صحيفة عاجل:
2025-02-13@16:51:01 GMT

ما الفائدة من منصة إعلامية ثقافية سعودية

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

لا يمكننا أن نفهم الثقافات الأخرى إذا لم نعرف أنفسنا ونصل إلى مكامن ثقافتنا وأفكارنا، إذ بدون سبر أغوار ثقافتنا لا يمكننا أن نفهم العالم ولا يمكن لهذا العالم الفسيح أن يفهمنا، لذلك فإن الثقافة لا تكمن فقط في اللغة، بل هي عادات وسلوك اجتماعية لأمة من الناس تم التعود عليها وتطورت لفترة طويلة من الزمن.

لقد تبادر إلى ذهني الحديث أعلاه وأنا أقرأ كغيري توقيع وزير الثقافة السعودية مع منصة MBC لإنشاء منصة إعلامية ثقافية والتي ستعكس بلا شك الثقافة الخالدة في أركان المملكة العربية السعودية، فهذه القطعة الذهبية من الأرض نشأت فيها حضارات وثقافات منذ آلاف السنين، وحان الوقت لكتابة وترويج قصة تلك الحضارات والثقافات عالميا والتي تحكي قصة شعب كان ولا يزال يسكن هذه السعودية.

إننا قبل أن ننشر ثقافتنا إعلاميا علينا أن نفهم جيدا هويتنا الثقافية والتي أرى أن الكثير يعرفها ويفهمها، ولكنها تحتاج إلى فهم جيد حين اختيار القصص المميزة والتي متى ما عرفناها وفهمناها جيدا فإنها ستكون قابلة لترويج إعلامي ذكي وعبر منصة كـ MBC تمتلك الإمكانات المتطورة لصناعة ورواية القصة، إن قصتنا الثقافية الإعلامية تستحق العناء والتعب فهي رواية زادها وهجا الانفتاح الذي تشهده بلادنا اليوم في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠.

إن البعض لديه الكثير من الرؤى بل والنقد والانتقاد ووجهات نظر تستحق الوقوف عليها حيال أي مشروع ينطلق سواء أكان على مستوى أسرته الصغيرة أم على مستوى الوطن بشكل أكبر، لكن حقيقة نحن نحتاج إلى الانطلاقة الإعلامية الثقافية اليوم، ومع الوقت والتجربة سنكون قادرين على تطوير هذه المنصة الإعلامية لتعكس قصة ثقافية فريدة وثرية عن السعودية للعالم، بل إننا نأمل في مرحلة ما إلى أن تترجم القصص الثقافية إلى لغات حية مثل الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والروسية والصينية وغيرها خصوصا وأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة.

إن المحتوى الإعلامي الثقافي الذي سيتم بناؤه في هذه المنصة سيبدأ من رواية الخبر والتقرير الصحفي المرئي وسيعرج بعد ذلك على القصة القصيرة والمتوسطة والطويلة لثقافتنا، لذلك لابد لمن يصنع البرامج الثقافية الإعلامية أن تكون لديه القدرة على اختيار المحتوى ثم كتابته وفق معايير عالمية ليخرج من القصة المحلية، خاصة وأن الناظر بعين الفاحص في بعض المحتوى الإعلامي الذي نراه مؤخرا يجد أنه موجه للداخل السعودي وذلك لحرص بعض القنوات والأفراد على إبصار المسؤول بما كتبوه ونشروه، وأيضا ربما للحصول على التفاعل مثل الرتويت والتفضيل في منصة إكس (تويتر) سابقا.

إن استخدام منصة ما دون غيرها سيقلل من إيصال قصتنا الثقافية، إذ إنه في إسبانيا -مثلا- يتابع المراهقون منصة التيك توك، فيما يتابع الشباب وحتى سن ٤٥ منصة انستغرام، ومنهم أكبر سنا فإنهم يتابعون منصة الفيس بوك، فيما يكتفي السياسيون باستخدام إكس (تويتر سابقا) لإيصال رسائلهم السياسية، وبالتالي فإن الإسبان وشعوب أمريكا الجنوبية (٦٥٠) مليون إنسان لا يتابعون بشكل كبير تويتر ولا يعرفون منصة سناب شات، وبالتالي فإن استهداف منصة إكس سيجعل قصتنا الثقافية تدور في الفلك العربي الذي هو أصلا وغالبا يعرفها بسبب تشاركه معنا غالبا في الدين واللغة والثقافة.

وإن الناظر بعين البصيرة إلى المحتوى الإعلامي المكتوب والمنشور يدرك أن جودة ذلك المحتوى سيرفع من الوعي الثقافي تجاه السعودية، ويكسر الحواجز ويبني الجسور ويعلم الآخر كيف يحب ثقافة بلدنا، بل إن الأمر سيكون أبعد حيث ستزيد الارتباطات الثقافية من خلال تعرّف ذلك الآخر على قيم وعادات وثقافات بلادنا دون تميز أو أحكام مسبقة وهذا سيؤدي إلى التواصل الفعال بيننا وبينه ومعرفة الآثار الثقافية ويجعل من ذلك التواصل مهارة وقيمة ويخلق ثقافة مؤسسية وشخصية متنوعة وشاملة ويشعر الجميع بالامتنان لهذه الثقافة السعودية الخالدة.

إن الإعلام يحفز على تعزيز الثقافة والحفاظ عليها وتسهيل انتشارها محليا وعالميا باعتبار أن هناك ديناميكية إيجابية دائما ما تنشأ بين الإعلام والثقافة، بل عندما يكون هناك إعلام متقدم فإن الثقافة ستصبح قوة ناعمة تخدم الوطن في تعزيز صورته الذهنية مما ينعكس ذلك بشكل واضح على قطاعات السياحة ودعم الاقتصاد وزيادة الوظائف، وكذلك هجرة العقول إلى المملكة والاستقرار فيها وذلك يعود في كثير منه إلى قوة الإعلام في ترويج الثقافة.

بقي القول أن أشير إلى إن هذه المنصة الثقافية الإعلامية السعودية ستكون بلا شك لها فائدة وستكون رائدة في تتبع القصص الثقافية واختيار الجيد منها وترويجه بلغات العالم الحية، وكذلك استكشاف ما تزخر به بلادنا من ثقافات بعضها حية وبعضها بادت منذ آلاف السنين، لنصل في نهاية مطاف إلى التأثير على العالم، وتكون ثقافتنا قوة كبيرة في الوصول إلى اقتصاد متنوع وغير معتمد على النفط، بل وستكون إلى جوار العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ركائز أساسية تحلق بنا نحو أفق يليق بنا وبوطننا الغالي

المصدر: صحيفة عاجل

إقرأ أيضاً:

السعودية توسّع شراكاتها الدولية في الثقافة

عقد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، سلسلة لقاءات ثنائية بحثت سبل تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين المملكة وعدة دول، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري الإسلامي الثالث عشر في جدة.

و وفقاً لـ “الشرق الأوسط” ناقش الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان مع الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة الثقافة والآثار البحرينية، التعاون والتبادل الثقافي القائم بين البلدين في مختلف القطاعات، مشيداً بنجاح مهرجان «ليالي المحرق» الثالث بالمنامة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

كما بحث مع نظيره الأوزبكي نزاربيكوف أوزودبك أحدوفيتش، سُبل تعزيز التعاون والتبادل الثقافي في مختلف القطاعات الثقافية والفنية بين البلدين من خلال تنمية القدرات، وتبادل الخبرات، والمشاركة في الفعاليات والمهرجانات التي تُقام فيهما، بما يخدم مصالحهما وشعبيهما، ويوثّق العلاقات الثقافية، ويوطّد تواصلهما الثقافي.

أخبار قد تهمك بحضور سمو وزير الثقافة.. وزارة الثقافة توقّع برنامجًا تنفيذيًّا مع الإيسيسكو للتعاون في المعجم التاريخي المصوّر لفن الخط العربي 12 فبراير 2025 - 10:48 مساءً حكاية سلفي.. جوني ديب ووزير الثقافة السعودي في العلا 17 يناير 2023 - 5:19 مساءً

وتناول لقاء وزير الثقافة السعودي مع نظيرته التونسية أمينة الصرارفي، سبل تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين، عبر المشاريع الاستراتيجية المشتركة في مختلف مجالاتها، من خلال التبادل الثقافي عبر الفعاليات والمعارض، والتعاون بمجال التدريب الحِرفي، وتبادل الخبرات في إنشاء وحفظ سجلّ الحِرفيين.

واستعرض اللقاء تعاون البلدين، سواءً عبر «اللجنة السعودية – التونسية المشتركة»، أو الإعارات طويلة المدى مع «متحف ثقافات العالم» في المملكة بالتعاون مع معهد التراث الوطني التونسي. كما جرت الإشادة بمشاركة تونس في الأسبوع السعودي الدولي الثاني للحرف اليدوية «بنان» بالرياض العام الماضي، وتسليط الضوء على تجربتها الرائدة بمجالات الفنون البصرية، والأفلام، والموسيقى.

وشهد توقيعَ مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين وزارتي الثقافة السعودية والتونسية؛ بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات والقطاعات ذات العلاقة، بما يسهم في تبادل المعرفة والتجارب بين البلدين، وتطوير البرامج والمبادرات المشتركة.

وتطرق لقاء الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان مع مهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي إلى مجالات التعاون والتبادل بين البلدين في مختلف القطاعات الثقافية، خاصة في مجال الحرف والفنون التقليدية، التي جرى بشأنها توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد الملكي السعودي للفنون التقليدية والأكاديمية المغربية للفنون التقليدية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واستعرض التعاون المستمر بين البلدين عبر المشاركة في الأحداث والفعاليات التي تُقام فيهما، من بينها مشاركة المغرب في «بنان 2»، إلى جانب مشاركات دور نشر مغربية في نسخ معرض الرياض الدولي للكتاب. وهنأ الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، الرباط بنجاح المؤتمر الوزاري العربي الذي استضافته في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

كما ناقش وزير الثقافة السعودي مع جان ميشيل أبيمبولا وزير السياحة والثقافة والفنون البنيني سُبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين في مجالات الفنون، والمتاحف، والتراث، مؤكداً عمق العلاقات الاستراتيجية والروابط الوثيقة بينهما، لا سيما بالمجال الثقافي.

وشهد اللقاء توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي بين السعودية وبنين في عدة مجالات ثقافية، كالتراث، والمتاحف، والأفلام، والمسرح والفنون الأدائية، والأزياء، والموسيقى، والمكتبات، والفنون التقليدية والحرفية، وتعليم اللغة العربية، كذلك تبادل الخبرات المتعلقة بالأنظمة والسياسات الثقافية، بما في ذلك المحافظة على التراث، ومكافحة الاتّجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

إلى ذلك، وقّعت وزارةُ الثقافة السعودية برنامجاً تنفيذِيّاً مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، للتعاون في المعجم التاريخي المصوَّر لفن الخط العربي، وذلك بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، حيث مثّلهما في مراسم التوقيع راكان الطوق مساعد الوزير، والدكتور سالم المالك مدير عام المنظمة.

وتضمّن البرنامج عدة مجالات للتعاون، أبرزها في ترشيح خُبراء فن الخط من شتى المؤسسات والمعاهد المعنيّة به في العالم الإسلامي؛ للمساهمة في المعجم التاريخي المصوّر لفنِّه كتابةً وتحريراً ومراجعة، وإعداد تصوّرٍ لأشهَر مصادر الخط من مخطوطات، ونقوش كتابية، ولوحات فنيّة وغيرها.

ويمثِّل هذا المعجم عملاً ثقافياً فريداً وغير مسبوق عالمياً، إذ يعدّ أول مشروعٍ تاريخي يتناول الخط العربي من منظورٍ بصري، ويرصد تطوّره عبر الحقب الزمنية، ويقوم على دراسة الحروف شكلاً ومضموناً، وتحليل تطوّرها التشكيلي في السياقات التاريخية المختلفة بخلاف المعاجم التقليدية التي تُعنى بتطوّر الكلمات والمعاني، وذلك بهدف دراسة الخط بصفته تجسيداً بصرياً للغة، ورمزاً ثقافياً لهويتها، وأداة حوارٍ حضاري بين الشعوب والثقافات.

ويندرج البرنامج تحت مظلة مذكرة التفاهم للتعاون الثقافي بين الجانبين الموقّعة في الرياض خلال ديسمبر (كانون الثاني) 2022، وتسعى من خلاله الوزارة إلى توحيد الجهود وتضافرها لخدمة فن الخط العربي، وإعداد المعاجم المتصلة به، وحفظ مصادره التاريخية، كما يعكس حرصها على تعزيز تعاونها وتبادلها الدولي مع المنظمات الإقليمية والدولية، بما يخدم اللغة، والخط وفنونه، تحت مظلة «رؤية 2030».

يشار إلى أن المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي الذي تستضيفه السعودية، يقام بالتعاون بين الوزارة و«الإيسيسكو».

مقالات مشابهة

  • جامعة دمنهور تحتفي بصلاح جاهين بفعاليات ثقافية يوم 19 فبراير
  • لقاءات توعية وعروض وورش فنية في ثاني ليالي القافلة الثقافية بالمرج.. صور
  • "محمد بن خالد آل نهيان الثقافية" تُثري "القراءة بداية كل حكاية"
  • بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.. إنشاء ائتلاف وطنيّ لحماية الممتلكات الثقافية
  • جولات ثقافية سعودية في 7 مدن يابانية قبل افتتاح "إكسبو أوساكا"
  • السعودية توسّع شراكاتها الدولية في الثقافة
  • “قافية الوفاء” ديوان شعر صادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان
  • تحت مظلة «الإيسيسكو».. مصر تدعو لإنشاء منصة رقمية لـ الأرشيف الثقافي والفني للدول الإسلامية
  • “معرض طويق للنحت” يروي قصصاً منحوتة على أحجار سعودية
  • نائب وزير الثقافة يدشّن منصة “المكتبة الرقمية” خلال ليب 2025