الجزيرة:
2025-05-01@20:07:26 GMT

حرائق كاليفورنيا.. لماذا تصبح أشرس عاما بعد عام؟

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

حرائق كاليفورنيا.. لماذا تصبح أشرس عاما بعد عام؟

تسببت حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية في مقتل 5 أشخاص على الأقل حتى صباح اليوم الخميس، واتخذت السلطات قرارا بإخلاء مناطق عدة، حيث تشعبت النيران بسبب الرياح إلى مساحات مترامية، الأمر الذي أدى إلى وصولها لأكثر من مليون مبنى، وقطع الكهرباء عن مناطق واسعة في الولاية.

على أساس سنوي تقريبا، تواجه مجموعة من المناطق حول العالم حرائق غابات، ولذلك أسباب عدة، منها أن يضرب البرق الأشجار الجافة أو الأرض، أو احتكاك أغصان الأشجار ببعضها أو الصخور، مما قد يولد شرارات تؤدي إلى نشوب الحريق، ومنها كذلك أسباب بشرية تتعلق عادة بالإهمال أو الحوادث الصناعية أو أعطال خطوط الكهرباء.

لكن انتشار تلك الحرائق يتعلق بالأساس بطبيعة الرياح في المنطقة، والأهم من ذلك مدى جفاف الأشجار، لأنه مع الجفاف تصبح الأوراق أكثر قابلية للاحتراق.

مع الجفاف تصبح الأوراق أكثر قابلية للاحتراق، هذا العامل مهم، لأننا نعرف أن الجفاف بات يزداد عاما بعد آخر (الفرنسية) في طريقها للزيادة

في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، توصل فريق بحثي بقيادة علماء من مختبر أرغون الوطني في الولايات المتحدة إلى أن معدلات وشدة وطول حرائق الغابات سترتفع مع الزمن، وللتوصل لتلك النتائج، التي نشرت في دورية "إيرسز فيوتشر"، استخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية الصادرة  من عام 1984 وحتى عام 2019 لدراسة 13 ألف حريق غابات سابق في قارة أميركا الشمالية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية.

ومن خلال دمج مؤشرات مخاطر الحرائق مع التوقعات المناخية المستقبلية، وجدت الدراسة أن خطر حرائق الغابات الشديدة سيزداد بمعدل 10 أيام إضافية كل سنة، وفي بعض المناطق مثل السهول الكبرى الجنوبية في الولايات المتحدة الأميركية، سيرتفع معدل الحرائق ليصبح أكثر من 40 يوما إضافيا كل سنة، معظمها سيكون في أشهر الربيع والصيف.

وإلى جانب ذلك، فإن بعض حرائق الغابات قد تمتد إلى أشهر الشتاء، حسب الدراسة، وبشكل خاص مع انخفاض معدلات الأمطار عن قبل؛ الأمر الذي يزيد من جفاف النباتات، وبالتبعية يسهل اشتعال الحرائق وانتشارها بها.

إعلان

ولا يؤثر التغير المناخي على حرائق الغابات بسبب نقص الأمطار فحسب، بل تتسبب الموجات الحارة في تجفيف النبات لدرجة قصوى، مما يسهل اشتعاله، وهو ما يطيل أمد الحرائق وشدتها وانتشارها.

الموجات الحارة تتسبب في تجفيف النبات لدرجة قصوى (رويترز) طقس الحرائق

وتتعلق مشكلة أخرى في هذا السياق بطبيعة موسم الحرائق نفسه، الذي عادة ما يبدأ بمنطقة ما ثم ينتقل لأخرى، لكن مع التغير المناخي بات ممكنا أن تنشأ الحرائق بمعدلات أكبر في مناطق متفرقة وفي الوقت نفسه، وهو ما يضع أحمالا ثقيلة على موارد أي دولة ويمنعها من التصرف بفاعلية خلال موسم الحرائق.

ويتأكد ذلك بعدة دراسات أخرى، فمثلا في عام 2020 قام فريق دولي من العلماء بعمل مراجعة بحثية لـ57 دراسة سابقة في هذا النطاق، وأظهرت جميعها روابط بين تغير المناخ وزيادة تواتر وشدة طقس الحرائق، الذي يعرّف بأنه الظروف الملائمة لنشوب حرائق غابات، مثل درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض الرطوبة وانخفاض هطول الأمطار والرياح العاتية.

وأشارت المراجعة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية وموجات الحر المتكررة وموجات الجفاف ستؤدي إلى زيادة احتمال نشوب حرائق الغابات من خلال تعزيز طقس الحرائق.

وأظهرت بيانات الرصد في هذه الدراسة أن مواسم طقس الحرائق قد امتدت عبر ما يقرب من 25% من سطح الأرض النباتي، مما أدى إلى زيادة بنحو 20% في المتوسط العالمي لطول موسم طقس الحرائق.

مواسم طقس الحرائق قد امتدت عبر ما يقرب من 25% من سطح الأرض النباتي (رويترز) أثر الجفاف

ومع الجفاف تخزن النباتات كمية أقل من الماء، وتنمو ببطء وتطلق كمّا أقل من بخار الماء إلى الجو، يؤدي ذلك إلى مزيد من تساقط الأوراق الجافة الخاصة بها، وموت الشجرة نفسها سريعا، وهو ما يوفر بيئة مناسبة لانتشار الحرائق، خاصة أن الحرائق تنتشر بصورة أكبر في غياب بخار الماء الموجود في الجو المحيط بها، الذي يعمل في الأساس على إخمادها إن بدأت.

إعلان

وطبقا لورقة بحثية صدرت قبل عدة أعوام بالدورية الواسعة الشهرة "نيتشر"، فإن حرائق الغابات المطيرة في الأمازون -على سبيل المثال- ليست حدثا طبيعيا ولكنها اتحاد بين عنصرين، الأول هو الجفاف الشديد، الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب التغير المناخي، والثاني هو الأنشطة البشرية التي تؤثر بالسلب على طبيعة تلك الغابات.

ولو تأملنا حرائق غابات كاليفورنيا، لوجدنا أنه منذ ثمانينيات القرن الفائت اتجه حجم وشدة الحرائق التي تجتاح الولاية الأميركية إلى الأعلى بلا توقف، فأكثر من 15 من أكبر 20 حريقا في تاريخ كاليفورنيا حدثت منذ عام 2000.

ومنذ سبعينيات القرن العشرين ازدادت مساحة المنطقة المحروقة في الولاية 5 أضعاف، في مقابل ذلك ارتفعت متوسطات درجة الحرارة في الولاية نفسها خلال الفترة نفسها.

ويتوقع العلماء أنه مع تصاعد أزمة المناخ، فإن المرجح هو أن تزداد شدة هذه الحرائق وطول مدتها وترددها، وتتغير مواعيدها لتصل إلى عمق الشتاء في بعض الأحيان، وفي حين أن ذلك بات معروفا للعلماء منذ عقود، إلا أن الجهود السياسية لاحتواء أزمة المناخ لا تزال بطيئة جدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حرائق الغابات

إقرأ أيضاً:

حرائق اسرئيل واستجداء تل أبيب العون الخارجي (تقرير)

عمقت حرائق مستمرة في إسرائيل، منذ صباح الأربعاء، من خلافات سياسية داخلية، واستدعت طلب مساعدات دولية لإخمادها.

الحرائق اندلعت في أحراج بين تل أبيب والقدس (وسط)، ولا تزال مشتعلة في 9 بؤر، وتسببت في إخلاء 10 بلدات ومستوطنات.

وانتشرت الحرائق جراء ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في المنطقة الحرجية، وتوقعت هيئة الأرصاد الإسرائيلية استمرار انتشار النيران خلال الساعات القادمة بسبب الرياح.

وحسب تقديرات أولية لـ"الصندوق القومي اليهودي"، التهمت النيران حتى الساعة 19:00 (ت.غ) 11 ألفا و700 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

والصندوق القومي اليهودي؛ منظمة غير ربحية، تنشط في جمع الأموال من اليهود في أنحاء العالم، بغرض وضع اليد على أملاك الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة.

وأتت الحرائق على أجزاء من "غابة إشتاؤول" ومنتزه كندا (حديقة وطنية) الذي احترق بالكامل، و"منتزه عانافا" ومنطقة "ديريخ بورما" و"غابة شوريش" (11 كلم غرب القدس)، حسب الصحيفة.

