توصلت دراسة حديثة إلى أن إصابتك بالإنفلونزا -التي تصيب البشر- قد تمنحك مناعة تدافع عنك ضد إنفلونزا الطيور في حال أصبت بها.

وأجرى الدراسة باحثون من مركز ابتكار اللقاحات، معهد "لا غولا" لعلم المناعة، في الولايات المتحدة، ونشرت في مجلة (إم بيو mBio) في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكتب عنها موقع نيوزويك.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك 4 أنواع من فيروسات الإنفلونزا، وهي الأنواع إيه (A) وبي (B) وسي (C) ودي (D). تنتشر فيروسات الإنفلونزا إيه وبي وتسبب أوبئة موسمية للمرض بين البشر. توجد فيروسات الإنفلونزا إيه في العديد من الحيوانات، وقد يؤدي ظهور فيروس الإنفلونزا إيه، مع القدرة على إصابة البشر واستمرار انتقاله من إنسان إلى آخر، إلى حدوث جائحة إنفلونزا.

يتم تصنيف فيروسات الإنفلونزا من النوع إيه إلى أنواع فرعية وفقا لمجموعات البروتينات الموجودة على سطح الفيروس. عندما تصيب فيروسات الإنفلونزا الحيوانية الأنواع المضيفة لها، تسمى وفقا للمضيف، مثل فيروسات إنفلونزا الطيور التي تصيب الطيور، وفيروسات إنفلونزا الخنازير التي تصيب الخنازير، وتختلف فيروسات الإنفلونزا الحيوانية هذه عن فيروسات الإنفلونزا البشرية ولا تنتقل بسهولة إلى البشر أو بينهم.

فيروس إنفلونزا الطيور

يعد فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة من النوع الفرعي إتش 5 إن 1 (H5N1) من بين الفيروسات الأكثر إثارة للقلق.

اكتسب فيروس إنفلونزا الطيور إتش 5 إن 1 الاهتمام لأول مرة في عام 1997 أثناء تفشيه في هونغ كونغ، ومنذ ذلك الحين تسبب في انتشار دوري في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وهناك أشكال أخرى من إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة، بما في ذلك H5N6  وH5N8 وH7N9 وH7N7.

إعلان

وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ثبتت إصابة 66 شخصا في جميع أنحاء الولايات المتحدة بفيروس إتش 5 إن 1 منذ بداية عام 2024. ولا توجد حاليا أي حالات معروفة لانتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، حيث تنبع جميع الحالات من التعرض لحيوانات مصابة.

خلايا جاهزة للدفاع

وكشفت الدراسة الجديدة أن الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا أو تلقوا لقاح الإنفلونزا في الماضي قد يكون لديهم خلايا جاهزة -الخلايا التائية- للدفاع عن الجسم في حالة الإصابة بإنفلونزا الطيور.

كتب الباحثون في الورقة البحثية: "نتوقع وجود درجة من المناعة المسبقة لدى عامة السكان من البشر يمكنها أن تخفف من شدة عدوى إتش 5 إن 1 البشرية".

في الورقة البحثية، قارن الباحثون التسلسلات الجينية لفيروسات إتش 5 إن 1 بتلك الخاصة بفيروسات الإنفلونزا الموسمية، ووجدوا أن هناك أوجه تشابه مع أجزاء معينة من جينوم الإنفلونزا الموسمية.

تلعب الخلايا التائية المناعية، أو الخلايا الليمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، دورا محوريا في الجهاز المناعي التكيفي، حيث تساعد في تحديد مسببات الأمراض والقضاء عليها. وتتذكر خلايا الذاكرة التائية بشكل خاص الإصابات السابقة، مما يسمح للجهاز المناعي بالاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية عند التعرض مرة أخرى لنفس مسببات الأمراض. وهذا هو السبب في أننا أقل عرضة لمسببات الأمراض بعد أن نكون قد أصبنا بالفعل بالعدوى، أو تلقينا لقاحا.

وقالت ألبا غريفوني، الأستاذة المساعدة في معهد "لا غولا" لعلم المناعة، في بيان وفقا لمجلة نيوزويك: "يمكننا التنبؤ بأن الخلايا التائية لدينا -في أغلب الحالات- لديها استجابات ويمكنها توفير مناعة مسبقة ضد فيروس إتش 5 إن 1 وهذا خبر جيد".

ويقول الباحثون إن هذه الخلايا التائية المتفاعلة يمكن أن تساعدنا في مكافحة فيروس إتش 5 إن 1 في حالة تطوره لينتشر بين البشر.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فیروسات الإنفلونزا إنفلونزا الطیور الخلایا التائیة إتش 5 إن 1

إقرأ أيضاً:

مخاوف من ظهور «فيروس مميت» في «نيفادا» الأمريكية.. أكثر فتكا بالبشر

ناقوس الخطر يدق من جديد في أمريكا، خاصة بعد اكتشاف نوع جديد من إنفلونزا الطيور في ولاية «نيفادا» ووصفه الأطباء بأنه ظهور فيروس جديد خارق «مثير للقلق للغاية»، مما أثار المخاوف من تكرار إنفلونزا الخنازير، التي تفشت بقوة عام 2009.

سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور تنتقل إلى الأبقار

سلالة ثانية أكثر فتكًا انتقلت من الطيور إلى بعض الحيوانات وخاصة الأبقار، ووفق دراسة أجريت في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن، أن الأبقار التي كانت مصابة من قبل وسجلت إصابتها مرة أخرى بالفيروس الجديد تظهر أن الفيروسات قد تندمج لتشكل مسببًا جديدًا أكثر عدوى أو فتكًا بالبشر، وهو فيروس «D1.1».

يعد هذا التطور مثيرا للقلق وقد يكون مرتبطًا بمرض أكثر خطورة لدى البشر، وفق الدكتورة كروتيكا كوبالي، أخصائية الأمراض المعدية، والمشرفة على الدراسة، موضحة أن هذا الحدث يعتبر شائعًا بين إنفلونزا الطيور وهو ما أدى إلى وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وفق ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

سلالة أكثر شدة وعدوى للإنسان

السلالة الجديدة من الفيروسات، مختلفة عن سلالة B3.13 التي أصابت أكثر من 900 قطيع ماشية في 16 ولاية أمريكية من قبل، لم يكن سلالة D1.1 موجودة إلا في الطيور البرية والدواجن، وقد ارتبط D1.1 أيضًا بعدوى أكثر شدة لدى البشر، وانتقالها إلى الأبقار أثار المخاوف من جديد من تهديد الحياة.

«هذا ليس ما أراد أحد رؤيته.. نحن بحاجة الآن إلى النظر في إمكانية أن تكون الأبقار أكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات على نطاق أوسع مما كنا نعتقد في البداية» حسب الدكتورة لويز مونكلا، وهي عالمة أحياء تطورية تدرس فيروس H5N1 في جامعة بنسلفانيا، خلال حديثها مع صحيفة «نيويورك تايمز».

مقالات مشابهة

  • بعد كورونا.. فيروس جديد يهدد البشرية| القصة الكاملة
  • تسجيل إصابات جديدة بإنفلونزا الطيور يثير القلق!
  • نيويورك تغلق أسواق الدواجن بعد رصد 7 حالات إصابة بإنفلونزا الطيور
  • مخاوف من ظهور «فيروس مميت» في «نيفادا» الأمريكية.. أكثر فتكا بالبشر
  • تفشي فيروس نوروفيروس في بريطانيا.. حالات الإصابة تصل إلى مستوى قياسي
  • نسخة جديدة من انفلونزا الطيور تصيب الأبقار في أمريكا
  • هجين فيروسات.. سلالة جديدة لإنفلونزا الطيور تثير قلقا بأمريكا وتحرك لتجنب الجائحة
  • نسبة النجاة منه ضئيلة.. اكتشاف فيروس غامض يثير القلق
  • رصد سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور في الأبقار
  • رصد سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور.. في الأبقار