65 عامًا على وضع حجر الأساس للسد العالي.. معجزة مصرية صنعت التاريخ
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى مرور 65 عامًا على وضع حجر الأساس لبناء السد العالي، الذي يُعتبر أحد أعظم المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديث.
ففي 9 يناير 1960، تم البدء في إنشاء هذا الصرح العملاق على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليكون شاهدًا على إرادة المصريين في بناء مستقبلهم بأيديهم، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي.
يعتبر السد العالي من أعظم الإنجازات الهندسية في القرن العشرين، وركيزة أساسية في التنمية الزراعية والصناعية بمصر.
البداية.. مشروع تحدٍ وإصراربدأ التفكير في بناء السد العالي في خمسينيات القرن الماضي، كحل استراتيجي للتحكم في مياه نهر النيل، التي كانت تتسبب في فيضانات كارثية تهدد الأراضي الزراعية وتؤدي إلى خسائر فادحة.
كان الهدف من المشروع هو تحقيق الأمن المائي لمصر، وتخزين المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، إلى جانب توليد الكهرباء لدعم النهضة الصناعية.
في 9 يناير 1960، تم وضع حجر الأساس للمشروع بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وكبار المسؤولين، ليبدأ العمل في تنفيذ المشروع بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، الذي قدم الدعم الفني والمالي لإنجاز هذا الحلم الكبير.
لم يكن بناء السد العالي مجرد مشروع هندسي، بل كان تحديًا كبيرًا أمام مصر في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة.
الأزمة السياسية وتمويل المشروعواجه المشروع عرقلة كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة والبنك الدولي من تمويله، مما دفع مصر إلى تأميم قناة السويس في عام 1956 لتوفير التمويل اللازم.
أثبتت هذه الخطوة جرأة القيادة المصرية، ووفرت موارد مالية كبيرة لبناء السد.
التحديات الهندسيةكان بناء السد العالي مشروعًا هندسيًا غير مسبوق، تطلب استخدام تقنيات متطورة وجلب خبراء من دول مختلفة.
بلغ طول السد حوالي 3.6 كيلومتر وارتفاعه 111 مترًا، وهو ما جعله أحد أكبر السدود في العالم في ذلك الوقت.
قوة السد العالي وأهميته الاستراتيجيةيعتبر السد العالي تحفة هندسية بكل المقاييس، إذ يتمتع بتصميم قوي يتيح له أداء وظائفه بكفاءة عالية منذ افتتاحه في عام 1971 وحتى اليوم. من أبرز مزاياه:
1. توليد الكهرباء:
يضم السد العالي محطة كهرومائية بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.1 جيجاوات، ما ساهم بشكل كبير في توفير الطاقة الكهربائية لدعم التنمية الصناعية وتلبية احتياجات السكان.
2. التحكم في مياه النيل:
بفضل السد العالي، أصبحت مصر قادرة على التحكم في مياه النيل، وتخزين ما يصل إلى 162 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة ناصر، أكبر بحيرة صناعية في العالم.
3. حماية الأراضي الزراعية:
ساهم السد في حماية الأراضي الزراعية من الفيضانات المدمرة التي كانت تحدث قبل إنشائه، وأدى إلى توفير المياه اللازمة لري ملايين الأفدنة طوال العام.
4. دعم التنمية الزراعية والصناعية:
أتاح السد العالي ري الأراضي الجديدة، مما ساعد في زيادة الإنتاج الزراعي، ودعم الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل صناعة السكر.
السد العالي في مواجهة التحديات البيئية
رغم الفوائد الهائلة للسد العالي، إلا أنه واجه انتقادات بيئية بسبب التأثيرات الناتجة عن بناء بحيرة ناصر، التي أدت إلى تهجير آلاف السكان النوبيين من قراهم القديمة. كما تسببت البحيرة في تغير النظام البيئي للنيل، وهو ما استدعى تنفيذ برامج لتعويض السكان المتضررين، ومواجهة تحديات البيئة.
الإرث التاريخي للسد العالي
يظل السد العالي رمزًا للإرادة المصرية وقدرتها على تخطي الصعاب. فهو ليس مجرد مشروع هندسي، بل هو شهادة على التحدي والطموح في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وبعد مرور 65 عامًا على وضع حجر الأساس، يبقى السد العالي أعجوبة هندسية قائمة، ومحورًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر.
