أكثر من مجرد شاشات.. هكذا يطور الذكاء الاصطناعي أجهزة التلفاز
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
(وكالات) ستصبح أجهزة التلفزيون أكثر من مجرد شاشات عالية التقنية، بحسب مصنّعيها الذين يسلطون الضوء على إمكاناتها في الحياة اليومية للمستخدمين، إذ ستؤدي البرامج المُساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي دوراً متزايد الأهمية فيها.
اقرأ أيضاً..الذكاء الاصطناعي ومستجدات 2025
وتظهر النماذج الجديدة، وهي من أبرز المعروضات في معرض لاس فيجاس للالكترونيات CES بولاية نيفادا، تطوراً في القدرات لناحية الذكاء الاصطناعي، أحيانا مع مساعدة "جوجل" أو "مايكروسوفت".
ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشاشات، تأمل الشركات في تحويلها إلى أجهزة قادرة على التفاعل مع البشر وكذلك مع الأغراض الأخرى المتصلة في المنزل.
الذكاء العاطفي
روّجت شركة "إل جي" الكورية الجنوبية لـ"الذكاء العاطفي" الذي من شأنه جعل الأجهزة المنزلية حريصة على الأشخاص، عن طريق مراقبة نوعية نومهم أو التأكد من عدم نسيانهم مثلا مظلتهم عندما يكون الطقس ممطرا.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"إل جي" وليام تشو "ندمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في مساحات السكن الفعلية".
وأضاف "لا ننظر إلى المساحة على أنّها مكان مادي فحسب، بل كبيئة تُجرى فيها تجارب شاملة، من المنزل إلى التنقل وصولا إلى الأعمال التجارية وحتى المساحات الافتراضية".
تنسيق وعرض
وليام تشو مساعد رقمي لـ"إل جي" يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي وأجهزة الاستشعار في الأجهزة لفهم ما يفعله الأشخاص، وتنسيق عمل الأجهزة المُستخدمة في الحياة اليومية لتوفير استجابات مناسبة للوضع القائم.
وأعلنت "إل جي" عن شراكة مع "مايكروسوفت" لاستخدام "كوبايلت"، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي للشركة التكنولوجية الكبرى، في منتجاتها الإلكترونية الاستهلاكية.
وأوضحت "ال جي" و"مايكروسوفت" أنهما تعملان على أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي للمنازل والسيارات والفنادق و"المساحات" الأخرى. وتخططان لتطوير بعض المنتجات التي لا تقتصر مهمتها على فهم الزبائن والتفاعل معهم فحسب، بل تتنبأ أيضا باحتياجاتهم.
وأشار وليام تشو إلى أنّ خطة "ال جي" للمنازل المتصلة القائمة على الذكاء الاصطناعي ستُنَسَّق عن طريق ما يسمى بالنموذج "المفتوح"، حتى تصبح الأجهزة المُصنَّعَة من شركات أخرى قادرة على العمل بشكل متزامن مع الشبكة.
وقال المدير التجاري لـ"مايكروسوفت" جودسون ألثوف، في مقطع فيديو نشرته "إل جي": "نرى أنّ الذكاء الاصطناعي سيغير بشكل جذري الطريقة التي نعيش ونعمل بها".
وأطلقت ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع نجاح برنامج "تشات جي بي تي" في نهاية عام 2022، سباقا محموما على المساعدين القائمين على الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تُطلق بوتيرة سريعة أدوات قادرة على كتابة رسائل والإجابة على أسئلة وتوليد صور وستكون قريبا بمثابة سكرتير رقمي يتمتع بمعرفة شاملة ومُتاح في كل الأوقات.
اقرأ أيضاً ..دراسة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة في عالم الصحة
عصر الذكاء الاصطناعي المنزلي
أعلنت شركة "تي سي ال" الصينية الكبرى المصنّعة لأجهزة التلفزيون عن مجموعة جديدة من أجهزة التلفزيون المتطورة بسعر يبدأ من 800 دولار، بالإضافة إلى شراكة مع "غوغل" لدمج المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي "جيميناي" في نماذج معينة.
وقالت نائبة رئيس "جوجل" شاليني جوفيل باي، في مؤتمر صحافي لشركة "تي سي ال" إنه "مع جيميناي والمكونات الجديدة مثل جهاز الاستشعار من قرب والمايكروفونات طويلة المدى، سنكون قادرين على إضافة استخدامات جديدة، حتى يصبح جوجل تي في قادر على مساعدة مالكه عندما يحتاج إلى ذلك".
