كوفيد-19 ما زال معنا بعد 5 سنوات على ظهوره
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بعد 5 سنوات من ظهور كوفيد-19 وانتشاره في مختلف أنحاء العالم، ما زال الفيروس يتسبب بالمرض ويوقع وفيات، وإن كان بمستويات أقل بكثير مما كانت عليه في ذروة الجائحة.
فيما يأتي الوضع الحالي:
ما زال معناسُجلت نحو 777 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 7 ملايين حالة وفاة رسميا منذ ظهور الإصابات الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2019، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
كذلك، أدت الجائحة إلى شل الأنظمة الصحية وانهيار الاقتصادات ودفعت العديد من البلدان إلى فرض الحجر الصحي.
في النصف الثاني من عام 2022، انخفضت معدلات الإصابة والوفيات بفضل تحسين المناعة إثر حملات التطعيم أو العدوى السابقة. كذلك، تحور الفيروس ليصبح أقل حدة.
في مايو/أيار 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء مرحلة الطوارئ من الجائحة. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الفيروس أصبح متوطنا تدريجا، وفقا للخبراء، مع ظهور حالات جديدة عرضية مثلما يحدث مع الإنفلونزا، وإن لم تكن موسمية. كذلك، تراجع إلى حد كبير عن أن يكون حديث الناس عموما.
وقالت ماريا فان كيركوف، مديرة الاستعداد للجائحة بمنظمة الصحة العالمية الشهر الماضي "يريد العالم أن ينسى هذا العامل المسبب للمرض الذي ما زال معنا، وأعتقد أن الناس يريدون أن يحيلوا كوفيد على الماضي، كما لو أنه انتهى وأن يتناسوا أمره وكأنه لم يكن، لأنه كان صادما جدا".
إعلانمن أكتوبر/تشرين الأول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سُجلت أكثر من 3 آلاف حالة وفاة بسبب كوفيد-19 في 27 دولة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وسجل أكثر من 95% من وفيات كوفيد-19 الرسمية بين عامي 2020 و2022.
المتحورات
منذ ظهور المتحورة أوميكرون في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حلت سلسلة من المتحورات الفرعية واحدة محل الأخرى باعتبارها السلالة السائدة في جميع أنحاء العالم.
في الوقت الحالي، المتحورة KP.3.1.1 المتفرعة من أوميكرون هي الأكثر شيوعا.
وتضع منظمة الصحة العالمية المتحورة XEC (سارس-كوف-2) وهي جزء من سلالات أوميكرون، تحت المراقبة، نظرا لزيادة انتشارها، وإن كانت المنظمة لا تصنفها على أنها متحورة خطرة على المستوى العالمي.
لم تكن أي من المتحورات الفرعية المتعاقبة من سلالة أوميكرون أكثر شدة من غيرها على نحو ملحوظ، رغم أن بعض الخبراء يحذرون من أنه ليس من المستبعد أن تكون السلالات المستقبلية أكثر قابلية للانتقال أو للتسبب بالوفاة.
اللقاحات والعلاجاتطورت عدة لقاحات ضد كوفيد-19 في وقت قياسي وأثبتت أنها سلاح قوي لمكافحة الفيروس، مع إعطاء أكثر من 13,6 مليار جرعة في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
ولكن الدول الغنية استحوذت على جزء كبير من الجرعات الأولى، مما أدى إلى توزيعها على نحو غير متكافئ على بلدان العالم.
وما زالت بعض الدول توصي بجرعات التعزيز المحدثة للسلالة الفرعية JN.1 من أوميكرون، وخصوصا للمجموعات المعرضة للخطر مثل كبار السن.
ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن معظم الناس -بما في ذلك كبار السن- لم يتناولوا جرعاتهم المعززة. وحتى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، كان معدل تناول الجرعات المعززة أقل من 1% في عام 2024.
كوفيد طويل الأمد
أصيب ملايين الأشخاص بكوفيد طويل الأمد، وهي حالة ما زالت غير مفهومة إلى حد كبير وتستمر لأشهر بعد الإصابة الأولى. وتشمل الأعراض الشائعة لها التعب وتشوش الذهن وضيق التنفس.
إعلانوقالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إن نحو 6% من المصابين بفيروس كورونا يصابون بكوفيد طويل الأمد، وإن هذه الحالات "ما زالت تشكل عبئا كبيرا على الأنظمة الصحية".
وما زال العلماء غير قادرين على فهم كوفيد طويل الأمد تماما، كما لا توجد اختبارات أو علاجات له، ويبدو أن الإصابات المتعددة بكوفيد تزيد من فرصة الإصابة بهذه الحالة.
جائحة أخرى؟يتوقع العلماء أن تضرب العالم جائحة أخرى عاجلا أم آجلا، ويحثون على أخذ العبر من دروس كوفيد-19 والاستعداد لها.
وتركز الاهتمام مؤخرا على إنفلونزا الطيور (H5N1)، خصوصا بعدما أعلنت الولايات المتحدة الاثنين عن أول حالة وفاة بشرية بسبب هذا الفيروس.
وقالت السلطات الصحية الأميركية إن المريض الذي توفي في لويزيانا كان يعاني من حالات طبية كامنة وأصيب بالفيروس H5N1 بعد تعرضه لطيور مصابة، مؤكدة أنه لا يوجد دليل على انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
ومنذ أواخر عام 2021، تتفاوض الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على أول معاهدة عالمية للوقاية من الأوبئة والاستعداد لها.
ولكنها ما زالت بعيدة المنال ولا يتوقع أن تجهز قبل الموعد النهائي في مايو/أيار، بسبب الخلافات بين الدول الغربية والدول الأكثر فقرا التي تخشى أن تتعرض للتهميش مجددا عندما تحدث الجائحة التالية.
كذلك، شهد العالم خلال جائحة كوفيد-19 زيادة هائلة في انتشار المواقف المتشككة والمعلومات المضللة حول اللقاحات.
ويتوجس الخبراء من إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين روبرت إف كينيدي جونيور المشكك في اللقاحات والمؤيد لنظريات المؤامرة لمنصب وزير الصحة المسؤول عن الاستجابة الصحية، في حال تطلب الأمر مواجهة جائحة خلال السنوات الأربع المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة کوفید طویل الأمد کوفید 19 أکثر من ما زالت ما زال
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية والنفوذ الأمريكي في خطر بعد قرار ترامب
رأى ماركوس ميلدنبرغر، كاتب سياسي ومساعد برنامج في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية الأمريكية يعرِّض مبادرات الصحة العالمية للخطر، ويقلّل من نفوذ الولايات المتحدة على الساحة الدولية أيضاً.
المساعدات الخارجية ليست مجرد صدقة، بل هي استثمار استراتيجي
بعد استلامه منصبه، سَنَّ ترامب بسرعة سياسته الخارجية "أمريكا أولاً"، من خلال توقيع أوامر تنفيذية جمدت جميع المساعدات الخارجية الأمريكية. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية ماركو روبيو أصدر في وقت لاحق مذكرة تسمح لبعض البرامج بالاستمرار مؤقتاً، فقد تسبب التجميد الأولي بحدوث خلل كبير بالفعل على عدة جبهات.
وتوقفت فجأة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة والتطعيمات والبرامج التعليمية والرعاية الحرجة، مما ترك منظمات الإغاثة والموظفين الفيدراليين في جميع أنحاء العالم في حالة من الارتباك.
وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" إن إنهاء المساعدات الخارجية الأمريكية من شأنه أن يمثل أكبر اضطراب في السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود، مما يوفر للخصوم، وخاصة الصين، فرصاً لاستبدال الولايات المتحدة كشريك موثوق به في التنمية.
وأضاف الكاتب أن قرار الإدارة الأمريكية بتفويض الإشراف على المساعدات الخارجية إلى إيلون ماسك - الذي وصف "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" بأنها "منظمة إجرامية" - يزيد من تعقيد الموقف.
