مثل انتصار الثوار السوريين بقيادة هيئة تحرير الشام في إسقاط نظام الأسد نقطة تحول كبرى في التاريخ السياسي المعاصر لسوريا، وربما في المنطقة برمتها، إذ يتوقع أن تكون له تبعات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي حيث سيؤدي هذا إلى تغييرات في توازن القوى، وسيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل سوريا والمنطقة ككل.



وتعود أهمية سقوط نظام البعث الحاكم في سوريا منذ ستة عقود، ليس لأهمية البعث في ذاته، وإنما لحجم الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، مند أواخر سبعينيات القرن الماضي حتى سقوطه يوم الثامن من كانون أول / ديسمبر الماضي..

ويتزامن هذا التطور المفصلي في تاريخ المنطقة العربية مع استمرار حرب الإبادة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول / أكتوبر 2023، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ومئات الآلاف من المهجرين والنازحين، فضلا عن تدمير نحو 90 بالمائة من البنية التحتية للقطاع.

الوزير التونسي السابق الكاتب والباحث في الشأن السياسي أحمد قعلول، يقرأ، في هذه الورقة التي أعدها خصيصا لـ "عربي21"، حدث الثورة السورية الذي فاجأ الجميع في لحظة تاريخية مفاجئة وتمكن من إنجاز حلم راود السوريين على مدى أجيال، وتداعياته الإقليمية..

أوروبا

تمر أوروبا عموما بمرحلة ضعف، إذ ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية تعيش حربا داخل حدودها في أوكرانيا خاصة وأنها لم تسع لإثارة هذه الحرب ولا كان في أجندة دولها الأساسية الدخول في صراع مع روسيا بقدر ما كانت تسعى لتوطيد العلاقة معها وهضمها كعضو داخلها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.

ضاعفت هذه الحرب من أزمات الدول الأوروبية التي تعاني من عدة ضربات بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى ثم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثم أزمة الكوفيد ثم الحرب الأوكرانية التي ضاعفت من أزمة الطاقة. ومع كل هذا يعود دونالد ترامب لمقاليد الحكم في الولايات المتحدة مهددا بالتخلي عن الاستراتيجية الكبرى التي حكمت العالم بعد الحربين من خلال قيام دافع الضرائب الأمريكي بدفع ثمن الاستقرار والأمن في أوروبا وبالتالي منع الحاجة للحروب الأوروبية البينية التي تواصلت لقرون عديدة. تعلم الدول الأوروبية أن الولايات المتحدة هي العامل الأساسي في الحفاظ على الأمن والاستقرار الأوروبي وأنها القوة المعدلة داخل تقاطعات الدول الأوروبية وتناقضاتها وأن ابتعاد الولايات المتحدة عن أوروبا سيعيد بعث شياطين التناقضات التي حكمتها لقرون إلى حدود نهاية الحرب العالمية الثانية التي كانت في النهاية تعبيرا عن هذه التناقضات.

من المهم أن ننبه أن الكيان الصهيوني ينظر بعين حذرة، لعلها تتحول إلى الخوف قريبا، بخصوص صعود التيارات اليمينة الشعبوية في أوروبا، وذلك أن نكبة اليهود ومحرقتهم كانت على يد اليمين الأوروبي.وإلى جانب هذه الأزمة فإن عودة التيارات اليمينة الشعبوية للتقدم في أوروبا يذكرها بالمناخات التي عرفتها خلال الحربين العالمية الأولى والثانية، ويقلب أولويات النخب السياسية رأساً على عقب وهو ما يسمح بجعل ملف الهجرة ملفا استراتيجيا أولاً لصاحب القرار الأوروبي متقدما على الملفات الأمنية الكبرى وربما الاقتصادية كذلك.

من المهم أن ننبه أن الكيان الصهيوني ينظر بعين حذرة، لعلها تتحول إلى الخوف قريبا، بخصوص صعود التيارات اليمينة الشعبوية في أوروبا، وذلك أن نكبة اليهود ومحرقتهم كانت على يد اليمين الأوروبي. وربما يفسر هذا حرص إسرائيل على تسريع خطوات التطبيع داخل العالم العربي، واضح أن تصاعد روح العداء للمسلمين في أوروبا ترافقها وبالتدريج روح العداء لليهود، ويكمن الخطر الأكبر بالنسبة لليهود الصهاينة في أن هذه الروح ربما تكبر وتتسارع بنسق أعلى في الولايات المتحدة الأمريكية.

لا يتوقع في هذه الحالة أن تتصرف أوروبا مجتمعة بموقف موحد تجاه الملف السوري، إذ ستكون هناك سياسات متعددة مختلفة بين الموقف البريطاني مثلا والموقف الفرنسي وكذلك الموقف الألماني بالإضافة لحالة الفوضى التي دخلت فيها إيطاليا في ظل حكومتها اليمينية.

والغالب في الموقف الأوروبي أنه سينتظر استقرار الإدارة الأمريكية الجديدة مع التركيز على الملف الأوكراني والحفاظ على الناتو مع استعجال حلول بخصوص ملف الهجرة.

من البين أن ملف الهجرة يمثل أولوية بالنسبة للجانب الفرنسي مثله مثل بقية الدول الأوروبية بهذا الخصوص، وإن كان لفرنسا عدد من الأوجاع الإضافية المتمثلة في تمكن خصمها في المنطقة تركيا من تحقيق انتصار لا تحبه ولا تقبله، وقد مثلت هذه الخصومة دافعا لفرنسا لاتخاذ خطوات التخلي عن المسار الديمقراطي في تونس والانقلاب عليه بسبب انزعاجها من خسارة طرابلس لصالح التواجد التركي في المنطقة.

لا شك أن فرنسا ستكون شديدة الانزعاج من توسع النفوذ التركي خاصة إن رافقه تواجد روسي في ليبيا غير بعيد عن الاتفاق مع تركيا وهو ما يزيد في تهديد وتهميش الدور الفرنسي في منطقة جنوب الصحراء وخروجها كليا من ليبيا.

كما تشهد العلاقات الفرنسية الإيطالية توترا خفيا بخصوص ملف تصدير الغاز الجزائري. إذ سعت فرنسا لاحتكار توريد أوروبا للغاز الجزائري من خلال خط المغرب إسبانيا في حين أنها تقف مع المغرب الأقصى بخصوص ملف الصحراء الغربية، الأمر الذي أعطى فرصة لإيطاليا للدخول على الخط واستثماره بتوطيد العلاقة مع الجزائر على حساب فرنسا.

ويتوقع أن يكون كل من الموقف الألماني والبريطاني قريبان من الموقف الأمريكي مع الحفاظ على مستوى عال من البراغماتية مع التركيز والاهتمام أساسا بمصالحهما الاقتصادية.

مع كل هذه العوامل فإنه سيكون من المهم الالتفات إلى تطور سياسة ألمانيا في تطوير قدراتها العسكرية وحجم الميزانية المخصصة لذلك. وهي تحركات ينتبه إليها جيدا شركاؤها الأوروبيون ويخشونها، كما أنها تشير إلى أن الجميع يفكر في المستقبل بما في ذلك مستقبل الاتحاد الأوربي في غياب الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة:

مازالت الولايات المتحدة الطرف الأقوى في المعادلة الدولية وفي إدارة ملف الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

الراجح أن كل اللاعبين الدوليين والإقليميين يضعون سياساتهم بناء على توقعاتهم لما يمكن أن تستقر عليه سياسة الولايات المتحدة وقراراتها في الحرب والسلم.

يعول الكثيرون على طبيعة شخصية دونالد ترامب وغلبة روح التاجر على شخصيته الذي يعول على معايير الربح والخسارة وعدم رغبته في خوض حروب طويلة المدى.

على أن الكثير يحتاج لفهم طبيعة الفريق الذي جمعه حوله والذي يمثل مجموعة من المحافظين الجدد، مع مجموعة من كبار رجال الأعمال الطامحين لإجراء تغييرات جذرية في منظومة الدولة في الولايات المتحدة.

كل هذه المعطيات تغلب روح الانكفاء على الإدارة الأمريكية القادمة وسعيها للتحرك في العالم بمنطق التاجر والمبادلات التجارية مع التعويل بالحد الأدنى على الروح الإمبراطورية المحاربة.

مهما كانت دقة هذا التوصيف فالراجح أن الإدارة الأمريكية القادمة ستكون بحالة انشغال كبير لمحاولة الإصلاح التي يريد إنفاذها "دونالد تراب" وفريقه من أجل بعث روح جديدة في العملاق الأمريكي كي يكون قادرا على مد جناحيه من جديد واللحاق على التنين الصيني الذي سبقه بأشواط بفضل روح التاجر الصيني التي بفضلها اكتسح العالم بينما كانت الولايات المتحدة منشغلة في حربها ضد "الإرهاب الإسلامي".

من المتوقع أن تتصادم هذه الأجندة الاستراتيجية مع اللوبي الصهيوني الذي يحرص على ربط المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة بوجود دولة إسرائيل وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط.

