الولايات المتحدة – كشف فريق من الباحثين في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة عن آلية جديدة لفهم كيفية تشكيل الدماغ للذكريات وتخزينها.

وفي الدراسة، درّب فريق البحث الفئران على مهام متعددة، مثل جمع المياه أو الحصول على مكافآت من البسكويت في متاهة. ثم تم تركيب أقطاب كهربائية لقياس النشاط الدماغي، مع كاميرات أمام أعين الفئران لتتبع تغيرات حدقة العين أثناء تعلم المهام والنوم.

ووجدوا أن الذكريات الجديدة يُعاد ترسيخها عندما تنقبض حدقة العين أثناء مرحلة فرعية من النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة (NREM)، بينما يتم إعادة تشغيل الذكريات القديمة عندما تتسع حدقة العين.

وأوضح الباحثون أن قدرة الدماغ هذه المرتبطة بحركة العين أثناء النوم “تعد بالغة الأهمية لمنع النسيان الكارثي”، أي ترسيخ الذكريات الجديدة على حساب القديمة، ما يساعد على استقرار الذكريات وعدم تداخل المعلومات الجديدة مع القديمة.

وأظهرت النتائج أن الذكريات تُترسخ أثناء النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة (NREM)، وهي المرحلة التي لا تتحرك فيها العين بسرعة. وقالت أزاهارا أوليفا، المعدة المشاركة في الدراسة، إن هذه المرحلة تكون قصيرة للغاية، لا تتجاوز 100 ميلي ثانية، ما يصعب ملاحظتها عند البشر.

وأضافت: “الدماغ يتقلب بين التعلم الجديد والمعرفة القديمة طوال فترة النوم، وهو ما يحمي الذاكرة من التداخل”.

وأظهرت النتائج أن بنية النوم لدى الفئران أكثر تنوعا وتشابها مع المراحل التي لوحظت لدى البشر مما كان يُعتقد سابقا.

ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في تطوير تقنيات لتحسين الذاكرة لدى البشر. بالإضافة إلى أنها قد تساهم في تقدم مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن محاكاة هذه العمليات العصبية من أجل تطوير أنظمة ذكية أكثر فاعلية.

نشرت الدراسة في مجلة “نيتشر”.

المصدر: إندبندنت

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

لمن تألف الروح؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfoodh97739677@gmail.com

 

يُحدثني زميل بأن روحه ينتابها الفرح والسرور والسعادة عند رؤيته لشخص ما وتألف له روحه عن سائر البشر؛ بل وودها تقضي جميع أوقاتها معه وبرفقته وكأن به سحر غريب بينه وبين روحه، فسألته هل به شيء من التوافق والترابط الفكري معك فقال لا غير أنه بلا إرادة تشدني إليه جوارحي.

بينما هناك شخص آخر حدثني بأن جوارحه كلها منذُ سنين متعلقة بشخص ما، وكلما تقرب له بوده وعاطفته لا يعير مشاعره أي اهتمام مهما حاول شرح شعوره تجاهه، ويقول بأنه يبقى أسيره مهما كانت ردة فعله وعدم اكتراثه لمشاعره الجيّاشة تجاهه وهو بالمقابل بلا بوادر تلوح في الأُفق منه كي يرق قلبه له ويلين عليه.

إذن.. الأمر هنا يحتاج لوقفة تأمّل كونه خارج استطاعة الإنسان ومقدرته، بل ويبقى الإنسان منزوع الإرادة كي يستطيع التحكّم بمشاعره تجاه الغير، نعم المغريات كثيرة وبالمقابل المنفّرات كذلك كثيرة والدوافع مختلفة ولكن تبقى هناك دوافع تُحرك المشاعر تجاه الغير من عدمها، ورُبما يستطيع البعض قتل مشاعره إن وجدها في المسار المسدود والبعض لا يستطيع ذلك، فالمشاعر تبقى مشاعر وهي خارج إرادة البشر والتحكم بها يبقى فوق طاقتهم.

البعض في هذا الأمر يسلك طريق عِزّة النفس وعدم تعرضها للمهانة من طرف آخر إن وجد صدود من قِبله تجاهه، ونعم هو شعور محمود وفيه رفعة للنفس وسمو للذات وحشمة للكرامة، ولكن يبقى على حساب المشاعر، وكما قيل عز نفسك عن مهانة الغير حتى ولو كانت مشاعرك هي التي نزّلتك لذلك المستوى وبعزم الإرادة ستتجاوز المرحلة.

