ارتفاع غير مسبوق في لجوء الشباب الفرنسي إلى خدمات الصحة النفسية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة "جاما نتوورك أوبن" المرموقة عن تصاعد مقلق في أزمة الصحة النفسية بين الشباب الفرنسي، مع تسجيل ارتفاع حاد في معدلات طلب المساعدة النفسية مقارنة بفترة ما قبل جائحة كوفيد-19.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة "إيكس مرسيليا" وشملت نحو 20 مليون شخص دون سن 25 عاما، زيادة ملموسة في عدد زيارات العيادات النفسية وحالات الاستشفاء، فضلا عن ارتفاع معدلات وصف الأدوية النفسية، بما فيها مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج، خلال الفترة بين 2016 و2023.
وتندرج هذه الظاهرة ضمن اتجاه عالمي مقلق، حيث يعاني واحد من كل سبعة مراهقين حول العالم من اضطرابات نفسية. وتشهد الدول الأوروبية بشكل عام ارتفاعا متزايدا في حالات القلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بين الشباب.
وتؤكد النتائج، أن هذه المشكلة لا تقتصر على فئة معينة، بل تطال الجنسين على حد سواء، مما يستدعي اهتماما متزايدا من صناع القرار والمختصين في مجال الصحة النفسية لمواجهة هذا التحدي المتنامي في المجتمع الفرنسي.
أكد مارسيل ماركيتي، من مجموعة الدفاع عن الصحة العقلية في أوروبا، في تصريحات خاصة لـ"يورونيوز"، أن تداعيات جائحة كورونا كشفت عن ثغرات عميقة في نظام الرعاية النفسية، مشيراً إلى أن الوضع في فرنسا يعكس أزمة عالمية متنامية.
ما نصيب الإناث؟وتكشف الأرقام عن تأثر الإناث بشكل خاص بهذه الأزمة، حيث سجلت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الاستشارات النفسية بين الشابات والمراهقات في العيادات الخارجية، إضافة إلى زيادة مقلقة في حالات دخول المستشفى بسبب محاولات الانتحار.
وفيما يتعلق بالأدوية النفسية، شهدت الوصفات الطبية للفتيات والشابات زيادة حادة، خاصة في فترة ما بعد الجائحة.
وعلى الرغم من تسجيل ارتفاع مماثل بين الذكور في وصفات مضادات الاكتئاب وأدوية معالجة إدمان الكحول والمنشطات المخصصة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أن هذه الزيادة كانت أقل حدة مقارنة بما سُجل لدى الإناث.
وكشف الباحثون عن دور محوري لوسائل التواصل الاجتماعي في تعميق التباين بين الجنسين في مجال الصحة النفسية. وأظهرت النتائج أن الفتيات يواجهن مستويات أعلى من التنمر الإلكتروني على هذه المنصات، مما يفاقم معاناتهن النفسية ويزيد من حاجتهن للدعم والرعاية المتخصصة.
محاولات ومعضلاتوتتجه الحكومة الفرنسية نحو إجراءات حاسمة لمواجهة تدهور الصحة النفسية للشباب، حيث تختبر حظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس المتوسطة، وتدعم مبادرة على مستوى الاتحاد الأوروبي لتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن الخامسة عشرة.
وتأتي هذه الخطوات في ظل أزمة متفاقمة في نظام الرعاية النفسية، حيث كشفت دائرة التدقيق الوطنية عن انخفاض مقلق في عدد أطباء نفس الأطفال بنسبة 34% بين عامي 2010 و2022.
وفي تطور يثير القلق، رصدت الدراسة ارتفاعا في وصف الأدوية النفسية للأطفال دون سن السادسة، خاصة تلك المستخدمة في علاج الحالات الخطيرة.
ويرى الباحثون، أن هذه الزيادة "الملفتة للنظر" قد تعكس اتجاها متزايدا نحو تشخيص الاضطرابات ثنائية القطب في المجتمع الفرنسي.
Relatedالدول الأكثر فساداً تعاني نقصاً في عدد الأطباء.. إليكم العلاقة الخفية بين الديمقراطية والصحةارتفاع غير متوقع في الأشعة فوق البنفسجية بأوروبا: خطر يهدد الصحة العامةترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ولا يختلف الوضع كثيرا في دول أخرى، إذ أظهرت دراسة دنماركية ارتفاعًا في مستويات التشخيص النفسي وتعاطي المؤثرات العقلية خلال جائحة كوفيد-19. وفي إسبانيا، ارتفعت محاولات الانتحار بين المراهقات بنسبة 195% خلال الفترة ما بين أيلول/سبتمبر 2020 وآذار/مارس 2021.
