بعد 6 سنوات من الفراغ الرئاسي.. البرلمان اللبناني ينتخب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للجمهورية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تقرير: العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد 6 سنوات من الفراغ الرئاسي
بيروت – بعد فراغ رئاسي استمر 6 سنوات، انتخب البرلمان اللبناني، اليوم، العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، رئيسًا جديدًا للجمهورية، في خطوة تعكس توافقاً نادراً بين الأطراف السياسية المتصارعة في لبنان. جاء هذا الانتخاب وسط أوضاع داخلية معقدة، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في تاريخه الحديث.
العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني منذ مارس 2017، يُعد شخصية بارزة في الحياة العسكرية والسياسية اللبنانية. وُلد في بلدة العيشية بقضاء جزين عام 1964، وانضم إلى المؤسسة العسكرية عام 1983. تدرج في المناصب داخل الجيش اللبناني، متقلداً العديد من المسؤوليات القيادية قبل أن يتم تعيينه قائداً للجيش في ظل أوضاع داخلية وإقليمية مضطربة.
خلال فترة قيادته للجيش، عُرف العماد جوزيف عون بحنكته في الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية وسط التجاذبات السياسية، مع إبقاء الجيش خارج دائرة الاستقطاب الحاد بين القوى المتصارعة. وقد برز دوره بشكل خاص في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ عام 2019، حيث حرص على تأمين المظاهرات السلمية مع الحفاظ على النظام العام.
كما يُعرف العماد عون بمواقفه الوطنية الرافضة للتدخلات الخارجية في شؤون الجيش، مما أكسبه ثقة العديد من اللبنانيين الذين يرون فيه قائداً حيادياً وقادراً على جمع الأطراف المختلفة تحت مظلة واحدة.
6 سنوات من الفراغ الرئاسي: أزمة تعصف بلبنانانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2016، ومنذ ذلك الحين، عجزت القوى السياسية اللبنانية عن التوافق على رئيس جديد بسبب الانقسامات الحادة فيما بينها. هذا الفراغ الرئاسي الطويل تزامن مع انهيار اقتصادي كارثي جعل لبنان من بين الدول التي تعاني أكبر الأزمات الاقتصادية في العالم.
خلال هذه الفترة، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وانهارت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية. كما تفاقمت البطالة والفقر، مما دفع آلاف اللبنانيين إلى الهجرة بحثًا عن حياة أفضل. إضافة إلى ذلك، تسبب الفراغ الرئاسي في تعطيل العديد من مؤسسات الدولة، مما أدى إلى حالة من الشلل السياسي والإداري.
تحديات الرئيس الجديد 1. إعادة بناء الثقة السياسيةيُتوقع من الرئيس الجديد العمل على كسر حالة الجمود السياسي من خلال بناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة، وخاصة أن لبنان يعاني من انقسامات طائفية وسياسية عميقة. وسيكون توحيد الموقف الداخلي شرطاً أساسياً لتحقيق أي تقدم.
2. إنقاذ الاقتصاد اللبنانييواجه العماد جوزيف عون واحدة من أصعب التحديات الاقتصادية في تاريخ البلاد. تتطلب المرحلة المقبلة إطلاق إصلاحات جذرية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، واستعادة الثقة بالمؤسسات المالية اللبنانية التي تواجه تدهوراً حاداً. ومن بين أولويات الرئيس الجديد:
إعادة هيكلة النظام المصرفي. مكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة. التفاوض مع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات مالية. 3. معالجة ملف النازحين السوريينيُعد ملف النازحين السوريين واحداً من القضايا الحساسة التي تحتاج إلى حلول عاجلة. فلبنان يستضيف أكثر من مليون نازح سوري، ما يشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً ضخماً.
4. تعزيز سيادة الدولةيواجه لبنان تحديات كبيرة تتعلق بوجود مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة. الرئيس الجديد سيكون مطالباً بتفعيل مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية لضمان بسط سيادتها على كامل التراب الوطني.
رؤية العماد جوزيف عونفي كلماته السابقة كقائد للجيش، أكد العماد جوزيف عون التزامه بتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان. يرى مراقبون أن عون يحمل رؤية وطنية تقوم على التوازن بين تحقيق سيادة الدولة واحترام التنوع الطائفي والسياسي الذي يميز لبنان.
