الجزيرة:
2025-03-12@12:43:41 GMT

مفقودو سجن صيدنايا.. لوعة الأحبة ولغز ينتظر الحل

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

مفقودو سجن صيدنايا.. لوعة الأحبة ولغز ينتظر الحل

بعد سنوات من فظاعات السجن والتعذيب التي أزهق بها نظام بشار الأسد المخلوع حياة الآلاف، يظل مصير العديد من المفقودين في سجن صيدنايا بريف دمشق، لغزا مؤلما ينتظر حله، بينما تتصاعد نداءات ذويهم للبحث عن العدالة.

ويطالب أهالي مفقودي سجن صيدنايا السلطات الجديدة في سوريا بتحقيق العدالة والوصول إلى ذويهم.

ومنذ انطلاق الثورة الشعبية بسوريا في مارس/آذار 2011، ارتكب نظام الأسد البعثي جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

وتشير التقارير إلى ممارسة نظام الأسد شتى أنواع التعذيب التي أفضت إلى قتل الآلاف داخل مراكز الاعتقال.

ويعد سجن صيدنايا أحد أبرز مراكز التعذيب بسوريا في عهد نظام الأسد، حيث قُتل فيه عشرات الآلاف من المعتقلين.

غنى الكردي وياسمين الفاعوري، وهما من سكان دمشق، اثنتان بين آلاف الضحايا الذين لا يزالون يجهلون مصير أحبائهم المحتجزين في صيدنايا والذين لم يكشف عن مصيرهم بعد.

يطالب أهالي مفقودي سجن صيدنايا السلطات الجديدة في سوريا بتحقيق العدالة والوصول إلى ذويهم (الأناضول) سنوات الإهانة

قالت غنى الكردي إن أغلب من تعرضوا لانتهاكات على يد النظام احتجزوا في صيدنايا.

وأوضحت أن شقيقها اعتُقل في الخامس من مايو/أيار 2013، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاما، أثناء مروره بأحد شوارع العاصمة السورية دمشق.

إعلان

وذكرت الكردي أنها لم تتمكن من معرفة مكان احتجازه بعد القبض عليه، إلى أن اكتشفت لاحقا أنه محتجز في صيدنايا، حيث لم يسمح لهم بزيارته، ولم يحصلوا سوى على بطاقة هوية عمله دون أي مستندات أخرى.

وقالت "تقدمنا بطلبات زيارة لكنها قوبلت بالرفض. عشنا سنوات طويلة من الخداع والإهانة والألم. كانت هذه السنوات صعبة للغاية علينا، في ظل سعينا المحموم للحصول على أي معلومة تخبرنا النزر اليسير عن مصيره".

مولودون من جديد

أشارت الكردي إلى أن الأخبار التي وصلتهم بعد سقوط النظام عن شقيقها، تفيد بإخراج جثث من سجن صيدنايا، لكنهم لم يعرفوا أين تم نقل هذه الجثث أو هوياتها.

وأضافت "نريد أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص أحياء أم أمواتا. إذا كانوا أمواتا، نريد الحصول على أي أدلة تثبت ذلك".

ووجهت الكردي شكرها للثوار، وخاصة في إدلب، على جهودهم في تحرير سوريا، معربة عن امتنانها لكل من ساهم في إسقاط نظام الأسد.

كما تحدثت عن إنشاء موقع إلكتروني باسم "المولودون من جديد"، يهدف إلى تقديم الدعم للناجين من صيدنايا، مع التركيز على العمليات الجراحية وأنشطة الرعاية الصحية التي تتكفل بها وزارة الصحة تجاه أولئك الناجين.

أثر مفقود

من جانبها، أوضحت ياسمين الفاعوري أن زوجها أحمد الشبلي اعتُقل في 17 يناير/ كانون الثاني 2018، وأنها منذ ذلك الحين لم تستطع التواصل معه ومعرفة مصيره، مضيفة أن آخر ما عرفته عنه أنه كان محتجزا في صيدنايا.

وقالت الفاعوري "حاولنا بكل الطرق تتبع أثره، لكننا فشلنا بسبب الظروف المادية والخوف من العواقب".

