الهجرة السلبية تضرب إسرائيل.. أرقام قياسية تهدد التوازن الديموجرافي لدولة الاحتلال
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
نشرت دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلية في ديسمبر 2024 تقريرًا عن الوضع السكاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وكشف عن أرقام مقلقة تتعلق بالهجرة السلبية.
وعلى الرغم من الإعلان الاحتفالي عن تجاوز عدد سكان إسرائيل حاجز الـ10 ملايين نسمة، فإن الزيادة السكانية رافقتها موجة هجرة غير مسبوقة. هذه الأرقام أثارت قلقًا عميقًا في الأوساط السياسية والمجتمعية، حيث تمثل تهديدًا لأحد الأهداف الرئيسية للصهيونية: تجميع اليهود في فلسطين.
بلغ عدد المهاجرين الإسرائيليين إلى الخارج في عام 2024 حوالي 82,700 شخص، وهو أعلى رقم منذ تأسيس الدولة عام 1948. مقارنة بالعام السابق، الذي شهد مغادرة 55,300 إسرائيلي، فإن هذه الأرقام تسلط الضوء على ظاهرة مقلقة تتزايد عامًا بعد عام. ورغم عودة حوالي 23,800 شخص إلى البلاد، فإن الرصيد الإجمالي للهجرة ظل سلبياً بمقدار 58,900 شخص.
إلى جانب ذلك، أظهرت البيانات أن معظم المهاجرين هم من الفئات العمرية الشابة (20-45 عامًا)، حيث يشكلون حوالي 47.8% من مجموع المهاجرين، مع تزايد لافت في نسبة الأطفال والمراهقين الذين يغادرون مع عائلاتهم.
وتنوعت أسباب الهجرة بين قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية. ويرى كثيرون أن سيطرة اليمين الإسرائيلي، ومحاولات "الإصلاح القضائي"، وزيادة الانقسامات المجتمعية عوامل دفعتهم إلى مغادرة البلاد. كما أن الشعور بانعدام الأمن الشخصي، خاصة في المستوطنات الحدودية، عزز الرغبة في البحث عن مستقبل أكثر استقرارًا في الخارج.
جغرافيًا، جاءت موجات الهجرة من المدن الكبرى مثل تل أبيب، حيفا، القدس، ونتانيا، وهي المناطق التي تعتبر الأكثر استقرارًا وازدهارًا. في المقابل، كانت الهجرة أقل من البلدات العربية والمستوطنات الحدودية، حيث ترتبط الظروف الاقتصادية والثقافية بفرص أقل للاندماج في الخارج.
ويمثل ارتفاع نسبة المهاجرين تحديًا كبيرًا أمام إسرائيل على المستويين الديموغرافي والسياسي. فوفقًا للتقرير، يشكل العرب حوالي 24% من المواليد الجدد في البلاد، مما يزيد من نسبتهم الإجمالية تدريجيًا مقارنة باليهود. هذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على التوازن الديموغرافي الذي تسعى إسرائيل للحفاظ عليه منذ تأسيسها.
على الصعيد السياسي، تشير هذه الأرقام إلى قلق متزايد من تراجع ثقة الإسرائيليين في مؤسسات الدولة ومستقبلها. تصريحات العديد من المهاجرين تعكس إحباطًا من الانقسامات الداخلية وتدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية، مما يعكس تحولات عميقة في الوعي المجتمعي.
وتمثل الهجرة السلبية المتزايدة ظاهرة تهدد الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، بما في ذلك الحفاظ على التوازن الديموغرافي واستقرار الدولة. إذا استمرت هذه الأرقام بالارتفاع، فقد تكون لذلك تداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل، خاصة في ظل تزايد التحديات الإقليمية والدولية. معالجة هذه الأزمة تتطلب جهودًا جادة لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، وتقديم حلول مستدامة تعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الهجرة الاحتلال الإسرائيلي المزيد هذه الأرقام
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدد مجدداً.. المشاهد الصادمة لـ«الرهائن الثلاث» لن تمر دون ردّ!
أوعز رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات ردا على “المشاهد القاسية للرهائن” الذين أطلق سراحهم في غزة اليوم السبت، وعلى ما وصف بأنها “خروقات متكررة” من جانب “حماس”.
جاء ذلك في بيان أصدره مكتب نتنياهو بعد أن ظهر إيلي شرابي (52 عاما) وأور ليفي (34 عاما) وأوهاد بن عامي (56 عاما) نحاف الأجساد وضعفاء في مراسم نظمتها “حماس” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لتسليمهم للصليب الأحمر.
وكتب الرئيس الإسرائيليي إسحاق هرتسوغ في منشور عبر منصة “إكس” أن فقدان الوزن الشديد والحالات الصحية الصعبة التي يعاني منها الرهائن المحررون يعد “جريمة ضد الإنسانية”.
وقال بيان مكتب نتنياهو إن “حكومة إسرائيل تحتضن العائدين الثلاثة”، لكن “الصور الصادمة التي رأيناها اليوم لن تمر دون رد”، كما أكد أن “إسرائيل ملتزمة باستعادة جميع الرهائن والمفقودين”.
وفي بيان آخر قال مكتب نتنياهو: “نظرا للظروف القاسية التي عانى منها الرهائن الثلاثة والانتهاكات المتكررة من قبل.. “حماس”، لقد أوعز رئيس الوزراء بألا تتغاضى إسرائيل عن هذا الأمر وتتخذ الإجراءات اللازمة”، دون ذكر التفاصيل.
وبعد هذه التصريحات شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هجوما لاذعا على نتنياهو متسائلا: “هل اكتشفت الآن أن حالة الرهائن صعبة؟ ألم تكن تعرف ذلك من قبل؟ لأن ذلك كان مكتوبا في وثائق المخابرات التي وضعت على مكتبك في الأشهر الأخيرة. رأيت هذه التقارير تماما كما رأيتها أنا. ما الفائدة الآن من أنك “أمرت باتخاذ إجراءات”؟ وإذا كانت هناك إجراءات، لماذا لم تأمر بها من قبل؟”.
ومن جانبها، طالبت عائلات المختطفبن الإسرائيليين نتنياهو باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في ضوء الحالة السيئة للرهائن الثلاثة المفرج عنهم اليوم، كما انتقدت بقاء رئيس الوزراء في واشنطن في هذه اللحظات الصعبة.
وهاجم يهودا كوهين، والد المختطف نمرود كوهين، نتنياهو قائلا: “من الجدير بالذكر أنه في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح المواطنين الإسرائيليين من أسر حماس وهم يبدون كناجين من الهولوكوست، يجلس نتنياهو ويقضي أوقاتا في فندق فاخر في واشنطن، على حساب دافعي الضرائب الإسرائيليين وعلى حساب معاناة المختطفين”.
وأعلن “مجلس أكتوبر”، الذي يضم عائلات ضحايا السابع من أكتوبر، أن “الصور المؤلمة لمختطفينا العائدين اليوم، والتي تذكر بصور ناجي الهولوكوست، تشكل تذكيرا إضافيا بالإخفاق الفادح في تاريخ الدولة، والذي يجب التحقيق فيه حتى النهاية”. وأضاف البيان: “عائلات إيلي، وأور وأوهاد أيضا تستحق إجابات. يجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية. نحن نطالب بالحصول على إجابات”.