لبنان ٢٤:
2025-01-09@22:21:10 GMT

جوزاف عون الرئيس الرابع عشر

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

أثبت رئيس مجلس النواب نبيه بري مرّة جديدة أنه مهندس تدوير الزوايا من دون أي منازع. فقد لعبها صح عندما أرجأ الجلسة الانتخابية في دورتها الثانية لساعتين. ففي الجلسة الأولى صبّ نواب كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" أصواتهم لصالح الورقة البيضاء. وهذا الأمر حال دون تمكّن قائد الجيش العماد جوزاف عون من حصوله على تصويت ثلثي النواب زائدا واحدًا.

أمّا وقد وصلت رسالة بري إلى من يجب أن تصل إليه فتحوّلت الأوراق البيض في الدورة الأولى لمصلحة "التوافق الوطني" من خلال الـ 71 صوتًا، التي اعتبرت بمثابة استفتاء مبدئي عمّا ستكون عليه مرحلة ما بعد 9 كانون الثاني، الذي سيدخل كيوم تاريخي في سجل الأحداث الإيجابية من عمر الوطن، وإن كانت هذه الأحداث قليلة ولا يتخطّى تعدادها عدد أصابع اليد الواحدة.

ولأن مصلحة الوطن فوق أي اعتبار لم يؤخذ بالرأي الذي أبدته كتلة "لبنان القوي"، والتي عبّر عنها بوضوح النائب جبران باسيل في بداية الدورة الأولى حين كرّر رفضه خرق الدستور. ولأن البلاد تمرّ اليوم بمرحلة هي من أخطر المراحل في تاريخها الحديث والقديم تمّ تجاوز الإشكالية الدستورية، وفق ما بات عرفًا بالنسبة إلى اسقاط المهل الدستورية، التي اعتمدت يوم تم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية سنة 2008.  

وما أقدم عليه الرئيس بري، وهو البرلماني "العتيق"، في الدورتين الأولى والثانية من الجلسة الرئاسية، سيقرّش حتمًا في السياسة، ومع بداية عهد جديد، وعلى أسس جديدة، والتي ستتوج بسلسلة من التوافقات في المرحلة المقبلة من الحياة السياسية المحفوفة بالمخاطر. وقد يكون السهر على تطبيق وقف النار وتطبيق القرارات الدولية من بين أولويات الرئيس الجديد، بعد تكليف رئيس جديد للحكومة وفق نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، والذي سينصرف تلقائيًا إلى تشكيل حكومة تتناسب وخطورة ما يمرّ به الوطن.

ولأن يد رئيس الجمهورية لا تصّفق وحدها فإن المرحلة الجديدة تفرض تعاون الجميع في عملية الإنقاذ كما جاء في مداخلة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بداية الدورة الأولى. وبهذه الروحية يبدأ الرئيس جوزاف عون عهده المدعوم مسبقًا دوليًا وعربيًا، والذي نال في الدورة الثانية 99 صوتا بعدما صوت له في الدورة الأولى 71 نائبًا توافقوا على أن العماد عون، واستنادًا إلى تجربته الناجحة في قيادة الجيش، هو رجل المرحلة.

فعملية الانتخاب اليوم ما هي سوى خطوة أولى في مسيرة الأف ميل. ولكي تأتي الخطوات اللاحقة متطابقة مع روحية العملية الانتخابية، واستنادًا إلى ما يواجهه لبنان من استحقاقات تبدأ بإعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل في حربها المفتوحة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، على أن تواكبها ورشة إصلاحية شاملة بعد دعوة جميع المكونات السياسية إلى مؤتمر وطني جامع في القصر الجمهوري لرسم خارطة طريق تبدأ بمصارحة حقيقة وطرح كل الهواجس على الطاولة الرئاسية في بعبدا للانتقال بعدها إلى مصالحة حقيقية على أساس معادلة جديدة تقوم على ثوابت وطنية جامعة للقواسم المشتركة بين اللبنانيين، وذلك بعدما أثبتت تجارب الحرب الإسرائيلية على لبنان بأنه "لا يحّن على العود إلا قشره"، أي أن لا غنى عن التضامن اللبناني – اللبناني. وهذا ما خبره أهل الجنوب والضاحية والبقاع عندما احتضنهم أخوتهم في الوطنية.

