بوابة الوفد:
2025-01-09@22:58:00 GMT

اليوم.. الليلة الكبيرة لمحبي سيدي صالح الجعفري

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

يحتفل محبي سيدي صالح الجعفري رضي الله عنه، بالليلة الختامية اليوم الخميس الموافق 9/1/2025، فهو القطب صالح الجعفرى اسمه: صالح بن محمد بن صالح بن محمد بن رفاعي الذي تمتد سلسلة نسبه الشريف لتتصل بسيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين- رضي الله تعالى عنه وأرضاه- بن الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه، فالجدة الكبرى لمولانا الإمام الجعفري هي السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.

توافد المئات على مسجد السيدة نفيسة للاحتفال بمولدها .. صور من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟

ولد الشيخ صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه- ببلدة "دنقلا" من السودان الشقيق فى الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة 1328 هـ، وبها حفظ القرآن الكريم وأتقنه فى مسجدها العتيق.

رحلته والسفر إلى الأزهر الشريف

الإمام الراحل الجعفري قال في وقت سابق: «وقبل مجيئي إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووي على صحيح مسلم، فاستعرته منه، وصرت أذاكر فيه، فرأيت سيدي عبد العالي الإدريسي- رضي الله عنه- جالسًا على كرسي، وبجواره زاد للسفر وسمعت من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر إلى الأزهر، فجئت وسلمت عليه وقبّلت يده، فقال لي مع حدَّة: «العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب» وكررها فاستيقظت من منامي وقد ألهمني ربي السفر إلى الأزهر... » 

وقد فهم الإمام الجعفري مغزى الإشارة التي وجهه فيها سيدي عبد العالي إلى السفر إلى الأزهر الشريف لتلقي العلم عن العلماء في مجالسهم، وكان توجهه إلى الأزهر لما فيه من العلوم والمعارف التي يعزُّ وجودها في مكان غيره، فهو جامع العلوم، وقد قص الشيخ في أحد كتبه أنه «رأى السيد أحمد بن إدريس وهو يقول له: الله معك اقرأ فقه المذاهب الأربعة» يقول الإمام الجعفري: فلما أصبحت قصصت الرؤيا على شيخ لي، فقال: إن صحت رؤيتك فتأويلها أنك ستذهب إلى الجامع الأزهر (حيث يدرس الفقه على المذاهب الأربعة) وقد حقق الله تلك الرؤيا.

رحلة الشيخ الأولى إلى الأزهر الشريف

لقد صحَّ العزم مِن الشيخ صالـح الجعفري- رضي الله عنه- على أن يُجاهد في سبيلِ العلمِ ، فشمَّر عن ساعدِ الجدِّ، وبدأ رحلته إلى مصر- بلد الأزهر الشريف- وقد كانت رحلة شاقة، وذلك لطول المسافة ووُعورة الطريق بين مصر والسودان آنذاك، وقد أشار شيخنا الإمام الجعفـريُّ- رضى الله عنه- إلى هذه الرحلة الطويلة في قصيدته التي مدح فيها آل البيت- رضي الله عنهم أجمعين- وأسماها "البُـردَة الحَسَنِيَّـةُ الحُسَيْنِيَّـة" في مدح آل خير البرية فقال:

سَـرَيْتُ مِنْ بَـلَـدٍ أَسـعَى إلى بَـلَـدٍ

حتَّى أَتيتُ إلَيهِمْ في دِيَـارِهِمِ

وبِتُّ في جَبَـلٍ مِنْ بَعـدِهِ جَبَـلٌ

أرجو الإلـهَ شُهُودًا في جمالهم

وهكذا كانت رحلة الإمام الجعفري إلى مصر، وكان عمره آنذاك عشرين عامًا تقريبًا، وكان قد أنجب ولدًا هو سيدي عبد الغني، وبنتًا هي السيدة «فتحية»، ولما وصل إلى مصر التحق بالأزهر الشريف ولازمه ملازمةً تامةً، فَمِنْ أجلِ طلبِ العلمِ هاجرَ مِن بلده وموطنه وترك أهله وولده، فلم يكن ليضيع لحظة بغير استفادة علم أو معرفة من علماء الأزهر الأعلام في ذلك الوقت.