وأشار الباحثون، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست السبب الوحيد وراء هذه الزيادة، بل يمكن أن تكون الديناميكيات الأسرية والضغوط الاقتصادية الناتجة عن الجائحة أيضًا عوامل مسهمة في تفاقم الأزمة النفسية لدى الشباب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بسبب نقص الرعاية الصحية.. عمدة إيطالي يحذر السكان: "لا تمرضوا" التقليل من شرب الكحول.. مفتاح لصحة أفضل الصحة العالمية تكشف الحقيقة وراء "المرض الغامض" في الكونغو.. هل هو مزيج من الملاريا والإنفلونزا؟ فيروس كورونامراهقونفرنساجائحةرعاية صحيةأطفالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوارث طبيعية لبنان سوريا دونالد ترامب فرنسا شرطة كوارث طبيعية لبنان سوريا دونالد ترامب فرنسا شرطة فيروس كورونا مراهقون فرنسا جائحة رعاية صحية أطفال كوارث طبيعية لبنان دونالد ترامب شرطة سوريا فرنسا أبو محمد الجولاني الصين زلزال ضحايا المملكة المتحدة التبت روسيا التواصل الاجتماعی الصحة النفسیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الصحة: إضافة 30 وحدة وماكينة جديدة لدعم خدمات الغسيل الكلوي بالمحافظات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، افتتاح أربع وحدات جديدة للغسيل الكلوي، إلى جانب توزيع 26 ماكينة غسيل كُلوي على عدد من المستشفيات في مختلف المحافظات، وذلك خلال شهر يناير 2025.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوحدات الجديدة تشمل وحدة الغسيل الكلوي في بلانة بمحافظة أسوان، ومركزين للغسيل الكلوي بمحافظة الفيوم، أحدهما في وحدة الحجر والآخر في وحدة الغرق، بالإضافة إلى وحدة متخصصة في أمراض الكلى والكبد والجهاز الهضمي بمستشفى ملوي بمحافظة المنيا.
وأضاف عبدالغفار، أن الوزارة قامت بدعم المستشفيات بعدد 26 ماكينة غسيل كُلوي جديدة، ما أسهم في رفع القدرة الاستيعابية لعدد من الوحدات، منها مستشفيات أبو قير ورأس التين بمحافظة الإسكندرية، ومركزي فارسكور وعزبة البرج بمحافظة دمياط، إلى جانب مستشفيات الرحمانية المركزي وشبراخيت المركزي بمحافظة البحيرة، ومستشفى قنا العام، ومستشفى شبرا بمحافظة القاهرة، ومستشفى شبين الكوم بمحافظة القليوبية، ومستشفى هيئة قناة السويس، بالإضافة إلى مستشفيات السنبلاوين العام وميت سلسيل المركزي والمنزلة العام بمحافظة الدقهلية.
من جانبه، أشار الدكتور محمد زيدان، رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، إلى أنه تم توسعة وتجديد وحدة الغسيل الكلوي الخاصة بمرضى نقص المناعة في مستشفى حميات المنصورة، حيث جُهزت بثلاث صالات متخصصة للتعامل مع مختلف حالات نقص المناعة، إلى جانب تطوير محطة معالجة المياه الخاصة بالوحدة لضمان أعلى معايير السلامة.
كما أوضح زيدان أنه تم إدخال أربع ماكينات غسيل بتقنية HDF في مستشفيات طامية وسنورس وأطسا وأبشواي بمحافظة الفيوم، بالإضافة إلى تجهيز مستشفى بيلا بمحافظة كفر الشيخ بجهاز مونيتور وجهاز رسم قلب، مؤكدًا أن العمل جارٍ لاستكمال تجهيز وحدة الغسيل الكلوي في مستشفى أبو تشت المركزي بمحافظة قنا تمهيدًا لافتتاحها قريبًا.
وفي سياق تيسير الإجراءات على المرضى، أعلنت الوزارة عن إطلاق خدمة ميكنة مواعيد جلسات الغسيل الكلوي، حيث يمكن للمرضى حجز الجلسات والتنقل بين المراكز عبر الاتصال بالخط الساخن (0225873050)، وذلك لضمان وصول الخدمة لأكبر عدد ممكن من المواطنين، في إطار استراتيجية وزارة الصحة الهادفة إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية في جميع أنحاء الجمهورية.