سواليف:
2025-05-02@09:27:47 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 22 من سورة الحجر: “وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”.
هذه الآية هي من الأيات التي تخاطب العقل البشري بقصد اقناعه بوجود الخالق، لذلك جاءت بجملة إعجازات منها ما ينال اهتمامات أهل زمن التنزيل، وهو الإعجاز اللغوي والبياني، في الإتيان بجملة فيها فعل وفاعل ومفعول به في لفظة واحدة (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ)، ويتجلى جمال البيان في تتالي الصور التي تفصلها فاء التتابع القريب، وتبين آلية نزول الأمطار المبتدئة بالأمر الإلهي “أَرْسَلْنَا”.


ومنها الإعجاز العلمي وهو يستهدف عقول الأزمنة اللاحقة التي ستفهمه عندما يتوصلون الى فهم آلية نزول المطر، وآلية دورة الماء في الطبيعة، أما الإعجاز المعرفي الأكبر والذي سأبينه لاحقا، فهو الكامن في تفسير “وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”.
لم يتمكن البشر قبل القرن العشرين من اكتشاف أن الغيوم هي عبارة عن قطرات من بخار الماء المتجمد المحصور في طبقة الغلاف الجوي، وكان بإمكان الباحثين أن يختصروا ثلاثة عشر قرنا لو كانوا يصدقون بكتاب الله الذي ذكر هذه الحقيقة: “وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ” [النور:43]، فظلوا يعتقدون أن الغيوم هي كالضباب، وبعد جهد طويل توصلوا الى أن آلية نزول الأمطار هي ذاتها التي بينتها هذه الآية وأخرى غيرها، وهي أن هذه الذرات الدقيقة من الجليد تبقى عالقة على ارتفاع معين بفضل التوازن بين الكثافة التي ترفعها للأعلى والجاذبية الأرضية، فلا تسقط على الأرض، ولا ترتفع خارج الغلاف الجوي وتتبدد في الفضاء، بل تبقى كذلك الى أن تأتي رياح فيها أنوية التلاقح فتتجمع هذه القطرات الدقيقة وتتكاثف وتسقط.
اعتقد بعض البسطاء أن معرفة العلماء بهذه الآلية ستتيح لهم التحكم في سقوط الأمطار، لكنهم لم يعرفوا أن ذلك يحتاج الى رياح ذات مواصفات محددة، وعندما توصلوا الى فهم آلية تكون الرياح أدركوا استحالة القدرات البشرية مهما تقدمت على أن تصنع جبهة هوائية واحدة منها.
عوّل البعض على الإستمطار الصناعي بنشر أنوبة تلاقح مصنعة، مثل يوديد الفضة أو اطلاق البروبان السائل في السحابة، لكن العملية لم تكن اقتصادية، كما أنها تلوث الجو وتخرب التوازنات البيئية.
ومن الإعتقادات الخاطئة التي ظل البشر يعتقدون بها طويلا أن هنالك سنوات ممطرة وأخر قاحلة، لكنهم لم ينتبهوا الى خطئهم إلا بعد أن تمكن العلماء من رصد الهطولات المطرية، فوجدوا أنه لا يمر يوم من غير مطر، وأن كمية الهطولات على الكرة الأرضية ثابتة سنوياً، وإنما تتباين بين منطقة وأخرى، وكان هذا أيضا من الإعجازات العلمية، وذلك في قوله تعالى: “وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا” [الفرقان:50]، و”وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” [المؤمنون:18]، كما جاء في الحديث الشريف: “ما من عامٍ بأكثرَ مطرًا من عامٍ ، لكنَّ اللهَ يُصَرِّفُه بين خلْقِه” [صحيح].
أما الإعجاز المبهر للعقول الكليلة التي تعتقد أن الإنسان هو موجد العلم وليس الله عز وجل، فتأتي في عبارة: (مَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)، وتعني أنه ليس في قدرة البشر حجزه ومنعه من دورته الطبيعية، فهذه العبارة صادمة قاهرة تثبت أن العلم مصدره الله، وما العقل إلا أداة بحث واستكشاف، وليس مُنشئاً لعلم، فكل ابتكار هو استعمال وتطبيق للقوانين الكونية الصارمة التي وجدها الإنسان تحكم كل شيء، وليس بمقدوره تغيير أية خاصية أو وظيفة لأي منها.
فقد ثبت للعلماء مؤخرا أن الماء هو المادة الوحيدة التي لا يمكن ضغطها، كما أنه الوحيد الذي ينتقل بين الحالات الثلاث: الصلبة والسائلة والغازية بلا تدخل بشري، وكميته لا تنقص ولا يستنفد كباقي المواد التي مخزونها محدود ينقص بالإستعمال، لذلك لم يجعل الله مخزنه مقتصرا على الأرض، بل جعله في دوران دائم: في المحيطات والمياه الجوفية والغلاف الجوي، لذلك جعل تبخر الماء في كل درجات الحرارة، وسقوط الأمطار بمقدار، ولولاها لما عاشت الأشجار في الجبال.
ولأن الماء سر الحياة فلا يوجد أي كائن حي يخلو منه، والإنسان يطغى، لذلك لم يستأمنه الله على تخزينه بل أبقاه بيده..فهو ينزل المطر بمشيئته، ويصرفه بحكمته حيث يشاء.

