سورة الاستجابة.. سر تحقيق الدعوات وفتح الأبواب المغلقة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تُعد قراءة القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله عز وجل، حيث يبحث الآلاف عن الأوقات المباركة التي يمكنهم خلالها قراءة المصحف الشريف لتحقيق دعواتهم وفتح أبواب الخير والرزق، ومن أبرز السور التي اشتهرت بتحقيق الاستجابة للدعوات وإزالة الكرب هي سورة الأنبياء، والتي يُطلق عليها البعض "سورة الاستجابة"، نظرًا لما تحمله من معجزات وأسرار بين آياتها.
لماذا سميت سورة الأنبياء بسورة الاستجابة؟
تُعرف سورة الأنبياء بين الدعاة والشيوخ بأنها "هدية القرآن"، حيث ورد فيها لفظ "فاستجبنا له" أكثر من مرة، وهو ما لم يرد في أي سورة أخرى، وفي هذا الصدد يوضح الشيخ خالد الجمل، الخطيب بوزارة الأوقاف والداعية الإسلامي، أن هذه السورة تحمل ألفاظًا واضحة لأدعية الأنبياء، والذين لجأوا إلى الله عز وجل في أوقات حزنهم وكربهم، وجاءت استجابة الله لهم سريعًا، مما جعلها سورة مميزة يلجأ إليها المسلمون في أوقات الشدة.
مفاتيح الاستجابة في سورة الأنبياء
تشير سورة الأنبياء إلى أربعة مفاتيح لتحقيق الدعوات، كما أوضح الداعية الإسلامي محمد أبو بكر، وهي كالتالي:
1. مفتاح نوح للكرب العظيم: ورد في قوله تعالى: "ونوحًا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم".
2. مفتاح أيوب للمرض الشديد: في قوله تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين".
3. مفتاح يونس للغم والحزن: كما جاء في الآية: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين".
4. مفتاح زكريا للذرية والرجاء: ورد في قوله تعالى: "وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه".
أفضل الأوقات لقراءة سورة الأنبياء
أوضح الشيخ عبد الغني هندي، عضو الشئون الإسلامية، أن هناك أوقاتًا مباركة يُستحب فيها قراءة سورة الأنبياء لتحقيق الاستجابة السريعة للدعوات. ومن أبرز هذه الأوقات:
بعد صلاة الفجر.
في الثلث الأخير من الليل.
الفترة ما بين الظهر والعصر.
أهمية سورة الأنبياء للمسلمين
أكد الداعية الإسلامي محمد أبو بكر أن سورة الأنبياء ليست مخصصة فقط للأنبياء، بل إن معانيها واستجاباتها تشمل كل من يقرأها ويدعو الله بإيمان وخشوع.
فكما ورد في السورة: "رحمة من عندنا وذكرى للعابدين"، و*"إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين"*.
إن قراءة سورة الأنبياء والتمعن في معانيها وأدعية الأنبياء الواردة فيها تعد سبيلًا لفتح أبواب الرحمة والاستجابة، وهي دعوة لكل مسلم يبحث عن تحقيق أمنياته وتقريب المسافات بينه وبين الله عز وجل.
أفضل سورة في القرآن لاستجابة الدعاء
وأشار إلى سورة «يس» من أفضل سور القرآن الكريم التي يستجاب بها الدعاء وتفرج بها الهموم والتي تتحقق بها الآمال، متابعا: «أقسم بالله أنا شخصيا ما حدث لي مكروه ولا كرب، فقمت لله في جوف الليل وقرأت يس إلا فرج الله همي في أسرع ما أتوقع».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة يس الداعية محمد أبو بكر سورة الأنبياء سورة الاستجابة المزيد سورة الأنبیاء ورد فی
إقرأ أيضاً:
الصائم والكلام الطيب
في رمضان يكون اللسان أولى بالحفظ، لأنه قد يذهب بثواب الصيام، فلا يجني الصائم إلا الجوع والعطش، وعلى كل مسلم أن يدرك أهمية الكلمة وأثرها في علاقة المسلم مع الله عز وجل، وعلى الصائمين والصائمات المحافظة على سلامة الصيام من الغيبة والنميمة، وغيرهما من زلات اللسان، على المسلم الصائم أن ينتقي أطايب الكلام.
يقول الله جل جلاله: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «سورة النور: الآية 24». وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مخاطر عدم حفظ اللسان، وجاء في الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»، (متفق عليه).
ويجب على الصائم أن يستشعر في رمضان أنه مراقب من الله عز وجل، فلا يتكلم إلا بخير، ويحفظ لسانه عن الخوض في الباطل، قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، «سورة ق: الآية 18».
وفي الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»، (سنن الترمذي: الآية 2407).
وقد يمتد اللسان إلى توجيه الاتهام والطعن في الآخرين، وهو من قبيل البهتان المنهي عنه، قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)، «سورة الأحزاب: الآية 58».
ولقد حذرنا سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من مخاطر اللسان إذا انفلت من رقابة صاحبه، وسأل معاذ -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»، (سنن الترمذي، 2616).
وعن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر»، (المعجم الكبير للطبراني، 13413).
فلنحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، والتكلم في ما لا يعنينا، والنكن معرضين عن اللغو، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، «سورة المؤمنون: الآية 3».
احفظ لسانك
إن حفظ اللسان من الخوض في أحوال الناس وأعراضهم
والبعد عن الغيبة والنميمة، وعن الفحش في القول، هو من التقوى، وشرع الله
تعالى الصيام ليكتسب المؤمن صفة التقوى، ويرقى بها.، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، (صحيح البخاري، 1903).
ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سوء الخلق، وأمر بالصبر على المسيئين، وحث الصائم على تذكير نفسه بأنه صائم، وأن أي فعل من سباب أو فحش قد يفوت عليه ثمار صيامه، ففي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».