مرصد الأزهر يحذر من تأثير تيك توك ويدعو لخطوات عاجلة لحماية المراهقين
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قال مرصد الأزهر في تقرير له نشرته الوحدة الإعلامية بالمرصد ، إن عالم اليوم بما يسيطر عليه من آفاق مفتوحة أمام الجميع وتخطي للحدود الجغرافية بفضل شبكة الإنترنت والثورة الرقمية التي أنتجت جيلًا متنوعًا من الشبكات الاجتماعية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى بديلًا عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية، حتى بات من الصعب فصل هؤلاء الشباب والأطفال عن الثقافات المغايرة لثقافتهم وهويتهم سواء الدينية أو الوطنية.
وأشار التقرير إلى أن منصة "تيك توك"، التي أثارت جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة، أصبحت تمثل جزءًا كبيرًا من حياة المراهقين والأطفال في العصر الحديث، وعلى الرغم من الفوائد التي يمكن أن تقدمها هذه المنصات في مجالات التعليم والتواصل والتعبير عن الذات، إلا أن آثارها السلبية تبرز بشكل واضح، خاصة في ظل الانعكاسات الخطيرة على الصحة النفسية والعقلية للمستخدمين خصوصًا الفئات الأصغر سنًّا.
وحذر المرصد من الطبيعة المختلفة لتطبيق تيك توك مقارنةً بباقي المنصات الاجتماعية نظرًا لاختلاف طبيعته عن باقي المنصات الاجتماعية، فبينما اعتاد المستخدمون على تعرف منصات فيسبوك وانستغرام عليهم بناء على عمليات البحث والمتابعة، تفرد تطبيق تيك توك بمعيار "وقت مشاهدة الفيديو"، وهو ما قد يقود المستخدمين إلى ما يسمى بـ "جحور الأرانب" لمشاهدة المزيد من المحتويات المشابهة لأول فيديو تم مشاهدته مما قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي.
وللحد من التأثيرات السلبية لتطبيق تيك توك، شدد مرصد الأزهر على أهمية اتخاذ خطوات فعالة تبدأ بتعزيز الحوار المفتوح والمستمر بين أفراد الأسرة، خاصة مع المراهقين، لفهم اهتماماتهم ومخاوفهم بشكل أفضل. وأكد المرصد ضرورة مراقبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مباشر، مع تجنب التدخل بأسلوب قد يدفعهم إلى إخفاء نشاطاتهم.
كما دعا إلى وضع قيود زمنية واضحة على استخدام هذه التطبيقات، بما يضمن تنظيم الوقت وتجنب الإدمان الرقمي. وفي إطار التوعية، أوصى المرصد بإدراج برامج تعليمية ضمن المناهج الدراسية، تهدف إلى توضيح مخاطر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وآثارها السلبية على الصحة النفسية.
إلى جانب ذلك، أكد المرصد على أهمية تنظيم ورش عمل موجهة للمراهقين وأولياء الأمور لتسليط الضوء على الاستخدام المسؤول للمنصات الرقمية، وسن تشريعات وقوانين تُلزم شركات التكنولوجيا بحماية خصوصية المستخدمين، لا سيما المراهقين، مع منع التلاعب بالخوارزميات التي تدفعهم نحو محتويات ضارة.
وأشار المرصد إلى أهمية وضع قيود على الإعلانات الموجهة للأطفال والشباب، والتي تعتمد على استغلال بياناتهم لتعزيز استخدامهم لتطبيقات محددة. كما حث على إطلاق مبادرات مجتمعية تُقدم بدائل إيجابية للشباب، مثل الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز استشارية مجانية للصحة النفسية، تقدم الدعم اللازم للمراهقين وأسرهم لمواجهة أية مشكلات ناتجة عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.
وفيما يتعلق بالمحتوى، أوصى المرصد بتحسين آليات الإشراف على المنصات الرقمية لضمان إزالة المقاطع الضارة أو التي تروج للأفكار السلبية والانتحار بشكل سريع وفعال، مع تطوير أدوات تحكم ذكية تمنح الآباء القدرة على مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم.