من الراجح أن تبذل الإدارة الأمريكية جهدا كبيرا لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني في المنطقة، ولكنه من الصعب تصور أنها ستكون قادرة على المواصلة في هذه السياسة دون تكبد خسائر، يمكن أن تكون استراتيجية، على حسابها أو دون أن تؤدي هذه الاستراتيجية إلى تفكيك قطع كبيرة داخل منطقة الشرق الأوسط إذ لا يتوقع أن تتحمل المنطقة لا دولا ولا شعوبا تواصل المذبحة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

الراجح أن الإدارة الأمريكية القادمة ستكون بحالة انشغال كبير لمحاولة الإصلاح التي يريد إنفاذها "دونالد تراب" وفريقه من أجل بعث روح جديدة في العملاق الأمريكي كي يكون قادرا على مد جناحيه من جديد واللحاق على التنين الصيني الذي سبقه بأشواط بفضل روح التاجر الصيني التي بفضلها اكتسح العالم بينما كانت الولايات المتحدة منشغلة في حربها ضد "الإرهاب الإسلامي".ومن جهة أخرى فإنه من غير المستبعد أن تواصل الولايات المتحدة استهداف إيران من خلال ضرب أذرعها في المنطقة خاصة في اليمن وذلك تطمينا للشريك السعودي على استقراره واستثمارا في برنامج المملكة 2030 والذي يمثل سوقا كبيرة يصعب أن يفرط فيها الرئيس الأمريكي الجديد.

الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها

يمثل سقوط نظام الأسد ضربة قاسية لمحور المقاومة الذي بنته إيران، وتسعى حكومة نتنياهو للترويج لهذا السقوط باعتباره من ثمرات انتصارها المزعوم على حزب الله وإيران.

وفي الواقع فإن لانكسار حزب الله ثمارا في اتجاهات معاكسة لأجندتها وأهم ثمارها تحرر الشعب السوري، إذ صحيح القول بأن إسرائيل ربحت معركة ضد جبهة المقاومة إلا أنها فسحت الباب لأحد أهم الشعوب العربية والإسلامية للتحرر من خلال ضربها للقوة القاهرة التي كانت تدعم نظام بشار، ثم إنها ومن جهة أخرى خسرت نظاما كان مستعدا لتقديم كل الخدمات التي يحتاجها الكيان من أجل ضمان بقائه. كما ان هذه الضربة في لبنان مع سقوط نظام البعث تحرر بقية القوى في لبنان وتجعلها اكثر فاعلية ما سيقوي من قدرات لبنان ويفسح المجال من خروجه من حالة الفوضى وعدم الاستقرار الأمر الذي يخالف جوهر وجود الكيان الصهيوني في المنطقة.

ستعمل حكومة نتنياهو على ضرب قدرات السوريين على استئناف حياة طبيعية، كما أنها ستتحرك بسرعة مع حلفائها من طوق التطبيع وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تفعيل كل التناقضات الممكنة داخل المجتمع السوري من أجل تفكيكه وإحداث الفوضى داخله، ولا ننسى أن دولة الإمارات الحليف الاستراتيجي لإسرائيل لديها خبرة كافية في حرب التعفين والتخريب مستعينة في ذلك بأكبر مراكز الأبحاث الدولية مع الخبرات العربية وتجربة تفوق السنوات العشر منذ بداية ثورة الربيع العربي ولذلك فإن خارطة التخريب التي جرّبتها إسرائيل والإمارات يمكن سحبها جاهزة من الرفوف لتطبيقها على الساحة السورية.

القضية الفلسطينية:

مثل طوفان الأقصى زلزالا فاجأ العالم كما مثلت الثورة السورية زلزالا ثانيا هز العالم وفاجأه.

يمثل انكسار حزب الله ضربة موجعة للمقاومة وذلك بغض النظر عن الأجندة الإيرانية. فلا أحد ينكر ان إيران وفي إطار استراتيجيتها القومية قدمت وتقدم خدمة للقضية الفلسطينية ولمقاومتها في مرحلة لم تقدم فيها دول عربيا وإسلامية أخرى هذه الخدمة.

ولذلك فإن إضعاف إيران مازال يمثل إضعافاً للمقاومة الفلسطينية خاصة وأنه لا يتوقع أن تقوم الدول الأخرى بتقديم نفس الحجم من الدعم العسكري الذي كانت إيران تقدمه للمقاومة الفلسطينية.

ومع ذلك فإن المعادلة قد حصلت فيها تحولات استراتيجية كبرى تفتح أفقا للمقاومة الفلسطينية وتعقد قدرات إسرائيل ودول التطبيع في إنفاذ أجندتهم في المنطقة.

يمثل التطبيع في جوهره تنفيذا لسياسة الولايات المتحدة في الانسحاب من مباشرة العديد من الملفات حول العالم والتعويل على وسطاء Proxy يقومون مقامها في إنفاذ استراتيجياتها وذلك استعدادا للتحولات التي يشهدها العالم او يتنبؤ بوقوعها باعتبار أن هناك صعودا حتميا للصين وأن الولايات المتحدة لا يمكن ان تحافظ على تصدرها ان هي واصلت على نفس الاستراتيجيات التي حكمت مرحلة الحرب الباردة وتلت سقوط الاتحاد السوفياتي.

مثل سقوط آخر ديمقراطية في العالم العربي، أنتجها الربيع العربي (تونس)، إعلان انفتاح طريق سريع لإنفاذ خطة التطبيع بالرغم من أنها فشلت في ملفين (ضرب قطر والانقلاب في أنقرة).

مثل طوفان الأقصى زلزالا أفسد برنامج تنفيذ خطة فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع تواصل الحرب واتساعها عجزت الحكومة الإسرائيلية عن إلحاق هزيمة بالمقاومة الفلسطينية بينما تمكنت من توجيه ضربة قاسية لإيران، الأمر الذي فتح أفقا لخطة إفراغ غزة من سكانها وفرض التهجير عليهم.. وتعتبر مصر في هذه الحالة الرقعة المناسبة لهذا التهجير خاصة أنه قد تم إضعاف الدولة المصرية وخنقها ومحاصرتها من كل الجهات بحيث أصبح حكامها مستعدين لتقديم كل التضحيات من أجل الحصول على الدعم المالي اللازم للخروج من حالة الفشل المتسارع والانهيار الوشيك.

يمثل الحدث السوري تغييرا جذريا في الملف الفلسطيني وفي إمكانية المضي أو قبول تهجير الفلسطينيين تحت أي عنوان، أكان ذلك تهجيرا قسريا أو تحت عنوان الهجرة الطوعية وذلك أن كل مشهد لهجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين أو حتى عشرات الآلاف منهم سينتهي بتفجير الوضع المصري، خاصة وأن الكثيرون أصبحوا يفكرون بأن الثورة على الأنظمة ممكنة جدا وأن هذه الثورة في وجه من وجوهها يجب أن تكون على غير الحال الذي كانت عليه الثورة المصرية أو الثورة التونسية سنة  .2011

بالإمكان أن تسعى الحكومة الإسرائيلية في حال الفشل في "إقناع" نظام السيسي بقبول هذا السيناريو للضغط على العرش الأردني.. والحقيقة أن الوضعية لا تختلف في الأردن عن مصر، ولا أقدر أن سيناريو نقل السكان عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة في اتجاه الأراضي السورية سيكون هو كذلك حلا ممكن التنفيذ وإن تم التفكير فيه.

لا شك أن حكومة نتنياهو ستسعى لفرض أمر واقع، ولكن هذا الأمر، وفي حال حصوله، وإن حقق انتصارا تكتيكيا لحكومته فإنه سينتهي بتفجير المنطقة.

لقد بينت معادلة موازين القوى إنه لا يمكن ضمن المعادلة الحالية كسر القوة العسكرية الإسرائيلية في ضربة واحدة وإن أمكن إرباكها وإظهار عوراتها، خاصة وأن لها مددا لا يتوقف من القوى الكبرى في العالم. كما بين طوفان الأقصى أنه يمكن لقوى مسلحة لا مجال للمقارنة بين قدراتها العسكرية وعدوها أن توقع به خسائر كبيرة وأن بالإمكان لهذه القوى المقاومة أن لا تنهزم إن وقفت معها شعوبها.

صحيح القول بان دخول جبهة المقاومة على خط الدعم كان مهما في مساعدة المقاومة، إلا أن هذه المساعدة ليست هي المحددة في النهاية في ميزان الانتصار أو عدم الهزيمة إذ لا مجال للمقارنة بين المدد الذي تتمع به الحكومة الإسرائيلية وبين ما تتقوم عليه المقاومة من قدرات تسلح وعتاد.

إن السلاح الأساسي الذي لدى المقاومة هو رفضها الانهزام والاستعداد للتضحية واستعداد الشعب الفلسطيني معها على الصمود في أرضه.

لا شك أن الكيان الصهيوني قد قرأ هذه المعادلة وأنه يشتغل على تفكيكها دون يقين بنجاحه وهذا لن يمنعه ولا يوقفه من المحاولة.

إنه بقدر اعتماد المعركة على الحسابات المادية فإنها تقف على أساس البعد المعنوي للحرب وهذا مجال يصعب فيه التنبؤ خاصة في الحالة الفلسطينية وفي حالة الشعوب العربية الإسلامية وذلك بالنظر لخلفيتها الإسلامية.

إن انتصار الشعب السوري في تحرير نفسه من الاستبداد لا شك عامل إضافي في دعم الشعب الفلسطيني ورفع معنوياته في الصمود ومواصلة المقاومة والاستعداد لدفع أثمان أعلى من أجل تحقيق الانتصار وعدم الانهزام.

إن الساحة الاستراتيجية التي بقيت للقضية الفلسطينية تتمثل أساساً في الشعوب العربية الإسلامية اساساً والرأي العام الدولي. إلا أن الشعوب العربية بالخصوص والإسلامية هي التي تمثل ساحة الفعل الضاغط وذلك خاصة في دول الربيع العربي.

إن الدارس لسيرة أحمد الشرع يقرا انه أحد شباب الامة الذين خرجوا في إطار موجة ردة الفعل على ما حدث من جرائم في حق الشعب الفلسطيني قبل اكثر من عشرين سنة.

مثل طوفان الأقصى زلزالا أفسد برنامج تنفيذ خطة فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع تواصل الحرب واتساعها عجزت الحكومة الإسرائيلية عن إلحاق هزيمة بالمقاومة الفلسطينية بينما تمكنت من توجيه ضربة قاسية لإيران، الأمر الذي فتح أفقا لخطة إفراغ غزة من سكانها وفرض التهجير عليهم..لقد بلغ الملف الفلسطيني مرحلة من الانسداد وهو يعتمد اليوم على قدرة المقاومة والشعب الفلسطيني على الصمود والمطاولة في الحرب وعدم التسليم. اذ كما يقول ابن خلدون فان الانتصار في مثل هذه المعارك التي تتم فيها مواجهة لقوى غالبة المستقرة انما يكون بالمطاولة لا بالمناجزة.

كما يعتمد على اعتمال عوامل الأزمة وتراكمها لدى شعوب المنطقة والتي لا يعلم يقينا متى سيكون انفجارها الذي يبين تاريخها القريب إن وضعها كشعوب ووضعها كدول لا يمكن أن يتواصل على الحال الذي هي عليه.

من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها بخصوص الثورة السورية كون السياسة التي انتهجها نظام البعث السوري والتي قامت على منهجية التيئيس بالرعب من التغيير إذ لم يكتف نظام بشار بارتكاب جرائمه، بل حرص على الترويج لها ومع ذلك فإن هذه السياسة لم يطل بها الوقت حتى انتهت بسقوط النظام.

ولذلك فإنه لا يتوقع أن تنجح نفس السياسة في الساحة الفلسطينية وهي جزء من النسيج المجتمعي لمنطقة الشام ولا لدى بقية الشعوب العربية التي تشارك الفلسطينيين نفس المزاج والمخيال الاجتماعي ونفس الهوية الثقافية والأسس العقدية والدينية.

لا يتوقع أن تتوقف إسرائيل عن سياساتها، ولكن لا شك أن العقول المتوحشة فيها بدأت تحصي سرعة تطور الروح اليمينية المتطرفة والشعبويات في أوربا والغرب عموما.

لا شك أن اليهود يعلمون أنهم لم يتمتعوا في تاريخهم الطويل بمرحلة من الأمن والاندماج الطبيعي في المجتمعات التي عاشوا فيها بمثل تمتعهم في حكم المسلمين.

بخصوص دينامية الدومينو:

بالرغم من أن حدث الثورة هو بالأساس حدث داخلي يمثل تغيرا لنظام ومنظومات الحكم المحلية، فإن له في العموم تأثيرا في محيطه الإقليمي.

وقد بينا أن سقوط النظام السوري، كما كان صموده لأربعة عشر سنة، كان بفضل موازين القوة الدولية والإقليمية.

وكما كانت الثورة السورية جزءا من مسار الثورات في العالم العربي فانه في وجه من وجوهه يمكن ان يمثل استئنافا لمسار الثورات كما يمثل سقوطا لأول موجات الثورات المضادة.

ومن هنا يمكن التساؤل بخصوص طبيعة الدينامية التي ستعرفها المنطقة بفعل الزلزال السوري الذي يأتي مصاحبا لطوفان الأقصى. تكمن أهمية هذه المسالة في استعادتها وبشكل أكثر جذرية لحيثيات انهيار الأنظمة العربية قبل اندلاع ثورات الربيع العربي.

وإذ لا ننسى أن الربيع العربي جاء بعد أحداث غزة في 2009 وفشل الأنظمة العربية في القيام بواجبها تجاب القضية للأمة. فإن المنطقة تشهد اليوم حربا ثانية على غزة وهي هذه المرة أكثر بشاعة واستفزازا وفي وضع ليس هناك فيه دولا عربية تمثل محور الممانعة بقدر ما هناك دولا تمثل محور التطبيع. كما أن العالم مازال يعاني من أزمة اقتصادية تزيد عليها أزمات أخرى مع تواصل الحرب الأوكرانية وتبعاتها.

ومع كل ذلك فإن منظومة الدولة العربية تعاني من تراكم الفشل مع مستوى عال من الارتهان والغربة ليس فقط عن شعوبها، بل حتى عن منظومة الدولة القطرية التقليدية.

فإذا ما زدنا زلزال الثورة السورية وما يفتحه من أبواب للتقلبات وآمال للتحرر فإن هناك اعتقادا بأن مسار الربيع العربي يشهد إعادة انبعاث.

