الوحش طلع من الأقصر.. الفنان محمود فارس: "علمنا الحجر يكتب معارك الانتصار"
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قال الفنان محمود فارس إنه مبهور تمامًا بكل ما شاهده في الأقصر، والتي تعتبر من أهم المدن السياحية في العالم، حيث أنها وبلا منازع تضم عدد كبير من الآثار التي تحكي عن عظمة حضارة قدماء المصريين أجدادنا العظماء.
وقال فارس في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن العظيمة أم كلثوم قالت: «احنا اللي علمنا الحجر يكتب معالم الانتصار»، وقال الدكتور زاهي حواس: «نحن نمتلك حضارة راقية للغاية والدليل هو الكشف الأثري الذي نعلن عنه اليوم»
وأضاف فارس إن الكشف الأثري الذي شهده مع الدكتور زاهي حواس يعتبر من أجمل الاكتشافات التي شهدتها مصر منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث أن الكشف ملكيًا ولعدد كبير من المقابر كما تم الإعلان خلال المؤتمر الصحفي.
وحرص الفنان محمود فارس على التجول في معابد الكرنك، حيث قام بتصوير العديد من اللقطات وعمل بث مباشر وذلك كنوع من الترويج للكشف الأثري وكذلك للأقصر.
والتقطت بوابة الفجر الإلكترونية العديد من اللقطات للفنان داخل معابد الكرنك والتي تُظهر مدى ما يمتلك من شغف حول التراث والآثار، وبهذا نكون قد أجبنا عن السؤال الشهير الذي ألقاه الفنان في فيلم «محمد حسين» على الفنان محمد سعد لما قال: «هو الوحش منين؟»، حيث ألقينا على الفنان السؤال فأجاب: من الأقصر.
الكشف الأثريوعن الكشف الأثري في الأقصر فهو أهم كشف ملكي منذ كشف مقبرة توت عنخ آمون، والذي قال عنه الدكتور زاهي حواس إن البعثة كشفت عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو" والذي يعد أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.
وأشار حواس إلى أن البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتى لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي والذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.
وأكد حواس أن البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (٢٠٥٠ – ١٧١٠ قبل الميلاد)، وكشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع والذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى وإستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة وإختاره لها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من إمتداد الطريق الصاعد الذي يربط بين معبد الوادي والمعبد الجنائزي. قام سنموت بدفن هذة الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال وذلك ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادي.
وأضاف حواس أن البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الأسرة الدولة الوسطى وعثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وتعد هذة الموائد من الأثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.
واوضح أنه تم الكشف ايضا عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (١٥٨٠ – ١٥٥٠ قبل الميلاد) المنحوتة في الصخر والتي تعود لعصر الأسرة السابعة عشرة وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية والتي تعرف بالتوابيت الريشية وهي المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة ومن أهم تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال والتي لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل ٣٦٠٠سنة. وبجانب تلك التوابيت تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بهيئتة المكتشف عليه وتعد البعثة حاليًا برنامج خاص لترميمة ونقله للعرض بمتحف الحضارة، حيث قامت البعثة المصرية بنقل واحد من أهم مكتشفاتها وهو سرير من الخشب والحصير المجدول إلى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضى ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ والذي يعود إلى تلك الفترة وكان يخص أحد حراس الجبانة حيث عثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.
وأشار "حواس" إنه تم العثور على أقواس الرماية الحربية واحد من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية والتي تشير إلى وظيفة أصحاب هذة القبور وخلفيتهم العسكرية وكفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.كما تم العثور علي مقبرة المدعو جحوتي مس، المشرف على قصر الملكة تتي شيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.
وكشفت البعثة عن مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس وأم والده الملك سقننرع أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير من أهم الإكتشافات الأثرية التي تلقي كثير من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يعثر لها على كثير من الأثار، وتؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (١٥٥٠ – ١٥٢٥ قبل الميلاد) كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عثر عليها بالمقبرة.
تخطيط المقبرةالمقبرة لها تخطيط بسيط عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض ولها سقف مقبي. وداخل حجرة المقبرة عثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنان محمود فارس الدولة الوسطى الکشف الأثری معبد الوادی عصر الأسرة من أهم عدد من
إقرأ أيضاً:
معارك من ورق
#معارك من #ورق
#شبلي_العجارمة
كان أقراني في الصف الثاني الابتدائي ، وابن العم : عمر محمد عبدالمهدي تحديدًا ؛ هو من علمني كيف أصنع فردًا من الورق بطلقة صوت واحد فارغة ، ثم توالت الابتكارات ،فعلمني كيف أصنع مسدسًا آخر بطي الورقة طيتان للحصول على مسدسٌ بطلقتين معًا أيضًا وبصوتين معًا .
تطورت ترسانة الصف من أسلحة الورق ، فصنعنا الصواريخ المدببة بجناحين ، وكنا نعلن الحرب بين زعيمين للصف ، وبين حارتين وعشيرتين أو بين أ بناء قريتين .
