تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد العلاقات المصرية اليونانية من أقدم وأعمق العلاقات الثنائية في العالم، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً على مر العصور، لتصل إلى مستوى من التعاون والشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات.

ويهدف هذا التحقيق إلى الدروس المستفادة من القمة الثلاثية العاشرة واستعراض أبعاد هذه العلاقات، بدءًا من جذورها التاريخية وصولاً إلى أوجه التعاون الحالية، مع التركيز على آراء خبراء  في مجالات العلاقات الدولية والاقتصاد والطاقة والتعدين.

التاريخ العريق والروابط الحضارية

تأسست العلاقات المصرية اليونانية على أسس حضارية وثقافية متينة، حيث تعود جذورها إلى العصر البطلمي، عندما أسس الإسكندر الأكبر الإسكندرية، التي أصبحت مركزاً حضارياً وعلمياً كبيراً. وقد تركت هذه الفترة إرثاً حضارياً غنياً لا يزال يشكل جزءاً هاماً من هوية البلدين.

أوجه التعاون بين مصر واليونان وقبرص

وعلى صعيد تنوع التعاون بين مصر واليونان وقبرص، أكد مساعد وزير الخارجية الاسبق السفير رضا حسن لـ"البوابة نيوز": أن التعاون مثمر بين الدول الثلاث فى التعاون السياسي ، فدائما ما يجرى التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا الإقليمية والدولية، ويعملان على توحيد الرؤى وتعزيز التعاون في المحافل الدولية، والزيارات المتبادلة لا تنقطع بينهم ويشهد البلدان الثلاث تبادلاً مكثفاً للزيارات على أعلى المستويات، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية، وتنمو آلية التعاون الثلاثي: بين مصر واليونان وقبرص نموذجاً فريداً للتعاون الإقليمي، حيث تعمل الدول الثلاث على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وأضاف: أما عن التعاون الاقتصادي فيرجع الى عشرات السنين بين مصر واليونان وقبرص، وينقسم إلى: التبادل التجاري الثلاثى بينهم والذى يشهد نمواً ملحوظاً، حيث يتمتع العديد من المنتجات المصرية بطلب كبير في السوق اليونانية، والعكس صحيح، وعن الاستثمار فمؤشر زيادة الاستثمارات المتبادلة آخذ فى الصعود ، والمناخ المناسب متوفر لرجال الأعمال فى الثلاث دول ، والبنية التحتية تتنامى فى اتفاقيات مشتركة بينهم ويستمر تطويرها ، مثل خطوط الكهرباء والغاز، مما يساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي.

وأردف مساعد وزير الخارجية الاسبق السفير رضا حسن لـ" البوابة نيوز " قائلا : ان ابرز تعاون بين مصر واليونان وقبرص هو التعاون الأمني والعسكري ، ويبرز فى التدريبات المشتركة حيث يجري البلدان مصر واليونان تدريبات عسكرية مشتركة بشكل دوري، مما يساهم في تعزيز التعاون العسكري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وعن مكافحة الإرهاب فان تعاونهم في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بهدف حماية أمن واستقرار المنطقة.

ويكمل : أما التعاون الثقافي فالتبادل الثقافي والفني، من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات الثقافية والفنية المشتركة، وكذلك السياحة حيث يشكل قطاع السياحة ركيزة أساسية في العلاقات بين البلدين، حيث يستقطب كل من البلدين عدداً كبيراً من السياح من البلد الآخر.

