سودانايل:
2025-05-01@18:59:07 GMT

تشخيص الذهنية السياسية السودانية والحلول الممكنة

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

لقد كشفت حقبة ما بعد الاستقلال في السودان، بدءًا من عام 1956، عن إشكالية التأسيس السياسي للأحزاب في البلاد. هذه الإشكالية تجسدت في أن الصراع كان يتمحور حول الشعارات الكبرى مثل الاستقلال أو الاتحاد، دون وجود مشروع سياسي واضح أو برامج عملية تعالج قضايا الحكم والتنمية وبناء الدولة. هذه الظاهرة ظلت تتكرر عبر الفترات المختلفة من تاريخ السودان السياسي.



إن الأهداف الوطنية الكلية، في شكلها المجرد، يمكن أن تكون قاعدة لتكوين جبهات وائتلافات سياسية. لكن الأحزاب تحتاج إلى تفصيل برامجي وفكري ذي محتوى اجتماعي يميزها عن بعضها البعض ويخدم مصالح قواعدها بشكل مباشر. بدون ذلك، تصبح الممارسة السياسية مجرد لعبة فوقية خاضعة للمزايدات، منفصلة عن الواقع الاجتماعي وتفاعلاته.

منذ تأسيس السياسة في السودان بعد وأد تجربة جمعية اللواء الأبيض في ثلاثينيات القرن الماضي، انحصر الصراع حول من يدير جهاز الدولة: المستعمر الأجنبي أم الأفندي الوطني. وأصبح الهدف السياسي الأساسي هو من يحكم، دون اهتمام كبير بسؤال: ماذا نصنع بجهاز الدولة؟ وكيف يمكننا إعادة هيكلته لخدمة المصالح الاجتماعية والتنموية؟ هذا النهج استمر حتى بعد الاستقلال، ما أدى إلى فشل متكرر في تأسيس نظام سياسي مستدام.

خلال فترات الديمقراطية الثلاث في السودان (1956–1958، 1964–1969، و1986–1989)، استُهلك الوقت في نقاشات حول قضايا فوقية مثل الدستور الإسلامي أو العلماني، ونظام الحكم البرلماني أو الرئاسي، بدلاً من التركيز على بناء مؤسسات تخدم تطلعات الشعب. مثل هذه النقاشات لم تثمر سوى عن إضعاف النظام الديمقراطي، وتهيئة المسرح لانقلابات عسكرية أطاحت بتلك الديمقراطيات.

في الديمقراطية الثانية، على سبيل المثال، جاء حل الحزب الشيوعي السوداني في عام 1965 كمحطة مفصلية. برغم الادعاءات بأن الحزب الشيوعي كان يروج للإلحاد، إلا أن الحقيقة كانت أن الأحزاب الكبرى تخوفت من تنامي نفوذ اليسار السياسي في البلاد بعد ثورة أكتوبر 1964. هذا القرار، الذي اتُّخذ خارج الإطار القانوني والدستوري، مثّل طعنة قاتلة للنظام الديمقراطي. وأدى ذلك لاحقًا إلى استقالة رئيس القضاء احتجاجًا على عدم تنفيذ قرارات المحكمة ببطلان حل الحزب.

هذا الحدث وغيره من الأخطاء السياسية، التي تجاهلت العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، أسست لجذور الانقسامات العميقة التي يعيشها السودان اليوم. لم يُعالج إرث الاستعمار المتمثل في سياسات "فرق تسد"، التي عزلت مناطق واسعة من السودان وركزت التنمية في مناطق محددة. هذا الإرث ساهم في ظهور خطاب إثني وسياسي حاد أدى إلى نشوب النزاعات المسلحة.

واليوم، في ظل حرب أبريل 2023 الكارثية التي تُعد أكبر أزمة وجودية تمر بها البلاد منذ الاستقلال، لا يزال التفكير السياسي محصورًا في سباق على السلطة، دون رؤية واضحة لإعادة بناء الدولة.

إن معالجة هذه الأزمة تتطلب تغييرًا جذريًا في الذهنية السياسية، والانتقال من التركيز على الصراع حول السلطة إلى بناء مشروع وطني متكامل. الحلول الممكنة تشمل
إعادة هيكلة جهاز الدولة بما يخدم المصالح الوطنية بعيدًا عن النزاعات الإثنية أو الإقليمية.
إطلاق مبادرات للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لمعالجة آثار النزاعات السابقة.
التركيز على التنمية المتوازنة لتوفير الخدمات والفرص لكافة السودانيين.
على السياسيين السودانيين أن يدركوا أن السلطة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية والاستقرار. بدون هذا الفهم، سيظل السودان يدور في دائرة من الأزمات المتكررة.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بنسبة نجاح 69% نون النسوة تسيطر على نتيجة الشهادة السودانية والبرهان يعلق على النتيجة

متابعات ـ تاق برس – أعلنت وزارة التربية والتعليم نتيجة الشهادة السودانية بنسبة نجاح بلغت69% للمدارس الحكومية.

 

 

وتربعت على المركز الاول الطالبة اسراء احمد حيدر بنسبة نجاح 97.1% من مدرسة المتفوقات بالولاية الشمالية، وجاءت في المركز الثاني اسماء طالب القاسم 97% من مدرسة الطوارئ بالجامعة الإسلامية ولاية الخرطوم ونالت المركز الثالث وعد محمد احمد علي بنسبة بلغت 96.7% من القنصلية العامة دبي ، ونالت المرتبة الرابعة نضال ادم الصادق 96.4% وافدين السليم الشمالية تشاركها الاء طارق من القاهره ورنا فيصل ابراهيم من الولاية الشمالية

فيما تحصلت الطالبة هبه الله طارق الأمين على المركز السابع بنسبغ 96.3% من المناقل بنات الجزيرة ، والمركز الثامن الطالب احمد الطيب نور الهدي 96.1% الخرطوم وشهد بكري الثامن من القاهره وشاركهما مشكاة ادم محمد من وافديي البحر الاحمر .

واعتمد رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ قائد الجيش السوداني الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان صباح اليوم نتيجة الشهادة السودانية واثني علي جهود الوزارة والمعلمين وأولياء الأمور.

 

رسالة للمرجفين والعملاء:
البرهان يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة

اعتمد رئيس مجلس السيادة الانتقالي ــ قائد الجيش السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023.

وأشاد رئيس مجلس السيادة لدى لقائه اليوم بمكتبه، وكيل وزارة التربية والتعليم د. أحمد خليفة بحضور نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار اير، بالجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم وكافة مؤسسات الدولة لإقامة امتحانات الشهادة السودانية رغم التحديات التي تواجه البلاد.

واثنى البرهان لكافة المعلمين وجهودهم وتضحياتهم الجسام التي بذلوها في كافة مراحل الشهادة.

وأكد أن نتيجة الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023 ، تعد رسالة لمن اسماهم المرجفين والعملاء بأن مسيرة التعليم ماضية وأن السودان سيبنى بسواعد أبنائه، وقال ” نتقدم بخالص التهاني للطلاب الناجحين ونتمنى لهم مزيد من التفوق والنجاح ”

من جانبه، قال وكيل وزارة التربية والتعليم، في تصريح صحفي أنه أطلع رئيس مجلس السيادة على تفاصيل نتيجة الشهادة عقب اجتماع مجلس امتحانات السودان، بعد أن تم إخضاعها للمعايير الموضوعية للامتحانات العامة من قبل عدد من الخبراء واساتذة الجامعات ومجلس امتحانات السودان.

وقال ” نبارك لأولياء الطلاب والمتفوقين وكل طلاب الشهادة السودانية هذه النتيجة المشرفة والتي تعد انجازاً ومعركة ضمن معارك الكرامة والعزة ،وسهماً للمعلمين في هذه المعركة التي تخوضها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن ما اسماها المليشيا الإرهابية المتمردة أرادت تدمير مستقبل السودان وتعطيل العملية التعليمية، واكد أن إرادة الشعب السوداني وقيادة الدولة حالت دون تحقيق أهداف مليشيا آل دقلو الإرهابية بتدمير السودان ومستقبل أبنائه.

وعبر وكيل الوزارة، عن تقديره العميق لقيادة الدولة ممثلة في رئيس مجلس السيادة ونائبة وكافة مؤسسات الدولة على الدعم الكبير لمواصلة مسيرة التعليم، وإقامة امتحانات الشهادة السودانية في ظل التحديات الراهنة، مؤكداً أن الوزارة حريصة على إقامة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة 2024

البرهانالشهادة السودانية

مقالات مشابهة

  • بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام ٢٠٢٣م
  • بنسبة نجاح 69% نون النسوة تسيطر على نتيجة الشهادة السودانية والبرهان يعلق على النتيجة
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • الحكومة السودانية ترد على إتهامات من الإمارات بتهريب أسلحة للجيش
  • أبوالغيط يبحث مع مبعوث الأمم المتحدة للسودان التطورات السياسية والإنسانية
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان
  • لماذا انهارت العملة في مناطق الشرعية؟.. متخصص في الإقتصاد يشرح وضع الريال اليمني والحلول الممكنة لتجاوز الأزمة
  • عماد السنوسي يتحدث عن الدور المصري الفاعل في الأزمة السودانية