فالرئيس جوزاف عون، الرئيس الرابع عشر للجمهورية، يأتي من تجربة ناجحة، وهو غير مثقل بأي التزامات مسبقة، وهو متحرّر من أي ارتباطات لا تصّب في خانة وحدة الوطن ومنعته وسيادته واستقلاله وتحرير أرضيه. وكما كانت تجربتة ناجحة في اليرزة فإن الآمال معلقة عليه في تجربته الثانية في بعبدا، على أن يكون تعاونه مع الرئيس الذي سيكّلف لتشكيل حكومة الإنقاذ على غرار ما كان عليه تعاونه مع الرئيس نجيب ميقاتي، الذي وضع نصب أعينه طيلة فترة محنة الشغور الرئاسي مصلحة البلد قبل أي أمر آخر من خلال تعاونه الدائم مع قيادة الجيش للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدورة الأولى جوزاف عون رئیس ا

إقرأ أيضاً:

انتخب عشية عيد ميلاده.. من هو رئيس لبنان الجديد؟

انتخب قائد الجيش جوزاف عون اليوم الخميس رئيساً للجمهورية، وذلك بعد حصوله على 99 صوتا من أصوات النواب الـ128، فمن هو العماد عون؟   وُلد جوزاف عون في منطقة سن الفيل شرق بيروت في 10 كانون الثاني 1964 وهو من بلدة العيشية في جنوب لبنان.

نشأ في بيئة متواضعة تميّزت بالقيم الوطنية. والتحق بالكلية الحربية اللبنانية، حيث تخرج ضابطاً في الجيش اللبناني، ومن ثم بدأ مسيرة عسكرية طويلة شهدت ترقيات متتالية نتيجة لكفاءته وانضباطه.

تولى عون عدة مناصب قيادية في الجيش، حيث أظهر مهارة متميزة في إدارة العمليات العسكرية المعقدة، خصوصاً تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن. عُين قائداً للجيش في آذار 2017، إذ ركّز على تعزيز دور المؤسسة العسكرية كحامية للسيادة الوطنية ووحدة البلاد.   الإنجازات البارزة كقائد للجيش

خلال قيادته للجيش، واجه العماد جوزاف عون تحديات كبرى، أبرزها: • مكافحة الإرهاب:
قاد الجيش اللبناني معارك حاسمة ضد الجماعات الإرهابية، لا سيما في جرود رأس بعلبك والقاع عام 2017، حيث نجح في تطهير المنطقة من تنظيم "داعش". • حماية الاستقرار الداخلي:
أثبت عون قدرة الجيش على لعب دور محوري في الحفاظ على الأمن خلال فترات التوتر السياسي والاجتماعي التي شهدها لبنان. • تعزيز الشفافية في المؤسسة العسكرية:
عمل على تحسين سمعة الجيش من خلال مكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الإدارية داخله. • التعاون الدولي:
حرص على تطوير علاقات الجيش اللبناني مع الدول المانحة، مما ساهم في تأمين دعم لوجستي وعسكري ساعد في تعزيز قدرات الجيش.

مقالات مشابهة

  • جوزاف عون.. نظرة على سيرة الرئيس الرابع عشر للجمهورية في لبنان
  • لبنان.. إليسا ونانسي وراغب أول المهنئين لـ فخامة الرئيس
  • انتخب عشية عيد ميلاده.. من هو رئيس لبنان الجديد؟
  • لبنان 24 يتقدم من رئيس الجمهورية جوزاف عون بالتهنئة
  • البرلمان اللبناني يخفق في انتخاب رئيس للجمهورية في دورته الأولى
  • بعد فشل برلمان لبنان بانتخاب عون بالدورة الأولى.. جلسة ثانية للإدلاء بالتصويت
  • ‏بري يرفع جلسة البرلمان اللبناني لساعتين للتشاور بعد الفشل بانتخاب جوزيف عون من الدورة الأولى
  • بانتظار الرئيس الـ14... تعرفوا إلى تاريخ انتخاب رؤساء الجمهورية السابقين
  • رئيس الأقصر للسينما الإفريقية: المهرجان يعزز الحوار الثقافي ويتناول قضايا الوطن المشتركة