هل ينقذ اتفاق دفاعي بين إيران وروسيا وكلاء طهران؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تناول الباحثان ديلاني سوليداي وشيفان أناند، المختصان في الأمن والشؤون الدولية، الآثار المترتبة على الأنباء عن وجود "معاهدة دفاعية" مقترحة بين إيران وروسيا، وكيف يمكن أن تؤدي شراكة معززة بين الدولتين الخاضعتين لعقوبات شديدة إلى تنشيط وكلاء طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية وتصعيد التوترات العالمية.
مثل هذا التعاون يشجع وكلاء مثل حزب الله وحماس على تصعيد هجماتهم
وكان السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد مؤخراً بمنزلة تحول كبير في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط. وبرغم الإشارة إلى عجز روسيا عن مد يد المساعدة للأسد في سوريا بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا.
ويقول الكاتبان إن انخفاض دعم إيران للأسد وانشغال حزب الله في حربه مع إسرائيل كانا العاملين الرئيسيين في انهيار الحكومة السورية.
ولعب وكلاء طهران، دوراً مركزياً في دعم الأسد لعقود من الزمان، ومع ذلك، أدت انتكاساتهم الأخيرة إلى إضعاف نفوذ إيران الإقليمي.
الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسياوأضاف الكاتبان في مقالهما المشترك بموقع "بريكينغ ديفينس" الإلكتروني الأمريكي، أن مبادرة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" المقترحة بين طهران وموسكو قد تعطي قبلة الحياة لوكلاء إيران، بحيث ستؤدي إلى زيادة التمويل الإيراني وإمدادات الأسلحة لجماعات مثل حزب الله وحماس والحوثيين والميليشيات العراقية.
كما أنها ستمكِّن روسيا من تجاوز العقوبات من خلال الاستفادة من شبكات الأسلحة في السوق السوداء التي يدعمها وكلاء إيران.
⚠️BREAKING NEWS⚠️
Russia and China are ready to help Iran in defence system. Russia already helps Iran and now China will strengthen military relations with Iran pic.twitter.com/WMJhkW3XSw
وأشار الكاتبان إلى أن مثل هذا التعاون ليس جديداً. فقد قام المسلحون المدعومون من إيران بالفعل بتهريب الأسلحة إلى روسيا أثناء الصراع في أوكرانيا، بما في ذلك القنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات.
وعلى نحو مماثل، تدفقت الأسلحة الروسية في الاتجاه المعاكس، مما زود وكلاء إيران بأسلحة متقدمة مثل نظام صواريخ SA-22.
وبحسب ما ورد تلقى حزب الله وحده كميات كبيرة من الأسلحة الروسية، حيث وصلت نسبة الأسلحة التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية في عام 2024 في جنوب لبنان إلى 70% من الإمدادات الروسية.
الفوائد المتبادلة والعدوان المتزايدسلط الكاتبان الضوء على الطبيعة المفيدة بين إيران وروسيا من الشراكة الدفاعية المرتقبة، حيث ستوفر الاتفاقية لإيران إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية الروسية المتقدمة، مما يمكّن وكلاء طهران بدورهم من الحصول على أسلحة متطورة وخبرة فنية.
وستحصل موسكو في المقابل على تدفق ثابت من الأموال من خلال مبيعات الأسلحة واستخدام القوات المدعومة من إيران لدعم جيشها المتوتر في أوكرانيا. كما سهلت الشراكة تبادل التدريب، حيث تفيد التقارير الواردة أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني يدربان القوات الروسية على الطائرات دون طيار الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي.
Iran was fully aware of the likely outcome and expected new sanctions in return. This was likely one of the reasons why they delayed agreeing to ballistic missile deliveries.
One can only speculate how Russia sweetened the deal to make it irresistible for Iran. I assume it… pic.twitter.com/N3FGoMv3CM
وتعزز هذه التطورات القدرات العسكرية لوكلاء طهران، مما يسمح لهم بالعمل بفعالية أكبر على جبهات مختلفة. على سبيل المثال، تلقى الحوثيون في اليمن بالفعل بيانات الاستهداف والأسلحة من روسيا، بما ساعدهم على شن هجمات أكثر دقة على سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر.
ويمكن لمثل هذا التعاون أن يشجع وكلاء مثل حزب الله وحماس على تصعيد هجماتهم واختيار أهداف أكثر خطورة مثل الأصول الأمريكية أو المواقع الإسرائيلية.
الآثار المترتبة على إنتاج الأسلحةوتابع الكاتبان "تكمن إحدى السمات الرئيسة لمعاهدة الدفاع المقترحة في إمكانية تصنيع الأسلحة المشتركة. يوضح مصنع الطائرات دون طيار الروسي في تتارستان، القادر على إنتاج آلاف الطائرات دون طيار الإيرانية من طراز شاهد سنوياً، إمكانية إنشاء مرافق مماثلة في إيران. تعمل مصانع الإنتاج هذه على تبسيط الخدمات اللوجستية، والحد من مخاطر التهريب، وتعزيز قدرة طهران على تسليح وكلائها".
