كيف أصبحت طهران عبئا على إيران بعد 235 عاما؟.. مكران تهيّئ نفسها
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيراني، فاطمة مهاجراني، إن بلادها تفكر في نقل العاصمة من مدينة طهران، إلى مكران، جنوب البلاد.
ما اللافت في الأمر؟
إذا أعلنت إيران تغيير العاصمة فستكون المرة الأولى منذ 235 عاما حيث انتقلت العاصمة من شيراز إلى طهران عام 1789 عند تأسيس الدولة القاجارية على يد آغا محمد خان قاجار.
لماذا الآن؟
تعاني طهران من عدة مشاكل اقتصادية، وسكانية، وبيئية، وينظر إلى خطة نقل العاصمة كحل لمشاكلها، ومحاولة لاستكشاف "الاقتصاد البحري" عبر نقل العاصمة إلى الساحل الجنوبي.
مؤخرا
شكلت السلطات مجلسين يناط بهما معالجة مشاكل العاصمة طهران، واستكشاف مزايا الاقتصاد البحري، بما في ذلك الخطط المحتملة لنقل العاصمة إلى مدينة مكران القريبة من خليج عمان.
ووجه الرئيس مسعود بزشكيان بتسريع وتيرة تطوير شواطئ مكران المطلة على بحر عمان عبر أربعة مقترحات أساسية.
جاء ذلك في اجتماع ترأسه بحضور مسؤولي وزارة الطرق وبناء المدن، ناقش خلاله تطوير شواطئ مكران وبعض التحديات الموجودة بهذه المنطقة.
وأشار الى أن شواطئ مكران من المقرر أن تمثل نموذجاً عصرياً للتطوير وقطباً اقتصادياً وسياساً للبلاد.
وشدد على عزم الحكومة في تطوير هذه المنطقة بشكل مطلوب، إذ تندرج ضمن الأولويات المعتمدة من قبل قائد الثورة واحتياجات البلاد.
ماذا قالوا؟
◼ قالت مهاجراني إن الأمر ليس ملحقا وفي طور الاستكشاف وتسعى الحكومة للحصول على المساعدة من الأكاديميين والخبراء والمهندسين والعلماء والاقتصاديين بهذا الخصوص.
◼ قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أحد أسباب التفكير في نقل العاصمة إلى الجنوب هو عدم التوازن بين موارد العاصمة طهران ونفقاتها، إلى جانب نقص موارد المياه.
◼ تابع بزشكيان بأن محاولة تطوير العاصمة طهران سيكون مضيعة للوقت، وسيتم السماح لسكانها بالانتقال إلى العاصمة الجديدة إن تم نقلها.
◼ قال أمين مجلس تنمية سواحل مكران حسين دهقان إن منطقة جبل مبارك على الساحل ستتحول إلى قطب لصناعة تكرير النفط وتصدير النفط في المنطقة.
◼ قال قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، إنه سيتم افتتاح المرحلة الأولى للمنطقة البحرية الجديدة في شواطئ مكران المطلة على بحر عمان قريبا.
محاولة سابقة
اقترح رئيس السابق، محمود أحمدي نجاد خلال ولايته، نقل العاصمة طهران إلى مدينة برند لكن أحدا لم يعر القضية اهتماما.
نهاية عام 2013 وافق مجلس صيانة الدستور على تشكيل لجنة لدراسة خياري إنهاء مركزية العاصمة، أو نقلها، وتقديم مقترحات خلال عامين لكن المقترحات تأخرت حتى 2020، وضلت حبيسة كتيب أصدره المجلس وأوصى بعدم نقلها.