وقد وصف الإمام الجعفري بنفسه صورة ليومٍ من أيامِ حياتِهِ في الأزهر فقال: «كان الشيخ يوسف الدجوي- رحمه الله- يقرأ الدرس في الأزهر من بعد صلاة الفجر إلى الساعة السابعة والنصف، وكنا نحضر عليه، وبعد انتهاء الدرس نخرج من الأزهر ونذهب إلى مسجد سيدنا الإمام الحسين، فنجد الشيخ محمد السمالوطي جالسًا يدرّس فنجلس عنده حتى الثامنة، وبعد انتهاء درسه نعود مرة أخرى إلى الأزهر حيث تبدأ دروس الفقه، وفي فترة الأجازة كنا نحضر دائمًا عند الشيخ السمالوطي في مسجد الإمام الحسين.

بداية عمله في الأزهر

ولم يقتصر الإمام الجعفري- رضي الله عنه- على واجبات وظيفته، بل قام بالتدريس والوعظ في جنبات الأزهر، وجذب إليه القلوب بما أفاض الله- تعالى- عليه من العلم النافع، والموعظة المخلصة الصادقة فأقبل عليه طلاب العلم من داخل الأزهر وخارجه،إلى أن جاءت مناسبة أظهرت جدارة الشيخ العلمية، واستحقاقه لهذه المكانة العظيمة..

كان ذلك عند وفاة شيخه العلاّمة الشيخ يوسف الدجوي سنة 1365هـ، وقد اجتمع أبناء الأزهر وكبار العلماء لتوديع عالمهم الجليل، فاحتشدوا في موكب مهيب، ولكن تعالوا بنا نستمع إلى ما حدث من أحد شهود العيان، وهو عالم من كبار علماء البيان، وعَلم يُشارُ إليه بالبنان، ذلكم الدكتور محمد رجب البيومي -رحمه الله - أستاذ الأدب والبلاغة بجامعة الأزهر يقول: «ومن مواقفه التي بلغ التأثير فيها روعته الخالبة موقفه في رثاء أستاذه الكبير الشيخ يوسف الدجوي- رضي الله عنه- فقد كنا طلابًا في كلية اللغة العربية، ونادى الناعي منذرًا بوفاة الشيخ الكبير، ومحددًا ميعاد الجنازة، فسارعتُ إلى توديعه، وكان المشهد مؤثرًا، تتقدمه جماعة كبار العلماء برئاسة أستاذهم الأكبر مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الشريف، وحين بلغ الموكب نهايته عند القبر انتفض الشيخ صالح خطيبًا، يرثي أستاذه، فبدأ مرثيته مستشهدًا بقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم أفاض في إيضاح منزلة العالِم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وما أن انتهى الخطيب من مرثاته، حتى سأله عنه الأستاذ الأكبر معجبًا، ثم بادر بتعيينه مدرسًا في الجامع الأزهر.  وارتقى الشيخ صالح الجعفري - رضى الله عنه - منبر الجامع الأزهر الشريف خطيبًا، إلى جانب عمله كمدرسٍ للعلم بالأزهر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإمام الحسين محمد الباقر الأزهر الشريف الأزهر الشریف رضی الله عنه إلى الأزهر إلى مصر

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يهنئ الدكتور أحمد الطيب بعيد ميلاده الـ79

هنأ الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بعيد ميلاده التاسع والسبعين، قائلا: إلى والدي وسيدي وإمامي وأستاذ الأجيال، منارة العلم وملاذ الحكمة والوسطية وشيخ المجددين، الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب.

مفتي الجمهورية يهنئ البابا تواضروس والإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد مفتي الجمهورية: ميلاد السيد المسيح يعكس سنة الله في إرسال الأنبياء

وأضاف المفتي: بمشاعر ملؤها المحبة والتقدير، وبمداد الفخر والاعتزاز أتقدم إليكم، فضيلة الإمام بأصدق التهاني القلبية بمناسبة يوم ميلادكم المبارك، وبلوغكم التاسعة والسبعين من العمر المديد، أعوام طيبة قضيتموها في خدمة الإسلام والمسلمين وقضايا الإنسانية، وكنتم فيها رمزًا للحكمة والوسطية والاعتدال.
 