في ذكرى الاحتفال بمرور 65 عامًا على وضع حجر الأساس لهذا الصرح العظيم، يظل السد العالي شاهدًا على وحدة المصريين وإصرارهم على تحقيق الاستقلال والنهضة، واليوم يُعد نموذجًا يحتذى به في العمل الوطني، ومصدر فخر لكل مصري.
رحلة السد العالي ستظل دائمًا ملهمة لأجيال المستقبل، ومثالًا حيًا على قدرة الإنسان على تحويل الأحلام إلى واقع ملموس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السد العالى المشروعات القومية مصر الحديث جمآل عبد الناصر التنمية الزراعية مياه نهر النيل نهر النيل الأراضي الزراعية عام ا على وضع حجر الأساس الأراضی الزراعیة بناء السد العالی
إقرأ أيضاً:
تياترو الحكايات| السلطانة الأولى.. كيف صنعت منيرة المهدية مجدها الفني؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحي مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالًا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
الفرق المسرحيةوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
منيرة المهديةانفردت الفنانة منيرة المهدية بالصوت العذب الذى أسر القلوب، حيث عُرفت منذ صغرها بحلاوة صوتها وتميزها فى الغناء، فكانت تجوب القرى والمدن تشدو بأجمل الألحان، ما جعلها تكتسب شهرة واسعة.
غنت «المهدية» لكبار الملحنين، من بينهم: الشيخ سلامة حجازى، أبوالعلا محمد، وغيرهم وبفضل نجاحها افتتحت قهوتها الخاصة «نزهة النفوس»، التى أصبحت ملتقى للفنانين، فقدمت خلالها مجموعة من الأغانى التى لاقت رواجا كبيرا، مثل "لازم أهشه ده العصفور»، «أسمر ملك روحى»، «يا شمعة العز ايدى".
فى عام 1915، دخلت «المهدية» عالم المسرح من أوسع أبوابه، حين جسدت دور «وليم» فى الفصل الثالث من مسرحية «صلاح الدين الأيوبى»، فحققت نجاحا لافتا شجعها على التوسع فى هذا المجال.
أسس لها زوجها محمود جبر فرقة مسرحية خاصة، واستأجر لها مسرح «برنتانيا»، حيث قدمت مجموعة من روائع الشيخ سلامة حجازى، مثل «صلاح الدين الأيوبى»، «صدق الإخاء»، «شهداء الغرام»، «ضحية الغواية»، «عايدة» وغيرها، إلا أن الخلافات بينها وبين زوجها أدت إلى انفصالهما عام 1921، ما تسبب فى توقف نشاط الفرقة.
لكن «المهدية» لم تتراجع، ففى عام 1922، شكلت فرقة جديدة قدمت من خلالها أعمالها السابقة، إلى جانب مسرحيات جديدة مثل «غادة الكاميليا»، «أدينى جيت»، «بتر فلاى» وغيرها.
كما استعانت «المهدية» بنخبة من الممثلين وقدمت عروضا متميزة، مثل «الغندورة»، «قمر الزمان»، «حورية هانم»، «الحيلة»، «البريكول»، «حماتى»، «كيد النساء»، وغيرها، وفي عام 1933، أعادت تشكيل فرقتها مرة أخرى وقدمت عروضا ناجحة على مسرح الأزبكية، من بينها: أوبريت «المخلصة»، «لولو»، «كليوباترا»، «الأميرة نورة»، قبل أن تتخذ قرارا بحل فرقتها والانسحاب تدريجيا من الساحة الفنية.
منيرة المهديةوفى عام 1948، حاولت «المهدية» مجددا العودة إلى المسرح، لكنها لم تحقق النجاح المنشود، خاصة مع ازدهار السينما وتراجع الإقبال على المسرح الغنائى، فعلى الرغم من دخولها مجال السينما بفيلم وحيد هو «الغندورة»، المقتبس من أحد أعمالها المسرحية، لم تتمكن من مجاراة التغيرات الجديدة، خاصة مع صعود نجم أم كلثوم، التى فرضت نمطا غنائيا مختلفا.
قررت الفنانة منيرة المهدية الاعتزال أمام هذه التحولات، لتنهى بذلك مسيرة فنية زاخرة استمرت لأكثر من خمسين عاما، تاركة بصمة لا تنسى فى تاريخ الغناء والمسرح.