خبراء

من جانبه، قال الخبير الاقتصادى دكتور اشرف غراب لـ"البوابة نيوز": أن هناك إمكانات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر واليونان، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والتعدين، والبنية التحتية. ويؤكد على أهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية المشتركة في المنطقة، وتطوير مشاريع مشتركة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف: إن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي على هامش القمة بمشاركة وزراء الدول الثلاث وممثلين عن الشركات من الدول الثلاث في قطاعات اقتصادية متنوعة منها الطاقة والصناعة والزراعة والثروة السمكية والبنية التحتية وغيرها يسهم في جذب استثمارات أجنبية في هذه القطاعات لتضخ في شرايين الاقتصاد المصري، خاصة أن هناك تقارب شديد بين الدول الثلاث وحرصها على زيادة التعاون المشترك، إضافة إلى أنه من المتوقع أن تزيد حجم السياحة الوافدة من قبرص واليونان خلال الفترة المقبلة إلى مصر خاصة بعد زيارة محافظ جنوب سيناء نوفمبر الماضي لليونان وعقده اجتماعا موسعا مع الشركات السياحية البارزة بها من أجل الترويج لمقاصد جنوب سيناء السياحية.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حامد فارس لـ"البوابة نيوز"، أن القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان من حيث التوقيت تؤكد على أن هناك تطابق في الرؤى والتعاون المشترك بين الدول الثلاثة في مواجهة التحديات على كافة المستويات سواء المستوى السياسي أو الاقتصادي، موضحًا أنه تم التأكيد اليوم على محورية الدور المصري في المنطقة ونظرة القوى الأوروبية المؤثرة في إطار الحرص على تعزيز التعاون في كافة المجالات.

وأوضح: أن العلاقات المصرية اليونانية تشهد مرحلة تاريخية جديدة؛ حيث تتجاوز العلاقات الثنائية الإطار التقليدي لتشمل شراكة استراتيجية في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة. ويؤكد على أهمية هذه الشراكة في تعزيز الاستقرا والأمن في شرق المتوسط، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية  في كلا البلدين، أن حجم التحديات المتزايدة في المنطقة بشكل عام تنعكس بشكل خطير على الاستقرار الإقليمي والدولي وأيضًا في القارة الأوروبية، مشددًا على أن هذه القمة هي امتداد طبيعي لحجم التنسيق والتوافق والتشاور بين القوى المصرية القبرصية اليونانية.

التحديات

على الرغم من عمق العلاقات الثنائية، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها، مثل التنافس الإقليمي وتأثير الأحداث العالمية على العلاقات الثنائية. ومع ذلك، فإن الإرادة السياسية القوية لدى قيادات البلدين، والتعاون المستمر بينهما، يفتح آفاقاً واعدة لتعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل ، تعتبر العلاقات المصرية اليونانية نموذجاً يحتذى به للتعاون الإقليمي، حيث تجمع بين عمق التاريخ وحرارة الحاضر. ومن المتوقع أن تشهد هذه العلاقات مزيداً من التطور والنمو في المستقبل، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العلاقات المصرية اليونانية شراكة تاريخية التاريخ الروابط خبراء التحديات العلاقات المصریة الیونانیة بین مصر والیونان وقبرص العلاقات الثنائیة تعزیز التعاون البوابة نیوز الدول الثلاث فی المنطقة أن هناک

إقرأ أيضاً:

خبراء يكشفون دلالات القمة المصرية القبرصية اليونانية

خلال الساعات القليلة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في أعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان التي عُقدت في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث صدر إعلان مشترك يعكس التزام الدول الثلاث بالعمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة المتوسط والشرق الأوسط.

وأكد الإعلان أهمية احترام السيادة الإقليمية وحل النزاعات وفقًا للقانون الدولي، مع الدعوة لتبني حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما شدد البيان على ضرورة احترام سيادة سوريا وإطلاق عملية سياسية شاملة دون تدخل أجنبي.

وأشاد قادة قبرص واليونان بجهود مصر في إدارة الأزمات الإقليمية، مؤكدين أهمية التعاون الثلاثي لتحقيق الأمن والازدهار الاقتصادي للمنطقة.

دلالات القمة

قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن أن القمة الثلاثية التي تجمع بين مصر واليونان وقبرص تعكس تحالفًا استراتيجيًا يهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة في منطقة شرق المتوسط.

أضاف الشيمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هذه القمم، التي بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، تمثل إطارًا مهمًا لتنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات مشيرًا  إلى أن مصر تسعى من خلال هذه القمم إلى تأسيس تحالف استراتيجي لا يقتصر على القضايا الطاقوية فقط، بل يمتد ليشمل أبعادًا استراتيجية أوسع.

