شهدت مصر في عام 2024 طفرة سياحية غير مسبوقة، بتحقيق رقم قياسي في عدد السائحين الوافدين، وهو الأعلى في تاريخ القطاع السياحي المصري.. وجاء هذا الإنجاز المتميز رغم التحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، ليعكس جهود الدولة في تعزيز الأمن والاستقرار، وتطوير القطاع السياحي ليكون منافسًا عالميًا.

وخلال اجتماع بمجلس الشيوخ أكد وزير السياحة شريف فتحي، أن مصر حققت رقمًا غير مسبوق باستقبال 15.

7 مليون سائح من مختلف الأسواق السياحية.. مشيرا إلى الجهود التي بذلها الوزراء السابقين والعاملين بالوزارة والقطاع السياحي الخاص في مصر ومؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة.

وتحدث الوزير عن السياسة التي تنتهجها الوزارة مع القطاع الخاص بدعم وتشجيع من الدولة والقيادة السياسية لتشجيع الاستثمار السياحي في مصر، لافتاً إلى أن هناك ملفات لم تفتح من سنوات طويلة وتحديات جاري العمل على حلها والتغلب عليها ليكون لدينا تنافسية قوية في الاستثمار بقطاع السياحة واستعادة مصر لزخمها في هذا الشأن.

الأوضاع الإقليمية وأثرها على السياحة المصرية ودور الاستقرار

وجاء هذا النمو الكبير متزامنًا مع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في بعض الوجهات السياحية المنافسة في المنطقة، مما دفع السائحين للبحث عن وجهات بديلة توفر لهم الأمان والخدمات العالية الجودة، واستفادت مصر من هذا الوضع، مستندة إلى موقعها الجغرافي المتميز، وتراثها الثقافي الغني، وتحسينات مستمرة في بنيتها التحتية السياحية، لتصبح الوجهة المفضلة للعديد من السائحين حول العالم.

وهو ما أكده وزير السياحة شريف فتحي من أن ما تحقق يعود إلى الجهود المبذولة من الدولة المصرية لتعزيز الأمن والاستقرار، مما يضمن للسائحين تجربة آمنة ومريحة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الدولة في دعم القطاع وتوفير بيئة ملائمة للنمو والاستثمار السياحي.

وأوضح أن هذه الإنجازات لم تكن ممكنة دون التعاون بين مختلف الأطراف، سواء من العاملين في الوزارة، أو القطاع الخاص، أو مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف المختلفة.

وقد حرصت الدولة على تطبيق إجراءات أمنية صارمة تضمن سلامة الزوار، مما جعل مصر نموذجًا للوجهة السياحية الآمنة في ظل توترات إقليمية.. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الجهود الحكومية بالتعاون مع القطاع الخاص دورًا بارزًا في تطوير الوجهات السياحية، وتحديث المرافق والخدمات المقدمة للسائحين.

حملات ترويجية مبتكرة وأسواق جديدة واستثمارات متنامية

نجحت مصر في إطلاق حملات ترويجية مبتكرة، ركزت على الأسواق السياحية التقليدية مثل أوروبا والشرق الأوسط، إلى جانب فتح آفاق جديدة في الأسواق الآسيوية وأمريكا اللاتينية، ساهمت هذه الحملات في جذب شريحة واسعة من السائحين الباحثين عن تجربة ثقافية وترفيهية متكاملة.

كما استفادت الدولة من التقنيات الحديثة للترويج لوجهاتها السياحية، حيث تم استخدام منصات التواصل الاجتماعي لإبراز جمال المواقع السياحية المصرية وتاريخها العريق، ما عزز من جاذبية مصر كوجهة عالمية.

ومن أبرز العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا النمو، الدعم الحكومي المستمر للقطاع السياحي، سواء من خلال المبادرات التمويلية أو برامج التحفيز.

وكانت مبادرة التعاون مع وزارة المالية والبنك المركزي بقيمة 50 مليار جنيه إحدى أهم هذه المبادرات، حيث ساعدت على تحديث البنية التحتية للفنادق، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لاستقبال المزيد من السائحين.

كما عملت الدولة على تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي، مع التركيز على المناطق الواعدة لتطوير غرف فندقية جديدة موزعة بما يتماشى مع تزايد أعداد الزوار.

كذلك، ركزت مصر على تنويع منتجاتها السياحية لتلبي احتياجات شرائح مختلفة من السائحين، بدءًا من السياحة الثقافية والتاريخية التي تجذب عشاق الآثار والحضارات القديمة، وصولاً إلى السياحة الترفيهية والعلاجية.

كما شهدت المناطق الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة طفرة كبيرة في أعداد الزوار، مستفيدة من جودة الخدمات المقدمة وتنوع الأنشطة المتاحة.

وفي الوقت ذاته، حققت مصر تقدمًا كبيرًا في جذب السائحين الخليجيين من خلال تطوير المرافق السياحية التي تناسب العائلات والزوار من هذه المنطقة، بجانب تخفيف قيود السفر وتحسين البنية التحتية.

التحديات وآفاق المستقبل

رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها السياحة المصرية في عام 2024، يبقى القطاع السياحي أمام تحديات كبيرة قد تؤثر على استدامة هذه النجاحات.

المنافسة الإقليمية والعالمية لا تزال قوية للغاية، فهناك العديد من الوجهات السياحية التي تتنافس على جذب السياح، سواء في المنطقة أو في الأسواق العالمية، ما يتطلب من مصر تبني استراتيجيات مبتكرة ومستمرة للحفاظ على مكانتها في هذا القطاع الحيوي.

ومن أهم هذه التحديات تحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة للسائحين، حيث لا يكفي جذبهم فقط، بل يجب تقديم تجربة سياحية متميزة تُلبّي توقعاتهم المتزايدة.

وفي هذا السياق، يبذل العاملون في القطاع السياحي جهودًا مستمرة لتطوير مهاراتهم من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع مستوى الاحترافية والتعامل مع التغيرات السريعة التي يشهدها سوق السياحة.

إلى جانب ذلك، تساهم المؤتمرات والمعارض الدولية التي تستضيفها مصر في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية، حيث لا تقتصر الفوائد على العوائد الاقتصادية المباشرة فحسب، بل تمتد لتسليط الضوء على قدرة مصر على تنظيم فعاليات عالمية بنجاح، مما يعزز سمعتها كدولة متقدمة في هذا المجال، ويزيد من فرصها لاستقطاب المزيد من الزوار والمستثمرين في المستقبل.

السياحة ركيزة للتنمية المستدامة

الإنجازات التي حققتها مصر في قطاع السياحة لعام 2024 تمثل دليلًا واضحًا على مرونة هذا القطاع، وقدرته على التعافي والنمو رغم التحديات.

ومع استمرار الجهود الحكومية ودعم القطاع الخاص، من المتوقع أن يشهد القطاع مزيدًا من التوسع والنمو، ليكون أحد الركائز الأساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

ويمثل هذا النجاح حافزًا قويًا للاستمرار في تطوير القطاع، والعمل على استقطاب المزيد من السائحين، مما يعزز مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية.

اقرأ أيضاًالمركزي: إيرادات السياحة المصرية ترتفع لـ10.9 مليار دولار في أول 9 أشهر من العام المالي المنتهي

النائب حازم الجندي: على الحكومة الجديدة المساهمة في رفع معدلات نمو السياحة المصرية

المهن السياحية انطلاق مبادرة "رحلتك عندنا "لدعم وتنشيط السياحة المصرية لأسوان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير السياحة شريف فتحي التحديات الجيوسياسية عدد السائحين الوافدين تاريخ القطاع السياحي الوجهات السیاحیة السیاحة المصریة القطاع السیاحی القطاع الخاص من السائحین مصر فی فی هذا

إقرأ أيضاً:

وزير التراث العماني: مصر تمتلك تجربة ملهمة بالقطاع السياحي

أكد وزير التراث والسياحة العماني سالم بن محمد المحروقي أن مصر تمتلك تجربة ملهمة ومهمة في القطاع السياحي، نظرا لما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية، لافتا إلى أن سلطنة عمان تسعى إلى الاستفادة من التجربة المصرية، وخاصة في مجال حماية التراث المغمور بالمياه.