بدورها، ستدمج شركة "هايسنس" الصينية المتخصصة في الاجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، برنامج "هوم" من "جوجل" في مجموعة منتجاتها من أجل "تعميم التشغيل الآلي في المنزل".
وهذا الهدف مشابه للذي تسعى إليه "سامسونغ إلكترونكس" ومشروعها الذي يحمل عنوان "الذكاء الاصطناعي للجميع" ويرمي إلى جعل الذكاء الاصطناعي حاضرا في كل جانب من الحياة اليومية.
وقال مدير الفرع الأميركي لـ"سامسونغ إلكترونكس" جوناثان غابريو، إنّه "عصر الذكاء الاصطناعي المنزلي".
وأكّدت "سامسونغ" أن أجهزتها، بدءا من الاكسسوارات المجهزة بأجهزة استشعار وصولا إلى أجهزة التلفزيون، تضع الذكاء الاصطناعي "في خدمة" المستخدمين، من خلال تفاعلات بديهية وتعاونية مع التكنولوجيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التلفاز الذكاء الاصطناعي التلفزيون على الذکاء الاصطناعی أجهزة التلفزیون
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
كشفت دراسة حديثة، نُشرت على خادم الأبحاث الأولية arXiv التابع لجامعة كورنيل، عن الانتشار الواسع للمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن تأثيره على جودة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا.
ووفقًا للتحليل الذي شمل أكثر من 300 مليون وثيقة، بما في ذلك شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية للشركات، إعلانات الوظائف، والبيانات الإعلامية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى شهد قفزة كبيرة منذ إطلاق ChatGPT .
ووفقاً لموقع "FASTCOMPANY" أوضح الباحث ياوهوي زانغ، من جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن الفريق أراد قياس مدى استخدام الأفراد لهذه الأدوات، وكانت النتيجة مفاجئة. فقبل إطلاق ChatGPT، كانت نسبة المحتوى الذي يُشتبه في أنه أُنشئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 1.5%، لكنها ارتفعت بسرعة بعشرة أضعاف بعد انتشار الأداة، خاصة في شكاوى المستهلكين والبيانات الصحفية.
اقرأ أيضاً.. كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها
استخدمت الدراسة بيانات من شكاوى المستهلكين المقدمة إلى مكتب حماية المستهلك المالي CFPB قبل حله من قبل إدارة ترامب، لتحليل انتشار المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي في مختلف الولايات الأميركية.
أخبار ذات صلة
وأظهرت النتائج أن ولايات أركنساس، ميزوري، وداكوتا الشمالية كانت الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي، حيث تم رصد أدلة على ذلك في ربع الشكاوى تقريبًا. في المقابل، كانت ولايات فيرمونت، أيداهو، وويست فرجينيا الأقل اعتمادًا عليه، حيث أظهرت البيانات أن ما بين 5% إلى 2.5% فقط من الشكاوى تضمنت إشارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
على عكس أدوات الكشف التقليدية، طور فريق البحث نموذجًا إحصائيًا جديدًا لتحديد المحتوى الذي يُرجح أنه أُنشئ بالذكاء الاصطناعي. اعتمد هذا النموذج على تحليل أنماط اللغة، وتوزيع الكلمات، والبنية النصية، حيث تمت مقارنة النصوص المكتوبة قبل ظهور ChatGPT مع تلك المعروفة بأنها مُعدلة أو منشأة بواسطة النماذج اللغوية الضخمة. وكانت نسبة الخطأ في التنبؤ أقل من 3.3%، مما يعزز دقة النتائج.
في ظل هذا الانتشار الواسع، يعبر زانغ وفريقه عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُقيد الإبداع البشري، حيث أصبحت العديد من أنواع المحتوى - من الشكاوى الاستهلاكية إلى البيانات الصحفية - تعتمد بشكل متزايد على النماذج التوليدية بدلًا من الأسلوب البشري التقليدي.
اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتزايد الجدل حول مدى تأثيرها على جودة المعلومات، ومدى قدرتها على استبدال الإبداع البشري بنصوص مصممة وفق خوارزميات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المحتوى على الإنترنت.
إسلام العبادي(الاتحاد)