سودانايل:
2025-02-10@00:53:05 GMT

اليقظة لاستردادا عافية السودان

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

رغم استمرار الحرب الخبيثة التي هدفت عرقلة عملية الانتقال السلمي للتحول الديمقراطي عقب انتصار ثورة ديسمبر الشعبية التي أسقطت سلطة الانقاذ فإن الانقلابيين فشلوا في كسر شوكة الجماهير الثائرة وإخماد جذوة الثورة.
تسببت الحرب اللعينة في تدمير العمران وتهجير المواطنين قسرياً بين نازحين داخل السودان وعالقين في بعض دول الجوار ومازالت اثارها الكارثية تلقي بظلالها المأساوية على مجمل حياة المواطنين ومستقبلهم لكنها ظلت عاجزة عن تحقيق أهدافها في استرداد الهيمنة من جديد على حكم السودان.


نعلم أن المؤامرات مازالت مستمرة لإضعاف قوى الثورة المدنية السياسية والمهنية والمجتمعية وسط تمدد تكوين الحركات المسلحة الجهوية والقبلية وتنامي الكيانات المصنوعة وسط القوى المدنية لكننا ندرك أيضاً أنها مرفوضة ومعزولة ومغضوب عليها.
وسط هذه الأجواء التامرية لابد من اليقظة والحذر والاستعداد لإحباط أي مؤامرة تحاك ضد إرادة الجماهير الثورية ومحاولة التسلل للتسلط من جديد على الحكم في السودان .
عرف الشعب طريقه وحدد أهدافه التي لاتحتاج لعقد مؤتمرات ولا إلى قيام كيانات جديدة، فقط لابد من تكثيف جهود قوى الثورة المدنية بالتنسيق مع المساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإيقاف الحرب واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية.
إن التحديات التي تواجه قوى الثورة السياسية والمهنية والمجتمعية تتطلب اليفظة والحذر لإحباط كل المؤامرات التي تحاك وسط الأحزاب والإتحادات والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، وتفعيل الحراك السياسي الديمقراطي بمشاركة فاعلة من الكنداكات والشباب لسد الطريق أمام الانتهازيين الذين يسعون للهيمنة الفوقية على قوى الثورة المدنية للإنقضاض على الإرادة الجماهيرية الصامدة الحريصة على استكمال مهام الثورة واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية وإجهاض كل مؤامرات أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الثورة

إقرأ أيضاً:

الضحية الأولى لأوّل رصاصة في السودان

حمّور زيادة

اختلف المختلفون، من أطلق الرصاصة الأولى في حرب السودان؟... يؤكّد بعضهم أن قوات الدعم السريع هي من فعلت. ومن شواهد ذلك أنه قبل الحرب (13 مارس/ آذار 2021) تحرّكت في خطوة مفاجئة نحو قاعدة مروي الجوية لمحاصرتها. يعتبر بعضهم أن الحرب بدأت في ذلك اليوم، سيّما أن المتحدّث باسم الجيش أعلن أنها تحرّكات من دون الرجوع إلى القيادات العليا للجيش. بينما ردّ المتحدّث باسم "الدعم السريع" أنها عملية انتشار عادية، ونقل للقوات، ضمن اختصاصاتهم لتأمين البلاد. ومن الشواهد أيضاً أنه في يوم إطلاق الرصاصة الأولى (صباح 15 إبريل/ نيسان 2023)، اعتقلت قوات الدعم السريع عدداً من كبار ضبّاط الجيش. بعضهم اعتقلوا في منازلهم، وهم يستعدّون ليوم عمل عادي.
ويؤكّد بعضهم أن الجيش هو من هاجم معسكر "الدعم السريع" في بالمدينة الرياضية (التي انتقلت إليها "الدعم السريع" في خطوة مفاجئة أخرى قبل أيام). هذه الرواية لا يقدّم أصحابها علناً أدلّةً، ولا حتى شواهد متماسكة. يقولون فقط إن "الدعم السريع" كانت مستعدّة، وأنه ما أن هاجم الجيش مقرّها في المدينة الرياضية، حتى انطلقت قواتها كلّها لتنفذ خطّة موضوعة مسبقاً للدفاع عن النفس. هكذا كان قائد المليشيا يردّد بغضب في القنوات الفضائية، "لقد هاجمونا. نحن ندافع عن أنفسنا. ماذا نفعل مع من يهاجمنا؟ هل نردّ عليه بالبسكويت والتفّاح؟". جزء من هؤلاء يتّهمون الحركة الإسلامية داخل الجيش بأنها من أطلقت الرصاصة الأولى، ووضعت الطرفَين قبالة الأمر الواقع. لكن هذا الاختلاف يوحي أن الحرب ظهرت من العدم (!)، رغم أن الخرطوم كانت تنتظرها.
في 18 مارس 2023، قبل الرصاصة الأولى بحوالي شهر، قال كاتب هذه السطور في خاتمة مقال في "العربي الجديد"، "لا يمرّ أسبوع من دون خطاب جماهيري للفريق أوّل عبد الفتاح البرهان، ولا يمرّ يوم لا يتبادل فيه سكّان الخرطوم الشائعات عن تحرّكات عسكرية، وعن دخول مزيد من قوات الدعم السريع إلى الخرطوم. ولا يعلم أحد بدقّة ما الحقيقة وما الشائعة. لكن الناس يؤمنون بأن شيئاً ما سيحدُث. بشكل ما، الخرطوم في انتظار طلقة الرصاص الأولى، إلى درجة أن احتفالاً بالألعاب النارية، في مساء 27 الشهر الماضي (يناير/ كانون الثاني) جعل المدينة ترتجف، وظنّ الناس أن الساعة التي يعلمون أنها آتية قد وقعت".
قبل عام من الحرب، نشرت "العربي الجديد" في فبراير/ شباط 2022، أن الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة (وقتها) أبلغ القاهرة مخاوفه من أن نائبه الفريق أوّل محمّد حمدان دقلو يرتّب انقلاباً بمساعدة أطراف خارجية. كان المكون العسكري يتفكّك منذ وقت قبل إطلاق الرصاصة الأولى.
في 16 مارس 2023 (شهر قبل الحرب)، هدّد البرهان علناً من يحاولون القدح في الجيش أو النيل منه، وقال إن الجيش امتلك تكنولوجيا تسليح حديثة، وطائرات مسيَّرة تجعله قادراً على حسم أيّ تهديد داخلي أو خارجي.
جدل من أطلق الرصاصة الأولى يأخذ الناس بعيداً من الضحية الأولى. فالرصاصات التي انطلقت، سواء في مدينة مروي، أو في المدينة الرياضية، أو في القيادة العامة للجيش، أيّاً كان مطلقها، أصابت العمل السياسي في مقتل. منذ لحظة الحرب الأولى قُتِلت العملية السياسية. إنها الضحية الأولى، وأصبح الرصاص والمسلحون هم من يحدّدون مستقبل البلاد.
بعد حوالي عامَين من الحرب، يظهر أن أحلام "الدعم السريع" أبعد من أن تتحقّق، في عاصمة البلاد المدمَّرة ووسطها على الأقل، بينما يقترب الجيش من إعلان انتصاره في الخرطوم. واستباقاً لهذا الانتصار أعلن أكثر من قائد عسكري "موت السياسة". فقائد الجيش سيبقى في رأس الدولة عدّة سنوات حتى بعد الانتخابات (!)، كما كُلّف قائد عسكري بتأسيس "تجمّع شبابي، يتجاوز الأحزاب التقليدية، ويصبح بديلاً لها" (!).
أمّا "الدعم السريع"، التي انهارت أحلامها في إعلان حكومة موازية في العاصمة الخرطوم، فالأمور في أماكن سيطرتها لن تختلف. فالحكومة الموازية أينما أُعلِنت ستكون مُجرَّد سكرتارية مدنية لقائد "الدعم السريع"، ناهيك عن أن تجارب المليشيات في العالم كلّه لا تبشّر بنموذج مختلف.
أمّا الشعب، فمن المؤكّد أن أولوياته قد تغيّرت. فبعد النزوح والتهجير والقتل والمذابح، يصبح الأمان هو أولويته ولزمن طويل. وهو ما يعده به حملة البنادق.
هكذا قتلت الرصاصة الأولى (أيّاً كان مطلقها) كل أحلام تحوّل السودان من دولة الانقلابات العسكرية والحروب الأهلية، التي كانتها طوال تاريخها، إلى دولة ديمقراطية مدنية، فيها تداول للسلطة، وسلام وتنمية، وصديقة للعالم.

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • كيكل: بعد انتهاء الحرب سنواجه أي شخص تطاول وتربص بالسودان
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تدين الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي للجيش على عدد من أحياء مدينة نيالا
  • الضحية الأولى لأوّل رصاصة في السودان
  • حرب الجريمة والعقاب في السودان
  • السودان بعد الحرب.. هل تستمر لعبة العسكر؟
  • خطر الألغام في السودان.. الموت المختبئ تحت الأقدام
  • ترامب وأحلام اليقظة في قطاع غزة
  • القوى المدنية السودانية – أي رؤية للتعامل مع الإدارة الأمريكية؟
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [141]