جاء ذلك خلال لقاء الوزير العماني مع عدد من الإعلاميين المصريين والعرب والأجانب على هامش الزيارة التي نظمتها وزارة الإعلام العمانية تزامناً مع الذكرى الخامسة لتولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في السلطنة.

وقال الوزير العماني إن المشروعات التي تنفذها مصر في المجال السياحي تعتبر مشروعات ذات أهمية كبيرة في المجال السياحي، وتعد نبراسا لشقيقاتها من الدول العربية للاستلهام منها ونقلها بما يعود بالنفع على الجميع، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المتحف المصري الكبير يعد إضافة قوية في الجانب السياحي ليس لمصر فقط وإنما للعالم العربي بشكل عام.

وأضاف المحروقي أن قطاع السياحة يعد من القطاعات التي ينظر إليها ويعتمد عليه كمقوم اقتصادي، إذ يمتلك هذا القطاع في سلطنة عمان مقومات عديدة للغاية وإمكانيات كبيرة، كما أنه يساعد بشكل أساسي في توفير فرص العمل وإبراز المحتوى المحلي وتحقيق مستهدفات الاستدامة المتفق عليها على المستويين الوطني والدولي.

وسلط الضوء على طموحات بلاده الكبيرة في هذا القطاع، منوها بأنه تم خلال الفترة الماضية إنجاز العديد من الخطوات لاسيما في مرحلة ما بعد التعافي من جائحة كورونا التي ضربت العالم وأثرت على العديد من القطاعات، وعلى رأسها السياحة.

وذكر أن سلطنة عمان استطاعت الوصول إلى معدلات إعادة النمو بشكل ملحوظ، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت منطقة جاذبة ومقوماتها متعددة وفي وضع منافس لبقية المناطق والوجهات السياحية العالمية التقليدية لحجم الاستثمارات التي تتم في المنطقة.

وتابع وزير التراث والسياحة العماني أن بلاده تتميز بموقع جغرافي يعتبر هبة من الله، فهناك تنوع في التضاريس والأجواء، وبالتالي فإن السائح العربي والأجنبي أصبح يضع سلطنة عمان على قائمة أولوياته.

واستطرد قائلا: نعمل وفق أولويات عديدة على المستوى الوطني ونعمل على جذب الاستثمارات الخارجية والترويج من خلال أسواق تقليدية نستطيع من خلالها الانطلاق إلى أسواق غير تقليدية مثل أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا، وهناك مجموعة مبادرات يجري دراستها في الوقت الحالي.

ولفت إلى أنه تم خلال السنوات الماضية إنجاز العديد من المشروعات في المجال السياحي، حيث تم إنشاء ما يقارب من الألف منشأة فندقية، وهناك برنامج طموح في هذا المسار، منوها بأن هناك حرصا على توظيف وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة هذا القطاع، وذلك من خلال الحفاظ على البيئة الطبيعية.

وذكر أنه خلال العام الماضي بلغ مستوى السياحة المحلية ما يقارب الـ16 مليون سائح، فيما بلغ التدفق السياحي من الخارج الأربعة ملايين سائح، مشيرا إلى أن تأثيرات الوضع الإقليمي الراهن وما يجري في فلسطين كان له تداعياته وتأثيراته على القطاع السياحي.

وقال الوزير العماني إن بلاده تسعى إلى تحقيق قيمة مضافة من خلال قطاع السياحة اعتمادا على مواردها الطبيعية واستنادا إلى إمكانياتها الطبيعية المتعلقة بالجغرافيا والتضاريس ما يؤهلها لأن تكون وجهة مفضلة لسياحة المغامرات، موضحا أن بلاده حققت خطوات جيدة في هذا المجال من خلال تطبيق المبادئ التوجيهية لإدارة سياحة المغامرات مثل تسلق الجبال والطيران وركوب البحر والصحراء.

