عودة ترامب تهدد بتوسيع دائرة الدول النووية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
يعتبر الكاتب أندرياس كلوث أن السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الرئيس المقبل ستواجه تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمبدأ أساسي كان يشكل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية على مدار العقود الستة الماضية: الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وفي هذا السياق، يعرب كلوث عن قلقه من أن سياسات دونالد ترامب قد تسهم في تقويض هذا المبدأ، مما يزيد من خطر انتشار الأسلحة النووية في العالم.
وكتب كلوث في شبكة "بلومبرغ" أنه بحلول ستينات القرن العشرين، أدركت الولايات المتحدة ودول أخرى أن مسارها نحو التسلح النووي كان ضرباً من الجنون، فحينها ارتفع عدد الدول النووية من ثلاث إلى خمس، ثم سعت 20 دولة إلى امتلاك قوى نووية، وهذا يعني أن أعداء هذه الدول سيسعون بدورهم إلى امتلاك أسلحة نووية.
منع انتشار الأسلحة النوويةدفعت هذه المخاوف إلى القوتين النوويتين الأكبر حينها، أمريكا وروسيا، إلى طاولة المفاوضات في محاولة للحد من التجارب الحية للقنابل الذرية وإبعادها عن الفضاء، وكان كل ذلك بمثابة مقدمة لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي ظلت منذ عام 1968 تمثل الالتزام الوحيد من جانب الدول النووية وغير النووية لوقف انتشار الأسلحة النووية، وفي نهاية المطاف خفض المخزونات إلى الصفر.
Vladimir Putin has just updated his nuclear doctrine that will allow them to send nuclear weapons toward NATO countries including America after Ukraine launched US long Rane missiles at #Russia. Theis means WWIII. I will END this war on day one as President! pic.twitter.com/YkJGt2yKXQ
— Donald J. Trump - Parody (@realDonParody) November 19, 2024تعترف معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بالدول الخمس التي سبق أن امتلكت أسلحة نووية بشكل رسمي، لكنها تلزمها "بمواصلة المفاوضات بحسن نية" لتحقيق "نزع السلاح الكامل".
وتتعهد جميع الدول الموقعة الأخرى بعدم امتلاك أسلحة نووية أبداً، مقابل المساعدة في الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية إذا رغبت في ذلك.
بين المتفائلين والمتشائمينوبحسب الكاتب، يشير بعض الخبراء إلى نجاحات المعاهدة، فبعد أكثر من 5 عقود على دخولها حيز التنفيذ، لم تكتسب سوى 3 دول أسلحة نووية: الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
وقامت دولة واحدة، وهي جنوب أفريقيا، بتفكيك برنامجها للأسلحة النووية للتوقيع على المعاهدة.
وتخلت 3 دول من الاتحاد السوفييتي السابق – أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان – بشكل طوعي عن ترساناتها للانضمام الى النادي، في مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا، وقلل الكاتب من شأن هذه الضمانات إذ لم تنجح مع أوكرانيا.
أما أولئك الذين يرون المعاهدة من منظور سلبي، فيشيرون إلى أنها عززت مبدأ تعدد الدول النووية، مع غض الطرف عن أنظمة مثل الهند وباكستان، التي لم توقع على المعاهدة.
كما يتخوفون من أن سياسة الولايات المتحدة وروسيا في خفض ترساناتهما لم تكن ناجحة بما يكفي لتحقيق نزع سلاح نووي شامل.
"Even Pakistan has nuclear weapons, India has a lot of nuclear force," says Presidential candidate Trump expressing concerns on global nuclear stockpiles; Adds,"we are closer to world war 3" pic.twitter.com/AjeMT8OHjF
— Sidhant Sibal (@sidhant) September 18, 2024بالإضافة إلى ذلك، يُشكل خطر كوريا الشمالية، التي انسحبت من المعاهدة في 2003، تهديداً متزايداً.
كما أن إيران، رغم توقيعها على المعاهدة، تبقى في صراع مع المجتمع الدولي بشأن نواياها النووية.
ماذا عن نتائج المعاهدة بشكل عام؟وعلى الرغم من التحديات، فقد نجحت المعاهدة في الحفاظ على حجم نادي الدول النووية. من دونها، لكان عدد هذه الدول أكبر بكثير. لكن نجاح المعاهدة يعود إلى جانب آخر، وهو الزعامة الأمريكية، إذ وضعت الولايات المتحدة مظلة نووية لحماية حلفائها مثل ألمانيا الغربية، ومن ثم وسّعت تلك الحماية لتشمل كوريا الجنوبية واليابان.
عودة ترامبومع مجيء ترامب، أصبح الوضع أكثر غموضاً، حيث أشار مراراً إلى عدم استعداده للدفاع عن حلفاء أمريكا، وهو ما أثار القلق في دول مثل كوريا الجنوبية.
وفي هذا السياق، أصبح هناك دعم متزايد في كوريا الجنوبية لبناء ترسانة نووية محلية.
وختم كلوث مقاله بالقول: "لو كنتُ كوريا الجنوبية اليوم، لرغبت حقاً في امتلاك أسلحتي النووية، وكذلك لو كنتُ أي دولة أخرى تقريباً. ولكنني بالنيابة عن العقلاء، لا أريد لأحد أن يمتلكها. الشخص الوحيد الذي يمكنه التأثير على هذه المعادلة هو رئيس الولايات المتحدة، وإذا لم يكن ترامب يدرك ذلك بعد، فعلى مستشاريه أن يشرحوا له هذا الأمر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب التسلح النووي أمريكا روسيا كوريا الشمالية إيران ترامب أسلحة نووية عودة ترامب إيران كوريا الشمالية روسيا أمريكا انتشار الأسلحة النوویة الولایات المتحدة کوریا الجنوبیة الدول النوویة أسلحة نوویة
إقرأ أيضاً:
عالم إيطالي يحذر من انتشار كارثي لإنفلونزا الطيور في أمريكا
حذر عالم الأوبئة الإيطالي ماتيو باسيتي من أن حالة الوفاة الأولى المرتبطة بفيروس H5N1 ، في الولايات المتحدة المعروف بفيروس أنفلونزا الطيور تشكل "جرس إنذار" لعالم الأوبئة في 2025.
وفي تصريحات باسيتي لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية، أشار إلى أن الضحية التي فارقت الحياة كانت شخصًا يبلغ من العمر 65 عامًا ويعاني من أمراض سابقة، ولكن، الأهم من ذلك، أن هذا الشخص لم يصاب بسبب تلامسه مع حيوانات المزارع، بل من خلال تعامل مباشر مع حيوان منزلي، مما يعكس تحولًا في طرق انتقال العدوى.
وأكد ماتيو باسيتي، رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى سان مارتينو في جنوة، أكد أن هذه الحالة تعد مختلفة تمامًا عن الإصابات السابقة التي كانت مرتبطة عادةً بالعاملين في مزارع الأبقار المنتجة للألبان.
وأضاف باسيتي قائلاً: "ما يثير القلق أن أنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة أصبحت تمثل مشكلة صحية كبيرة، إذ تم تسجيل 60 إصابة بهذا الفيروس في 2024، بينما تم تسجيل أول حالة وفاة في بداية 2025".
وعلى الرغم من هذه الحالات، يطمئن باسيتي بأن "لحسن الحظ، لم يتم تسجيل أي حالة انتقال للعدوى من إنسان إلى آخر حتى الآن". لكنه أضاف أنه "لا بد لهذا الأمر أن يحدث عاجلاً أم آجلاً".
وهنا تكمن أهمية التحذير الذي أطلقه باسيتي، حيث يشير إلى أن هذا الفيروس قد يشكل تهديدًا أكبر إذا بدأ في الانتقال بين البشر، ما يرفع من درجة الخطر ويستدعي الاستعداد لمواجهته.
وكان فيروس H5N1، الذي يعرف بفيروس أنفلونزا الطيور، قد تسبب في حالات إصابة بين البشر في سنوات سابقة، لكن هذه الحالات كانت نادرة للغاية. ومع ذلك، فإن انتقال الفيروس من الطيور إلى البشر يثير القلق لدى المختصين في الصحة العامة حول إمكانية تحوره ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، ما يؤدي إلى تفشي وباء محتمل.
وأضاف باسيتي أنه في حين لا يوجد حتى الآن لقاح فعال لهذا الفيروس، فإنه لا يزال يتم إجراء دراسات وأبحاث تهدف إلى توفير لقاحات وقائية ضد فيروس H5N1. وقد شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، خاصة في الولايات المتحدة التي تشهد تزايدًا في الإصابات. كما دعا إلى المراقبة المستمرة للفيروس وتوسيع نطاق التحليل المختبري للكشف المبكر عن أي تحولات في الفيروس قد تهدد الصحة العامة.