لكن السؤال: هل لكل إنسان قوة عزم وإرادة لجعل كل شيء له حدود ولكل معنى له مفهوم ولكل مبتغى له مدلول؛ فالعيش بدون كرامة وتقدير واحترام في قلب من تُحب أفضل منه الموت بكرامة ولو أن تدوس على مشاعرك.

توجد خصلة غير محمودة في بعض البشر، وهي إذلال من يأتي يحمل له الحب ويُقدمه له على طبق من ذهب بتعمُّد إذلاله واحتقاره واستنقاصه، خلاف لو قدَّم هو ذلك الحب للغير، فإنه سيتودد له لكي يقبله منه، أما و إن يأتيه الغير فإن خِصلة الإذلال يمتهنها الكثير من البشر والدلائل كثيرة في هذا المنحى وواضحة ومتعددة وغريبة شكلًا ومضمونًا، وهذا عامل نفسي خطير وغريب يدفع بصاحبه للتعنّت في وجه من أحبه وابتغاه، وقد يخلط البعض صِدق المشاعر التي قُدمت له بسوء ظن منه على أنها غير صادقة ويعتبرها تلاعب بمشاعره وبمفاهيمه فيُكشّر عن أنيابه في وجه صاحبها ويظلمه ويقتل فيه حُبه الذي أتاه يحمله له، ويُحطّمه ورُبما يُدخله في حالة نفسية عصيبة تُحوّله إلى شخص مكسور ومُحطم في داخله ويتحول ذلك الحب المُهدى إلى نقطة انكسار بينهما يصعب جبرها وينتهي بقتل مفهوم الحب وخذلان صاحبه وحامله.

نستخلص من هذا الموضوع أن المشاعر وحدها لا تُبرر بأن يبقى الإنسان ذليلًا ومُهانا في قلب الغير، ولا يمكن كُبتها إذا استباحت المنظور والمفهوم ولكن إرادة الإنسان تبقى هي الرادع الحقيقي والوحيد لها، كما إنه لا خلاف في قبول شخص بغيرك وعدم قبوله بك، فلكلٍ دوافعه وميوله في ما يشده ويبتغيه في الغير حتى لو وجدت أن غيرك أقل منك في بعض مزاياك ولكنك لا تعلم المزايا التي يفوق بها غيرك عليك والتي تبدو مجهولة لديك، ولأن اختيارات البشر لا تجري كما هي في منظورك، لذا عليك القبول بها، فكم من ميزة تفرّد بها الغير وشدّت بها الكثيرين وأنت تفتقر لها، وكم من جانبٍ سيء ظهرتَ به وغيرك خلا منه، وكم من طبعٍ حميد تَطبّع به الغير وافتقرته في طباعك.

هكذا تجري أمور البشر فيما تراه ويعجبها وأخرى تنفر منه، فلا تُبدي في نفسك حسرات إن لم يقبل بك أحدٍ ابتغيته ومالت نفسك وجوارحك تجاهه وفضّل غيرك عليك، ولا تحسد الغير وتغبطه إن استحسنه البشر وفضله عليك وكلًا عند اختياره ومزاجه في ما يراه ويُناسبه، وتآلف الأرواح أحيان يبدو غريبًا وأحيان يفوق الاستيعاب والفهم وأحيان يبدو مخالفًا حتى في السائد والمعروف، فسبحان من جعل للأرواح تقارب من لا شيء كما أنه جعل للتآلف بين القلوب سِمات وغايات لا يعلمها سواه سبحانه.

مقالات مشابهة

  • مع اختلافات حالة الطقس.. إزاى تقلل فرص التهاب الحلق ونزلة البرد فى رمضان
  • النوم ومرض «ألزهايمر».. علاقة تثير القلق!
  • لمن تألف الروح؟
  • آلية تسعير جديدة لـالكهرباء المستمرة في كوردستان.. تدعم محدودي الدخل
  • حكم استخدام قطرة العين والأنف والأذن أثناء الصيام.. الإفتاء تجيب
  • طبيب ينصح بوضعية نوم طوّرتها وكالة ناسا
  • مضغ «مواد صلبة» ينشّط الدماغ
  • 5 نصائح لتخفيف آلام الظهر أثناء النوم بهذه الطريقة
  • وأذون .. عادة رمضانية تسترجع الذكريات القديمة بولاية صور
  • مضغ الخشب.. طريقة جديدة لتنشيط أداء الدماغ