الجزيرة:
2025-02-09@01:20:22 GMT

بالأرقام.. هجرة عكسية بإسرائيل في ظل الحرب على غزة

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

بالأرقام.. هجرة عكسية بإسرائيل في ظل الحرب على غزة

القدس المحتلة- ما كان يمكن أن يكون هروبا مؤقتا أو صعوبة في العودة إلى إسرائيل بعد اندلاع معركة "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحول في العام الثاني للحرب على قطاع غزة إلى ظاهرة وتوجه بالنسبة للشبان والعائلات اليهودية الشابة في المجمل، حيث سجل عام 2024 معدلات هجرة عكسية غير مسبوقة.

فخلال أشهر الصيف والعطلات والأعياد اليهودية قبيل اندلاع الحرب، وكما هو الحال في كل فترة عطلة، غادر نحو مليون إسرائيلي البلاد لقضاء العطلات والرحلات والزيارات العائلية في الخارج، وعاد نحو 400 ألف منهم إلى إسرائيل، بينما كان حوالي 600 ألف منهم لا يزالون في الخارج.

وبحسب قوانين وزارة الداخلية الإسرائيلية، قامت دائرة الإحصاء المركزية عام 2022 بتغيير تعريف الهجرة من البلاد، حيث كانت الإقامة المستمرة لمدة عام واحد في الخارج تعتبر هجرة، أما الآن فيعرف الإسرائيلي على أنه "مهاجر" إذا بقي في الخارج لمدة 275 يومًا على الأقل خلال عام من تاريخ مغادرة البلاد.

نمو سلبي

وسجل عدد السكان في إسرائيل في عام 2024 ارتفاعا سلبيا بنسبة 1.1%، ليصل إلى 10 ملايين و27 ألف نسمة، علما أن نسبة الارتفاع كانت 1.6% في عام 2023، وهو ما يعكس نموا سلبيا وارتفاع الهجرة من إسرائيل إلى خارجها، بسبب الحرب على غزة، وذلك بحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

إعلان

وبحسب بيانات دائرة الإحصاء، فإن 7 ملايين و707 آلاف يعيشون في إسرائيل هم يهود وآخرون، ويشكلون 76.9% من إجمالي السكان، بينما يصل عدد السكان العرب من فلسطينيي 48 إلى مليونين و104 آلاف نسمة، بنسبة تصل إلى 21%، ويبقى هناك 216 ألف أجنبي تصل نسبتهم 2.1%.

وتكشف أرقام جديدة لدائرة الإحصاء قفزة حادة في عدد الإسرائيليين اليهود الذين هاجروا عام 2024، ووصلت إلى رقم قياسي بلغ 82 ألفا و700 شخص، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق المسجل، عندما هاجر نحو 53 ألف إسرائيلي من البلاد.

تل أبيب أولا

ويظهر تحليل البيانات حسب البلدات أن هناك مهاجرين من أنواع عديدة من بلدات قوية وضعيفة اقتصاديا واجتماعيا، وبلدات علمانية ودينية، ولكن نسبة المهاجرين من منطقة تل أبيب الكبرى -التي تعتبر عصب الحياة والعاصمة الاقتصادية لإسرائيل- مرتفعة بشكل غير عادي وتشكل 25.8% من المهاجرين، كما تبلغ نسبة المهاجرين من منطقة المركز المحاذية لتل أبيب 28.3%.

وهناك معطى آخر مثير بشكل خاص، وهو عدد العائلات والشبان بين أولئك الذين يهاجرون، حيث إن ما يقرب من نصف أولئك الذين يغادرون -بنسبة 47.8% تحديدا- هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما، و27% أخرى هم من الأطفال والمراهقين، ومن تحليل البيانات، يبدو أن جزءا كبيرا من الذين هاجروا هم عائلات شابة لديها أطفال.

