لبنان على أعتاب انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.. هل ينهي جوزيف عون الفراغ الرئاسي؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، تُعقد اليوم الجلسة البرلمانية 13 التي قد تضع حدًا لحالة الجمود السياسي في لبنان، وترتفع حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون للفوز بالاستحقاق الرئاسي بعد إعلان ترشيحه من قبل عدد من الكتل والنواب الذين تجاوز عددهم الخمسين نائبا حتى الساعة.
وتعد الجلسة اختبار حقيقي لقدرة النظام السياسي على مواجهة التحديات وإعادة ترميم الثقة الداخلية والخارجية، وسط أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة.
وفي ظل انسحاب الثنائي الشيعي من دعم سليمان فرنجية، برز قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي، مع تزايد الإجماع حوله، كما يحظى باحترام واسع داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.
تاريخيا تعد الانتخابات الرئاسية في لبنان، منذ استقلاله عام 1943، حدثا ستثنائيا في معظم الأحيان. ومن أصل 13 انتخابا، لم يُجرَ سوى انتخابين عاديين دون تدخلات خارجية أو أزمات داخلية.
كما فرضت تحولات اتفاق الطائف أن يكون انتخاب الرئيس محكومًا بالتوازنات الإقليمية والدولية. وتلعب المتغيرات الإقليمية دورا حاسما في مسار الانتخابات الرئاسية. فالتحولات في سوريا، وتأثير الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ومواقف الدول المؤثرة مثل فرنسا والولايات المتحدة وإيران، كلها عوامل تضغط باتجاه تسوية سياسية تفضي إلى انتخاب رئيس جديد.
ويرى محللون أن التوافق الدولي حول دعم العماد جوزيف عون يعكس رغبة في استقرار لبنان كجزء من التوازنات الإقليمية الجديدة، ولذلك يترقب اللبنانيون جلسة 9 يناير بآمال ممزوجة بالحذر، خاصة وأن لبنان يقف اليوم أمام فرصة تاريخية، لكن النجاح يعتمد على قدرة القوى السياسية على التخلي عن مصالحها الضيقة والعمل على إنقاذ البلاد من أزمتها الوجودية.
وقبيل انطلاق جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان اليوم تتكثف الاتصالات والمشاورات بين الكتل والنواب لحسم موقفهم واختيار مرشحهم.
هذا وسيحضر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. ورجحت المعلومات أن يحمل لودريان خلال جولته اسما واحدا لرئاسة الجمهورية مدعوما من اللجنة الخماسية، وهو اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون.
من جهتها، أكدت كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني على “موقفها المبدئي، وهو التوافق على رئاسة الجمهورية”. وانتشر مقطع فيديو يوثق في إحدى دور الطباعة في لبنان، طبع آلاف الصور لقائد الجيش ودون عليها فخامة رئيس الجمهورية.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد أكد أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي ستعقد يوم غد الخميس عند الساعة 11 قبل الظهر بالتوقيت المحلي، “قائمة ومفتوحة وبدورات متتالية”، حيث أشار في حديث لصحيفة “النهار”، إلى أن “على النواب الـ128 تحمل مسؤولياتهم وانتخاب الرئيس”.
وأردف: “هناك تصميم على انتخاب الرئيس في جلسة الخميس أو في الأيام التالية”، مشددا على أنه لا توقف لجلسات الانتخاب إلا عند صلاة الجمعة أو قداس الأحد”.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” اللبناني وفيق صفا أنه لا “فيتو” للحزب على ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وأن “فيتو” الحزب الوحيد يشمل سمير جعجع.
جدير بالذكر أن ولاية الرئيس السابق ميشال عون انتهت في 31 أكتوبر 2022، وبسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في جلسات مجلس النواب لاختيار الرئيس تتأجل الانتخابات باستمرار، وكانت آخر جلسة عقدت في يونيو 2023.
وتتطلب عملية انتخاب رئيس في لبنان غالبية الثلثين من أصوات نواب البرلمان البالغ عددهم 128، في الدورة الأولى، في حين يكفي الحصول على الغالبية المطلقة (أكثر من 50%) في الجولات التالية.
وفي ما يلي أبرز الأسماء المرشحة والمطروحة للرئاسة في لبنان، وفق ما أوردت صحيفة “النهار”:
إبراهيم كنعان: تولّى النائب المتني أمانة سر “تكتل التغيير والإصلاح” و”لبنان القوي”، وبقي من أبرز الوجوه العونية. كان له الدور الأبرز مع شريكه “القواتي” ملحم رياشي في صياغة “اتفاق معراب” الذي عبد الطريق امام العماد ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا عام 2016.
الياس البيسري: برز اسم اللواء الياس البيسري بعد توليه مهمات المديرية العامة للأمن العام خلفا للواء عباس إبرهيم.
طرح اسمه مرشحا رئاسيا من ضمن الأسماء الوسطية غير المحسوبة على طرف، كما تم تداوله في لائحة قطرية جرت مناقشتها مع عدد من الأفرقاء اللبنانيين. لا يزال اسمه مطروحا بجدية، ولم تعلن أي جهة رفضها المباشر له، كما لم تتبنه أي جهة في المقابل.
جوزيف عون: يُعتبر قائد الجيش العماد جوزف عون من أبرز الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية.
