نيوزويك: من يتحكم في القطب الجنوبي؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قالت مجلة نيوزويك الأميركية إن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك سجل نفسه في سجل التاريخ الأسبوع الماضي، عندما أصبح أول زعيم من أميركا اللاتينية يزور القطب الجنوبي، مثيرا بذلك مناقشات عالمية متجددة حول السيادة والاستكشاف العلمي في القارة القطبية الجنوبية.
وكان القطب الجنوبي موضوعا للاهتمام الجيوسياسي منذ زمن بعيد، وتحتفظ 7 دول بمطالبات إقليمية فيها، هي تشيلي والأرجنتين والمملكة المتحدة والنرويج وأستراليا ونيوزيلندا وفرنسا، لكن هذه المطالبات متداخلة والاعتراف بها محدود بموجب القانون الدولي، إذ لا تعترف بها الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى رسميا.
وقد وصل بوريك يوم الثاني من يناير/كانون الثاني إلى القطب الجنوبي في رحلة مدتها يومان، تحت عنوان "عملية النجم القطبي الثالث"، وتضمن جدول أعمال الرئيس التشيلي زيارات إلى محطة أموندسن سكوت في القطب الجنوبي ومرافق الأبحاث التشيلية في القارة.
وقالت الحكومة التشيلية في بيان صحفي إن الوفد ضم مسؤولين مدنيين وعسكريين وعلماء، وقال بوريك في لقطات بثت على التلفزيون التشيلي "هذا إنجاز مهم بالنسبة لنا. إنها المرة الأولى التي يأتي فيها رئيس تشيلي إلى القطب الجنوبي ويتحدث عن مهمة تشيلي في القارة القطبية الجنوبية".
إعلانورغم تركيز العالم على القطب الشمالي بعد تعليقات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على غرينلاند وموارد القطب الشمالي، فإن رحلة بوريك سلطت الضوء على المنطقة القطبية الجنوبية.
وتعد القارة القطبية الجنوبية خامس أكبر قارة في العالم، إذ تبلغ مساحتها 5 ملايين و405 آلاف و430 ميلا مربعا، وهي فريدة من نوعها لأنها الكتلة الأرضية الوحيدة التي لا يوجد بها سكان أصليون ولا حكومة مستقلة، ولكنها تخضع لحكم جماعي بموجب معاهدة أنتاركتيكا لعام 1961، التي حددت المنطقة كمحمية علمية وحظرت النشاط العسكري فيها.
ورغم الحكم المشترك، طالبت 7 دول بأجزاء من هذه المساحة الجليدية، في حين تتداخل مطالبة تشيلي بالأجزاء المعروفة باسم إقليم تشيلي مع مطالبات الأرجنتين والمملكة المتحدة، وترجع هذه المطالبات المتداخلة إلى القرب والعلاقات التاريخية، لكن المعاهدة وضعت هذه النزاعات قيد الانتظار.
أما مطالبات النرويج وأستراليا ونيوزيلندا فتستند إلى الاستكشافات التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الـ20، في حين تنبع مطالبة فرنسا من اكتشافات القرن الـ19.
معاهدة أنتاركتيكاكانت معاهدة أنتاركتيكا، التي تم توقيعها في ذروة الحرب الباردة، حجر الزاوية للسلام والتعاون العلمي، فهي تجمد المطالبات الإقليمية وتحظر استخراج الموارد والعمليات العسكرية، وتضمن بقاء المنطقة ملكية مشتركة عالمية مخصصة للبحث العلمي.
وقد أكد بوريك خلال زيارته التزام تشيلي بالمعاهدة، مؤكدا أن أحكامها تحمي القارة القطبية الجنوبية من التنافس الجيوسياسي، وقال "ينصب تركيزنا على البحث المستدام وفهم التأثير العالمي لتغير المناخ".
وتقوم الولايات المتحدة بدور مهم في القارة القطبية الجنوبية -حسب المجلة- سواء باعتبارها دولة موقعة على معاهدة القارة القطبية الجنوبية أو باعتبارها مساهما رئيسيا في البحث العلمي في القارة، وهي لا تطالب بأية أراض هناك، مع أن لها حضورا نشطا من خلال محطاتها البحثية، وأبرزها محطة أموندسن سكوت بالقطب الجنوبي، التي زارها الرئيس التشيلي مؤخرا.
إعلانومن المقرر مراجعة معاهدة القارة القطبية الجنوبية عام 2048، وهي لحظة محورية يمكن أن تعيد تعريف حوكمة القارة، كما ستتم مراجعة بروتوكول عام 1991 بشأن حماية البيئة، الذي يحظر جميع أنشطة التعدين ويصنف القارة القطبية الجنوبية "محمية طبيعية مكرسة للسلام والعلم"، مما يثير تساؤلات عن مستقبل استغلال الموارد.
