أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الأربعاء، مسؤوليتها -بالشراكة مع فصيلين فلسطينيين- عن عملية إطلاق نار في محافظة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين.

وقالت القسام "نعلن المسؤولية بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى عن عملية إطلاق النار الاثنين الماضي في قرية الفندق شمالي الضفة الغربية"، حيث أجهز مقاتلوهم على "3 صهاينة قبل أن ينسحبوا ويعودوا لقواعدهم سالمين".

وأضاف البيان أن "العمليات المشتركة القادمة ستكون أبلغ رسائل التآلف والترابط بين فصائل المقاومة (..) في ردها على مجازر العدو المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء".

وكتائب شهداء الأقصى هي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، تأسست إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، في حين أن سرايا القدس هي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

جيش الاحتلال يواصل تصعيده في الضفة الغربية (الفرنسية)

وعلى صعيد متصل، يواصل الاحتلال تصعيده في الضفة الغربية اليوم الخميس، حيث ينفذ عمليات الاقتحام والمداهمات في مختلف المناطق، وسط اشتباكات مستمرة مع المقاومين.

إعلان

وفي مدينة طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، وحاصرت مخيمها، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات في محيطه.

في الأثناء، أكدت "سرايا القدس/ كتيبة طولكرم" تحقيق إصابات في صفوف الاحتلال نتيجة تفجير عبوات ناسفة في آليات ومجموعات راجلة تابعة لقواته.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال فجرت منزل أسير في طولكرم بتهمة اشتراكه في هجوم مسلح أواخر مايو/أيار الماضي.

وكانت قوات الاحتلال قتلت 3 فلسطينيين، بينهم طفلان، جراء غارة مسيّرة أمس الأربعاء، في بلدة طمون قرب طوباس شمالي الضفة الغربية.

والاثنين الماضي، قتل 3 مستوطنين -رجل وسيدتان- في إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "سيارة عابرة أطلقت النار على سيارتين وحافلة كان بداخلها إسرائيليون، وتتم مطاردة مطلقي النار، حيث توجد حواجز على الطرق في نابلس وقرى بالمنطقة".

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا عقب العملية إلى ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في مدينتي نابلس وجنين، كما تفعل تل أبيب في جباليا شمال قطاع غزة.

قوات الاحتلال قتلت نحو 850 فلسطينيا بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الفرنسية)

 

وبموازاة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية/ بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر إجمالا عن استشهاد 847 فلسطينيا، وإصابة نحو 6700، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

بينما خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إعلان

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شمالی الضفة الغربیة قوات الاحتلال فی الضفة

إقرأ أيضاً:

عدم اختصاص قضاء المحتل بمُحاكمة المقاومة

 

 

د. عبدالله الأشعل **

إسرائيل قامت على الأراضي الفلسطينية وفق قرار التقسيم الذي رفضته الدول العربية عام 1947، لكن بريطانيا وأمريكا تمكنتا بالضغوط من أن يستوفي مشروع القرار نصابه اللازم، لكى يتحول المشروع إلى قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستكمالًا للتلبيس فإنَّ بريطانيا التي قدمت مشروع القرار امتنعت عن التصويت عليه.

وكان أبا إيبان مندوب الوكالة اليهودية التي تشكلت عام 1918 وحضرت بهذه الصفة مؤتمر فرساي، ومهمة الوكالة الإشراف على الهجرات الصهيونية وحمايتها بالتعاون مع القوات البريطانية ضد المقاومة الفلسطينية لهذه الهجرات. ورفض أبا إيبان في كلمته اعتبار قرار التقسيم شهادة ميلاد إسرائيل، ولكن القرار هام في جانب آخر وهو أنَّه دليل على إجماع المجتمع الدولي بأن الصهاينة كانوا في فلسطين منذ آلاف السنين بدليل تقسيم فلسطين بين سكانها العرب واليهود.

وبالفعل عمدت بريطانيا والصهاينة إلى صياغة مشروع قرار التقسيم بين اليهود والعرب حسب نص قرار التقسيم، وقال أبا إيبان إن فكرة ملكية اليهود لفلسطين أو لجزء منها كما نص تصريح بلفور، كانت حلماً هبط إلى الأرض والواقع بقرار التقسيم. ورغم أن إسرائيل رفضت القرار إلّا أنها قامت على الجزء الأكبر المخصص لها في القرار ثم أضافت الدول العربية ربع فلسطين خارج قرار التقسيم ظنا منهم أن إعطاء إسرائيل 78% من مساحة فلسطين يمكن أن يُغريها بقبول الجزء الخاص بالفلسطينيين في القرار، فقد قدمت السعودية الصيغة التي أصبحت المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت العربية عام 2002؛ وهي أن توافق إسرائيل رغم أن قرار التقسيم لا يتطلب موافقة إسرائيل على قيام دولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967؛ أي التنازل الرسمي لإسرائيل عن 21.5% خارج قرار التقسيم، وعاصمة الدولة شرق القدس، فتنازلوا عن غرب القدس واعترفوا بملكية إسرائيل لها، رغم أن القدس شرقها وغربها أراضٍ فلسطينية محتلة، الغرب عام 1949 والشرق عام 1967، كما اعترفوا ضمنيا بتقسيم القدس إلى شرقية وغربية، فاستغلت أمريكا  التراجع العربي، واعترقت لإسرائيل بكل فلسطين وشاركت إسرائيل في إبادة سكان فلسطين العرب ونقلت سفارتها من غرب القدس إلى شرق القدس وهي رسميًا أراضٍ فلسطينية محتلة بنص قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر 1967، والآراء الاستشارية من محكمة العدل الدولية.

ولم يكترث ترامب ولا الكونجرس الأمريكي لانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذي رعاه الرئيس كارتر شخصيا وحصل على إجماع الأعضاء وحظر نقل السفارات إلى القدس الشرقية باعتبارها أراضٍ محتلة.

وفي عام 2004، طلبت الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية الرأي الاستشاري في شأن قانونية بناء إسرائيل جدارًا أسمته جدار الأمن على الأراضي الفلسطينية المحتلة وأسماه الفلسطينيون جدار الفصل العنصري. قالت المحكمة إنَّ إسرائيل دولة محتلة للأراضي الفلسطينية وليس من سلطة المحتل أن يبنى جدارًا على الأراضي المحتلة وكلفت الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة تطبيق الرأي الاستشاري.

وفي عام 2024 أكدت المحكمة في رأي استشاري جديد أن علاقة إسرائيل بالأراضي الفلسطينية هي أنها سلطة احتلال ويجب أن يزول.

وقضى القانون الدولي بأن السلطة المحتلة احتلالًا عاديًا بخلاف الاحتلال الإسرائيلي وله طابع خاص ليس لها اختصاص قضائي بمحاكمة أعضاء المقاومة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى الانفراد بفلسطين والاستيلاء على فلسطين كلها تطبيقا للمشروع الصهيوني، وهو بالطبع طويل الأجل. وكانت أحكام القانون الدولي الخاصة بالمقاومة التي وضعتها أوروبا وفق مصالحها تقضي بأن من حق البلاد المحتلة أن تقاوم الفتح (Conquest) فإذا تحول الفتح إلى غزو واحتلال يتوقف الحق في المقاومة. ولما احتلت ألمانيا فرنسا في الحرب العالمية الثانية غيرت أوروبا قواعد الحق في المقاومة فأجازت الحق في مقاومة المحتل، بعد أن كان الحق قاصرًا على مقاومة الغزو، ولكن اتضح بعد ذلك أن أوروبا عنصرية ولا تعترف بالحق في المقاومة لغير الأوروبيين.

وإسرائيل تعتقل المقاومين وهم لهم حصانة في اتفاقية نيويورك عام 1979؛ فالاعتقال والمحاكمة تخرج عن سلطات الاحتلال. ويترتب على ذلك إبطال الاعتقال والمحاكمة والأحكام والقرارات المترتبة عليها والمطالبة بالتعويض.

وإذا جاز للقضاء الإسرائيلي محاكمة بعض أنواع الجرائم فيجب أن يطبق القانون الدولي وليس القانون الإسرائيلي، لأن إسرائيل بذلك تنتهك مبدأ قانونيًا مُهمًا وهو أنه لا يجوز للدولة أن تكون خصمًا وحكمًا في نفس الوقت.

الاحتلال طويل الأجل يضفي حقًا إضافيًا لشرعية المقاومة الفلسطينية ولا حقوق لهذا الاحتلال خاصة إذا كان الاحتلال يهدف إلى توطين الصهاينة. وزعم إسرائيل والغرب بأن لها حق الدفاع الشرعي يعتبر ادعاءً باطلا. فإذا كان الاحتلال غير مشروع يكون كل ما يترتب عليه غير مشروع. بما فيه الاعتقال والتعذيب والأحكام. ولذلك لا يجوز أن تستفيد إسرائيل من هذا الوضع. فيكون اعتقال المقاومة الفلسطينية غير مشروع، ولا يجوز مبادلتهم بمخطوفين صهاينة بل يجب إطلاق سراحهم فورًا.

ثم إن السلطة المحتلة عليها التزامات تجاه السكان المدنيين وفق اتفاقية جنيف الرابعة، فلا يجوز حصار غزة وإبادة أهلها وتجويعهم وتدمير مقومات الحياة لديهم ومنع المعونات، ويجب على مصر أن تفي بالتزاماتها كدولة طرف في اتفاقية جنيف الرابعة خاصة معبر رفح.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حماس: الاحتلال يواصل حصار غزة والتصعيد في الضفة الغربية
  • حماس: الاحتلال يواصل حصاره لغزة وتصعيده في الضفة الغربية
  • تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • يهدمون البيوت ويخربون الممتلكات.. قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون يعيثون فسادًا في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تفجر منزلاً في الضفة الغربية
  • استشهاد فلسطينيين في اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • عدم اختصاص قضاء المحتل بمُحاكمة المقاومة
  • منهم 90 طفلاً و19 امرأة.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 762 فلسطينيًا من الضفة الغربية الشهر الماضي
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد في الضفة الغربية