مثل طوفان الأقصى زلزالا أفسد برنامج تنفيذ خطة فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع تواصل الحرب واتساعها عجزت الحكومة الإسرائيلية عن إلحاق هزيمة بالمقاومة الفلسطينية بينما تمكنت من توجيه ضربة قاسية لإيران، الأمر الذي فتح أفقا لخطة إفراغ غزة من سكانها وفرض التهجير عليهم..تعتبر الثورة الفرنسية من أهم الأحداث التي يمكن اعتمادها لقراءة ما يشهده العالم العربي، وذلك أن أوروبا لم تستقر بعد تلك الثورة حتى تغيرت منظومات حكمها وجغرافيتها وقد تعرضت الثورة الفرنسية لموجات من التآمر من الملكيات، بل وعودة للملكية في فرنسا وكل ذلك لم يوقف مسار التغيير في أوروبا حتى انتهى لانبعاث منظومة دولية جديدة.

ومن جهة أخرى فإن مسار الثورات ليس حدثا تاريخيا يمكن افتعال أحداثه أو قيادة مساره فهو في العموم حدث زلزالي مفاجئ يمكن تشبيهه بالبركان الذي تعتمل عوامل انفجاره في أعماق الأرض وينفجر في وقت لا يتوقعه أحد، بل في لحظة تكون الأنظار متجهة نحو وجهات أخرى بعيدة عنه كليا، فهو حدث في طبيعته مفاجئ لا يمكن التنبؤ به.

على أن هذا الزلزال أو البركان عادة ما تعود الأحداث لقوانين سيرها الطبيعية بعد وقوعه.

واضح كذلك أن قيادة الثورة السورية حريصة على التأكيد بأنها لا تمثل أجندة إقليمية، ولا دولية، ولا أيديولوجية، ولا شك أن هذا توجه حكيم في وضع لا يحتمل فيه الشعب السوري فتح أي جبهة خارجية ولا هو يراهن على تقديم أي درس ولا رسالة لأي دولة في محيطه القريب أو البعيد بقدر حاجته لتحقيق أمنه واستقراره وحريته، وأن الحكمة في مناصري حق الشعب السوري أن لا يكبلوه بأعباء لا يستطيع حملها ولا تحملها.

ومع كل ذلك فإن للتاريخ أحكاما وسننا والغالب أن هناك مسارا زادت سرعته ليس فقط بفعل الحدث السوري، بل وبالخصوص بسبب طوفان الأقصى الذي يأتي في سياق الأجندة التفكيكية للكيان الصهيوني في المنطقة.

ليس من الحكمة المسارعة بالقول بأن ردود الفعل ستكون بنفس السرعة التي حصلت خلال الموجة الأولى للربيع العربي والراجح أن التفاعلات ستكون بطيئة ربما نعدها بالسنوات وليس بالأشهر وخلال ذلك الوقت ستساهم أنظمة الحكم، التي تعمق يقينها بغياب شرعيتها وثقتها في صلابة حكمها، في ارتكاب مزيد من الأخطاء ربما باستثناء البعض منها (يمكن أن تكون المملكة المغربية من الدول التي لديها الليونة الكافية للمبادرة لمثل تلك الإصلاحات خاصة وأن تهميش الحركة الإسلامية فيها لم يكن بشكل عنيف بقدر ما جاء في إطار مناورات سياسية، كما أن للملكيات عموما عمقا أكبر في النسيج الاجتماعي الذي تحكمه وتقاليد قديمة في صناعة التوافقات والعودة إليها) وستكون هذه الأخطاء عوامل مسرعة لأحداث التاريخ في اتجاه انهيار هذه المنظومات. (يجدر التساؤل في هذا الاطار عن طبيعة تطور الاحداث في كل من مصر وتونس والجزائر ومدى قدرة أنظمتها على تجنب حالة الانفجار واجراء الإصلاحات اللازمة الكفيلة بتجنبه، وعدم الوقوع في الغرور بعد بضعة اشهر لغياب آثار احداث 2011).

وبناء على ذلك فإن السؤال هنا لا يكمن في هل ستسقط هذه المنظومات، بل كيف ستسقط وما هو ثمن سقوطها وما أثر هذا السقوط على استقرار وأمن المنطق؟

إن السؤال الأهم الذي يجدر الانتباه إليه هو ما مدى حجم التحولات التي تحدث في موازين القوى الإقليمية والدولية وأولوية الأجندات خلال المرحلة القادمة، فالإجابة عن هذا السؤال هي التي ستسمح لنا بتوقع حالة الاستقرار أو غلبة تطور الأوضاع وربما انقلابها.

الملاحظة الأخيرة في موضوع التحولات هو كونها عادة ما تقع في مرحلة لا يتوقعها الفاعلون المحليون ولا محيطهم كما أنها تأتي عادة في مرحلة انسداد الأفق أمام الجميع أي فشل الماسكين بالحكم وتصلبهم وجمودهم عن المبادرة بالإصلاحات الضرورية اللازمة وانسداد أفق المعارضين لهم والمقاومين لاستبدادهم.

يصعب الآن التنبؤ بمآلات الأوضاع في العالم العربي مع أن القراءة السريعة لسلوك أنظمة المنطقة تكشف أنها تسارع لإجراءات تزيد في تعميق الأزمة وتسريع فواعلها ما يجعلنا نغلب مسار تفاقم عوامل الانهيار.

ومع ذلك فإن هناك حالات وقعت فيها تحولات قادتها النخب وأدّت لمراحل إصلاحية تجنبت عمليات انهيار مثلما حصل في الثورة البريطانية وكذلك في الحالة التركية.

إن صورة المقاتلين بقيادة "أبو محمد الجولاني" مقاتل تنظيم القاعدة، بالرغم من كل التزيين الذي قام به وبالرغم من خطابه المعتدل (الخطاب الإخواني) تبقى تلك الصورة أثقل في الانطباع لدى الجماهير المقهورة التي تبحث عن الثأر وعن تفجير غضبها وهي يائسة من الحلول التوافقية خاصة وأن الشيخ راشد الغنوشي الزعيم الإسلامي الذي رفع شعار الاعتدال واستيعاب الجميع والتوافق مع المختلف يقبع اليوم في سجن منقلب لا يؤمن بأي حوار ولا إصلاح.

خلاصات أولية:

إن أهم سمة للتقاطعات التي تحدثنا عنها هي كون العالم يمر بمرحلة تحولات كبرى في أجنداته وأنه لما يستقر بعد ولذلك فإنه من السابق لأوانه الاطمئنان لأي نتيجة أو انتصار أو هزيمة.

ـ تكون هذه المراحل عموما مطبوعة بالحروب وعدم الاستقرار لذلك فإن الطرف الذي يتجنب ما أمكن الوقوع في هذه الحروب والتموقع على حدود صراعاتها مع المحافظة على القدرة للتقدم لملء الفراغات التي تحصل من تحرك الأرضيات الاستراتيجية للمنظومة الدولية هو الذي سيتمكن من البقاء أولاً والنمو والجلوس على الطاولة غدا.

ـ من جهة أخرى فإنه من المهم الانتباه لكون تاريخ الدول لم يبن دون قدرة جدية على خوض الحروب والمعارك وإثبات القدرة على القهر والإكراه للمعاند.

إن صورة المقاتلين بقيادة "أبو محمد الجولاني" مقاتل تنظيم القاعدة، بالرغم من كل التزيين الذي قام به وبالرغم من خطابه المعتدل (الخطاب الإخواني) تبقى تلك الصورة أثقل في الانطباع لدى الجماهير المقهورة التي تبحث عن الثأر وعن تفجير غضبها وهي يائسة من الحلول التوافقية خاصة وأن الشيخ راشد الغنوشي الزعيم الإسلامي الذي رفع شعار الاعتدال واستيعاب الجميع والتوافق مع المختلف يقبع اليوم في سجن منقلب لا يؤمن بأي حوار ولا إصلاح.ـ إن الثورة السورية التي توجت أهم مراحلها بعد أربعة عشر سنة من النضال والصبر على القمع والاستبداد تدخل اليوم في مرحلة انتقال جديد تحفها العديد من المخاطر.

ـ سيكون تحقيق الاستقرار هو التحدي الحقيقي وبرغم صعوبة التنبؤ فإن هناك فرصا جدية لهذه الثورة لبناء نموذجها في الحرية والكرامة للشعب السوري.

ـ ومن أجل ذلك فإنه لا بد من قوة مالية مقتدرة وقوة عسكرية غالبة لهذه الثورة تحصنها وتفرض استقرارها.

ـ إن نخب الشعب السوري هي المسؤول الأول عن أي فشل أو نجاح وهي مسؤولية جماعية ولا يتحمل طرف بعينه، وأسوأ ما في خصومات النخب خصوماتها على المغانم. ولا مناص من فسح المجال لهذه النخب كي تصنع توافقاتها ضمن اجنداتها الداخلية فلن يكون هناك استقرار في غياب هذا المعطى ورعايته وإدارة الاختلافات داخله حتى يتثمر استقراره.

ـ ولذلك فلا بد من قوة قاهرة قادرة على فرض الاستقرار ولا بد لهذه القوة القاهرة من مؤسسات صلبة ومن مرجعية فكرية عميقة ويمثل الإسلام في هذا السياق عمقا روحيا وآلية جامعة قادرة على الصهر مع المحافظة على التنوع والتعدد والعدالة.

ـ سيمثل فرض حق الإسلام في إدارة الشأن العام والمساهمة في بناء نموذجه تحديا جديا للمرحلة القادمة.

ـ تفتح الثورة السورية أفقا استراتيجيا لكل من الدولة التركية ودولة قطر وهذا يعني أنهما بقدر ما سيحملان عبء المعارك والتحديات فإنهما سيجنيان ثمار الانتصارات الاستراتيجية التي يتحرك في اتجاهها التاريخ، وذلك أن بقية الدول التي تتناقض معهما تقف في موقف المحافظ على الماضي الذي تتهاوى أسسه.

