد الشرع أحمد العودة أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
الشرع يحضر مجلس عزاء الشيخ سارية الرفاعي.. هذا ما قاله عن الشام (شاهد)
شيع أمس الأربعاء الداعية السوري سارية الرفاعي من الجامع الأموي بدمشق، حيث وافته المنية الاثنين الماضي عن عمر ناهز 77 عاما في إسطنبول.
وأظهرت عدة صور ومقاطع فيديو مراسم تشييع الشيخ الرفاعي من الجامع الأموي إلى مثواه الأخير وسط تواجد عددا كبيرا من السوريين.
وحضر قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وعدد من وزراء الحكومة مجلس العزاء حيث التقى بأسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري.
وقال الشرع خلال اللقاء، إن الشام ضاعت فترة من الزمن ولا ينبغي أن تتكرر التجربة مرة أخرى، واليوم هي أمانة بين أيدينا جميعا، نشترك في بنائها ونهضتها وعمرانها".
ضاعت منا الشام فترة من الزمن فلا يمكن أن تتكرر
كلمة أحمد الشرع في عزاء الشيخ سارية الرفاعي، ويحيي علماء الشام على رأسهم أبو الخير شكري وأسامة الرفاعي pic.twitter.com/IaOSVdLcFb — تمام أبو الخير (@RevTamam) January 8, 2025
وتوفي الداعية السوري الشيخ سارية الرفاعي، الإثنين، عن عمر ناهز 77 عامًا، في مدينة إسطنبول التركية، بعد معاناة مع المرض إثر إصابته بجلطة دماغية قبل نحو شهرين.
وأعلن نجل الشيخ الراحل، عمار الرفاعي، نبأ الوفاة عبر تدوينة نشرها على حسابه على منصة "فيسبوك"، قائلاً: "يوم كنت أخشاه.. الوالد في ذمة الله تعالى".
ووُلِدَ الشيخ سارية الرفاعي في دمشق عام 1948، ونشأ في كنف والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، أحد أبرز علماء الشام ومربيها.
وتخرّج الرفاعي من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، حيث أكمل دراسته العليا وحصل على درجة الماجستير في عام 1977، حسب منصات سورية.
عاد الشيخ إلى دمشق بعد تخرّجه ليبدأ مسيرته الدعوية، حيث عمل إماما وخطيبا في جامع زيد بن ثابت. كما ساهم في العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية التي تهدف إلى خدمة المجتمع ونشر القيم الإسلامية.
واضطر الشيخ سارية إلى مغادرة سوريا بين عامي 1980 و1993 بسبب مضايقات أمنية تعرض لها من قبل نظام الأسد نتيجة مواقفه.
وعقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، برز الشيخ سارية الرفاعي كأحد الدعاة المناصرين للثورة، والمناهضين لجرائم النظام المخلوع.
وكان من أبرز مواقفه دوره في إنجاح الإضراب الشهير بمدينة دمشق في 29 أيار /مايو 2012، عقب مجزرة الحولة المروعة، وهو ما دفعه إلى مغادرة البلاد مرة أخرى والاستقرار في تركيا.
وانضم الشيخ سارية في تركيا إلى رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري، في خطوة هدفت إلى مواصلة مسيرته الدعوية.
وقبل يومين من وفاة الشيخ سارية، ودّعه أخوه الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري، قبل عودته إلى دمشق إثر سقوط نظام الأسد، حيث استقبل باحتفاء واسع من قبل الأهالي.