وخلال الساعات الأخيرة، أسقطت طائرتان من طراز "سوبر هركوليس" (شمشون) 25 شحنة من مواد مُثبطة للّهب، ضمن جهود إخماد الحرائق.

وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن طائرة إضافية ستقوم خلال الساعات القادمة بإسقاط شحنات إضافية، وفق "يديعوت أحرونوت".

ولا تزال الحرائق نشطة في 9 بؤر بين القدس وتل أبيب، وفق إدارة الإطفاء والإنقاذ، بينها: بيت مئير، وشورش، وشعار هاجاي، نافيه إيلان، ومسيلات تسيون، ونافيه شالوم، ومنتزه كندا، وعانافا.

وخلال ساعات ليل الأربعاء/الخميس، يعمل في منطقة الحرائق 163 طاقم إطفاء و21 مركبة رباعية الدفع وطائرة "شمشون"، ومع بزوغ فجر الخميس، ستنطلق 12 طائرة إطفاء في الجو.

** إصابات جراء الحرائق

أصيب نحو 20 إسرائيليا جراء الحرائق واستنشاق الدخان، كما أصيب 12 من عناصر الإطفاء من بينهم مفوض (قائد) الإطفاء إيال كاسبي.

وأصيب كاسبي، عندما وصل إلى الطريق رقم 1 بين القدس وتل أبيب مع فرق الإطفاء والإنقاذ، في محاولة للبحث عن عالقين في سيارات تركها أصحابها وفروا على الطريق.

وأثناء عملية الإخلاء اشتعلت النيران في قميص مفوض الإطفاء، ما أدى إلى إصابته بحروق طفيفة، وفق "يديعوت أحرونوت".

** حرائق متعمدة؟

وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، أصدر تعليمات لقوات كبيرة من الشرطة ونحو 14 ألف عنصر من فرق الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بالخروج في دوريات، بعد تقييمه أن الحرائق جرى إشعالها بشكل متعمد.

وأضافت: "في حال اقتربت النيران من المستشفى، سيتم نقل المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى الطوابق المحصنة ضد الحريق، أما باقي المرضى فسيُنقلون إلى خارج المستشفى وفق خطة طوارئ معدّة مسبقا".

** الحرائق الأكبر

ووفق قائد منطقة القدس في هيئة الإطفاء والإنقاذ شموئيل فريدمان، فإن الحرائق الحالية قد تكون الأكبر التي تشهدها إسرائيل على الإطلاق.

وقال فرديمان، في تصريحات من غرفة قيادة مكافحة الحرائق قرب مدينة بيت شيمش: "نواجه ربما أكبر حريق شهدته البلاد".

وتابع: "ليس لدينا فكرة عن سبب الحريق، ولا ننشغل بذلك. وأثناء الحريق كانت هناك حرائق أخرى في نقاط مختلفة".

ومضى بقوله: "النيران غيرت اتجاهها واتجهت نحو الشرق. هي الآن أكثر هدوءا، لكنها من المتوقع أن تشتد قريبا مع رياح تصل سرعتها إلى 90-100 كلم/ساعة".

** مساعدات دولية

وضمن مساعدات دولية مرتقبة، أعلنت فرنسا أنها سترسل طائرة إطفاء إلى إسرائيل، للمساهمة في إخماد الحرائق بجبال القدس.

كما سترسل إسبانيا ورومانيا وكرواتيا وإيطاليا طائرات هليكوبتر ومساعدات إضافية، وفق بيان للخارجية الإسرائيلية.

وناشد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عددا من الدول الأوروبية وغيرها تقديم المساعدة في مكافحة الحرائق.

وحسب القناة "12" العبرية (خاصة) توجه ساعر، بمناشدته إلى بريطانيا وفرنسا والتشيك والسويد والأرجنتين وإسبانيا ومقدونيا الشمالية وأذربيجان.

فيما قالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، إنه لن تصل طائرات إطفاء من اليونان حاليا، لأنها تستعد لاندلاع حرائق.

