الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
لقد غيب الفلول عقول الكثير من السودانيين واوهموهم بأن هذه الحرب هي بين الدعم السريع، او كما يحلو لهم بين مليشيا متمردة وبين الجيش السوداني، وهذا كلام مجافي للحقيقة تماماً لأن الحقيقة تقول انه وحتى شهور قليلة سبقت هذه الحرب كان الإثنين حتة واحدة - اذا جاز لي استخدام هذا التعبير المصري- (ما خلاص اصبحنا مستلبين ثقافياً اوي اوي)، كيف لا وان قائد الإنقلاب السيد البرهان كان يأخذ معه حميدتي للوحدات العسكرية (المدرعات مثلا) ويباهي به بين الجيوش بأنه واخوه حميدتي على قلب رجل واحد والدليل انه جاء معه لتأكيد هذه الحقيقة وعلى الذين يروجون ويطلقون الشائعات بخصوص إختلافهما ان يكفوا عن ذلك.
واذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع تمرد على الجيش، فهذا لا يعدو كونه تمرد فصيل أو وحدة من وحدات الجيش على الجيش المزعوم. يعنى تمرد فصيل/وحدة على هيئة أو وزارة واحدة من هيئآت او وزارات الدولة. لكن في المقابل تعالوا نفكك انقلاب الطرف الثاني واعني به انقلاب قائد الجيش السيد البرهان، فهل هو انقلاب فصيل في الجيش على فصيل كما هو انقلاب الدعم السريع، ام انه انقلاب على الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها وتقويضا كاملا للنظام الديمقراطي الذي اتت به ثورة ديسمبر ومهره الشباب أو بالأحرى معظم ابناء الشعب السوداني بدمائهم الطاهرة الزكية؟ بكل اسف ان الحقيقية المرة تقول ان انقلاب البرهان ابشع من انقلاب حميدتي، لأنه انقلاب على الوضع الدستوري برمته لأنه تسبب في شل الدولة برمتها وتشريد عشرات الملايين في مختلف بقاع الأرض ومثلهم الملايين من الجوعى والمرضى والمحرومين من التعليم وفاقدي الأمن، فهذه هي الحقيقة التي كالشمس التي لا تحجب بغربال. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يعملها الجيش منذ تأسيسه حيث ظل هذا الجيش الجهة الوحيدة والرئيسية المتسببة في معاناة ومأساة جميع اطياف الشعب السوداني منذ 1955م، وكلكم تعرفون ادق تفاصيل جميع انقلابات هذا الجيش التي زاق من خلالها الشعب السودان الويل والسبور وعظائم الأمور، وما مآسي دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، ومجازر بورتسودان وكجبار والمناصير وفصل الجنوب الحبيب الا قليل من كثير من فظاعات الجيش. لذلك نحن كشعب سوداني يجب ان نثبت هذه الحقيقة ونسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بأن الجيش هو المتمرد الأوحد على الدولة بلا منازع، منذ فجر الإستقلال (الإستغلال). ونتيجة لتصرفات هذا الجيش المشينة في مخلتلف الحقب، شلت حركة السودان واستبيحت اطرافه وضعفت قواه فأصبح فريسة تتناوشها الدول، خاصة تلك الدولة التي طبخ عندها هذا الإنقلاب والتي لا يزال الطباخين الأساسيين لهذا الإنقلاب يقيمون فيها وتحت رعايتها الكاملة وحراستها المشددة ،وهي التي تقصف المواطنين الأبرياء بالطائرات الحديثة وتدمر البنى التحتية من طرق وكباري ومصانع وجامعات ومدارس وسدود والخزانات وبخطوات مدروسة بدقة شديدة.
ولهذا كله ارجو من الشعب السوداني ان يصحى من التخدير الذي ظل يمارسه معه الفلول وعديمي الوطنية والأخلاق والنرجسيين من الكيزان وجيشهم المؤدلج، الذين لا يعرفوا ولا يعترفون بشىء سوى مصالحهم الشخصية ونظراتهم الضيقة، وانانيتهم الفجة، حتى ولو ادى سلوكهم هذا لفناء كل الشعب السودان واستمرار استعمار السودان من قبل احد طرفي دولتي الحكم الثنائي التي لم ترفع يدها عن السودان ابدا منذ ان غادر القطب الرئيسي، بريطانيا، السودان.
ونعود الى عنوان المقال لنؤكد لكم بأن الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش ليست كما يفهمها المغيبين. فحمالة الحطب ظلت منذ ان رحل الإنجليز من السودان، وهي تسعر في هذه الحرب وتشعل فيها الحروب والإختلافات، بأشكال عدة، ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن، تخمد تلك المؤامرات، حتى جاءت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة والتي تسمى بالكيزان، والتي انتشرت في الوطن، كالنبات الطفيلي الذي ينتشر في مجرى النيل ليغلق القنوات ويحتسي نصيب الزراعة من الماء. هذه النبتة الشيطانية، الكيزان، هم اعداء الله والوطن والمواطن الحقيقيين. ولمعرفة حمالة الحطب بخبثهم وحماقتهم وانانيتهم وانعدام وطنيتهم، زرعت لهم الطعم بعمل مخابراتي محكم (وهو فيلم اغتيال الرئيس حسني مبارك) وبعد ان بلع الأغبياء الطعم وفشلوا في تحقيق هدفهم، اصبحوا يتلاومون فيما بينهم حتى كشفوا الفاعلين الحقيقين، وهذا ما تود حمالة الحطب الوصول اليه، وقد تحقق لها ذلك، فمسكت عليهم ذلة وعلى اثرها تم احتلال بعض الأراضي الثمينة. ومنذ ذلك اليوم ظلت حمالة الحطب توجه بوصلة هؤلاء الأغبياء الجهلاء الى ان ادخلوهم في هذه الحرب اللعينة وظلت هي تتحكم في غرفة عمليات هذه الحرب، ولم تكتفي بذلك، بل واحتلت حمالة الحطب أكثر من 50 كيلومتر من الأراضي السودانية في الشمال بعد قيام هذه الحرب، وهذا ما نبهنا له في كتاباتنا المختلفة منذ بداية هذه الحرب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الآن معظمنا يتجاهل كل هذه المخاطر والمؤامرات الواضحت التي تحاك لتفتيت بلادنا وتشريد شعبنا، وننغمس في قضاية انصرافية، مثل من اطلق الرصاصة الأولى، وعن تكوين دولة البحر والنهر، وقوانين الوجوه الغريبة، وتغيير العملة، والإمتحانات الجزئية، والكثير من الكلام الفارغ الذي يصرفنا عن الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل سوداني، حتى نصطف جميعا ونضع ايدينا على الداء الحقيقي وننبذ الفرقة والجهوية والعنصرية والقبلية و نتوحد على قلب رجل واحد، حتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من الوجود، ومن ثم نتفرغ لإخراج هذا الوطن من هذه الورطة التي ادخلنا فيها الفلول المتحكم عليهم من قبل حمالة الحطب.
وبالمناسبة الأمر اكبر من هذا بكثير، فحمالة الحطب ما هي الا اداة تنفذ من خلالها اجندات عالمية كبرى، تسعى الى تهجير السودانيين من ارضهم التى تخبىء الكثير من الكنوز من تحتها ومن فوقها. ولمعلوميتكم فإن الكثير من دول العالم ترى بأننا شعب ساذج احمق سفيه ولا يستحق هذه الكنوز، فأوعزوا لحمالة الحطب لتنفيذ مخططاتهم الشريرة نيابة عنهم وهم يشاهدون مأساتنا بتلذذ وشهوانية ويغضون الطرف عن المآسي المدلهمة التي تحيط بنا من كل صوب وكذلك يتغاضون عن حمم الطائرات التي تقتل شعبنا بسادية مفرطة حتى يهجروا الشعب ويوزعونه في دول الجوار، لتخلو لهم الأرض فيبيضوا ويصفروا ويسرقوا منها كل ما هو ثمين. وأول هذه الدول أمريكا ذات نفسها التي تدعي بأنها تسعى لحل مشكلتنا ونحن بسذاجة نصدقها. هل تصدقوا حتى هذه اللحظة ومن خلال جولات أمريكا المكوكية العديدة، لم تتحدث ابداً عن ايقاف الحرب، بل في كل جولاتهم كانوا ولا يزالوا يسعون الى فتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكبر دليل على ان امريكا سعيدة بإستمرار الحرب وتشريد الشعب السوداني، انها تمتلك اكثر واحدث الأقمار الإصطناعية والرادات التي تستطيع ان ترصد حتى دبيب النمل في أي جزء من العالم، وبالضرورة تعرف من اين ينطلق طيران دولة حمالة الحطب وهي من تزودها بالقاذفات (قد سبق ان احرجهم قائد الدعم السريع بتلك الحقائق ونوع القازفات الأمريكية التي يقتل بها شعبنا) ومع ذلك لم تذكر قط من اين تنطلق تلك الطائرات وما هي الدولة التي تساعد مليشيات البرهان لقتل شعبنا. ايها الشعب المغيب هذه هي الحقائق المرة التي يجب ان يعرفها المغيبون وجميع الوطنيين من افراد الشعب السوداني، فهل من مدكر؟
ولتأكيد دور حمالة الحطب في هذه الزاعم، دعوني اورد لكم واقعة وقفت عليها بنفسي، ولكن لضيق الزمن لم اتمكن من الغوص في تفاصيلها أكثر، وخرجت من تلك المنطقة وتساورني الكثير من الشكوك حول ما شاهدته بأم عيني. وتلك الحادثة هي عبارة عن وجود بعثة من جهة حمالة الحطب ذهبت الى احد المناطق النائية في دارفور وظلت هناك لعدة سنين بزعم انها احدى المنظمات الأممية، وظل اهالي تلك المنطقة ببساطة اهل الريف المعهودة يتعاملون معهم على انهم احدى المنظمات الأممة المنتشرة في دارفور، فظلوا يستضيفونهم في كل مناسباتهم، وكان افراد تلك البعثة المزعومة يتقربون من اعيان أهل المنطقة ويكونون معهم صداقات، وكما هو معلوم فأن هؤلاء الأعيان ايضا بسيطون كونهم من عامة الناس، فكانوا يمدون افراد تلك البعثة بأي معلومات يطلبوها بل ويوفرون لهم الغطاء من أي مساءلة من افراد المجتمع. وذات يوم قبض بعض شباب المنطقة افراد البعثة وهم في احد الجبال يجمعون في الأحجار في وقت مشبوه، قريب من مغيب الشمس، فأخذوا ما بحوزتهم من احجار وعينات وحذروهم بألا يتكرر منهم مثل ذلك التصرف وتركوهم وشأنهم. وبالصدفة كان من بين افراد تلك البعثة احد المؤدلجين (اخونجي) وقد كون علاقة خاصة مع أحد كيزان المنطقة، وتطورت علاقاتهم للدرجة التي جعلته يثق فيه، فأسره بكلام لم يقف عنده صاحبنا الكوز السوداني كثيرا، لأنه ايضا من عامة اهل المنطقة ولايمكن ان يهديه فكره للتمعن في هذا الكلام، ولكنه وقبل وفاته بأيام وهو كان على فراش المرض ذكر هذا الكلام للحضور من اهله. والكلام الذي قاله ذلك الشخص الأخونجي من البعثة، لصديقه الكوز السوداني هو: " ان ارضكم فيها اشياء كثيرة قيمة وسوف لن يتركوكم فيها"، من هم الذين لا يتركونا فيها؟ الأمر متروك لكم لتفهموا اسباب هذه الحرب العبثية اللعينة ومن هم الذين من ورائها ووراء تأخر السودان برمته.
ومن الأشياء التي اذكرها جيداً انه عندما اصبح المقبور الدكتور بطرس غالي، أميناً عاما للأمم المتحدة، كان اول ما فعله انه قام بمجزرة كبيرة، أقال بموجبها معظم السودانيين العاملين في هيئآت ومكاتب الأمم المتحدة في جميع انحاء العالم، وكان ذلك اشبه بسياسة التمكين التي اتبعها الكيزان ابان تسلمهم السلطة، وانا اعرف اشخاص كثيرين شملتهم مجزرة بطرس غالي تلك.
لذلك، ادعوكم جميعا ايها السودانيين الوطنيين، ان تتركوا عنكم سذاجتكم المعهودة هذه، وتنبذوا التشاكس والتباغض والأنانية والنعرات العنصرية والفرقة جانباً، لأن مثل هذه الأشياء لا يمكن ان تبني بلدا ولا تحل هذه المعضلة التي نحن فيها ومعضلة السودان منذ ان خرج احد قطبي الإستقلال من السودان. وعليكم بالإستهداء بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى، ومن اصدق من الله قيلا، حيث قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وكذلك قوله تعالى "(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، وكذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
فهلا تداعينا وتكاتفنا جميعا لجزء هذا النبت الشيطاني من جزوره، من هذه الأرض المباركة التي تتأذي من تدنيس هذا الرجز، واذلال هذا الشعب الوديع؟ حمانا الله وحمى بلادنا وشعبنا من خبث هذا النبت الشيطاني وأسأله تعالى من ان يرد كيدهم في نحرهم ونحر من يتبناهم ويرنا فيهم عجائب قدرته وشديد بأسه الذي لايرد، وهو على كل شىء قدير..
كما ادلكم إن اردتم الإستماع الى ما هو مفيد من تسجيلات اللايفايتة ان تستمعوا لأربعة وتبتعدوا عن أربعة. فأما الأربعة الذين يفضل الإستماع لهم لأنهم يقودون حملة استنارة وتوعية فهم: 1- المناضل حاتم حمتو 2- المناضل الفاضل السراج 3-الدكتور جهاد الشريف 4- الشيخ علي السراج.
واما الأربعة الذين انصحكم بالكف عن الإستماع لهم لأنهم يقودون حملات تغبيش وتضليل وكاذيب، فهم: 1- الإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن قول الحقيقة، 2- أبو رهف - رهيف العقل والفهم، 3- عثمان ميرغني ذو التحليلات الفطيرة التي لم يصدق منها شي حتى الآن 4- أبو الدهب – ثرثار الشمال.
حفظنا الله وحفظ بلادنا من كل شر وبلاء، انه سميع قريب مجيب الدعاء.
اوهاج م صالح
awhaj191216@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی الشعب السودان الدعم السریع الکثیر من هذه الحرب یجب ان
إقرأ أيضاً:
“لماذا ذهب الدعم السريع إلى الحرب؟”: تعقيب على مقال د. الواثق كمير
في ختام مقال د. الواثق كمير، عماذا تريد قوات الدعم السريع من الحرب ، ففي الإجابة على السؤال المدخل الفعلي لإيقافها ، فبلا شك من حق أي جهة أن تتطلع إلى السلطة والحكم بالوسائل المرعية وليس بالحرب ، ولكن إذا لم يكن هنالك مشروعا ،فإن التطلع إلى السلطة لإدارة الدولة بالحرب يصبح مدخلا لإنهاء نظم إدارة الدولة نفسها، وشيوع ظاهرة الفوضى خاصة في ظل أوضاع هشة مثل حالة دولة السودان التي تتعدد فيها الولاءات والهويات التقليدية الموروثة والتي تسمو على ولاءات نظم الدولة الحديثة ..
إن الباحث قد يجد الدور الخارجي الذي كان يؤديه تحالف الأمس ما بين البرهان وحميدتي من أسباب الحرب ،وخلافهما كان ولا يزال خلافا مرجعيته ترسيم الإمارات للدور الذي يريده رئيسها لنفسه ومن هم خلفه في السودان، وقد صار حميدتي هو الأقرب إليه لأدائه على حساب حليفه السابق البرهان، فالخلاف بينهما ليس على مشروع سياسي، ولا من أجل كرامة أو ديمقراطية ، بل الخلاف من أسبابه رؤية رئيس دولة الإمارات حول من الذي يؤدى له الدور المعد من خلفهما بكفاءة وتفضيله أحدهما على الأخر . إن قحت كانت الحلقة الأضعف في المعادلة ، عبثت بقضايا الثورة ،كما والذين تولوا السلطة منها برمزية الثورة وإسم المكون المدني الشريك للمكون العسكري في ظل حكومة د حمدوك، علاقتهم بالثورة وشعاراتها لم تكن راسخة، وظفوا الثورة ليظفروا بالسلطة ، ولم يتمكنوا من تحقيق نجاحات حقيقية ،فالمكاسب التي تحققت كانت ثانوية وهي ناتجة لأن دول الغرب كانت تريد أن تضع يدها على السودان من خلال قادة المستقبل على عجالة من أمرها ، فمثلا رفع العقوبات الأمريكية مثلا طالب به الكونغرس قبل حكومة حمدوك باعتبار أن مبرراتها قد أنتفت وبالضرورة دعم الحكومة الجديدة في السودان وفي اسرع وقت ، كذلك أعفاء الديون، وخلافه، فالغرب وفقا لسياساته كان له خططه للعودة إلى السودان من خلال مدخل شعارات الثورة .
في عالم اليوم ليس هنالك ضرورة لوجود مشروع سياسي في مثل الظروف الاستثنائية ،فالمشروع السياسي يتمثل في إدارة المصالح ، والحرب هي مشروعها السياسي للمصالح المرجوة، طالما تتحقق المكاسب المرجوة ، فبمثلما ليس لقوات الدعم السريع أي مشروع سياسي وقد قامت باستدعاء شعارات تدغدغ بها المشاعر ، كما وصارت من خلالها عناصرها ترفع شعار انهاء دولة ١٩٥٦م، والتي تمثل مرجعية المواطنة بغض النظر عن ممارسات الحكومات المتعاقبة التي نشأت منذ ٥٦م ، قائد الجيش نفسه وكذلك أعوانه من المستنفرين أيضا ليس لهم أي مشروع سياسي سوى استهداف السلطة بالحرب ، شعارات الإسلام السياسي فقدت بريقها ولم تعد لها من تأثير في الحالة السودانية . التنظيمات السياسية السودانية من يمينها إلى وسطها فيسارها ظلت قابعة في أماكنها ،ولم تعد تواكب ظروف مستجدات حالة الدولة الاستثنائية التى تجاوزت مرحلة مشروعات قضايا التحرر والاستقلال .
(تقدم) ورثت كل عيوب (قحت) وزادت عليها ، كما وثقت أكثر ارتباطاتها الخارجية، وتشهد الآن منازعات داخلية قطعا ستعصف بها ،فماذا تعنى حكومة منفى بلا مشروع سياسي في ظل هذه الأوضاع.
الدولة في حالة فوضي ومدخل انتشالها من لجتها الغائرة الوعي الذي ينير للأجيال المتعاقبة عتمة الطريق.
الصادق علي حسن