ما مستقبل السياسة الخارجية لإيران بعد سقوط الأسد؟ - موقع 24تناول د. بهبودي نجاد، خبير مختص بالدراسات الشرق أوسطية والأوراسية، تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على النفوذ الإقليمي لإيران، وكيف يعطل هذا التطور الاستراتيجيات الجيوسياسية لإيران، خاصة في سوريا، وتداعياته الأوسع على السياسة الخارجية الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.وحذر الكاتبان من أن الإنتاج المحلي للأسلحة الروسية في إيران من شأنه أن يسمح لطهران بإعادة إمداد وكلائها بكفاءة أكبر مع الحفاظ على مخزوناتها الدفاعية الخاصة. وستؤدي هذه التطورات إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة مع استمرار وكلاء إيران في الصراعات المباشرة مع إسرائيل وغيرها من الخصوم.
التهرب الاقتصادي والعقوباتوتمتد الشراكة بين إيران وروسيا إلى ما هو أبعد من التعاون العسكري لتشمل التعاون الاقتصادي. فقد طورت الدولتان، اللتان تخضعان لعقوبات شديدة من الغرب، اقتصادات ظِل تتضمن سفناً وشبكات تهريب وتجارة غير مشروعة.
ومن المرجح أن تعمل معاهدة دفاعية متجددة على تكثيف هذه الأنشطة، مما يمكن الدولتين من التهرب من العقوبات بشكل أكثر فعالية.
التداعيات الأوسعولفت الكاتبان النظر إلى العواقب الأوسع نطاقاً للتحالف بين إيران وروسيا. فمن خلال إضفاء الطابع الرسمي على شراكتهما، تضمن إيران حليفاً قوياً في روسيا، أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقد يشجع هذا الدعم طهران على تبني استراتيجيات أكثر عدوانية، خاصة ضد إسرائيل.
وقد يحمي الدعم الدبلوماسي والعسكري الروسي وكلاء إيران من التداعيات الدولية، مما يسمح لهم بالتصرف بإفلات أكبر من العقاب.
وبالنسبة لموسكو، تعزز الشراكة قدرتها على دعم حربها في أوكرانيا من خلال الاستفادة من الموارد والقوى العاملة الإيرانية. وتسلط التقارير عن إرسال مسلحين حوثيين ومجندين يمنيين إلى أوكرانيا في مقابل رواتب عالية وجنسية روسية الضوء على الطبيعة العملية، وإن كانت مثيرة للجدل، لهذا التحالف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد روسيا أوكرانيا الحوثيون سقوط الأسد روسيا الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الحوثيون بین إیران وروسیا فی أوکرانیا وکلاء إیران وکلاء طهران حزب الله من خلال
إقرأ أيضاً:
الصحافية تشيتشيليا سالا تعود الى إيطاليا بعد إفراج إيران عنها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عادت الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا إلى وطنها، الأربعاء، بعد إطلاق سراحها من السلطات الإيرانية التي احتجزتها منذ 19 ديسمبر بتهمة مخالفة قوانين الجمهورية الإسلامية.
هبطت سالا، البالغة من العمر 29 عامًا، في مطار تشامبينو بروما على متن طائرة خاصة وفرتها الحكومة الإيطالية، حيث استقبلتها عائلتها بحفاوة، وفقًا لمقاطع فيديو وزعها مكتب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
رحبت ميلوني بالصحافية قائلة: "لا تقولي شيئًا الآن، عليك أن تستريحي قليلًا. لقد كنت قوية للغاية". كما حضر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني لاستقبالها.
وأصدرت الحكومة بيانًا أشادت فيه بجهود القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية التي ساهمت في الإفراج عن سالا، معبرة عن امتنانها لكل من أسهم في تحقيق هذا الأمر. وأكدت رئيسة الوزراء أهمية عودتها إلى عائلتها وزملائها.
من جانبها، أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن ارتياحها للإفراج عن سالا، داعية إلى إطلاق سراح الصحافيين الـ25 الآخرين المحتجزين في إيران.
تم توقيف سالا خلال زيارة عمل إلى طهران بتأشيرة صحافية، وذكرت السلطات الإيرانية أن احتجازها كان بسبب مخالفتها القوانين دون تقديم تفاصيل إضافية. وأودعت سالا في سجن إوين بطهران حيث تعرضت لظروف احتجاز صعبة، بما في ذلك الحبس الانفرادي والنوم على الأرض وحرمانها من نظارتها، وفقًا لتقارير صحفية.
جاء توقيف سالا في ظل اعتقال الولايات المتحدة وإيطاليا مواطنين إيرانيين في ديسمبر بتهم تتعلق بانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على طهران. وأشارت وزارة العدل الأميركية إلى استخدام مكونات إلكترونية، يُزعم أنها صدرت بشكل غير قانوني إلى إيران، في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
على الرغم من أن طهران نفت أي صلة بين توقيف سالا واعتقال المواطنين الإيرانيين، إلا أن المنظمات غير الحكومية تتهم إيران باستخدام المحتجزين الأجانب كورقة مساومة في المفاوضات الدولية.
دعت باريس من جهتها المواطنين الفرنسيين إلى تجنب السفر إلى إيران حتى يتم الإفراج عن جميع الرعايا الفرنسيين المحتجزين هناك، واصفة السجناء بـ"رهائن الدولة".