مقالات ذات صلة العالم الجديد وإنكار الذات في الزنزانة 54 2025/01/09

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

“الحوت الأزرق”.. الصين تكشف غواصة خارقة تتحدى الأعاصير

أطلقت الصين غواصة “غير مسبوقة” عالمياً، تحت اسم “الحوت الأزرق”، قادرة على العمل بدون طاقم تحت الماء لمدة 30 يوماً، وبشكل فائق السرعة.

ويمكن للغواصة الجديدة تحمل الطقس القاسي، وإطلاق الصواريخ البحثية، مما يمثل تقدماً كبيراً في التكنولوجيا البحرية.

يبلغ طول الغواصة الجديدة 11 متراً (36 قدماً) وتزن 12 طناً، وتجمع بين وظائف مركبة سطحية عالية السرعة ومركبة تحت الماء.

 

وبحسب ما نشرته صحيفة “ساوث تشاينا”، يمكن أن تصل سرعة الغواصة السطحية إلى 36 عقدة – على غرار المدمرة أو طوربيد البحرية الأمريكية، فضلاً عن إمكانية الإبحار مئات الكيلومترات قبل الغوص بسرعة تصل إلى 60 متراً تحت الماء لتجنب العواصف.

وأثناء غمرها بالمياه، يمكنها البقاء ثابتة لأكثر من شهر، تماماً مثل قدرات التخفي للغواصة النووية.

علامة فارقة

بدوره، يقول تشين داك، الباحث الرئيسي للمشروع من الأكاديمية الصينية للعلوم، إن الإطلاق كان علامة فارقة في الابتكار التكنولوجي البحري المستقل في الصين، حيث قدم أداة استراتيجية حيوية للاستكشاف البحري.

ومن المتوقع أن تقدم “الحوت الأزرق”، المخصصة للاستخدام المدني، مساهمات كبيرة في أبحاث الأعاصير.

 

وقال وو قوه سونغ، كبير مهندسي مشروع السفينة غير المأهولة بالغواصة في شركة يونزو للتكنولوجيا ومقرها تشوهاي، إن نظام صنع القرار بالذكاء الاصطناعي للسفينة استخدم خوارزميات التعلم العميق، مما أدى إلى زيادة الكفاءة التشغيلية في البيئات المحيطية المعقدة مقارنة بالضوابط اليدوية.

وبحسب شركة يونزو، فإن السفينة قادرة على العمل في إعصار من الفئة 12 – وهي عواصف شديدة بما يكفي لإنتاج رياح عنيفة تتجاوز سرعتها 130 كيلومترا في الساعة (80 ميلا في الساعة)، وأمواج شاهقة وظروف بحرية خطيرة للغاية.

 

عند غمرها تحت الماء، تستطيع الحوت الأزرق الوصول إلى سرعة تصل إلى 4 عقد، باستخدام نظام دفع متطور يتنقل بين نفاثات مائية عالية السرعة ومحركات سوائل مغناطيسية صامتة، وفقًا لشركة يونزو.

وتساعد الطلاءات الخاصة على خفض ضوضاء تشغيل السفينة إلى مستوى ضوضاء المحيط، مما يسمح برصد صوتي مائي أكثر دقة لأغراض البحث العلمي، وفقًا للشركة.

وبحسب شركة غلوبال داتا، من المتوقع أن ينمو سوق المركبات البحرية غير المأهولة العالمي بمعدل سنوي مركب يبلغ 6.7%، ليصل إلى 2.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034.

وتُعتبر الصين، إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وروسيا، من اللاعبين الرئيسيين في السوق المتوسعة.

وقد بدأ بناء الحوت الأزرق في يونيو (حزيران) 2024. وستخضع السفينة لتجارب الميناء والبحر، ومن المقرر أن تدخل الخدمة التشغيلية الكاملة بحلول عام 2026.

مقالات مشابهة

  • سور وآيات قرآنية تقضي الحاجات.. الإفتاء تكشف عنها
  • عبد الحكيم عبد الناصر عن تسريب مكالمة والده مع القذافي: صيد في الماء العكر
  • منها شرب الماء.. 6 نصائح للحفاظ على صحتك خلال العواصف الرملية
  • “الحوت الأزرق”.. الصين تكشف غواصة خارقة تتحدى الأعاصير
  • أدعية قرآنية لجلب الرزق.. احرص عليها يوميا في قيام الليل
  • الشهري يوضح هل العصير الأخضر يسبب فشل كلوي؟ ..فيديو
  • تجسس ومراقبة وتواصل تحت الماء.. طلاب في ديالى يطرحون ابتكارات فريدة (صور)
  • النمر: شرب الماء البارد قد يخفض نبضات القلب مؤقتًا
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها