رئيس الوزراء يشهد اتفاقية إطلاق مجموعة كونيكتا العالمية عملياتها من مصر
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وشركة "كونيكتا مصر لخدمة العملاء"، التابعة لمجموعة "كونيكتا" الإسبانية الرائدة عالميًا في مجال خدمات التعهيد وحلول تجربة العملاء الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وذلك بحضور نور الدين بيهمان، الرئيس التنفيذى لمجموعة "كونيكتا" العالمية.
ووقع مذكرة التفاهم كل من المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، و أحمد الحراني، الرئيس التنفيذي لشركة "كونيكتا" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وبموجب مذكرة التفاهم، ستطلق مجموعة "كونيكتا" عملياتها في مصر من خلال تأسيس مقر رئيسي جديد بالقاهرة الجديدة، ليكون مركزًا إقليميًا لخدماتها التي ستغطي أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، حيث تخطط المجموعة لاستثمار حوالي 100 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع توفير 3000 فرصة عمل متخصصة لتقديم خدمات رقمية وتقنية متطورة تشمل حلول الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، وتحليل البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والدعم الفني، وخدمات العملاء متعددة اللغات (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية).
وستقوم شركة "كونيكتا" بإقامة أول مركز عالمي لها للتميز في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في مصر، حيث تخطط الشركة لنقل المعرفة والخبرات للكوادر المصرية في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي التفاعلي (Conversational AI)، وتحليل البيانات، وغيرها من التقنيات الناشئة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء: "إن الحكومة تضع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على رأس أجندة أولوياتها، ضمن 4 قطاعات تستهدفها في خطط الإصلاح الهيكلي، تتضمن أيضاً الصناعة، والزراعة، والسياحة، مُشيراً إلى أن مصر تتمتع بميزات تنافسية في هذا القطاع، أهمها العنصر البشري الذي أثبت تميزه به، مضيفاً: "لدينا شباب واعد، رأيته بنفسي في زيارات متعددة لمراكز خدمات التعهيد، وكنت فخورًا بهذا الشباب المصري المتميز".
وأكد الدكتور/ عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إقبال الشركات العالمية على إقامة مراكز لها في مصر لتقديم الخدمات الرقمية المتطورة لعملائها حول العالم؛ يعكس مكانة مصر كمركزٍ عالمي لتصدير الخدمات الرقمية والتعهيد وأحد أبرز المقاصد المفضلة للشركات العالمية العاملة في هذه الصناعة الواعدة؛ موضحًا حرص الدولة على تهيئة بيئة أعمال جاذبة للشركات العاملة في هذا المجال، وتقديم الدعم اللازم لتطوير الكوادر المصرية وتزويدها بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة؛ مضيفًا أن قرار الشركة بالتوسع في عملياتها في مصر سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنمية الكفاءات الشابة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات التعهيد فى الأسواق الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
من جانبه، أوضح المهندس/ أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لـ (إيتيدا) أن هذه الشراكة تمثل إضافة قوية لجهود تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري، وتعكس الثقة المتزايدة من كبرى الشركات العالمية في الكوادر المصرية لافتًا إلى أن هذا التعاون سيسهم في توفير فرص عمل متنوعة تشمل تعهيد العمليات التجارية، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والبحث والتطوير الهندسي، مع التزام الهيئة بتوفير بيئة أعمال محفزة تدعم خطط التوسع في مراكز الخدمات العالمية.
وقال/ نور الدين بيهمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة كونيكتا: "تمثل هذه الشراكة الاستراتيجية مع 'إيتيدا' التزامنا بالابتكار والتعاون لدفع عجلة النمو في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ونهدف من خلال تأسيس مقرنا الإقليمي في مصر، إلى تقديم حلول رقمية متطورة، بالإضافة إلى الإسهام في تطوير قوى عاملة ماهرة سيكون لها دور في تشكيل مستقبل التكنولوجيا وتجربة العملاء على مستوى العالم.
وقال/ أحمد الحراني، الرئيس التنفيذى لشركة "كونيكتا" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: "اختيار مصر كمركز إقليمي لتوسعاتنا يعكس المزايا التنافسية التي تتمتع بها، ومن أبرزها الكفاءات الشابة والمؤهلة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة، ونحن على ثقة بأن هذه الشراكة الاستراتيجية ستثمر عن نجاحات كبيرة." مضيفًا "سنبدأ عملياتنا في مصر، وسيتم التنسيق بشأن استراتيجية التوسع خلال الزيارة الحالية لوفد المجموعة إلى مصر".
الجدير بالذكر أن "كونيكتا" تعد شركة عالمية رائدة فى تقديم خدمات تعهيد العمليات التجارية وإدارة تجربة العملاء، تعمل في 26 دولة عبر 4 قارات، ولديها 130,000 موظف يتحدثون 30 لغة مختلفة، ويقع مقرها الرئيسى في مدريد، حيث تقدم كونيكتا حلولًا متكاملة لإدارة العملاء، وتحقق المجموعة إيرادات سنوية تقارب 2 مليار يورو، وتقدم خدماتها لمجموعة كبيرة من العملاء حول العالم في قطاعات الاتصالات، والطاقة، والبنوك، والنقل، والتجزئة، والتجارة الإلكترونية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء رئيس مجلس الوزراء مقر إقليمي الذكاء الاصطناعي التوليدي المزيد الشرق الأوسط وإفریقیا تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی الرئیس التنفیذی فی مصر
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.
وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.
واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.
وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.
"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.
وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير، إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.
وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.
وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.
وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.
التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.
هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.
وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.