ـ يقف الإسلام السياسي في ذات الأفق الاستراتيجي المستقبلي وأهم شعار له إلى جانب شعار الحق في إدارة الشأن العام وحق الشعوب المسلمة في الحرية والكرامة وتقرير المصير حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من الإجرام الصهيوني العنصري ومن التصفية العرقية التي يتعرض لها.

ـ يمثل الحدث السوري مزيدا من خلخلة لمنظومات الدولة العربية التقليدية الوظيفية ويعمق من مستوى رخاوتها الأمر الذي يؤكد ضرورة التغيير ويوسعه، ولكن التغيير ما زال يحتاج لثغرات أخرى في جدار موازين القوى كي تتحقق حتمية التاريخ في المنطقة في اتجاه مستقبل مختلف.

ـ هناك إمكانية من خلال مسارات إصلاحية وتصالحية أن يتحقق التغيير دون رجات كبيرة وانهيارات وهذا يحتاج لبرامج وحملات رأي عام وعلاقات عامة إلا أن سلوك الأنظمة العربية المباشر يوجّه الأحداث في اتجاه مزيد من الانغلاق.

ـ إن انسداد الأفق والانغلاق كان ومازال من أهم عوامل الانهيار والثورة.

ـ يمثل الملف الفلسطيني المتغير الصلب الأساسي المحرك للساحة العربية والإسلامية ولذلك فإن المشهد المستقبلي للمنطقة سيتحرك تفكيكا أو في اتجاه الاستقرار والوحدة بناءا عن طبيعة الاستراتجيات تجاه القضية الفلسطينية.

إقرأ أيضا: الثورة السورية الحدث والمآلات.. قراءة هادئة في تحول موازين القوى بالمنطقة

إقرأ أيضا: هل يعيد نجاح الثورة السورية الوهج إلى الإسلام السياسي في المنطقة العربية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير سوريا الفلسطيني تحولات رأي سوريا فلسطين رأي تحولات أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الإسرائیلیة الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الدول الأوروبیة الشعوب العربیة الثورة السوریة مع تواصل الحرب الربیع العربی العالم العربی الشعب السوری موازین القوى لا یتوقع أن من جهة أخرى فی المنطقة ضربة قاسیة الأمر الذی فی العالم بالرغم من الآلاف من فی أوروبا حق الشعب فی مرحلة خاصة وأن من المهم فی اتجاه ذلک فإن بقدر ما ما کانت لا یمکن من خلال یمکن أن وذلک أن أن تکون فی هذه من أجل إلا أن غزة من من أهم کما أن

إقرأ أيضاً:

تخرج الدفعة الثانية من دورات طوفان الأقصى بجامعة صعدة

الوحدة نيوز/ تخرجت بجامعة صعدة، اليوم، الدفعة الثانية من دورات طوفان الأقصى، بتطبيق عملي على التعامل مع عدد من أنواع الأسلحة وتنفيذ المهام اللازمة لقوات التعبئة العامة.

وخلال الدورة الثقافية العسكرية التي نظمتها جامعة صعدة وملتقى الطالب الجامعي، بالتنسيق مع التعبئة العامة في المحافظة بمشاركة عدد 400 طالب، تلقى المشاركون في الجانب النظري والعملي التطبيقي معلومات ومعارف واسعة للحرب العسكرية والتعامل مع السلاح.

وعكس المتدربون من خلال التطبيق الميداني، ما اكتسبوه من مهارات في التعامل مع السلاح بمختلف أنواعه، وكذا الجغرافيا، وتنفيذ المهام التي تواجهها قوات التعبئة العامة في ساحة المواجهة مع الأعداء.

وتهدف الدورات إلى تنمية الوعي والاستعداد الشامل لأي تصعيد عدواني ضد بلدنا وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان، ونصرة غزة والقضية الفلسطينية.

وأعرب المشاركون من طلاب جامعة صعدة عن ارتياحهم للالتحاق بالدورة التي تبني المجتمع إيمانياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً، وفي مختلف المجالات.

وأكدوا جاهزيتهم للمشاركة الفاعلة مع قوات التعبئة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني.

مقالات مشابهة

  • تخرج الدفعة الثانية من دورات طوفان الأقصى بجامعة صعدة
  • وزير خارجية البحرين: حريصون على استقلال سوريا ووحدة أراضيها واستعادة دورها عربيا ودوليا
  • جامعة الحديدة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • مازال لمعركة طوفان الأقصى ما تقول…
  • مناقشة تفعيل الأنشطة الإبداعية ودورات “طوفان الأقصى” في الحديدة
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة
  • مسير ووقفة في مديرية همدان بصنعاء تأكيداً للجهوزية ونصرة لغزة
  • هل حقا النقاش مقفل في طوفان الأقصى مفتوح في ردع العدوان؟!
  • هل يعيد نجاح الثورة السورية الوهج إلى الإسلام السياسي في المنطقة العربية؟