مصر: اكتشاف مقبرة طبيب ملكي شهير في سقارة يعود تاريخها إلى 4000 عام
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف أثري جديد في منطقة سقارة الأثرية بمحافظة الجيزة، حيث تمكنت بعثة فرنسية-سويسرية مشتركة من العثور على مقبرة فريدة تعود لطبيب ملكي شهير يدعى "تيتي نب فو"، خدم في عهد الملك بيبي الثاني منذ نحو 4000 عام.
ووفقًا لبيان وزارة السياحة والآثار المصرية، تقع المقبرة المكتشفة جنوب منطقة سقارة، التي تشتهر باحتضانها مقابر كبار رجال الدولة في عصر الدولة القديمة.
وشُيدت المقبرة باستخدام طوب اللبن، وتتميز بباب وهمي مزين بنقوش ورسومات دقيقة تعكس مهارة فنية استثنائية.
وتُظهر النقوش الموجودة على الجدران أن "تيتي نب فو" كان شخصية بارزة، حيث حمل مجموعة من الألقاب الرفيعة، من بينها "كبير أطباء القصر"، "الكاهن"، و"ساحر" الإلهة سركيت، ما يبرز مكانته المرموقة في البلاط الملكي خلال عهد الملك بيبي الثاني.
المقبرة مزينة بنقوش وأعمال فنية نابضة بالحياة، تتضمن مشاهد ملونة للقرابين الجنائزية، ما يعكس الأهمية البارزة لصاحبها داخل المجتمع الملكي في عصر الدولة القديمة.
وصرّح الفريق الأثري، الذي يعمل في المنطقة منذ عام 2022 بقيادة فيليب كولومبير، أن المقبرة تُعد جزءًا من مجموعة مواقع دفن مخصصة لكبار المسؤولين والموظفين الملكيين، مما يؤكد مكانة "تيتي نب فو" الرفيعة.
ورغم تعرض المقبرة للنهب في عصور سابقة وفقدان أي رفات بشرية داخلها، إلا أن النقوش المحفورة على جدرانها قدّمت معلومات ثمينة عن شخصية "تيتي نب فو".
Relatedجرة أثرية يتجاوز عمرها 3 آلاف عام تُرمم وتعود للعرض بعد تحطمها على يد طفل في متحف حيفاارتفاع قتلى مدينة تدمر الأثرية إلى أكثر من 80 شخصا.. وسوريا تتهم إسرائيل بالوقوف وراء الهجومالمغرب يشرع في إعادة ترميم مسجد أثري بني منذ 9 قرون باستعمال أيقونته الأصليةوبصفته كاهنا ساحرا للإلهة سركيت، التي ارتبطت بحماية البشر من الكائنات السامة، يعتقد أن "تيتي نب فو" كان متخصصا في علاج لدغات الثعابين والعقارب. كما أنه شغل منصب طبيب أسنان ملكي، وهو دور نادر في مصر القديمة، مما يضيف بعدا مميزا إلى سيرته التاريخية.
تمثل سقارة جزءًا من العاصمة المصرية القديمة ممفيس، وهي مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. تضم المنطقة أكثر من اثني عشر هرمًا، بما في ذلك أهرامات الجيزة الشهيرة، إلى جانب أهرامات أصغر في أبو صير ودهشور.
واختتمت الوزارة بيانها بالإشادة بأهمية الاكتشاف، قائلة: "يعزز هذا الكشف الجديد من مكانة سقارة كواحدة من أغنى المواقع الأثرية في مصر، ويضيف بُعدًا جديدًا لفهمنا لحياة النخبة في عصر الدولة القديمة".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماذا يحصل لو عادت كل قطعة إلى بلدها؟ كم عدد القطع الأثرية البريطانية الموجودة في المتحف الوطني هناك؟ اكتشاف أثري في مصر: لوحة عمرها 3000 عام تظهر امرأة تشبه "مارج سيمبسون" اكتشاف كنوز أثرية استثنائية في منتجع صحي روماني قديم بتوسكانا فرنسامنوعاتمنظمة اليونسكوعلم الآثارمصرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا لبنان سوريا كوارث طبيعية أبو محمد الجولاني حرائق غابات ضحايا لبنان سوريا كوارث طبيعية أبو محمد الجولاني حرائق غابات فرنسا منوعات منظمة اليونسكو علم الآثار مصر ضحايا لبنان سوريا كوارث طبيعية أبو محمد الجولاني حرائق غابات لوس أنجلس المملكة المتحدة التبت غزة دونالد ترامب إسرائيل یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
جدلية الدولة والفكر.. هل تصنع سوريا الجديدة تاريخها أم يعيد التاريخ نفسه؟
مقدمة: لحظة ميلاد جديدة لسوريابعد أكثر من خمسين عامًا من الحكم الاستبدادي، تجد سوريا نفسها أمام فرصة تاريخية لإعادة البناء، ليس فقط في المؤسسات والهياكل السياسية، بل في الوعي المجتمعي والثقافة والفكر. لقد سقط النظام، لكن هل سقطت العقلية التي سمحت له بالبقاء لعقود؟
يرى ابن خلدون أن الدول تمر بمراحل متكررة من النشوء، الازدهار، ثم التراجع والانهيار، لكنه يؤكد أن الدولة التي تعتمد على العدل، الاقتصاد القوي، والعصبية الجامعة، تستطيع الاستمرار والنهوض مجددًا. وفي الوقت نفسه، يذكّرنا الجاحظ أن الأفكار والثقافة هي المحرك الأساسي لأي تغيير حقيقي، لأن المجتمع الواعي هو الذي يصنع الدولة، وليس العكس.