We already see the shutdown's cost. Kids with drug-resistant TB, turned away from clinics, are not just dying - they're spreading the disease. People around the world w HIV, denied their medicine, will soon start transmitting virus. The damage is global. https://t.co/TmFwoFFshT
— Atul Gawande (@Atul_Gawande) February 6, 2025واتخذت "وزارة الكفاءة الحكومية" التابعة لماسك خطوات عدوانية لتفكيك "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، بما في ذلك استدعاء الموظفين من الخارج، وإغلاق المقر الرئيسي لهم، ومحاولة دمج الوكالة التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار في وزارة الخارجية دون موافقة الكونغرس.
ووصف خبراء القانون الدستوري هذه الإجراءات بأنها "غير قانونية على الإطلاق"، وذلك لأن الكونغرس وحده هو الذي يملك سلطة حل أو إعادة تنظيم الوكالات الفيدرالية. وعلى الرغم من الاعتراضات القانونية، تواصل الإدارة جهودها، الأمر الذي أدى إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين، وتعريض مشاريع حيوية وتدابير أمنية للخطر.
تاريخياً، أدركت الإدارات الديمقراطية والجمهورية القيمة الاستراتيجية للاستثمار في الصحة العالمية والأمن والديمقراطية من خلال المساعدات الخارجية. ويقول الكاتب إنه في حين أن تقييم تكاليف وكفاءة المساعدات الخارجية من حق الإدارة، فإن التجميد المفاجئ والتفكيك المحتمل "للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" سيخلف عواقب وخيمة؛ فالبرامج الصحية، التي تكافح الأمراض المعدية، معرضة للخطر بشكل خاص.
وعلى سبيل المثال، نجحت خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز، التي بدأها الرئيس جورج دبليو بوش، في إنقاذ أكثر من 26 مليون إنسان من خلال الاختبارات والعلاج. ويهدد التجميد علاج وحياة الملايين من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، حيث انقطع توزيع الأدوية المضادة للإيدز، الأمر الذي قد يسمح لفيروس نقص المناعة البشرية بالتكاثر والتحور.
ويؤثر قرار التجميد أيضاً في البرامج الإنسانية التي توفر المياه النظيفة وعلاج الكوليرا في دول فقيرة مثل السودان وسوريا وإثيوبيا. وفي حين تتصدر الولايات المتحدة من حيث إجمالي الدولارات التي ساهمت بها في جهود المساعدات العالمية، فإنها تحتل مرتبة قريبة من القاع عند النظر في المساهمات كنسبة مئوية من الدخل الوطني الإجمالي. وتشكل المساعدات الخارجية الأمريكية حوالي 1% من الميزانية الفيدرالية، وهو ما يمثل تكلفة ضئيلة لدافعي الضرائب الأفراد.
ميزانية البنتاغون أحق بالتخفيض
ورأى الكاتب أنه في حال كانت مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن العجز حقيقية، فإن ميزانية البنتاغون الأكبر بكثير أحق بالتخفيض من غيرها.
وأوضح الكاتب أن المساعدات الخارجية تعمل كأداة استراتيجية لصناع السياسات في الولايات المتحدة، حيث تعكس المصالح والقيم الأمريكية. وتسليم دفة المساعدات الإنسانية إلى ماسك ووزارة الدفاع الأمريكية يقوض النفوذ الأمريكي، وخاصة في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين.
Food distribution is being stopped. Lifesaving aid is being tied up, with no way to disburse it.
These aren’t warnings of what’s to come, but examples of what aid workers say is already the fallout of the Trump admin’s freeze on foreign aid & #USAID https://t.co/YDXHTJOT9D
ولا يعمل تفكيك "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" على تعطيل الخدمات الحيوية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى فقدان المهن والخبرات وإضعاف الدبلوماسية الأمريكية والسياسة الخارجية. ودعم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف لأفعال ماسك يسلط الضوء على الآثار الجيوسياسية لهذا التحول السياسي.
وأضاف الكاتب أن المساعدات الخارجية ليست مجرد صدقة، بل هي استثمار استراتيجي ينبغي الحفاظ عليه. ويحذر من أن التجميد الشامل يعكس رؤية قصيرة النظر، ويثني الدول النامية عن التعاون مع الدبلوماسيين الأمريكيين، ويؤدي إلى تنفير الحلفاء، ولا يخلف سوى تأثير ضئيل على خفض العجز الفيدرالي.