وفي محاولة لمنع اتساع ظاهرة الهجرة العكسية، تم استقدام 32 ألفا و800 أجنبي إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" الذي يسمح لأجانب لديهم علاقة باليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، لكن عدد هؤلاء المهاجرين أقل بحوالي 15 ألفا عن عددهم في عام 2023.

هجرة الشباب

وحسب دائرة الإحصاء غادر حوالي 78 ألفا و600 شخص إسرائيل في عام 2024، واتضح أن حوالي 81% من المغادرين تصل أعمارهم إلى 49 عاما. ويعلق على ذلك مراسل صحيفة "ذي ماركر" سامي بيرتس بقوله "يمكن الاستنتاج أن جزءا كبيرا من المغادرين هم من الأسر الشابة التي لديها أطفال، والتي تعتبر مساهمتها كبيرة بالنمو الاقتصادي، لأن معدلات التوظيف حتى سن 49 مرتفعة بالسوق الإسرائيلي".

إعلان

وبحسب وجهة نظر بيرتس، فإن استمرار الحرب سيرافقه ارتفاع في معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل، إلى جانب الهجرة الصامتة للعقول والأدمغة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطب وريادة الأعمال، وخاصة الشباب منهم، وهو ما ستكون له تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي الإسرائيلي.

ويعلق بيرتس على هذه الأرقام قائلا "السوق الإسرائيلي يخسر حصة كبيرة من السكان العاملين والمنتجين وأصحاب التخصصات وأيضا شريحة واسعة من الجنود والعسكريين وقوات الاحتياط، وهو أمر مثير للقلق".

ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمتنع عن التطرق لظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل، وتتكتم على تفسير أسباب القفزة في عدد المهاجرين، كما أنها تواجه معضلة حتى في استقدام اليهود الأجانب إلى البلد وخاصة من روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى الحرب والواقع الأمني ​​والاستقطاب السياسي والشرخ المجتمعي بإسرائيل.

صراعات سياسية

وفي قراءة تتفق مع استعراض بيرتس للقفزة في معدلات الهجرة من إسرائيل، يعتقد الكاتب الإسرائيلي عكيفا لام، أن تقرير دائرة الإحصاء عن ميزان الهجرة السلبي كان بمثابة "الوقود المسكوب على نار الصراعات السياسية والداخلية في إسرائيل".

ويقول لام "لكن مثل أي إحصائية في فترة الحرب، فإن هذه الإحصائية أيضًا أصبحت موضع نقاش سياسي، يرافقها تقارير عن هجرة الأدمغة والعاملين في مجال الطب والتكنولوجيا من البلاد، اليائسين من الأوضاع الأمنية والصراعات الداخلية والاستقطاب السياسي والحزبي، والصراعات بين العلمانيين والمتدينين على الديمقراطية وهوية الدولة اليهودية".

وأوضح الكاتب الإسرائيلي، في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن أنصار معسكر اليمين استغلوا البيانات لمهاجمة من يوصفون بـ"الهاربين، المرتدين، الذين لا يبقون مع شعب إسرائيل في حرب الجبهات المتعددة"، ومن ناحية أخرى، استخدم معارضو الحكومة هذه البيانات لمهاجمة حكومة بنيامين نتنياهو، "كدليل على أن الحياة بإسرائيل أصبحت لا تطاق".

الاستقطاب الداخلي بين فئات المجتمع اليهودي شجع على مزيد من الهجرة العكسية (الأوروبية) ثمن الهجرة

من جهتها، بدت مراسلة الشؤون الاجتماعية في صحيفة "هآرتس" لي يارون، أكثر وضوحا في استعراضها للأسباب التي تقف وراء الارتفاع في ميزان الهجرة السلبي في إسرائيل، مشيرة إلى أن "الحرب والتعديلات على الجهاز القضائي وارتفاع تكاليف المعيشة، تدفع المزيد والمزيد من الإسرائيليين إلى السفر للخارج والهجرة".

