ما لم يُكشف عن ترشيح جوزاف عون.. الحقائق بالتفصيل
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
لماذا تم اختيار قائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية وليس غيره؟ هذا هو السؤال المحوري والمفصلي خصوصاً بالنسبة للأطراف التي كانت بعيدة عنه ولو في العلن.
الإجابة على هذا السؤال يُمكن تلخيصها بأمرٍ واحد وهو أنّ عون يمكن أن يُمثل توجهات الكثير من اللبنانيين باعتباره الممثل الوحيد لمؤسسة عسكرية تُشبه المجتمع اللبناني بكافة أطيافها.
الأمر هذا بات يتجلى من خلال ما حصل في أوساط شعبية كثيرة التي راحت تُحضر صور عون لترفعها احتفالاً بانتخابه رئيساً للبلاد، علماً أن الأخير ليس لديه حزب أو تيار سياسي، ما يشير بشكل واضح إلى أنه اكتسب الشعبية من دون إستفتاء ومن دون لعبة سياسية أو حملة انتخابية، والأهم هو أن هذا الأمر جاء قبل طرحه للرئاسة من قبل الدول.
الأمرُ هذا هو ما أرادته الدول التي ضغطت باتجاه ملف الرئاسة في لبنان، وفعلياً يُمثل عون المدخل الأساس لاستكمال ملف أساسيّ وهو وقف إتفاق النار بين لبنان وإسرائيل وإدارة العملية العسكرية للجيش في جنوب لبنان.
في الواقع، لا يُمكن لأي طرفٍ أن يحلّ مكان عون في إدارة هذا الملف، فكافة تفاصيله ممسوكة من قبله، حتى أنَّ "الإنتقال بين الألغام" هو أحد صفاته، ما يعني أنّ الثقة الدولية به انطلاقاً من قيادة الجيش ستعني حصول تقدم كبير على صعيد ما هو منتظر في الجنوب، وذلك بمباركة دولية خصوصاً أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
من يعرف عون وسلوكياته في قيادة الجيش سيستوحي العديد من الأمور الأساسية وهي أنه يدقق كثيراً على الأمور المسلكية ويرفض أي تجاوزات مهما كانت نوعها. في الواقع، قد تحتاجُ المرحلة الحالية إلى شخصٍ بـ"مواصفات عون"، الصارمة، الدقيقة والتي يُمكن أن تُعيد لرئاسة الجمهورية بريقها وأن تنزع صفة "الصورية" على رئيس البلاد.
الأساس مما حصل أيضاً بشأن عون هو أن هناك رسالة واضحة ومُباشرة للطبقة السياسية خصوصاً الأحزاب المسيحية الأساسية، ومصدرها من الخارج. عملياً، فإنَّ فرض إسم عون على الساحة وعدم ترك المجال للأقطاب السياسيين بالمناورة بعيداً عن اسم عون بطروحات أخرى، يعني إما أن يقبلوا بعون أو أن يكونوا خارج الإصطفاف المؤيد له وبالتالي انعكاس هذا الأمر عليهم.
كل ذلك يعني أنَّ الدول لم تعد تؤمن بـ"جدوى" الطبقة السياسية الحالية، وهي ترى أنَّ مدخل تغيير النهج الحالي سيبدأ من عند عون، خصوصاً أن طريقة تفكيره وأساليبه السياسية غير معلومة حتى الآن، كما أنه سيتعاطى بـ"نديّة" مع مختلف الأطراف من دون أن يُسلّم بسهولة لأي طرف.
الأهم أيضاً هو أن عون يُعتبر "الأب الروحي" للجيش الآن، وبالتالي فإنّ وجوده في رئاسة الجمهورية سيمنح العسكريين أملاً كبيراً بالبقاء ضمن المؤسسة العسكرية على قاعدة الأمان، وعلى أساس أن هناك رئيساً سيحمي حقوقهم تماماً مثلما فعل أثناء ترؤسه لقيادة الجيش.
ما لا يُمكن نسيانه هو أن المجتمع العسكري في لبنان ضخمٌ جداً، وبالتالي فإن العسكريين المتقاعدين بشكل خاص يمثلون جبهة إسناد ودعم لعون، وهذا الأمر الذي لم يحصل مسبقاً لاسيما في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون رغم أن الأخير كان قائداً للجيش.
أمام كل هذه الأمور التي ذُكرت، يمكن القول إن عون اكتسب "الشرعية الشعبية" بتأييد واسع له من مُختلف الأطراف، وبالتالي فإن انتخابه يمثلُ نقلة نوعية على صعيد الرئاسة، وهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها اللبنانيون بأن هناك شخصاً يمكن أن يُمثلهم حقاً انطلاقاً من مؤسسة جامعة ملؤها الثقة وهي الجيش.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لا انتخابات قبل تصفية الحسابات !
بقلم : حسن جمعة ..
قد يكونون فرحين وهم يحاولون مسح الاحياء الفقيرة التي يتذكرونها حينما يحتاجون لتلك الاصوات او قد اشتروا مجموعة بطانيات مع مراوح سقفية او ارصدة تعبئة للهواتف لكن الأمور اختلفت ..هذه المرة ستكون مختلفة عن كل المرات خصوصا في ظل الظروف التي يعيشها العراق والكماشة الامريكية التي بدأت تضغط على رقاب البعض وهروب الاسد واشياء كثيرة تقلبت واندثرت واخرى استجدت وقوادم الايام حبلى بالمفاجآت ومع آخر أمطار الشتاء ستحل ايام الحر قريبا وستعجز الحكومة عن التجهيز خصوصا مع انتهاء فترة الاعفاء الامريكي للغاز الايراني وعدم الموافقة على التجديد فلا توجد أي انتخابات قبل تصفية الحسابات والحسابات ثقيلة جدا بين الكتل بعضهم لبعض وبين الشعب والأحزاب.. فمن يا ترى سيحظى بالفوز ومن يا ترى سيرقص اخيرا وانهم غير مدركين لحجم ما سيأتي من مفاجأة خصوصا وان اغلب الاحزاب لديها فصائل مسلحة وتلك الفصائل تم وضعها على اللوائح الامريكية مع الكثير من المصارف التابعة لتلك الاحزاب او لشخصيات الاحزاب فلا نستهين باي تهديد واي كلمة تنطقها امريكا ويجب ان نحسب لها الف حساب لكن البعض وبكل رعونة وتهور وبدأت حمى الدعايات الانتخابية بالارتفاع وكل منهم قد خبأ من ما حصل عليه من امتيازات جانبا والبحث عن الاحياء الفقيرة دخل موسوعة النبش والمتملقين شمروا عن سواعدهم للبدء في زيارة تلك المناطق تمهيدا لإغرائهم بمحولات كهربائية أو تبليط او توزيع (جزمات مطرية ) خصوصا وقد شهدنا موجة مطرية شديدة اغرقت اغلب احياء وشوارع بغداد ..اليوم ليس كالبارحة وامريكا لديها خطط كبيرة اما ان تفرض علينا حزمة قرارات وتعيدنا لزمن التسعينات او ترفعنا الى الاعلى بعد ان تنتهي من بعض القضايا العالقة التي تقلق مضجعها .