وأشارت إلى أنها لم تحصل على أي معلومات عن مصير زوجها حتى بعد تحرير سجن صيدنايا وإطلاق سراح العديد من المعتقلين.

وختمت بقولها "نناشد جميع من يناضلون من أجل حرية سوريا بمساعدتنا. ونطلب من القائد أحمد الشرع أن يدعمنا في هذه القضية".

إعلان

وفي الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نظام الأسد فی صیدنایا

إقرأ أيضاً:

السوريون والبحث عن تعايش سلمي متكافئ

يحتكم الوضع السوري الراهن منذ سقوط نظام بشار الأسد، لثنائية متناقضة بين الحرية والاستبداد، وهذه الثنائية تتسم بالتناقض البنيوي الذي ينسحب على كل المستويات والأشكال؛ في نمط الحكم الجديد، وشكل الممارسة السياسية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، بمعنى أن كلا طرفي هذه الثنائية يشكل نقيضا للآخر في بلدٍ خرج للتو من عملية طحن تاريخي لكل ما يشير للسياسة والأمن والاقتصاد، ثم التفسخ الاجتماعي والطائفي الذي حاول نظام الأسد أن يبني أبده المديد في عقود حكم الأب والابن. ومع انهيار هذا الأبد أصبح الصراع الراهن فيما شهدته البلاد من تطورات مؤسفة خلال الأيام الماضية في مدن الساحل السوري، وقبلها في ضواحي العاصمة دمشق، يمثل نوعا معينا من الصراع تنفخ في ناره ورماده فلول النظام البائد، وبعض أيتامه من قوى وحركات ومليشيات، هُزمت مشاريعها مع سقوط الأسد، لتقدم بروفة حزينة "للثورة المضادة" لإسقاط منجز السوريين في الحرية والتحرر من الاستبداد.

اشتداد الصراع في أشكاله الطائفية، والانتقامية، يؤدي إلى معطى جديد وهو استخدام السلاح، واللجوء إلى عمليات الإعدام الميداني للمدنيين ولقوات الأمن للحكومة السورية الجديدة، في محاولة لتثبيت قاعدة الرعب المتوازن بين السلطة الجديدة وفلول النظام من جهة، وبين الشارع السوري من جهة ثانية في مكونه الطائفي، المنكشف في أحداث الساحل السوري قبل أيام، من يفهم هذه المعادلة هم من خبروا ألاعيب نظام الاستبداد السوري، والشعب السوري لطالما اشتكى ونبه وحذر من الوقوع في هذا الفخ المنصوب لهم منذ الأيام الأولى لثورتهم قبل 14 عام، والتي حاول نظام بشار الأسد الهارب التجييش لها دوما باسم الطائفية واستجلب لأجلها مليشيا عابرة للحدود والجغرافيا لتثبيت هذه المعادلةفي حين يقول واقع السوريين وخطاب السلطة وبياناتها الى خطاب ومناشدات سورية صرفة: أن دمار الخصم وفناءه يعني دمارا للذات في الوقت نفسه، وهذه سياسة انتهت بنظام الديكتاتور الأسدي للدمار.

من يفهم هذه المعادلة هم من خبروا ألاعيب نظام الاستبداد السوري، والشعب السوري لطالما اشتكى ونبه وحذر من الوقوع في هذا الفخ المنصوب لهم منذ الأيام الأولى لثورتهم قبل 14 عام، والذي حاول نظام بشار الأسد الهارب التجييش له دوما باسم الطائفية واستجلب لأجلها مليشيا عابرة للحدود والجغرافيا لتثبيت هذه المعادلة، ومع ذلك يجب أن نشير الى أمر مهم يتعلق بشكل التعايش الذي روج له النظام البائد عن "سوريا الأنحف والأنظف"، وما تبعها من تدمير وتطهير عرقي طال معظم مكونات المجتمع المدني السوري.