صنعنا السفينة من الورق ، لكننا كنا لا نعرف البحر إلا اسمًا في كتاب الجغرافيا ، حين كان يشرح لنا الأستاذ مصطفى حدود الأقطار العربية ، لكن سفينتي التي فرحت بها ؛ حين ملأت طشت ماء البيت الوحيد ودشنت سفينتي الورقية بذلك الطشت الهامشي ، لكن كما يقال -على رأي إخوانا المصريين – : يا فرحة ما تمتش ،؛ حين رأت أمي سفينتي الورقية ، سالتني من أين أتيت بالورق ؟ وكيف لي أن أهدر الماء الذي أتت بسطله من بئر أبو الذهب مع الواردات ؟، التقطت أمي حقيبتي القماشية في مداهمةٍ وتفتيش مفاجئين ، ووجدت مسدساتي وصواريخي الورقية في قعر حقيبتي وبين صفحات الكتب ، فأدارت معي تحقيقًا ما بين شبشبها البرتقالي وبين زاوية الغرفة الوحيدة ، وسرعان من انهرت أمامها واعترفت بأنني أمزقها من منتصف دفتر مادة الطبيعة آنذاك ، وحين اعتذرت عذرًا أقبح من الذنب ؛ بأن مادة الطبيعة مادة غير مهمة .
لم تتقذني تلك المسدسات والصواريخ والسفن في أولى معاركي ذات الخسارة الوحيدة والأوحد، لكن أمي استدركت – بعد تلك الكتلة – بعاطفة أمومتها أنها قد قست علي كثيرًا ، فأخبرت والدي في التعليلة عن ذكائي وحرفتي في صناعة مسدسات الورق والصواريخ والسفن ، لكنها لم تكن تعرف أنها قدمتني لوجبة عقوبة أخرى وأقسى ، فنمت مثقلًا تحت وطأة منفضة سجائر والدي وشباشب أمي.
حين كبرت واتسقت معالم الحياة وجدت أن ( صموئيل كولت) قد اخترع مسدسًا ليس من ورق ،ويرمي عدة رصاصات بلا عدد طيات ، وبلا حاجة لأوراق الدفاتر للمناهج غير المهمة ، كما وجدت السيد ( إلكسندر ديميتريفيتش) قد صنع صواريخ من البارود وذات مسافات أبعد من مسافة السبورة وطبشورة الأستاذ حمدي الجندي الذي كنا نمطره بها ونلوذ بالبراءة.
في معركتنا غير المتكافئة مع ( ترامب ) وفلكه ، علينا صفع أنفسنا قبل أن نجلس معها في جلسة جردة حساب ، وعلينا تحطيم مرايانا التي أوهمتنا بدءًا من القيادات الاجتماعية الهشة التي زينت أوجاعنا وفقرنا بالتقاط الصور وتصدر المشهد ، ومرورًا بالحكومات التي أنهكت جسد الدولة وأتت على وطنٍ يصدر القمح لأوروبا وتركته هيكلًا باليًا ، فالحكومة التي تغازل سوريا الجديدة بدعمها بالكهرباء وبأسعار تفضيلية ،هي ذاتها الحكومة التي بدأت تطرق الأبواب برفقة رجال الأمن العام لتغيير عدادات الكهرباء واستبدالها بعدادات جديدة لنق تحسب العطاس والصوت وضوضاء الأطفال ، هي ذاتها الحكومة التي تريد تزويد سوريا بالغاز بسعر ما يقارب ال ثلاثة دنانير ونصف إلى الأربعة ، هي ذاتها الحكومة التي جعلت من أنبوبة الغاز بسبعة دنانير والتي تمثل أكسجين البيت الأهم بعبعًا تهدد برفعه ومنة دعمه .
إن الدول التي تتبنى سياسات الإقصاء و التهميش والتجهيل المؤسسي والمواربة المزاجية ، كمن يدوس الخبز بعد الشبع ، ويعود ليلتقطه من القمامة بعد أن يبلغ به الجوع منتهاه .
إن زوبعة الجهل والمنظرة التي تصنعها الحكومات على شاكلة دمى تأكل وتنام وتتكاثر لا تعمر أوطانًا حقيقية ، لأنها تتنفس العاطفة وتترك العقل على رف الملابس الصيفية .
لسنا خارج فلك الوطن وما يحاك له وما يدور من حوله ، ونحن ذاتنا قلنا من قبل عشرة أعوام : أن الصدام والحرب مع عصابة الصهاينة أمرٌ حتمي ولا مفر منه سوى مماطلة الوقت وحسب .
إن الشعوب التي تزحف على بطونها وتقحر على مؤخراتها ليست كتلك الشعوب التي ركضت أميالًا نحو الفكر والتطور بدءًا من الإنسان وبيئته ومرورًا بدعمه وتعزيز تفكيره الإيجابي ،وانتهاءً بالفخر في منتجه العقلي المتكامل في شتى مجالات الحياة.
تعلمت من معركتي التي أدرتها بالورق ولم تصمد أمام صاج خبز أمي ولو لحظة حين جعلتها أمي قدحة إشعالٍ لحطبها ؛ ما هي إلا تراكمات من الخسائر على دفتري و وقتي وعقابي البدني والنفسي ومجرد صوت في فراغ بلا نهاية ، وفهمت إن الديكتاتورية الناعمة المزخرفة هي بالون لا يسمح بالمزيد من المساحات سوى لثاني أكسيد الكربون.
لا زلت أحفظ تفاصيل تلك النكتة الحقيقية حين قال لي أحد مدربي في الجيش : إن ابنه كان يقرأ عن تكوين الماء بأنه ذرتا هيدروجين وذرة أكسجين ، فقال لي خلف بلهجته : ” لخمت ابني على ثمه وقلتله حرام عليك المي خلقة ربانية منين جبت هالسواليف !