إذا كانت سوريا الجديدة تريد النجاح، فعليها أن تستفيد من قوانين العمران عند ابن خلدون، وقوة الفكرة عند الجاحظ، لتصنع نموذجًا مستدامًا لدولة تنهض، لا مجرد دولة تخرج من أزمة إلى أخرى.
1 ـ بناء الهوية الوطنية.. من العصبية الضيقة إلى الوحدة المجتمعية
أ ـ العصبية الجامعة: تجاوز الانقسامات نحو مشروع وطني
إذا كانت سوريا الجديدة تريد النجاح، فعليها أن تستفيد من قوانين العمران عند ابن خلدون، وقوة الفكرة عند الجاحظ، لتصنع نموذجًا مستدامًا لدولة تنهض، لا مجرد دولة تخرج من أزمة إلى أخرى.يرى ابن خلدون أن قوة الدول تعتمد على "العصبية الجامعة"، أي الرابط الذي يجمع الناس تحت مظلة مشروع مشترك، وليس حول زعيم فردي أو طائفة معينة.
لكن عندما تتحول العصبية إلى انتماء طائفي أو عرقي ضيق، تصبح أداة للانقسام بدلاً من أن تكون وسيلة لبناء الدولة.
في سوريا، استُخدم التنوع لتأجيج الفُرقة بدلاً من أن يكون مصدر قوة. الآن، الفرصة مواتية لإعادة تعريف الهوية الوطنية السورية، ليس على أساس العِرق أو الدين، بل على أساس المواطنة المتساوية.
ما المطلوب؟
ـ إعادة صياغة الهوية السورية في الإعلام والتعليم، بحيث تكون جامعة لا مفرّقة.
ـ تبنّي خطاب سياسي وإعلامي يركّز على القيم المشتركة، لا على الصراعات الطائفية القديمة.
ـ بناء نظام قانوني يضمن المساواة بين الجميع، بحيث يشعر كل مواطن أن له مكانًا في سوريا الجديدة.
ب ـ الفكرة تصنع الدولة: الجاحظ ودور الثقافة في التغيير
يرى الجاحظ أن المجتمع لا يتغير بالقوانين وحدها، بل بالأفكار التي تزرع في أذهان الناس. لذلك، فإن الثورة الفكرية ضرورية إلى جانب الثورة السياسية.
كيف نحقق ذلك؟
ـ استخدام الفن والأدب والإعلام في بناء هوية وطنية جديدة، لا مجرد إصدار قوانين جافة.
ـ تغيير المناهج الدراسية بحيث تعزز التفكير النقدي، لا التلقين السياسي.
ـ دعم وسائل الإعلام المستقلة التي تقدم خطابًا عقلانيًا ومستنيرًا بعيدًا عن التحريض والتضليل.
2 ـ العدل والقانون.. حجر الأساس لدولة مستقرة
أ ـ "الظلم مؤذن بخراب العمران".. كيف نؤسس عدالة انتقالية حقيقية؟
يرى ابن خلدون أن الظلم هو السبب الرئيسي في سقوط الدول، حيث إن الدولة التي تعتمد على القمع تفقد شرعيتها بمرور الوقت، وتصبح أكثر هشاشة.
ما المطلوب في سوريا الجديدة؟
ـ إطلاق عملية عدالة انتقالية تضمن محاسبة المتورطين في الجرائم، دون أن تتحول إلى انتقام سياسي.
ـ إصلاح القضاء ليكون مستقلاً، فلا يُستخدم كأداة سياسية.
ـ إعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس النزاهة، لا الولاءات الشخصية.
ب ـ الحاكم ليس فوق القانون.. منع الاستبداد من العودة
يرى ابن خلدون أن الحاكم في بداية الدول يكون مصلحًا، لكن إذا لم توضع قيود دستورية، فإنه يتحول إلى مستبد مع الوقت.
