أكد ربيع الهبر، أستاذ العلوم السياسية، أن الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة اللبنانية لم تحمل مفاجآت، مشيرًا إلى أنه كان من المعروف مسبقًا أن أوراقًا بيضاء ستُطرح في حال عدم التوافق السياسي، مضيفًا أن التوافق في الدورة الثانية قاد إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية.

وأوضح الهبر خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"  أن انتخاب العماد جوزيف عون يتطلب تجاوز عقبة دستورية، إذ ينص الدستور على منع ترشح موظفي الدرجة الأولى لمنصب الرئيس إلا بعد مرور عامين على التقاعد أو الاستقالة، ورغم ذلك، أشار إلى أن مجلس النواب يملك صلاحية تعديل الدستور لتأمين انتخاب قائد الجيش إذا توفرت الإرادة السياسية اللازمة.

وأضاف الهبر أن حصول العماد جوزيف عون على أكثر من 86 صوتًا في البرلمان يعني أن الدستور سيتم تعديله بحكم الواقع، وهو ما قد يثير جدلًا كبيرًا حول الالتزام بالقوانين الدستورية، ومع ذلك، شدد على أن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل فرصة هامة للبنان للخروج من الأزمة الراهنة، داعيًا إلى استثمار هذه اللحظة لتحقيق الاستقرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان الرئاسة اللبنانية البرلمان اللبناني المزيد جوزیف عون

إقرأ أيضاً:

المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان

كتبت بولا أسطيح في" الشرق الاوسط": في الوقت الذي يتصدر فيه قائد الجيش العماد جوزف عون السباق الرئاسي راهناً، تخرج أصوات تنبه إلى أن انتخابه سيكون غير دستوري بوصفه يتولى وظيفة "فئة أولى"؛ مما يوجب، وفق الدستور، استقالته قبل عامين من انتخابه. إلا إن سابقة انتخاب العماد ميشال سليمان في عام 2008، الذي كان حينها أيضاً قائداً للجيش، تجعل المتحمسين لانتخاب عون يتكئون على المبررات التي قُدمت في وقته ليعيدوا التذكير بها اليوم.

وعدّ رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وقتها أن تصويت أكثر من 86 نائباً لسليمان يعني تلقائياً أن انتخابه دستوري؛ لأن تعديل الدستور يتطلب تصويت 86 نائباً لمصلحة أي تعديل.

إلا إن رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل، لا يزال يؤكد أن انتخاب عون غير دستوري وفق هذه الآلية. وقد شدد في آخر إطلالة له على أن "تعديل الدستور يتطلب وجود رئيس للجمهورية، ووجود عقد عادي لمجلس النواب، وأيضاً وجود حكومة كاملة الصلاحيات، وأيضاً يتطلب ثلثي مجلس النواب بمرحلة أولى، وبالمرحلة الثانية 3 أرباع المجلس النيابي"، عادّاً أنه "دستورياً لا يمكن أن يتحدث أحد معنا بدولة القانون والمؤسسات ويخالف الدستور بانتخاب الرئيس".

ويتكئ باسيل على قراءة دستورية تقول إن المادتين "76" و"77" تشيران إلى أن إعادة النظر في الدستور تحدث إما بناء على اقتراح رئيس الجمهورية فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، وهو أمر غير متاح راهناً بسبب غياب الرئيس، وإما بناء على طلب مجلس النواب، على أن يكون المجلس منعقداً انعقاداً عادياً، وهو أمر غير متوافر مع انتهاء الانعقاد العادي بنهاية كانون الأول.

لكن في المقابل، يعدّ الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أنه "في الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس يفترض على العماد عون وغيره من المرشحين أن ينال 86 صوتاً؛ أي أكثرية الثلثين، وهذا أمر مسلم به"، لافتاً إلى أنه "خلال الدورة الثانية في حال نال عون أكثر من 86 صوتاً، فحكماً يعلن رئيساً ولا تشوب العملية الانتخابية عندها أي شائبة. أما في حال حصل على ما بين 64 و86 صوتاً، أي فاز بالغالبية المطلقة، فعندها يفترض على رئيس مجلس النواب أن يجتمع مع (مكتب هيئة المجلس)؛ لأن هذه الهيئة، عملاً بأحكام المادة (8) من النظام الداخلي لمجلس النواب، هي التي تنظر في المحاضر والاعتراضات التي يمكن أن ترد عليها، وعلى عملية الانتخاب، فيعلن بعدها الرئيس بري فوز العماد عون بالرئاسة؛ لأن صلاحية تفسير الدستور هي صلاحية (الهيئة العامة لمجلس النواب)، وليست صلاحية شخصية لرئيس المجلس، وبالتالي، فإن تصويت أكثر من 64 نائباً لمصلحة عون يعني أن (الهيئة العامة) صوتت بأكثرية مطلقة للعماد عون تخوله تسلم زمام قيادة البلاد". ويشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السيناريو الثاني «يفتح الباب واسعاً للطعن أمام المجلس الدستوري من قبل 43 نائباً ضمن مهلة 24 ساعة، على أن يبتّ المجلس الدستوري في هذا الطعن خلال مهلة 3 أيام». ويستهجن مالك القول إن ما صح مع ميشال سليمان لا يمكن أن يصح مع جوزف عون بوصف انتخاب الأول أتى نتيجة اتفاق كبير وقعت عليه كل القوى السياسية في الدوحة، مشدداً على أن هذا القول "هرطقة دستورية مرفوضة؛ لأننا اليوم في الظروف نفسها والأفعال والأوضاع متشابهة، والدستور هو هو ولم يعدَّل منذ عام 2008، وبالتالي ما طُبق في وقته يفترض تطبيقه اليوم".

ويوضح المحامي الدكتور بول مرقص، رئيس مؤسسة "JUSTICIA" الحقوقية في بيروت، خلال تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "مجلس النواب لجأ في انتخابات عام 2008 إلى الإفادة من المادة الدستورية رقم (74) للتنصل من تعديل (المادة 49)، حيث عدّ أن ما حصل مع العماد ميشال سليمان كان (تجاوزاً للمهلة)، أي الأشهر الستة التي تفرض استقالة قائد الجيش، أو سواه من العسكريين، من منصبه قبل الانتخابات، وأن هذه المدة سقطت نتيجة الخلاء الحاصل في منصب الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود عام 2007، وبالتالي بالطريقة عينها التي عُدّت بها الظروف الانتخابية للعماد ميشال سليمان (تجاوزاً للمهلة)، وبالتالي مسقطة لشرط المهلة نتيجة الخلاء الرئاسي، يمكن القول إن الأمر ينسحب على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية".

وبشأن ما إذا كان يصح انتخاب العماد عون من دون أي صوت شيعي، فيقول سعيد مالك: "هذا أمر لا يمكن التأكد منه؛ لأن الاقتراع في نهاية المطاف سري، وبالتالي لا يمكن القول إنه حصل أو لم يحصل على أصوات متنوعة المذاهب والطوائف أو من طرف أو فريق واحد. وحتى لو سلمنا جدلاً بأنه جرى التأكد من أنه لم يحصل على أي صوت شيعي، فهذا لا يغير في المعادلة شيئاً؛ لأن الدستور لم يشترط أن يكون فوز المرشح عبارة عن التصويت له من قبل خليط من المذاهب والأديان".
 

مقالات مشابهة

  • قرقاش: نهنئ الشعب اللبناني بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية
  • أنور قرقاش يهنئ الشعب اللبناني بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية
  • قرقاش: نهنئ الشعب اللبناني بانتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية
  • السوداني يهنئ لبنان بانتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية
  • شخصيات دينية وسياسية هنأت بانتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية
  • أستاذ علوم سياسية: انتخاب جوزيف عون فرصة لتجاوز الأزمة اللبنانية الحالية
  • أخيراً.. لبنان يبدأ حقبة جديدة بانتخاب جوزيف عون رئيساً
  • المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان
  • الاعتدال الوطني أعلن تأييده لانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية