ما الفائدة من منصة إعلامية ثقافية سعودية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
لا يمكننا أن نفهم الثقافات الأخرى إذا لم نعرف أنفسنا ونصل إلى مكامن ثقافتنا وأفكارنا، إذ بدون سبر أغوار ثقافتنا لا يمكننا أن نفهم العالم ولا يمكن لهذا العالم الفسيح أن يفهمنا، لذلك فإن الثقافة لا تكمن فقط في اللغة، بل هي عادات وسلوك اجتماعية لأمة من الناس تم التعود عليها وتطورت لفترة طويلة من الزمن.
لقد تبادر إلى ذهني الحديث أعلاه وأنا أقرأ كغيري توقيع وزير الثقافة السعودية مع منصة MBC لإنشاء منصة إعلامية ثقافية والتي ستعكس بلا شك الثقافة الخالدة في أركان المملكة العربية السعودية، فهذه القطعة الذهبية من الأرض نشأت فيها حضارات وثقافات منذ آلاف السنين، وحان الوقت لكتابة وترويج قصة تلك الحضارات والثقافات عالميا والتي تحكي قصة شعب كان ولا يزال يسكن هذه السعودية.
إننا قبل أن ننشر ثقافتنا إعلاميا علينا أن نفهم جيدا هويتنا الثقافية والتي أرى أن الكثير يعرفها ويفهمها، ولكنها تحتاج إلى فهم جيد حين اختيار القصص المميزة والتي متى ما عرفناها وفهمناها جيدا فإنها ستكون قابلة لترويج إعلامي ذكي وعبر منصة كـ MBC تمتلك الإمكانات المتطورة لصناعة ورواية القصة، إن قصتنا الثقافية الإعلامية تستحق العناء والتعب فهي رواية زادها وهجا الانفتاح الذي تشهده بلادنا اليوم في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠.
إن البعض لديه الكثير من الرؤى بل والنقد والانتقاد ووجهات نظر تستحق الوقوف عليها حيال أي مشروع ينطلق سواء أكان على مستوى أسرته الصغيرة أم على مستوى الوطن بشكل أكبر، لكن حقيقة نحن نحتاج إلى الانطلاقة الإعلامية الثقافية اليوم، ومع الوقت والتجربة سنكون قادرين على تطوير هذه المنصة الإعلامية لتعكس قصة ثقافية فريدة وثرية عن السعودية للعالم، بل إننا نأمل في مرحلة ما إلى أن تترجم القصص الثقافية إلى لغات حية مثل الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والروسية والصينية وغيرها خصوصا وأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة.
إن المحتوى الإعلامي الثقافي الذي سيتم بناؤه في هذه المنصة سيبدأ من رواية الخبر والتقرير الصحفي المرئي وسيعرج بعد ذلك على القصة القصيرة والمتوسطة والطويلة لثقافتنا، لذلك لابد لمن يصنع البرامج الثقافية الإعلامية أن تكون لديه القدرة على اختيار المحتوى ثم كتابته وفق معايير عالمية ليخرج من القصة المحلية، خاصة وأن الناظر بعين الفاحص في بعض المحتوى الإعلامي الذي نراه مؤخرا يجد أنه موجه للداخل السعودي وذلك لحرص بعض القنوات والأفراد على إبصار المسؤول بما كتبوه ونشروه، وأيضا ربما للحصول على التفاعل مثل الرتويت والتفضيل في منصة إكس (تويتر) سابقا.
إن استخدام منصة ما دون غيرها سيقلل من إيصال قصتنا الثقافية، إذ إنه في إسبانيا -مثلا- يتابع المراهقون منصة التيك توك، فيما يتابع الشباب وحتى سن ٤٥ منصة انستغرام، ومنهم أكبر سنا فإنهم يتابعون منصة الفيس بوك، فيما يكتفي السياسيون باستخدام إكس (تويتر سابقا) لإيصال رسائلهم السياسية، وبالتالي فإن الإسبان وشعوب أمريكا الجنوبية (٦٥٠) مليون إنسان لا يتابعون بشكل كبير تويتر ولا يعرفون منصة سناب شات، وبالتالي فإن استهداف منصة إكس سيجعل قصتنا الثقافية تدور في الفلك العربي الذي هو أصلا وغالبا يعرفها بسبب تشاركه معنا غالبا في الدين واللغة والثقافة.
وإن الناظر بعين البصيرة إلى المحتوى الإعلامي المكتوب والمنشور يدرك أن جودة ذلك المحتوى سيرفع من الوعي الثقافي تجاه السعودية، ويكسر الحواجز ويبني الجسور ويعلم الآخر كيف يحب ثقافة بلدنا، بل إن الأمر سيكون أبعد حيث ستزيد الارتباطات الثقافية من خلال تعرّف ذلك الآخر على قيم وعادات وثقافات بلادنا دون تميز أو أحكام مسبقة وهذا سيؤدي إلى التواصل الفعال بيننا وبينه ومعرفة الآثار الثقافية ويجعل من ذلك التواصل مهارة وقيمة ويخلق ثقافة مؤسسية وشخصية متنوعة وشاملة ويشعر الجميع بالامتنان لهذه الثقافة السعودية الخالدة.
إن الإعلام يحفز على تعزيز الثقافة والحفاظ عليها وتسهيل انتشارها محليا وعالميا باعتبار أن هناك ديناميكية إيجابية دائما ما تنشأ بين الإعلام والثقافة، بل عندما يكون هناك إعلام متقدم فإن الثقافة ستصبح قوة ناعمة تخدم الوطن في تعزيز صورته الذهنية مما ينعكس ذلك بشكل واضح على قطاعات السياحة ودعم الاقتصاد وزيادة الوظائف، وكذلك هجرة العقول إلى المملكة والاستقرار فيها وذلك يعود في كثير منه إلى قوة الإعلام في ترويج الثقافة.
بقي القول أن أشير إلى إن هذه المنصة الثقافية الإعلامية السعودية ستكون بلا شك لها فائدة وستكون رائدة في تتبع القصص الثقافية واختيار الجيد منها وترويجه بلغات العالم الحية، وكذلك استكشاف ما تزخر به بلادنا من ثقافات بعضها حية وبعضها بادت منذ آلاف السنين، لنصل في نهاية مطاف إلى التأثير على العالم، وتكون ثقافتنا قوة كبيرة في الوصول إلى اقتصاد متنوع وغير معتمد على النفط، بل وستكون إلى جوار العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ركائز أساسية تحلق بنا نحو أفق يليق بنا وبوطننا الغالي
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
حملة “أجمل شتاء في العالم” شريكاً إستراتيجياً للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع
أعلنت قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها عالمياً، انضمام حملة “أجمل شتاء في العالم”، في نسختها الخامسة، التي أطلقتها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع المركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، إلى قائمة الشركاء الإستراتيجيين للقمة التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل، في “أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل” بدبي، تحت شعار “المحتوى الهادف”.
وتهدف الشراكة إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية لدولة الإمارات، وتعزيز السياحة من خلال إبراز جمال وجهات السياحة الشتوية في الدولة والترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تشكل القمة منصة لصناع المحتوى لإنتاج ونشر محتوى يعكس التجارب الفريدة التي تقدمها الوجهات السياحية في الإمارات خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى زيادة التفاعل مع الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى شريحة أوسع من المتابعين محلياً وعالمياً، وكذلك استقطاب أبرز المؤثرين وصناع المحتوى للمشاركة في الحملة، مما يساهم في زيادة انتشارها وتحقيق أهدافها.
وتهدف حملة أجمل شتاء في العالم بنسختها الخامسة تحت شعار “السياحة الخضراء” إلى تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار إستراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
ونجحت حملة أجمل شتاء في العالم في تحقيق إيرادات قوية خلال نسختها الرابعة، حيث وصل إجمالي الإيرادات الفندقية في الدولة قرابة مليار درهم، وذلك خلال الفترة من 9 يناير حتى 20 فبراير لعام 2024، كما وصلت المواد الإعلامية والتسويقية للحملة من خلال المواقع الإخبارية وقنوات التواصل الاجتماعي لقرابة “600 مليون شخص حول العالم”.
وتستهدف النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم، المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات والسياح القادمين من باقي دول العالم، حيث تتضمن نشر العديد من المواد الإعلامية والتسويقية عبر وسائل الإعلام المختلفة وقنوات التواصل الاجتماعي، للترويج عن أهدافها والتعريف بأبرز الأماكن السياحية لفصل الشتاء في الدولة، وتسليط الضوء على التجارب السياحية الفريدة والأنشطة الترفيهية وأفضل المغامرات في كافة أنحاء الإمارات.
وقالت فاطمة عبد الرحمن مديرة الاتصال الحكومي في وزارة الاقتصاد، إن حملة أجمل شتاء في العالم تستهدف تسليط الضوء على التجارب السياحية المميزة والأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية في الدولة، مشيرة إلى أن الشراكة مع قمة المليار متابع من شأنها أن تساهم في نشر العديد من المواد الإعلامية والتسويقية في قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة للتعريف بالإمكانيات السياحية المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات.
وأكدت أن الشراكة مع قمة المليار متابع تساهم في تحقيق أهداف حملة أجمل شتاء في العالم في تنشيط ودعم السياحة الداخلية، وتعزيز موقع دولة الإمارات كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، بما ينسجم مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم، وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، بالإضافة إلى استقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية.
وتسهم حملة “أجمل شتاء في العالم”، في إبراز المعالم السياحية والتجارب الشتوية التي تتميز بها دولة الإمارات، وكذلك التراث الثقافي الغني، والمناظر الطبيعية الساحرة والخلابة، كما تدعم تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، وتعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات على خارطة السفر والسياحة العالمية.
وتشهد النسخة الثالثة من قمة المليار متابع عددا من المحاور والإضافات الثرية، منها إطلاق جائزة مالية قدرها مليون دولار تُمنح لصانع محتوى يقدم محتوى هادفاً ومبتكراً ويحدث تأثيراً إيجابياً في المجتمعات.
كما شهدت القمة إطلاق البرنامج الأول من نوعه “الاستثمار مع صناع المحتوى”، والذي يستهدف توفير التمويل والدعم المالي للشركات الناشئة والأفراد ممن يمتلكون أفكاراً ريادية في صناعة المحتوى، لطرحها أمام لجنة تحكيم مكونة من نخبة من كبار المستثمرين والشركات التي تتولى بدورها رعاية الفكرة والاستثمار فيها.وام