إعلان

وتضيف يارون "لكن الشعور بالتضامن مع مختلف الجاليات اليهودية حول العالم، والذي تزايد منذ تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والخوف من المعاداة، يدفع اليهود في الولايات المتحدة وغرب أوروبا إلى التفكير بالقدوم والهجرة إلى إسرائيل، لكن الأوضاع الأمنية والحرب والصراعات الداخلية تجعلهم يترددون، إذن النتيجة واحدة، يبدو أن اليهود يعودون إلى التيه".

وأوضحت أن الكثير من الإسرائيليين على استعداد لدفع ثمن الهجرة ومغادرة إسرائيل إذا تجاوزت المنفعة ثمن البقاء في البلاد، قائلة إن "الثمن في إسرائيل بات باهظا، وسيستمر في الارتفاع، فعندما تدفع سياسات الحكومة الناس خارجا، سوف يهاجرون في نهاية المطاف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الهجرة العکسیة دائرة الإحصاء إلى إسرائیل من إسرائیل إسرائیل فی فی إسرائیل فی الخارج الهجرة من عام 2024 فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب : إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء الحرب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الخميس،6 فبراير 2025 ، إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب، وذلك على الرغم من الاعتراضات الدولية الواسعة على خطته بشأن مستقبل القطاع، التي كان أعلنها قبل يومين. 

وأضاف ترامب في منشور عبر منصة Truth social : "سيكون الفلسطينيون، مثل (زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي) تشاك شومر، قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمناً وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة، كما ستتاح لهم الفرصة بالفعل للعيش بسعادة وأمان وحرية".

وتابع: "ستبدأ الولايات المتحدة، بالتعاون مع فرق التنمية العظيمة من مختلف أنحاء العالم، ببطء وحذر في بناء ما سيصبح واحداً من أعظم وأروع مشروعات التنمية من نوعها على وجه الأرض، ولن تكون هناك حاجة إلى جنود الولايات المتحدة، وسيسود الاستقرار في المنطقة".

والأربعاء، أعلنت السعودية والإمارات والأردن ومصر وسلطنة عمان، فضلا عن فلسطين، وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الحوثي اليمنية، رفض خطط ترامب، فيما لاقت إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.

وفي أوروبا، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا وإسكتلندا وبلجيكا وسويسرا، الأربعاء، عن رفضها القاطع لمخططات ترامب، محذرة من أن ذلك يشكل "انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي" وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.

كما أكدت هذه الدول على ضرورة الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) كسبيل وحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالمنطقة.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية الإمارات ترفض محاولة تهجير سكان غزة العاهل الأردني: الحل لن يكون على حساب أمن واستقرار الأردن ترامب يرد على الرفض الواسع لمقترح تهجير سكان غزة الأكثر قراءة صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لأعداد شهداء العدوان مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية إسرائيل توقف عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين "حتى إشعار آخر" إصابة شاب برصاص الاحتلال في مخيم جنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كيف ساهمت حرب القسام الإعلامية بتسليم الأسرى في إحباط الاحتلال الإسرائيلي؟
  • فوزي بشرى يكتب: الوثيقة الدستورية والبينونة الكبرى.. هل من محلل ؟
  • رئيس الشاباك يُقر بالفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر
  • كيف علم وزير الحرب الإسرائيلي السابق غالانت بهجوم 7 أكتوبر؟
  • فايننشال تايمز: ديمغرافية بلغاريا في خطر وهذا هو السبب
  • عدد قتلى وجرحى إسرائيل الذين سقطوا بنيران صديقة
  • ترامب: إسرائيل ستسلم غزة لأمريكا بعد الحرب
  • ترامب : إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء الحرب
  • وزير الحرب الإسرائيلي يطلب من الجيش تجهيز خطة لتفريغ غزة من السكان
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز للجيش الإسرائيلي بإعداد الخطط لتسهيل هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة