أمسية في غاية الروعة، تعانقت فيها السنة الجديدة باستقلال بلادنا، هنا في بلاد الفايكنج - مملكة النرويج- القابعة في أقاصي القطب الشمالي، التي قادتنا اليها الأقدار بعبثها ولؤمها لنكّون نواة لجالية سودانية، مجتمعا جديدا يمثل طيف السودان بكل تنوعه ولهجاته، مجتمعا معاف من كل الأمراض التي نسمع عنها أخريات الأيام.
قلنا من قبل أن أمسية السبت 4 يناير 2025 كانت في غاية الروعة، أمسية نظمتها جمعية الكنداكيز السودانية في مدينة بيرغن، الجمعية هي نتاج تجمع نساء وبنات بلادي هنا، عملنّ بجد وإصرار في شد أواصر الوطن التي تجمعنا.
جمعية كنداكيز ولجنتها عملت على اخراج ما أسموها بأللّمة أيّما اخراج، زينت القاعة الواسعة وبهوها برسوم تجيب سؤال من نحن؟
بعدها افتتحت الأخت رشا رمضان، نائبة رئيسة الجمعية مرحبة بالضيوف، متمنية أن يكون العام عام سلام في بلادنا، تلتها الأخت أمنية شداد من نشاط الجمعية ، أعقبتها الأخت منى عمر تالية برامج اللمة.
بعدها وببراعة فائقة اصطفت أربعة صفوف لأطفالنا وأمامهم علم السودان بألوانه الثلاث (الأحمر، الأبيض والأسود) ومثلثه الأخضر الذي يشير الى الزرع في بلادي. حين أنشد الأطفال نشيد العلم
نحن جند الله جند الوطن
ان دعا داعي الفدا لم نخن نتحدى الموت عند المحن
نشتري المجد بأغلى ثمن، هذه الأرض لنا
فليعش سوداننا علما بين الأمم يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم
يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم.
مقرونا بعزف نشيد العلم، بمشاركة كوكبة من أبنائنا وبناتنا ( أحمد بابكر، رحمة طارق وأحمد طارق).
وحتى لا نبخس الناس أشياءهم، فالقصيدة من تأليف الشاعر أحمد محمد صالح المولود بأمدرمان والمرفقة صورته أدناه:
وتلحين الموسيقار العقيد أحمد مرجان من سلاح الموسيقى، (ولد في الكوّة بالنيل الأبيض)
ومع الانشاد، قام الجمع تقديرا للعلم، وفي النفس شيء من الألم والمرارة فيما تمرّ به بلادنا من محدثات ما عرفناها ولا شغلنا بها البال يوما، لا شك أن الدمع قد وجد طريقه لعيون البعض سبيلا.
ثم تناول الجمع أطراف النقاش حول الوضع الراهن في البلاد، ماذا يمكن تقديمه للأرامل والثكالى واليتامى ممن خلفهم مكر الجنرالين عليهما لعنة الله الى يوم يبعثون على ما اركبوه من جرم في البلاد والعباد، ومن خلف جنرال الجيش ذاك الشيطان الكيزاني المختبىء خلف الجيش ينفخ كير الحرب التي أحرقت البلاد وأحالتها الى ركام. ومن خلال المتحدثين والمتحدثات وتعليقاتهم استقر الأمر الى أن نقوم بعمل أكثر جدية ودونما ملل، نبذل فيه الجهد والفكر ما أمكن مساهمة من كوكبة بيرغن تجاه بلادنا، وقادمات الأيام تشهد على ذلك.
بعدها أدارت الأخت هويدا فيصل الحوار في اللّمة، ثم اردفت بأنه من الضروري القيام بنشاط أكثر يليق بمجتمع السودانيين في بيرغن، وأفصحت حديثها بمناشط جمعية الكنداكيز خلال الفترة السابقة والمتمثلة في وقفات احتجاجية ومناشط أخرى لمصلحة وطننا الغالي، واقترحت بأن يعمل الكل على المساهمة في تسيير مستشفى للأطفال في أمدرمان ، وذاك ما نقوم الجميع بمتابعته في قادمات الأيام. بعدها تولت الأخت هويدا توزيع الفرص للراغبين في التعليق والاضافة: في السياق شارك الأخ عبد الرحمن احمد حسن بتعليق مختصر ومركز على ما قيل وشدد على ضرورة اسماع صوتنا للمجتمع النرويجي وعبره الى السلطات لحثهم على المزيد من التركيز تجاه مشكل السودان العصي، وقد أمّن الجميع المقترح.
بعده شاركت الأخت هاجر زين العابدين، بحديث مركز ورأت أن الانتقادات الكثيرة التي يوجهها البعض تجاه من يقومون بعمل ما أو فكر، أمر غير حميد، وأيد التجمع رأيها والقول بعدم الاكتراث للنقد بل ان نعتبر النقد البناء كطريق لإصلاح العطب، أما غيره فيعتبر غثا لا يستحق الالتفات اليه.
واختتمت المجموعة دعوتها بقصيدة رائعة من الأخت عفاف زروق.
فلتحية للكنداكيز، واعتقد بأن لديهن المزيد.. ونأمل أن يجارين نساء ليبيريا الدولة الأفريقية التي انهكتها الحرب وفشلت أحرابها وسياسيها إيقاف الحرب الليبيرية التي نشبت في العام 1999 وانتهت في العام 2003 (عام نشوب حرب دارفور الأولى). يومذاك كونت نساء ليبريا منظمة اسموها (المجموعة النسائية الليبيرية من أجل السلام)، وهي مجموعة ذات خلفيات طبقية واثنية ودينية مختلفة، استطاعت أن توقف الحرب وتصل ببلادها الى اتفاقية سلام شامل. على إثرها نلن جائزة نوبل للسلام التي تنظمها أوسلو، ويوم استلام الجائزة وأمام لجنة الجائزة والحضور، خرت سيدة ليبيرية مسلمة ساجدة حمدا لله ان كتب لها الحياة لترى السلام يتحقق على ايديها وأيدي زميلاتها.
فهل أنتن يا نساء بلادي أقل شأنا؟ اعتقد كلا، اذن نحن في انتظار المزيد، فإنني أرى ثمة شمس تشرق في الأفق القريب القريب ، وأخالها شمس السودان الجديد، ليكون عام 2025 عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون.
عبد المجيد دوسة المحامي
majeedodosa@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
أكدت الإعلامية روان أبو العينين أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيتسلم مهام منصبه رسميا في 20 يناير الجاري، مشيرة إلى أن الأنظار تتجه صوب واشنطن التي تستقبل العام الجديد برئيس جديد وأيضا تحديات بعضها قديم وبعضها مستجد.
وأوضحت روان أبو العينين خلال برنامج حقاق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، أن الرئيس ترامب يرث نزاعات كثيرة وتغيرات جيوسياسية كبيرة، خاصة أن العام 2024 وصفه المراقبون بأنه عام التحولات الكبرى والمفاجآت خاصة في الشرق الأوسط، منوهة عن أن مجموعة من الصراعات المفتوحة في الخارج، بعضها سيكون اختبارا لوعوده الشهيرة بقدرته على وقفها.
وقالت روان أبو العينين: أحد أكثر الصراعات تعقيدا هي الحرب التي أشعلتها إسرائيل في غزة والتي دخلت عامها الثاني مكونات المعادلة إبادة جماعية ممنهجة ومصابون بالآلاف واغتيالات وملف أسرى ورهائن ولا تقدم يُذكر في المفاوضات ولا أفق نحو حل سياسي وكما استمر العدوان طوال عام 2024، متوقع أيضا أن يمتد لعام 2025، أو وفق أحسن تقدير لجزء منه على الأقل ترامب قال إنه لو كان رئيسا لما نشبت هذه الحرب من الأساس ولديه الوسيلة لإنهائها.
ونوهت روان على أن ترامب يواجه ملفات (لبنان - سوريا - أوكرانيا) خاصة أن الأمر لم يقتصر على غزة بل اتسع نطاق الحرب ليشمل مناطق أخرى بالشرق الأوسط حيث امتد العدوان إلى لبنان حيث اشتعل الجنوب ونزح منه الآلاف فرارا من الموت وللمرة الأولى شهد العالم في 2024 ضربات عسكرية متبادلة بين إسرائيل وإيران فضلا عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وإسرائيل.
وشددت على أن ترامب لوح في تصريحاته دائما بخفض الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، ويترقب كثيرون تأثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض على هذا الصراع خاصة مع الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإنهاء تلك الحرب في يوم واحد فقط.
واختتم قائلا: سياسة ترامب فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا هي جزء من سياسته العامة في إطار حلف شمال الأطلنطي الناتو وتجاه أوروبا بشكل عام خاصة بعدما اشترط ترامب على دول الحلف زيادة ميزانيتهم العسكرية إلى 5% من ناتجهم المحلي وتسائل عن سبب عدم تقديم أوروبا نفس الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى أوكرانيا قائلا إن هذه الحرب تفوق أهميتها بالنسبة لأوروبا أهميتها لواشنطن بكثير.