توّلى مسؤولية المؤسسة العسكرية عام 2017، أمضى حياته في الوحدات العملانية منفذا المهمات الميدانية، بخبرة وكفاية.
بعد أشهر قليلة على تسلمّه القيادة، أطلق عون في أغسطس 2017 “معركة فجر الجرود” ضد التنظيمات الإرهابية في جرود عرسال والقاع، وحقق الانتصار الأبرز في بداية عهده قائدا.
حافظ عون على علاقاته بمختلف الأطراف واستطاع أن يبعد الجيش عن “الزواريب السياسية”، واليوم يُطرح مرشحا جديا يحظى بتأييد كتل نيابية وسياسية فاعلة.
جهاد أزعور: قادم من عالم المال والأعمال، حائز على دكتوراه في العلوم المالية الدولية ودرجة عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية، من معهد الدراسات السياسية في باريس، وله أبحاث تتّصل بالاقتصادات الصاعدة واندماجها في الاقتصاد العالمي في جامعة هارفارد.
زياد بارود: دخل زياد بارود الحياة السياسية عبر توليه وزارة الداخلية عام 2008 في حكومة فؤاد السنيورة، اسما وسطيا بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس “التيار الوطني الحر” آنذاك العماد ميشال عون، واستمر في موقعه في حكومة الرئيس سعد الحريري حتى عام 2011.
حافظ بارود على وسطيته وعلاقاته بمختلف الأطراف واتجه نحو العمل القانوني والأكاديمي، وكانت له المساهمة الكبيرة في إنتاج قانون انتخاب يعتمد على النسبية للمرة الأولى في لبنان، رغم التشويه الذي طاله بسبب التسويات.
سمير عساف: دخل المصرفي اللبناني سمير عساف السباق الرئاسي من طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اصطحبه معه إلى بيروت بعد زيارته لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ومذ ذاك بدأ اسمه يتردد على أنه الشخص المفضل للرئيس الفرنسي لتولي رئاسة الجمهورية اللبنانية.
يملك عساف “مروحة كبيرة” من العلاقات الدولية، ورفض تولّي منصب حاكمية مصرف لبنان أو وزارة المال في السنوات السابقة، معتبرا أن في إمكانه أن يخدم بلاده من دون أن يتولّى مسؤولية رسمية.
باستثناء الدعم الفرنسي، لا يبدو اسم عساف متداولا جديا لدى أغلبية الكتل النيابية.
فريد الياس الخازن: النائب والسفير السابق لدى الفاتيكان. فاز بالمقعد النيابي عن كسروان على لائحة “التيار الوطني الحر”، وبعد انتهاء الولاية اختار ان يكون سفيرا في الخارج، وهو الذي شغل قبل ذلك منصب رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت. وله مؤلفات عدة في مجال الفكر السياسي.
نعمة افرام: رجل أعمال وسليل آل إفرام ونجل الوزير والنائب الراحل جورج إفرام، ومن القلائل الذين تقدموا بترشحهم لرئاسة الجمهورية وفق برنامج واضح ومعلن.
دخل الندوة البرلمانية للمرة الأولى عام 2018 محققا أعلى نسبة أصوات في كسروان ومتحالفا مع “التيار الوطني الحر”.
جلس نحو سنة إلى طاولة “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل، قبل أن يعلن انسحابه من التكتل عام 2019 ويتخذ مسارا معارضا للرئيس ميشال عون خلال ولايته الرئاسية.
عاد إفرام إلى البرلمان عام 2022 عبر لائحة ترأسها بالتحالف مع الكتائب وناشطين في الحراك المدني، وهو يتحرك بصفة مستقلة منذ ذلك الحين.
سياسياً، يُعتبر قريبا من المجموعة السيادية في لبنان، لكنه يحتفظ بخط وسطي ويسعى إلى إنشاء تكتل داعم من النواب الوسطيين والسنّة، منطلقا منهم نحو الرئاسة. لا تحفظ واضحا من أي كتلة أو تكتل على ترشّحه، ويملك القدرة على التواصل مع الجميع.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: انتخاب رئيس الجمهورية لبنان قائد الجیش العماد لرئاسة الجمهوریة العماد جوزیف عون رئیس الجمهوریة انتخاب رئیس میشال عون فی لبنان
إقرأ أيضاً:
"مرحلة جديدة في تاريخ لبنان".. انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للبنان
بيروت- الوكالات
انتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون اليوم الخميس رئيسا للبلاد، بعد فرز الأصوات في الجولة الثانية من تصويت البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية إثر شغور المنصب لأكثر من عامين.
وانتخب عون بعد حصوله على 99 صوتا في الدورة الثانية للتصويت، خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128.
وفور إعلان النتائج، أدى عون اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، وقال -خلال كلمة بالمناسبة- " اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان.. أعاهدكم أن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".
وأضاف "وصلنا إلى ساعة الحقيقة ونحن في أزمة حكم يفترض فيها تغيير الأداء السياسي والاقتصادي.. لبنان بقي كما هو رغم الحروب والتفجيرات وسوء إدارة أزماتنا".
وأردف قائلا "إذا أردنا أن نبني وطنا علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون.. لا تدخل في القضاء والمخافر ولا محسوبيات ولا حصانات لمجرم أو فاسد".