وختامًا، أكد المرصد أن الاستخدام المفرط وغير المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي يمثل تحديًا عالميًّا يتطلب تضافر جهود الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية والحكومية. إن تحقيق التوازن بين الاستفادة من فوائد هذه المنصات وتقليل تأثيراتها السلبية أصبح ضرورة ملحة لحماية الجيل القادم من الوقوع في فخ "جحور الأرانب"، التي قد تقودهم إلى العزلة أو الاكتئاب، وصولًا إلى العواقب الأخطر، مثل الانتحار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر شبكة الإنترنت منصة تيك توك الوحدة الإعلامية المزيد التواصل الاجتماعی تیک توک
إقرأ أيضاً:
متخصصون يقدمون رؤية عصرية حول الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الثقافة المجتمعية
قدمت وزارة الإعلام مساء أمس ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط للكتاب الـ29، جلسة حوارية بعنوان "الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الثقافة المجتمعية"، شارك فيها بالحديث الدكتور خميس أمبوسعيدي، والدكتورة بدرية النبهانية، والإعلامي سالم العمري، والشاعر مازن الهدابي، والإعلامي هلال الهلالي، وأدار الجلسة الإعلامي خالد الزدجالي. وتطرقت الندوة لعدد من المفاهيم أبرزها مفهوم الإعلام الجديد، وما يندرج تحت هذا المفهوم، من ممارسات إعلامية تعنى بتشكيل صورة مختلفة للإعلام متطورة ومختلفة عن الشكل التقليدي له، كما استعرض المشاركون في الندوة تجاربهم الواقعية في تقديم أشكال جديدة للإعلام، ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا الجانب.
الرقابة الذاتية
وقد استهل الحديث الدكتور خميس امبوسعيدي الذي ركز على النقاط الخاصة بالإعلام من وجهة نظر أكاديمية، وطرح جملة من المفاهيم الدقيقة للدارسين في المجال الإعلامي، كما توجه بالحديث حول الإعلام الجديد الممارس في كثير من المنصات الإعلامية، مشيرا إلى أنها حالة صحية أن تخرج أشكال جديدة للإعلام متطورة مع تطورات العالم، وقال: "على الرغم من أن المستهلكين ينظروا الى المنصات الرقمية انها سلبية، إلا أنه اصبح الان اي شخص لديه هاتفه يمكنك أن يستخدمه للنشر، ولكن تبقى ضرورة أن توجد الرقابة الذاتية والمجتمعية والوطنية، وأن نعكس ثقافتنا وسمتنا العماني من خلال ما نعرضه على المنصات، وهناك أريحية تتوفر لدى الموجودين خلف الشاشات تتيح لهم قول مايشاؤون، ولكن لابد من البحث عن آلية تحدد مايتم نشره وفق ما لا يتعارض مع هويتنا المجتمعية".
وأضاف في حديثه إلى ما يتعلق بما يطلق عليه الإعلام الجديد مشيرا إلى أن تكاملية الادوات تتغير ولكن الاعلام واحد، وقال: "هناك دراسة تقول ان في منصات الاعلام الاجتماعي نقلة في التقدم وبناء المجتمعات، وفي عام ١٩٧٢ ظهرت نظرية تحدد لك ماذا تقدم وتتحدث عنه، ولكن اليوم الكل يرمي الصنارة وياخذ ما يريده".
الصحف الرقمية تلتزم بالمعايير
وقالت الدكتورة بدرية النبهانية أن مصطلح الاعلام الجديد ليس مصطلح جديد، وإنما هو مصطلح يطلق على كل شكل من أشكال الإعلام التي تظهر جديدة على مرحلة معينة من مراحل الإعلام المعهودة، ففي مرحلة الكتابة بالمحبرة، اطلق على الطباعة إعلام جديد، والذي يعد صيغة جديدة للكتابة الإعلامية على غير الشكل المحدد والمألوف.