لا ينكر أحد حجم الإخفاقات التي ترافق انتصار السوريين على طاغيتهم، ولا يجب التنكر للأخطاء القاتلة التي تقع فيها السلطة الجديدة للقبول بفكرة التعايش، وهو خطأ يقتسمه معها من قبل الوضع الجديد مكرها، لا معترفا بواقع نهاية نظام الاستبداد وأنه على جهوزية تامة من القوة والليونة للتعامل مع السلطة الناشئة التي تفتقر أيضا لمنهجية واضحة في رسم خارطة اطمئنان شاملة للسوريين. فكل الخطاب والسياسة والبرامج المعدة منذ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وقت فرار الأسد، محاطة بضبابية كثيفة وبأن هناك فهما واستعمالا لا متكافئا لمفهوم دولة المواطنة والدستور والقانون التي يتطلع اليها السوريين على مختلف مشاربهم، غير أن عدم إنكار حجم التركة الثقيلة لنظام الاستبداد لا تعني مطلقا النظر لبعض المفاهيم الأساسية من منظور زئبقي وصعب التحديد في مسائل جوهرية تشير لشكل ومستقبل سوريا على أسس الدستور والمواطنة والحقوق وغيرها.

طبيعة المرحلة السورية الجديدة، بمركباتها المختلفة تتطلب تعايشا لا ينظر إليه من نظارات إنسانية محضة فقط، بل من شعار نضالي دفع ثمنه السوريون غاليا موالين ومعارضين، وما ينبغي تطبيقه بشكل متكافئ على جهتي المنتصرين للثورة وللحاضنة السورية الكبيرة، أنه لا مفر من التعايش المشترك للجميع كمواطنين تحت سقف الدستور والقانون والمحاسبة والمواطنة المعززة بالحرية
لذلك مما ريب فيه، أن طبيعة المرحلة السورية الجديدة، بمركباتها المختلفة تتطلب تعايشا لا ينظر إليه من نظارات إنسانية محضة فقط، بل من شعار نضالي دفع ثمنه السوريون غاليا موالين ومعارضين، وما ينبغي تطبيقه بشكل متكافئ على جهتي المنتصرين للثورة وللحاضنة السورية الكبيرة، أنه لا مفر من التعايش المشترك للجميع كمواطنين تحت سقف الدستور والقانون والمحاسبة والمواطنة المعززة بالحرية.

الاعتراف بأنك تعيش مواطنا في بلدك، في كنف دولة تخضع للشروط والقوانين التي تضعها لك، هو أمر حاسم لبناء وتوثيق العقد الاجتماعي في سوريا الجديدة، والتزام الدولة بنفس واجبات حماية مواطنيها الذين من الواجب تمتعهم بالمساواة والعدل، كمشترك عام لكل السوريين للتمتع بنعمة السلام والطمأنينة، ومن السخف القول من جديد عن دونية السوريين في معرفة حكم أنفسهم، وفي بناء دولتهم من دون طاغية وسفاح، والنفخ في متاريس طائفية استعمارية لحماية الذات.

فالهدف الأكبر بلغه الشعب السوري بالخلاص من الطاغية، ودخولهم لمجتمعهم الجديد يبدأ بخصامهم السليم والآمن لبنائه، والمحافظة عليه وعلى كل فرد فيه. وهو هدف ممكن أيضا، وإن أقدس الروابط لا تعفي مسؤولية الدولة عن هذه المهام، ولا تعفي أي فرد من أفراد المجتمع من تقييم أداء السلطة ونقدها وتصويبها، والتعايش السوري السلمي هو أقصر الطرق لبناء المواطنة والعدالة بسمات إنسانية وأخلاقية، بمقدورها حصار كل ثغرات الغدر بمنجزات السوريين وردمها، وتشكل حائط صد لكل جبهات الاستبداد والاحتلال التي تحاول العثور على منفذ منها لإعادة بسط القهر والذل.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • السوريون والبحث عن تعايش سلمي متكافئ
  • هل تتجه سوريا لتجريم إنكار جرائم الأسد؟
  • إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • سوريا: انتهاء العملية العسكرية ضد فلول نظام بشار الأسد في الساحل
  • إسرائيل تعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل في مستوطنات الجولان المحتل
  • إسرائيل تعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل بمستوطنات الجولان المحتل
  • كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
  • رامي مخلوف يحمّل أحد ضباط الأسد مسؤولية أحداث الساحل
  • سوريا .. ضبط قادة من فلول نظام الأسد بدير الزور