وأكمل حديثه قائلا: الإمام الأكبر لقد أضأتم بحكمتكم دروب الفكر والاجتهاد، وصنعتم تاريخًا حافلًا بالإنجازات التي ستظل شاهدة على عظمة رسالتكم وصدق عطائكم.

وأردف مفتي الجمهورية: منذ تولي فضيلتكم مسئولية دار الإفتاء المصرية، ثم رئاسة جامعة الأزهر، وأخيرًا مشيخة الأزهر الشريف، كنتم صوتًا قويًّا للحق، ومنارةً للمعرفة، تنيرون العقول، وتغرسون قيم العدالة والوسطية، فأرسيتم لنا معالم الفكر الرشيد، وبذرتم في قلوبنا قيمة الشعور بهموم الإنسان، والرحمة بالخلق،  وما زال العالم يعقد آماله على حكمتكم وضميركم النبيل في معالجة قضايا الإسلام، وما زلتم أيها الإمام تجسدون سعة الصبر في أرقى تجلياتها، تتحملون برحابة الصدر أخطاءنا، وتغفرون بتعقل العالم وحلم الأب الرفيق تقصيرنا، لتسيروا بنا على درب الحكمة والنور.

واختتم حديثه: أسأل الله العظيم أن يمدكم بموفور الصحة والعافية، وأن يبارك في عمركم وأعمالكم، وأن يظل الأزهر الشريف تحت قيادتكم منارة للعلم وملاذًا للحق. ونسأل الله أن يحقق على أيديكم المزيد من الخير والازدهار لهذه الأمة، وأن تبقى رمزًا شامخًا للتجديد والاعتدال وصوتًا قويًّا لقضايا الإنسانية.

مسيرة علمية حافلة

تدرّج الإمام الأكبر في رحلته العلمية، حيث حفظ القرآن الكريم في صغره، والتحق بمعهد الأزهر بالأقصر، ثم استكمل دراسته في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وتخصص في العقيدة والفلسفة. حصل على درجة الدكتوراه عام 1977، واستكمل دراسته وبحوثه في فرنسا، ليعود عالمًا يُشهد له بالكفاءة في العلوم الشرعية والفكر الفلسفي.

تولى الشيخ أحمد الطيب عدة مناصب علمية وإدارية، منها رئاسة جامعة الأزهر عام 2003، وصولًا إلى تعيينه شيخًا للأزهر في مارس 2010، ليقود مؤسسة الأزهر في واحدة من أدق الفترات التاريخية.

الدفاع عن القيم الإنسانية

على مدار مسيرته، كان الشيخ أحمد الطيب رمزًا للاعتدال والوسطية، حيث عمل على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وساهم في تقوية العلاقات الإسلامية المسيحية من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها مع البابا فرنسيس عام 2019.

دعا فضيلته دائمًا إلى نبذ التطرف والعنف، مشددًا على أن الإسلام دين السلام والتسامح، وكان من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، خاصةً في قضايا التعليم، وتمكين المرأة، وحماية الأطفال من العنف.

بمناسبه ذكرى ميلاده، يتذكر العالم الإسلامي جهود شيخ الأزهر في خدمة الدين والوطن، حيث كان مناصرًا دائمًا لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وداعمًا قويًا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله.

ويُشيد محبوه بجهوده في إصلاح التعليم الأزهري، وتجديد الخطاب الديني، وتطوير مناهج الأزهر لتواكب مستجدات العصر، دون التفريط في ثوابت الدين وقيمه.

مقالات مشابهة

  • «الطيب» جابر الخواطر
  • شيخ الأزهر يستقبل وزير الشؤون الإسلامية السنغافوري
  • شيخ الأزهر يبحث مع وزير الشؤون الإسلامية السنغافوري سبل دعم مسلمي سنغافورة
  • الطيب يستقبل وزير الشؤون الإسلامية السنغافوري لبحث سبل دعم الأزهر لمسلمي سنغافورة
  • مفتي الجمهورية يهنئ فضيلة الدكتور أحمد الطيب بعيد ميلاده
  • هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)
  • مفتي الجمهورية يهنئ الدكتور أحمد الطيب بعيد ميلاده الـ79
  • أمين البحوث الإسلامية: شيخ الأزهر طاقة حب أسهمت في دعم أواصر المحبة
  • بمناسبة يوم ميلاده.. الجندي: شيخ الأزهر أسهم في دعم أواصر المحبة والسلام