ويحذر الخبراء من أن الطلب المتزايد على الطاقة والمياه قد يتحدى مبادئ الحفاظ على البيئة في المعاهدة، وقال الصحفي والموثق ماثيو تيلر إن "قيمة القارة القطبية الجنوبية هائلة، لا بسبب مواردها، ولكن لدورها في تنظيم المناخ العالمي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات القارة القطبیة الجنوبیة القطب الجنوبی فی القارة
إقرأ أيضاً:
لقاء موسع لعلماء المربع الجنوبي بالحديدة تزامنا مع الذكرى السنوية للصرخة
يمانيون/ الحديدة أقيم في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، اليوم، لقاء موسع لعلماء المربع الجنوبي بالمحافظة، تزامناً مع الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين.
وفي اللقاء، الذي حضره علماء وخطباء ودعاة وشخصيات اجتماعية ، أكد المحافظ عبدالله عطيفي أن انعقاد هذا اللقاء يأتي في ظل تصاعد العدوان الأمريكي على اليمن نتيجة لمواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع والخضوع للمشاريع الصهيونية.
وأشار إلى أن الصرخة في وجه المستكبرين كانت وما زالت تعبيراً عن الوعي والبصيرة والموقف المبدئي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية لنصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.
وأشاد المحافظ بدور العلماء والخطباء في مواجهة العدوان الغاشم خلال السنوات الماضية.. مثمناً جهودهم في توعية المجتمع وتحصينه من التضليل الإعلامي والمعرفي الذي يمارسه العدو.
وحث عطيفي الجميع على مضاعفة الجهود في كشف زيف العدو الحقيقي وتعريته أمام الرأي العام، وتكثيف العمل التوعوي لترسيخ ثقافة الصرخة في وجه المستكبرين، وبيان أهميتها كأداة للموقف والرفض.
واستنكر محافظ الحديدة الجريمة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق نزلاء مركز إيواء المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة.. مؤكداً أن هذه الجريمة تضاف إلى سجل الجرائم الوحشية التي يرتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين والأبرياء.
بدوره شدد مسؤول وحدة العلماء بالمحافظة، الشيخ علي صومل، على أهمية دور العلماء في توعية المجتمع وتثبيت المفاهيم الإيمانية التي تدعو إلى رفض الظلم ومواجهة العدوان، مؤكداً أن الصرخة مشروع تحرري متكامل.
وأكد بيان صادر عن اللقاء أن القضية الفلسطينية قضية عادلة ومشروعة تستوجب النصرة الشاملة من أبناء الأمة الإسلامية..داعين إلى توسيع دائرة التحرك الشعبي والرسمي لمواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه من قوى الاستكبار.
وأشار البيان إلى أن ما يتعرض له اليمن من جرائم وعدوان لموقفه الصريح في مناصرة فلسطين..معتبرا ذلك الموقف مصدر عز وفخر للشعب اليمني الذي لن يتراجع عنه مهما كانت التحديات.
ودعا العلماء إلى الاسهام الكامل في التعبئة العامة في صفوف المجتمع، و تعزيز الوعي بخطورة الأنظمة العميلة والمطبعة، وتعزيز ثقافة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، باعتبار ذلك واجباً شرعياً وموقفاً أخلاقياً وإنسانياً.
وحث البيان الدول العربية المجاورة، وعلى رأسها مصر والأردن، إلى فتح ممرات آمنة لدخول المجاهدين من أبناء الأمة وتمكينهم من مواجهة العدو الصهيوني، محذرا من التواطؤ أو التخاذل في مثل هذه المرحلة التاريخية.
وأكد العلماء في بيانهم أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الكرامة والحرية بصمود أسطوري رغم الحصار وجرائم الاحتلال..مشيدين بتضحيات الشهداء والجرحى والمجاهدين.
وأعلن العلماء تفويضهم الكامل للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات استراتيجية لمواجهة المؤامرات والمخططات الأمريكية والإسرائيلية.
وحث البيان علماء الأمة إلى التحرك الجاد في إصدار الفتاوى الداعية إلى الجهاد والمقاطعة، والانخراط في كل قضايا الأمة المصيرية..لافتا إلى أن خيار الجهاد هو الطريق الأوحد لمواجهة الطغيان، وأن اليمن سيظل حراً ثابتاً في خندق الدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية، مهما كانت التضحيات.