ويتوقع أن يعمل الرئيس الجديد على استعادة دور لبنان كمنصة للحوار الإقليمي والدولي، مستفيداً من علاقاته الجيدة مع العديد من القوى الدولية والإقليمية.
فرصة تاريخية أم تحدٍ كبير؟مع انتخاب العماد جوزيف عون، يعلق اللبنانيون آمالهم على حقبة جديدة تُنهي حالة الفوضى والانقسام وتعيد بناء الدولة. لكن التحديات كبيرة والظروف معقدة، مما يجعل نجاح الرئيس الجديد مرهوناً بقدرته على حشد الدعم الداخلي والخارجي لتنفيذ خطط الإصلاح والإنقاذ.
متابعات المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العماد جوزیف عون الفراغ الرئاسی الرئیس الجدید العدید من رئیس ا
إقرأ أيضاً:
الدعوة لترشيح رئيس للجمهورية
قال الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال لقاء مع صحفيين وفنانين ورياضيين في أم درمان يوم 19 يناير 2025م متحدثا عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه و مشروع ياسر العطا الشبابي قال (لم أكلف نفسي عناء قراءة نص القرار الأميركي، ولا أملك حسابا مصرفيا خارجيا أو عقارات، وحتى حسابي المحلي في بنك أم درمان الوطني يقتصر على صرف راتبي كأي ضابط في القوات المسلحة( و أضاف قائلا ( أجد نفسي مؤيدا فكرة مشروع شبابي واسع يتبلور حاليا، بتشجيع عضو مجلس السيادة ومساعده ياسر العطا، يهدف إلى تجاوز الأحزاب التقليدية وتأسيس فترة ما بعد الحرب، مؤكدا أن "الشعب السوداني يتعرض لمؤامرة من قوى سياسية عميلة للخارج) أن إشارة البرهان لمشروع الفريق أول ياسر العطا ليست عرضية بل هي حقيقية، و ليست فكرة جديدة يقال عنها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش في كل من ولايات سنار و سنار ثم الخرطوم و الزحف لطرد الميليشيا من ولاية كردفان هي الباعث الحقيقي للفكرة.. رغم أن الفريق ياسر قدم المشروع قرابة السنة..
يوم الأحد 28 إبرايل 2024م كان قد قال مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ياسر العطا خلال جولة تفقدية على المواقع المتقدمة للعمليات بأمدرمان قال ( إن القوات المسلحة ستتجاوز القوى السياسية بعد الانتصار و خلال مرحلة التأسيس( و أضاف قائلا ( سنعمل على فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية) أن حديث العطا في إبريل كان بالونة أختبار للقوى السياسية لكي يعرف ما بجعبتها، و كانت قوى "الحرية و التغيير المركزي" ماتزال تراهن على نجاح انقلاب الميليشيا خاصة الجيش كان في حالة دفاع عن المناطق العسكرية.. حديث العطا لم يشغل القوى السياسية كثيرا.. في ذلك الوقت.. لذلك عدل العطا من رؤيته في أغسطس يوم 23 أغسطس قال في حوار أجرته معه عواطف أحمد عبد الله لتلفزيون السودان قال العطا (ليس لنا رغبة في الحكم نريد فقط أن نسلم البلاد أمنة مطمئنة لقيادات منتخبة.. أننا نتطلع بعد هزيمة الميليشيا إلي فترة أنتقالية قصيرة، يتم فيها إعادة التعمير و البناء لما خربته الميليشيا في الحرب، و صناعة الدستور الذي يتم التوافق عليه، ثم تجرى الانتخابات لكي نسلم المنتخبين السلطة.. و لكن لن نسلم البلاد إلي عملاء المخابرات الأجنبية الذين سوف تطاردهم العمالة مدى الحياة) هذه الرؤية مختلفة عن رؤيته في إبريل 2024م و أيضا القوى السياسية لم تفكر كثيرا في قول العطا..