ماذا ننتظر؟
لن تتغير العاصمة الإيرانية طهران بين يوم وليلة، وقد تأخذ وقتا طويلا قبل أن تصبح واقعا، خصوصا أن مقترح حكومة بزشكيان ليس الأول من نوعه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني طهران مكران بزشكيان إيران طهران بزشكيان مكران المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العاصمة طهران نقل العاصمة
إقرأ أيضاً:
روسيا والملف الإيراني بين الوساطة الدبلوماسية وإعادة التموقع الإستراتيجي
طهران- بعد انطلاق المفاوضات العلنية بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا في الرياض بشأن الحرب في أوكرانيا، تصاعدت التوقعات حول إمكانية توسيع نطاق المحادثات ليشمل الملف الإيراني. ولم يطل الأمر حتى أكدت موسكو رسميا أن البرنامج النووي الإيراني كان أحد القضايا المطروحة خلال الاتصال الهاتفي بين قادة البلدين، وفقًا لبيان صادر عن الكرملين.
ووفقًا لما نقلته مصادر دبلوماسية، أبدت موسكو استعدادها للعب دور في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الأخيرة إلى طهران.
وأوضح لافروف أن "التدابير الدبلوماسية لا تزال مطروحة على الطاولة"، في إشارة إلى إمكانية إيجاد حلول عبر الحوار، بدلًا من التصعيد المتبادل بين إيران والولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قد تسعى روسيا إلى استثمار علاقتها الوثيقة مع إيران، مستندة إلى شراكتهما الإستراتيجية، لتعزيز دورها في أي ترتيبات مستقبلية تتعلق بالملف النووي الإيراني. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الضغوط الغربية على طهران، مما يجعل أي وساطة دولية تحظى باهتمام إيراني متزايد.
ورغم التصريحات الروسية التي تؤكد التزام موسكو بالدبلوماسية كخيار لحل الخلافات، فإن هناك من يرى أن التحركات الروسية في هذا الملف ليست مجرد وساطة بقدر ما تعكس إعادة تموضع إستراتيجي. فموسكو، التي تخوض مواجهة طويلة مع الغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، قد تسعى لاستخدام نفوذها في الملف الإيراني كورقة تفاوضية في تعاملها مع واشنطن وحلفائها.
وفي الداخل الإيراني، تباينت ردود الفعل بشأن الدور الروسي المحتمل. ففي حين يرى البعض أن أي مبادرة دبلوماسية قد تسهم في تخفيف الضغوط الدولية المفروضة على إيران، يتوجس آخرون من أن يكون التدخل الروسي مدفوعًا بمصالح موسكو الخاصة، وليس بسعي حقيقي لإيجاد حل متوازن يراعي أولويات طهران.
إعلان
مناورة وتوجس
اعتقد المحلل السياسي مصطفى نجفي أن الوساطة الروسية بين إيران والولايات المتحدة تحمل في طياتها فرصًا وتحديات معقدة، إذ يمكن أن تحقق بعض المكاسب لطهران، لكنها في الوقت نفسه تنطوي على مخاطر قد تؤثر على موقعها في الساحة الدولية.
ورأى في حديثه للجزيرة نت أن أحد أبرز المخاطر هو احتمال أن تصبح إيران جزءًا من "صفقة" أوسع بين موسكو وواشنطن، مما قد يجعلها ورقة تفاوض تستخدمها روسيا في مساوماتها مع الولايات المتحدة بشأن قضايا إستراتيجية أخرى.
وفي هذا السياق، قد يتوقع ترامب من بوتين ممارسة ضغوط على إيران لتغيير سياساتها، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة لطهران، وفق تحليل نجفي.
كما أشار إلى أن إدراج إيران ضمن التفاهم الروسي الأميركي قد يدفعها إلى مزيد من الارتباط بالمحور الروسي، وهو ما يتعارض مع سياسة طهران الخارجية التي طالما سعت إلى تحقيق نوع من التوازن والاستقلالية في علاقاتها الدولية.
وحذر نجفي من أنه إذا فشلت الوساطة الروسية في تحقيق اتفاق بين طهران وواشنطن، أو لم تستطع إيران تلبية توقعات موسكو وواشنطن، فقد يتسبب ذلك في تراجع الدعم الروسي لها، خاصة في الملف النووي، تحت ضغط أميركي متزايد.
ورأى المحلل السياسي ذاته أن هذه الوساطة قد تؤدي إلى تقليص دور الوسطاء الإقليميين مثل قطر وعمان، الذين قد يعتبرون أي تقارب محتمل بين إيران والولايات المتحدة تهديدًا لمصالحهم.
بالإضافة إلى ذلك، قد لا تنظر الدول الأوروبية بعين الرضا إلى تدخل روسيا في هذا الملف، مما قد يزيد من التوترات بين طهران وعواصم غربية، وفق رأي الخبير.
ورغم هذه التحديات، اعتقد نجفي أن وساطة بوتين قد تكون أكثر تأثيرًا من وساطات الدول الإقليمية الأخرى، خصوصًا في ظل النهج القائم على "القوة" الذي يتبناه ترامب.
إعلانوأضاف أنه إذا لم تُستخدم إيران كورقة مساومة، فقد يتمكن بوتين من انتزاع ضمانات أميركية تضمن التزام واشنطن بأي اتفاق مستقبلي مع طهران، وهو ما فشلت في تحقيقه وساطات إقليمية سابقة، كما ظهر في عدم تمكن قطر من تأمين الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الصفقة الأخيرة بين طهران وواشنطن.
وفي الختام، أكد نجفي أن نجاح أي وسيط يعتمد على عوامل عدة، من بينها أن يكون محايدًا، وألا يكون طرفًا منافسًا، وأن يكون قادرًا على الوفاء بالتزاماته وإلزام الأطراف الأخرى بتعهداتهم، وأن يحظى بثقة جميع الأطراف، وأن ينقل الرسائل بين الأطراف بوضوح ودقة وفي الوقت المناسب من دون تحريف.
شكوك متبادلة
ومن جانبها، قالت المحللة السياسية عفيفة عابدي للجزيرة نت إن هناك أسبابا متعددة تدفع إيران إلى عدم الثقة بعرض التفاوض الذي قدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب:
أولا أن ترامب نفسه هو من مزّق الاتفاق النووي وانسحب منه. وثانيًا، رغم أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي وخاض مفاوضات استمرت سنوات، فإنه في النهاية امتنع عن العودة إليه.وأشارت إلى أن ترامب، في الوقت الذي يطرح فيه خيار التفاوض، يوقّع في الوقت ذاته على قرارات تشديد العقوبات ضد إيران، بل يهددها عسكريا.
ومن ناحية أخرى، اعتبرت أنه من الواضح أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تصبّ بالكامل في مصلحة إسرائيل التي تُعدّ تهديدًا للأمن القومي الإيراني، فقد استهدفت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني مرارًا، واغتالت علماء نوويين إيرانيين، وشنّت هجمات سيبرانية، وهددت بقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وأكدت عابدي أن انعدام الثقة بإدارة واشنطن، إلى جانب العداء الإسرائيلي الواضح تجاه إيران، يجعل من الصعب الوثوق بعرض التفاوض الذي يقدّمه ترامب، مضيفة أنه في ظل هذه الظروف تظل روسيا خيارًا مطروحًا، لكنها ليست الوسيط الوحيد المحتمل بين إيران والولايات المتحدة.
إعلانوأشارت إلى أن العلاقات بين موسكو وواشنطن نفسها لا تزال يكتنفها الغموض، إذ تواجه الدولتان العديد من القضايا الخلافية ذات الأولوية في علاقاتهما الثنائية، وهو ما قد يجعل موسكو غير مهيأة تمامًا للقيام بدور الوساطة بين طهران وواشنطن.
واستطردت عابدي "مع ذلك، تظل روسيا قوة صديقة لإيران، كما أنها أحد الأطراف الرئيسية في المفاوضات النووية الإيرانية، مما يجعل تجاهل دورها أمرًا غير وارد".
ورأت أن إيران لا تتجاهل دور موسكو، لكنها في الوقت ذاته تدرس خيارات ومسارات أخرى أيضًا.