وأضاف أن وزارة التراث والسياحة قامت وفقا لخطة العمل بتطوير سياحة المغامرات وتركزت على وضع التصورات الخاصة بإدارة المخاطر والسلامة في ممارسة أنشطة سياحة المغامرات بهدف توفير متطلبات الأمن والسلامة للعاملين والمشاركين في ممارسة أنشطة المغامرات من خلال إعداد إطار قانوني وتنظيمي لنشاط سياحة المغامرات بالسلطنة بما يكفل تطبيق أنظمة ومعايير الأمن والسلامة من قبل مزاولي هذا النوع من الأنشطة السياحية والاستفادة من التجربة والنموذج النيوزيلندي في تنظيم وإدارة نشاط سياحة المغامرات التي تعتبر أحد أفضل النماذج في تطبيق معايير الأمن والسلامة في أنشطة سياحة المغامرات.

وأوضح أنه من أجل تحقيق تلك الأهداف، ركز برنامج تطوير سياحة المغامرات على تطوير عدة عناصر رئيسية هي الإطار التشريعي والتنظيمي من وثائق ومستندات لأنشطة المغامرة وتطبيق مفهوم التدقيق للأمن والسلامة وإيجاد البرامج التدريبية على أنشطة المغامرات بما فيها الإنقاذ والإسعاف والتوعية بمتطلبات الأمن والسلامة أثناء ممارسة أنشطة المغامرات وتشجيع المشروعات المرتبطة بأنشطة سياحة المغامرات، وشدد على أن الوزارة تسعى إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشروعات سياحة المغامرات بمختلف أنواعها.

وأشار إلى أهمية توجيه الاستثمارات لبناء وجهات سياحية وتجارب يجني ثمارها الجميع وبناء ورفع القدرات على تبني وتنفيذ السياسات والممارسات الداعمة للمحتوى المحلي وتحقيق أهداف الاستدامة لاسيما في مجال التغير المناخي والمشاركة المجتمعية ودعم المنتجات الوطنية وإيجاد فرص العمل بما يضمن تعزيز النمو الشامل وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على مختلف المستويات.

وأوضح أن العمل على معالجة التحديات التي تواجه قطاع السياحة يتطلب حلولًا تكاملية مستدامة، مضيفاً أن هذه الحلول تخدم التطلعات المشتركة نحو تعزيز السياحة كمحرك للتنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة المنطقة في خارطة السياحة العالمية، وأكد أهمية العمل السياحي المشترك بين بلاده والدول العربية والأجنبية وذلك بتنظيم باقات سياحية مشتركة للدول المتقاربة جغرافيا.

اقرأ أيضاًوزير السياحة: حريصون على تدريب ورفع كفاءة العنصر البشري بالقطاع السياحي

رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي

شروط الاستفادة من مبادرة دعم القطاع السياحي بـ 50 مليار جنيه

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • نشر الوعى الثقافي.. تفاصيل اجتماع محافظ دمياط مع الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة
  • صحيفة «كاثمريني»: مصر واليونان وقبرص تعزز الشراكة الاستراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية
  • الهجرة السلبية تضرب إسرائيل.. أرقام قياسية تهدد التوازن الديموجرافي لدولة الاحتلال
  • بلينكن يعقد اجتماعات في طوكيو لتعزيز التحالف الأمريكي- الياباني ومواجهة التحديات الإقليمية
  • وزير التراث العماني: مصر تمتلك تجربة ملهمة بالقطاع السياحي
  • أرقام قياسية لوجهة رائدة.. السياحة السعودية تحقق نمواً متسارعاً
  • تعزيز القوة العسكرية الكينية.. مروحيات ومعدات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية
  • اتحاد الغرف السياحية: نعمل على تحسين جودة السياحة.. وتقديم خدمة مميزة للسائح