كيف نمنع تكرار الاستبداد؟
ـ تحديد مدة الرئاسة ومنع تعديل الدستور لإطالة الحكم.
ـ توزيع السلطة بين الحكومة المركزية والإدارات المحلية لتجنب الاحتكار.
ـ ضمان حرية التعبير والإعلام ليكون سلطة رقابية حقيقية.
3 ـ الاقتصاد والعمران: كيف تبني سوريا دولة مزدهرة؟
أ ـ الاقتصاد المستدام هو أساس الاستقرار
يقول ابن خلدون: “الرخاء الاقتصادي يزيد من قوة الدولة، بينما يؤدي الفساد إلى انهيارها”.
في سوريا الجديدة، لا يمكن بناء دولة قوية إذا ظل الاقتصاد مرهونًا بشبكات الفساد والمحسوبية.
ما الحل؟
ـ تفكيك شبكات الفساد من خلال تحقيقات شفافة وعادلة.
ـ دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة حتى لا يكون الاقتصاد محتكرًا في يد فئة قليلة.ـ
ـ تحقيق تنمية متوازنة تشمل جميع المناطق السورية، وليس فقط المراكز الحضرية.
ب ـ من الدمار إلى العمران: إعادة بناء سوريا بروح جديدة
يرى ابن خلدون أن عمران المدن يعكس قوة الدولة، بينما الدمار يعكس ضعفها. إعادة إعمار سوريا يجب أن تكون مشروعًا وطنيًا شاملًا، لا مجرد عملية هندسية لإصلاح المباني.
ما الخطوات الضرورية؟
ـ تطوير البنية التحتية لتناسب المستقبل، وليس فقط ترميم ما تهدّم.
ـ إشراك المجتمع المحلي في قرارات الإعمار حتى لا تكون العملية مركزية وغير عادلة.
ـ ربط التنمية العمرانية بالاقتصاد والتعليم، بحيث تكون المدن مراكز إنتاج لا مجرد مساكن.
4 ـ التعليم والإعلام.. بناء جيل جديد يصنع الدولة لا يهدمها
أ ـ التعليم هو المحرك الحقيقي للنهضة
يرى ابن خلدون أن المعرفة والعلم هما أساس نهضة الأمم، وأن الدول التي تهمل التعليم سرعان ما تنهار.
في سوريا، استُخدم التنوع لتأجيج الفُرقة بدلاً من أن يكون مصدر قوة. الآن، الفرصة مواتية لإعادة تعريف الهوية الوطنية السورية، ليس على أساس العِرق أو الدين، بل على أساس المواطنة المتساوية.في سوريا الجديدة، إصلاح التعليم يجب أن يكون أولوية قصوى، لأن بناء العقول أهم من بناء المباني.
ـ ما الحل؟
ـ إعادة هيكلة المناهج الدراسية بحيث تعزز الإبداع والتفكير النقدي.
ـ تحسين جودة التعليم العالي وربط الجامعات بسوق العمل.
ـ رفع كفاءة المعلمين ليكونوا قادة تغيير، وليس مجرد ناقلين للمعلومات.
ب ـ الإعلام والثقافة كأدوات لصياغة وعي جديد
يرى الجاحظ أن الإعلام والثقافة هما أقوى أدوات التأثير على المجتمع، فإذا كانت الرسالة الإعلامية موجهة بشكل صحيح، يمكن أن تصنع نهضة فكرية حقيقية.
ما المطلوب؟
ـ إطلاق إعلام مستقل يعكس تنوع المجتمع السوري، لا إعلام موجه لخدمة السلطة.
ـ دعم الفنون والأدب كوسيلة لتعزيز الحوار والمصالحة الوطنية.
ـ تشجيع المبادرات الثقافية التي تعيد بناء الهوية الوطنية بعيدًا عن الانقسامات.
خاتمة.. دولة تنهض أم أزمة جديدة؟ القرار بأيدينا
يرى ابن خلدون أن الدول التي تستند إلى العدل والاقتصاد القوي والعصبية الجامعة تستمر، بينما الدول التي تقوم على الظلم والتفرقة والفساد تنهار.
ويؤكد الجاحظ أن أي تغيير سياسي لا يُصاحبه تغيير ثقافي وفكري سيظل سطحيًا وعرضة للانتكاس.
اليوم، سوريا أمام خيارين: إما أن تبني نموذجًا لدولة حديثة قائمة على القانون والوعي والتقدم، أو أن تصبح مجرد تجربة أخرى في قائمة الدول التي لم تتعلم من أخطائها.
المستقبل يُصنع الآن، والقرار بيد السوريين. فهل سنكون نموذجًا للنهضة، أم درسًا آخر في التاريخ عن الفرص الضائعة؟
*عضو الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا سابقا