وأضافت النبهانية في حديثها: "عبر التاريخ طرق الاخبار اختلفت وكلما سمحت حضارة او مجتمع لحضارة اخرى ام تطغى عليها ذابت فيها، لهذا نجد اليوم منذ خلق الله ادم الاف الاقوام ظهرت ولكن الباقية تعد بالأصابع".
وتطرقت النبهانية للحديث عن تجربتها في تأسيس صحيفة رقمية وهي صحيفة إشراق الإلكترونية وقالت: "اانطلقت في تأسيس الصحيفة من مبدأ الحفاظ على البيئة العمانية، ونحن نحرص على المصداقية، ولا نسعى للسبق الصحفي وانما نلتزم بالمعايير". وأضافت: "الصحف الالكترونية دورها كالاذاعات الالكترونية، تقدم الخبر الالكتروني، ولكن بطريقة أسرع من الصحف التقليدية، وطبيعة هذا الجيل طبيعة متسارعة، وهو ما يبحث عنه في كل المجالات".
الإذاعات الخاصة وإيصال الوعي
وتحدث سالم العمري الإعلامي والمدير التنفيذي لإذاعة الوصال فقال: "نفخر في عمان بالاذاعات التي تقود الاعلام التقليدي وحاضرة في الاعلام الرقمي، وأننا في الاذاعات الخاصة نساهم في ايصال الوعي والكلمة الحقيقية وكلمة المواطن"، واستعرض العمري في حديثه الفرق بين الاعلام الخاص والاعلام الحكومي بشتى المجالات.
الشغف والتعلم الذاتي
وتطرق الشاعر مازن الهدابي للحديث عن بودكاست مصعد، متحدثا عن الشغف الذي قاده لتشكيل هذه الفكرة، التي اعتمد فيها على التعلم الذاتي، ومحاولة الخروج عن القالب المعتاد، وأكد على أن التسويق لكل حلقة في البودكاست معتمدة على عدة أفكار أهمها فكرة المقاطع القصيرة، وهي ما تجذب الجمهور، وتثير لديه الفضول.
كما أكد الهدابي على أن فكرة بودكاست "مصعد" لم تعتمد على البحث عن الشهرة، أو إثارة الجدل، وإنما على فكرة أساسية وهي أن الضيف يظهر افضل عن ظهوره في المنصات الاخرى فقد نجح العمل، لهذا كل تفاصيل البودكاست تكون مهيأة لاظهار الضيف باسلوب عفوي وكل اريحية يتحدث فيها.
أشكال الإعلام وتعدد الثقافات
كما تحدث الإعلامي هلال الهلالي عن تجربته الطويلة في جميع أشكال الإعلام، التي بدأها في الإعلام التقليدي، ويمارسها الآن بشكل من أشكال الإعلام الجديد، وهي قناة "فنون" الإذاعية الرقمية، وأكد على أن تعدد القنوات يعني تعدد الثقافات وقال: "المخرجات كثيرة، والمعطيات كثيرة، ونتمنى مستقبل واعد لأبناءنا وبناتنا ويخرجوا لنا طاقات ابداعية في هذا المجال، وأنا اشارك باذاعة متواضعة، وهو شكل جديد للاعلام، ويمكنني القول أن الاذاعات الالكترونية تحوض المخاض، ومستبشر أن ستلد ولادة جديدة لشكل إعلامي ناجح، وقد تكون هناك ظروف وتحديات، ولكننا نحظى بعدد من المستمعين".
وأكد الهلالي على أن الشكل الرقمي هو هوس الشباب في هذه المرحلة، لهذا نحن نسعى لأن نقدم الفرصة للشباب لتدريبهم وتشجيعهم والانطلاق نحو فرص أكبر".
وتحدث الهلالي عما أصبح منتشرا في الآونة الأخيرة وهو البودكاست وقال: "المسمى للبودكسات يحفزك وتراه شي جديد، ودخلت اسماء كثيرة في هذا المجال، ورغم انه ليس بالجديد، مع اختلاف الرؤية والتحضير، وإضافة الديكور والاريحية والاشكال الشبابية التي اضيفت للبودكاست وغيرها من اشكال الاعلام، فأوجد هذ الشكل جمهورا متابعا يبحث عن السرعة في كل شيء".