وأصدرت ريغيف، توجيهاتها بالتأهب لتشغيل القطارات بمحركات الديزل، بدلا من الكهرباء، بسبب الخشية من أن تطول الحرائق شبكة الكهرباء، وفق إذاعة الجيش.

** اتهامات وخلافات داخلية

وكشفت الحرائق عن خلافات بين الجيش الإسرائيلي والشرطة، تحت قيادة بن غفير.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن سلاح الجو اتهم بن غفير، بتقديم رواية كاذبة فيما يتعلق بتنسيق استخدام طائرات "شمشون" في جهود الإطفاء.

وأشارت إلى أن هناك حالة من الغضب في سلاح الجو بعد تصريحات بن غفير، التي قال فيها إنه وجه بتفعيل طائرات "شمسون" لإخماد الحرائق.

واتهم سلاح الجو، بن غفير ومفوضية الإطفاء، بالإهمال وعدم الرغبة بتشغيل الطائرات التابعة له في الساعات الأولى من اندلاع الحريق، وذلك لـ"توفير المال".

وقال مسؤول في سلاح الجو لمعاريف: "لدينا نظام للتنبؤات الجوية العسكرية، وأدركنا أن الطقس سيكون صعبًا وغير مستقر في الأيام القادمة، ما سيؤدي إلى حرائق ضخمة".

وأضاف: "بناء على هذه التوقعات، تواصلنا مع إدارة الإطفاء وطرحنا عليهم إمكانية تفعيل طائرات شمشون للمساعدة في إخماد الحرائق، لكنهم رفضوا".

وكان بن غفير أعلن أنه بناء على توجيهاته بدأت طائرة "شمشون" المشاركة في جهود الإطفاء.

من جانبه، اتهم المدير العام السابق لوزارة الأمن القومي الإسرائيلية تومر لوتان، بن غفير، بالمساس بجاهزية قوات الإطفاء، ما أثر على التعامل مع الحريق الضخم في جبال القدس.

وقال لوتان لصحيفة "هآرتس" إن مجلس الأمن القومي أوصى في عام 2022 بشراء طائرات هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" للشرطة، من أجل استخدامها في أغراض بينها إخماد الحرائق.

وتابع: "ادعى بن عفير آنذاك أن مفوض الشرطة (في حينه) كوبي شيتاي، سيخصص الطائرات المروحية لتنقلاته، وذلك ضمن مواجهات هزلية وطفولية بينهما".

** اتهام لليسار

بينما ألمح يائير، نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى احتمال تورط اليسار الإسرائيلي في إشعال الحرائق لإجهاض الاحتفالات بما يسمى "يوم الاستقلال".

وعبر منصة "إكس"، قال يائير، المقيم في الولايات المتحدة: "هنالك أمرٌ مثير للشبهات، اليسار كان يعمل بقوة خلال الأسابيع الماضية لإلغاء احتفالات عيد الاستقلال".

وأضاف: "أتمنى أن يكون إشعال الحرائق تم على أيدي عرب فقط، وليس بالتعاون مع أشخاص من شعبنا"، وفق تعبيراته.

وتتصاعد خلافات بين نتنياهو والمعارضة، ولاسيما اليسارية منها، خاصة بسبب مخاطرته بحياة الأسرى الإسرائيليين، عبر الإصرار على استمرار الإبادة في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مقالات مشابهة

  • امرأة بريطانية تبلغ من العمر 115 عاماً تصبح أكبر معمرة في العالم
  • حرائق إسرائيل تشعل الجبهة الداخلية بين المعارضة والحكومة
  • اعتقال 18 شخصا على صلة بـحرائق إسرائيل.. ودول أوروبية تساعد
  • حرائق اسرئيل واستجداء تل أبيب العون الخارجي (تقرير)
  • 26 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • كيف علق مغردون عرب على حرائق إسرائيل؟
  • استمرار حرائق الغابات في إسرائيل.. وإخلاء أكثر من 9 مستوطنات
  • نيران “قوات صنعاء” تضاف لنيران حرائق الغابات في “يافا المحتلة”
  • إسرائيل تُجلي سكاناً وتغلق طرقًا بعد اندلاع حرائق قرب القدس
  • حرائق في جنوب أفريقيا تجبر 200 أسرة على الإخلاء