كما أكد أن هذا التحالف يهدف إلى التصدي لمشاريع الهيمنة الإقليمية التي تنفذها بعض القوى، مثل تركيا بمشروعها التوسعي في شرق المتوسط، وإسرائيل التي تعمل على إعادة تشكيل المنطقة عبر سياسات استيطانية وهيمنة استراتيجية لافتًا إلى أن الدول الثلاث تواجه تحديات مشتركة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، موضحًا أن هناك اهتمامًا مشتركًا بقضايا الغاز والطاقة، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي أظهرت أهمية تنويع مصادر الطاقة والعمل على استقرار الإمدادات.

وأشار إلى أن توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا ألقى بظلاله على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين مصر واليونان وقبرص، بما يحقق الاستفادة المثلى من موارد الغاز في شرق المتوسط، مؤكدًا أن القمة تعكس رؤية مصرية واضحة تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة وتعزيز الاستقرار كركيزة أساسية للتعاون.

نوه بـ أن مصر تسعي إلى قيادة الجهود المشتركة للتعامل مع التحركات الإقليمية المختلفة، سواء من الجانب التركي أو الإسرائيلي، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر وشرق المتوسط.

واختتم أستاذ العلاقات الدولية أن استمرار هذه القمم يعكس أهمية التعاون المشترك بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات الاقتصادية والاستراتيجية، بما يضمن تحقيق مصالح شعوب المنطقة واستقرارها على المدى الطويل.

الطاقة والتعاون الاقتصادي 

من جانبه أوضح  عمرو حسين المحلل السياسي، أن العلاقات المصرية-اليونانية-القبرصية شهدت تطورًا غير مسبوق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث، مما انعكس إيجابًا على اقتصاداتها وجعلها مراكز رئيسية للطاقة في منطقة شرق المتوسط.

أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن القمة الثلاثية التي تعقد اليوم في القاهرة، والتي تجمع الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس، تُعد من القمم الهامة التي ستشهد توقيع عدة اتفاقيات تعزز التعاون المشترك بين الدول الثلاث.

أكمل حديثه قائلا:" أن الشراكة بين الدول الثلاث أسفرت عن مبادرات استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا، من أبرزها مشروع الربط الكهربائي الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري يربط شبكات الكهرباء بين مصر وقبرص واليونان ويمتد هذا الكابل على مسافة 1396 كيلومترًا وبسعة إجمالية تبلغ 2000 ميجاوات، ليعمل كقناة حيوية لتبادل الطاقة بين القارتين".

وأكد أن التعاون المصري-اليوناني يشمل أيضًا مشروع "GREGY" الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري بقدرة 3000 ميجاوات ويمتد لمسافة تقارب 950 كيلومترًا، مما يسهل تبادل الطاقة الخضراء بين البلدين ويعزز من كفاءة استخدام الطاقة وتكلفتها.

أشار إلى أن تلك القمة تسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للعلاقات الثلاثية، حيث تُعد مصر واليونان وقبرص محاور أساسية للتعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية، بما يعزز من مكانتها كمراكز إقليمية للطاقة ويدعم استقرار المنطقة.

واختتم المحلل السياسي حديثه بأن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي الذي يعزز من التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، ويؤكد التزام الدول الثلاث بمواجهة التحديات المشتركة واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.

مقالات مشابهة

  • نائب: البيان الختامي للقمة المصرية اليونانية القبرصية يبرز التعاون الإقليمي
  • برلماني: القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص ستحقق العديد من المكاسب
  • خبراء يكشفون دلالات القمة المصرية القبرصية اليونانية
  • "مصر أكتوبر": القمة الثلاثية تعكس مدى عمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر واليونان وقبرص
  • السيسي: التعاون الاقتصادي بين مصر وقبرص واليونان خطوة استراتيجية حيوية
  • حزب المصريين: قمة القاهرة الثلاثية تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر واليونان وقبرص
  • الرئيس السيسي يفتتح أعمال القمة العاشرة لآلية التعاون بين مصر وقبرص واليونان
  • "القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص" تعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والاقتصادية
  • بعد قليل.. قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص