مقتل 19 شخصا على الأقل في هجوم القصر الرئاسي في تشاد
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قتل ما لا يقل عن 19 شخصا لقوا مصرعهم خلال هجوم نفذه مسلحون مجهولون على القصر الرئاسي في العاصمة التشادية إنجامينا.
وذكرت وكالة “فرانس برس”أن “تبادلا كثيفا لإطلاق النار في محيط القصر الرئاسي في وسط إنجامينا بدأ ليل الأربعاء حوالي الساعة 20:45 ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية تشادية أن “مجموعة من المسلحين المجهولين قامت بمهاجمة القصر”.
وأكدت المصادر لـ”فرانس برس”، أن الأمن التشادي “تصدى للهجوم بحزم”، مشيرة إلى أن “جميع الطرق القريبة من القصر الرئاسي تم إغلاقها، كما ظهرت معدات عسكرية، بما في ذلك الدبابات، في وسط المدينة، في حين توافد سكان المدينة إلى الموقع لتنظيم تجمع لدعم رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي إتنو”.
وبحسب البيانات الصادرة عن الأجهزة الأمنية التشادية والتي نقلتها الوكالة “قتل ما لا يقل عن 19 شخصا إثر المناوشات وإطلاق النار”.
ولاحقا أكدت المصادر الأمنية أن “الوضع أصبح تحت السيطرة”،ووقع الحادث قبل ساعات قليلة من الموعد المقرر لبدء وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة رسمية لتشاد.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إنجامينا تشاد هجوم القصر الرئاسي القصر الرئاسی
إقرأ أيضاً:
ليلة صعبة عاشتها تشاد.. ما تفاصيل الهجوم على قصر الرئيس في إنجامينا؟
عاشت العاصمة التشادية، البارحة ليلة صعبة، عقب هجوم استهدف القصر الرئاسي في إنجامينا، وتسبب في مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة آخرين.
وعلى إثر الهجوم المباغت الذي أثار الرعب في نفوس التشاديين، أغلقت السلطات مختلف الطرق المؤدية إلى الرئاسة أمام حركة المرور، ونشرت الدبابات في بعض شوارع العاصمة.
وبدأ الهجوم على القصر الرئاسي مساء الأربعاء، حيث سمع إطلاق نار كثيف في محيط القصر الرئاسي، ثم استمرار تبادل إطلاق النار بين المهاجمين، وحراس القصر الرئاسي لساعات.
وبالرغم من تصريحات مقتضبة أدلى بها الناطق باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله، بعد ساعات من الهجوم وأكد فيها أن الوضع تحت السيرة، فقد استمر حالة الترقب والقلق بين سكان العاصمة.
تفاصيل في الصباح
ومع ساعات الصباح الأولى بدأ تتكشف تفاصيل بشأن العملية، لكن الحكومة لم تجب على كافة الأسئلة بشأن الهجوم، كما لم توجه أصابع الاتهام لجهة محددة.
فقد أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة التشادية أن مجموعة مسلحين تضم 24 شخصا، حاولت الولوج إلى القصر الرئاسي مساء أمس الأربعاء، فهاجمت في البداية وبعنف عددا من عناصر الحرس الرئاسي.
وأشار في تصريح أدلى به للتلفزيون الرسمي، إلى أن المهاجمين قتلوا في البداية أحد حراس القصر، ثم تمكنوا من اختراق مسافة قصيرة داخل مقر الرئاسة، قبل أن تتمكن القوات المسلحة التشادية من التصدي لهم.
وأوضح أن المهاجمين "كانوا تحت تأثير الكحول والمخدرات بشكل واضح" مضيفا لقد "عثرنا على زجاجات من الكحول وكذلك آثار المخدرات، لقد كانوا مشوشين تماما".
"محاولة مضطربة وغير مفهومة"
الحكومة التشادية استبعدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، فرضية "المسار الإرهابي" ووصفت الهجوم بأنه "محاولة مضطربة وغير مفهومة".
وشددت الحكومة على أن منفذي الهجوم "ليسوا إرهابيين، ولم تكن معهم أسلحة حربية".
فيما أكدت قيادة أركان الجيش التشادي أنه لم يتم بعد التعرف على المجموعة، مؤكدة أن التدخل السريع من الجيش مكن من السيطرة على الوضع، وعودة الهدوء.
احتمالات متوقعة
وفي ظل غياب توجيه اتهام رسمي لجهة محددة بالوقوف وراء الهجوم، يرى متابعين أن ثمة احتمالات بشأن منفذي الهجوم، وذلك بناء على الوضع العام الذي يعرفه هذا البلد الإفريقي المضطرب أمنيا.
ويرى عدد من المتابعين أن الاحتمال الأول، قد يكون محاولة انقلابية يقودها جنود غاضبون، أو عملية لتنظيم "بوكو حرام" فيما تبقى كل الاحتمالات واردة في ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني بتشاد.
ويلفت بعض المتابعين إلى تصريح سابق للرئيس التشادي محمد ادريس ديبي، تعليقا على قراره إلغاء اتفاق التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا قال فيه: "أعرف أننا سنحارب، وقد أخذت في الاعتبار التبعات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية التي قد تترتب على هذا القرار الاستراتيجي، ولم استبعد إمكانية استغلال مواطنينا للأسف لمحاولة زعزعة استقرار بلدنا".
أحداث عرفتها تشاد
ويأتي الهجوم على القصر الرئاسي في تشاد، عقب أحداث وتطورات عرفها هذا البلد خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، من بينها الانسحاب العسكري الفرنسي من البلاد، حيث بدأت فرنسا بالفعل بنقل نحو ألفي جندي فرنسي ومعدات عسكرية خارج تشاد، فيما أعلنت الخارجية التشادية أن فرنسا نقلت بالفعل سلاحها الجوي وأن المقاتلات الفرنسية غادرت الأراضي التشادية بشكل كامل.
ويرى متابعون أن هذه التحركات تعكس تزايد الضغوط على فرنسا في المنطقة بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها دول الساحل، وتثير تساؤلات بشأن مستقبل العلاقات بين فرنسا وبلدان الساحل.
وعرفت الأشهر الأخيرة أيضا اندلاع معارك ضارية بين بين الجيش التشادي ومقاتلي جماعة بوكو حرام، في منطقة بحيرة تشاد.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل 96 عنصرا من جماعة بوكو حرام، فيما أكد الجيش التشادي مقتل 15 من جنوده وإصابة آخرين في المعارك الضارية مع بوكو حرام.
وتعرضت التشاد، على مدى الأشهر الأخيرة لهجمات من "بوكو حرام"، حيث شن مقاتلو الجماعة أواخر أكتوبر الماضي هجوما على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا، وفق السلطات المحلية.
كما يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمد ادريس ديبي من الجولة الأولى بنسبة 61 بالمئة من الأصوات، فيما وصفتها المعارضة بالمزورة، حيث قال مرشح المعارضة الرئيسي سوكسيه ماسرا، إن الانتخابات "سرقت".
ورغم عودة الهدوء إلى شوارع العاصمة إنجامينا، الخميس، فإن حالة الترقب والقلق ما تزال قائمة في ظل عدم معرفة تفاصيل بشأن الهجوم على قصر الرئيس.