في 10 سبتمبر 2024م عاد العطا لذات مقولته التي كان قد قالها في إبريل 2024م عند مخاطبته جنودًا من الجيش في منطقة المعاقيل العسكرية بولاية نهر النيل قال (إن القائد العام للجيش سيظل على رأس الدولة في فترة ما بعد وقف الحرب، ولن يتخلّى عن السلطة خلال الفترة الانتقالية، بل سيستمر فيها حتى إلى ما بعد 3 دورات انتخابية( و إشارة البرهان للإعلاميين و الفنانين لمشروع العطا في الحكم بعد وقف الحرب هو مشروع أشار إليه عدة مرات متتالية.. خاصة أن أغلبية الشعب السوداني عندها موقفا سالبا من الأحزاب السياسية التي تسببت في ضياع ثورتها، بعدم إدارتها للصراع بالصورة التي تجنب البلاد ويلات الحرب، بل كانت سببا مباشرا بمساندتها الانقلاب العسكري الذي قادته الميليشيا.. بعد استقبال الجماهير لمتحركات الجيش و ترديد شعار " جيش واحد شعب واحد" جعل البرهان يشير إلي مشروع العطا " مشروع شبابي واسع بديلا للأحزاب التقليدية" و هي فكرة سياسية حوارية.
الحقيقة أن الديمقراطية أعمدتها الأحزاب لكن للأسف أن الأحزاب السياسية السودانية تعاني من الضعف الفكري و التنظيمي .. و دلالة على ذلك أنها بعد ثورة ديسمبر؛ قدمت أضعف قيادات سياسية تمر على تاريخ السودان من الناحيتين قلة الخبرة و ضعف الثقافة الديمقراطية.. و شعور هذه القيادات بضعف قدراتها جعلها تميل للمصالح الشخصية في الاستحواذ على السلطة دون أن يكون لها رؤية للحكم، و وضح ضعفها السياسي عندما فقدت الشارع الذي كان يشكل لها توازن القوى.. الآن قيادات الجيش تراهن على نجاح فكرتها في الحكم على الشباب، و خاصة الذين حملوا معها السلاح و قاتلوا معها كتفا بكتف.. و هؤلاء بالفعل أن الحرب قد غيرت في وعيهم السياسي، و أصبح لهم تصورات مغايرة من خلال التلاحم العسكري الكبير.. الذي سوف يشكل أرضية صلبة للتربية الوطنية في البلاد..
هناك قيادات في عدد من القوى السياسية، و على رأسهم قيادات أتحادية عندهم فكرة. بعد وقف الحرب يجب الانتقال المباشر للشرعية الدستورية من خلال استفتاء شعبي لدستور 2005م الذي شاركت في وضعه أغلبية القوى السياسية، و بعد الاستفتاء يتم ترشيح رئيس للجمهورية.ز و هؤلاء سوف يتبنون " قائد الجيش" بعد أن يقدم استقالته من العسكرية و يكون مرشحهم لرئاسة الجمهورية، و إذا كان هناك من يريدون ترشيح آخرين الدستور يسمح بذلك.. بعد الانتقال للشرعية يدعو رئيس الجمهورية في الثلاثة شهور الأولي لعقد مؤتمر دستوري و لكن بعد إجراء انتخابات في مجالس الأحياء التي لا يجوز ترشيح أية شخص فوق الآربعين و النقابات و المجلس الأعلي للإدارات الأهلية و المجلس الأعلى للطرق الصوفية، و الحركات بعد ما تتحول إلي أحزاب سياسية إلي جانب الأحزاب المعروف تواجدها في الشارع السياسي، هؤلاء هم الذين يقدموا ممثلين لهم في المؤتمر الدستوري و تهييء الدولة لهم مكان الحوار و متطلباته و بعد الانتهاء من الدستور و متطلبات الحكم يقدم في اشتفتاء شعبي و يصبح ملزم التطبيق..
يكون رئيس الجمهورية حكومة من كفاءات يشهد لها بحسن الإدارة و الخبرة و النزاهة و الشفافية، و مجلس تشريعي تختاره لجان الأحياء في كل الأقليم " من الجنسين" و الانتخابات العامة بعد دورتين انتخابيتين للأحزاب السياسية، على أن لا يسمح لأي عضو الترشيح أكثر من دورتين فقط.. حتى تستطيع الأحزاب أن تمارس الديمقراطية ممارسة و ليست شعارات.. و نواصل السرد في توسيع الفكرة في المقالات القادمة.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com