هل يمكن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إخضاع الدول الأوروبية؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في الانتخابات المقبلة في ألمانيا.
ألقى ماسك بثقله خلف حزب شعبوي مناهض لأمريكا
كتب لي هوكستادر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه حتى وقت قريب، كان التحدي الرئيسي الذي يواجه أوروبا من ماسك، هو حشد الوسائل اللازمة لفرض قواعد التكنولوجيا والتجارة على الملياردير الذي تتجاوز إيرادات شركاته السنوية الإنفاق الدفاعي السنوي البريطاني أو الألماني.
أما الآن فبات السؤال عمل إذا كان ماسك يستطيع أن يسيطر على السياسة الأوروبية، ويهيمن عليها كما هيمنت الشركات الأمريكية على ما يسمى جمهوريات الموز في أمريكا الوسطى، منذ أكثر من قرن.
وبشكل أكثر صراحة: هل يستطيع ماسك التلاعب بألمانيا أو بريطانيا، مثلما فعلت شركة يونايتد فروت عندما أخضعت هندوراس ذات يوم؟
Keep going Musk. Europe needs help. Why is left more focused on blaming Musk than fixing rape of children... Says everything...
How Elon Musk has sought to influence European politics, boost far right
Source: FRANCE 24 English pic.twitter.com/44CGUM6wBG
ويقول الكاتب إن سؤالاً كهذا يفترض أن يكون غير واقعي، نظراً لأن برلين تسيطر على ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ولندن السادسة.
ومع ذلك، مع تصاعد نوبة التغريدات المتشائمة، فإن أغنى رجل في العالم - والذي يصادف أنه يسيطر أيضاً على مصنع سيارات تسلا قرب برلين والذي هو في طريقه إلى تقزيم أي مصنع ألماني لفولكس فاغن أو بورش - قد أغرق السياسة في كلا البلدين في حالة من الاضطراب.
ألمانياوالمثال الأكثر إلحاحاً هو ألمانيا، حيث تدخل ماسك في الانتخابات فقط قبل أسابيع من إجرائها. والأمر الأكثر استثنائية، هو أنه ألقى بثقله خلف حزب شعبوي مناهض لأمريكا ومحب لروسيا وينكر تغير المناخ، ويضم قادته مدافعين عن النازية ومعادين للسامية، إلى جانب المتحمسين لترحيل الأجانب.
وكتب ماسك في صحيفة "فيلت أم تسونتاغ" الألمانية المحافظة: "حزب البديل من أجل ألمانيا، هو بصيص الأمل الأخير في ألمانيا"، لكن جهاز الاستخبارات الداخلي الألماني لا يتفق مع هذا الرأي، حيث صُنف بعض عناصر الحزب على أنهم متطرفون ووضعوا تحت المراقبة.
Governments across Europe are in turmoil over how to handle Elon Musk – the billionaire firebrand who has Donald Trump's ear https://t.co/cO19Ox0Qhn
— POLITICO (@politico) January 3, 2025الحكمة التقليدية هي أن حزب البديل من أجل ألمانيا، على رغم حصوله على المركز الثاني قبل انتخابات 23 فبراير (شباط)، سيتم استبعاده من أي حكومة ائتلافية من قبل القوى المشتركة للكتل السياسية التقليدية من اليسار ويمين الوسط في ألمانيا.
وكان هذا أيضاً هو التفكير التقليدي والخاطئ قبل انتخابات عام 2023 في هولندا، عندما صدم حزب شعبوي مناهض للمسلمين، بحصوله على المركز الأول. وهو يقود الآن الائتلاف الحاكم في ذلك البلد.
وفي هذا السياق، بدا الأمر أشبه بالتمني، عندما قال ناطق باسم الحكومة الألمانية هذا الأسبوع، إنه "ببساطة ليس صحيحاً أن تدخل ماسك في وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤثر على بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة، بأكاذيب أو أنصاف حقائق أو تعبيرات عن الرأي".
ودعا كبار القادة الأوروبيين ماسك إلى الاهتمام بشؤونه الخاصة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لمجلة شتيرن الألمانية الأسبوعية: "لا تطعموا القزم".
بريطانياوهذا الأسبوع، شن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هجوماً مضاداً بعدما بات هو وحكومة حزب العمال من يسار الوسط، التي تولت السلطة منذ ستة أشهر فقط، فجأة هدفاً لانتقادات الملياردير الزئبقي عبر الإنترنت.
وكان ماسك قد اتهمهم بالتهاون في فضيحة عمرها أكثر من عقد من الزمن شملت عصابات، تتألف بشكل رئيسي من رجال باكستانيين بريطانيين، يقال إنها استدرجت وإساءت معاملة الفتيات القاصرات واغتصابهن.
ومع أن الكثير مما ادعاه ماسك كان خطأً، ولكن بالنسبة له، الفكرة هي ليست الحقائق. إنها القوة، وكيف يمكنه استخدامها للسيطرة على الأضواء وفرض إرادته.
ويعزى نفوذ ماسك إلى ثروته (التي تقترب الآن من نصف تريليون دولار)، وإلى جحافل المتابعين له (211 مليوناً على منصة التواصل الاجتماعي إكس الخاصة به).
وكتب ماسك في صحيفة فيلت أم زونتاغ: "لقد فشلت الأحزاب التقليدية في ألمانيا... لقد أدت سياساتها إلى الركود الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية وتآكل الهوية الوطنية".
ولم يخف ماسك، الذي كان دعمه البالغ 277 مليون دولار لحملة دونالد ترامب أكبر مساهمة في الانتخابات الرئاسية العام الماضي (أو أي عام)، ازدراءه لأوروبا، وخص بالذكر انخفاض معدلات المواليد فيها، وكتب: "أوروبا تحتضر" –وعدد السكان المهاجرين يزداد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ماسك ألمانيا إيلون ماسك الاتحاد الأوروبي ألمانيا فی ألمانیا
إقرأ أيضاً: