اولاد الكلب وأولاد القطط
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما كان الكاتب والإعلامي السعودي (داود الشريان) اول من اكتشف هذا التصنيف قبل 22 سنة في التمييز بين التوجهات العربية المرعوبة المذعورة والتوجهات الغربية الجسورة المسعورة. فيصف العرب بأولاد (البسة). والبسة هي القطة باللهجة السعودية، أو (البزون) باللهجة العراقية. .
وللاستاذ (الشريان) مقالة قديمة منشورة بهذا العنوان في عشرات المواقع، ولديه أيضاً كتاب من تأليفه يقع في 244 صفحة، صدر عام 2023 يحمل عنوان: (عيال البِسّة).
فالقطط على وجه العموم مجبولة على فطرة الخوف من المجهول والبحث عن الملاذات الآمنة لصغارها. تنقلهم من مكان إلى آخر، من دون ان تستقر على حال، فهي قلقة مشوشة غير قادرة على اتخاذ قرارات صائبة وثابتة. ولا تهتم أبدا بنظافة المكان والظروف البيئية السيئة المحيطة به، اهم ما يشغل بالها هو: الأمن والأمان، وما ان يكتمل نمو الصغار حتى تتفرق، وتعيش مشردة في الحارات والأزقة الضيقة، بينما تتصرف الكلاب على العكس تماما، فهي توفر لجرائها ملاذات جميلة مريحة. تحميها من الحر والبرد، وتقيها شر التقلبات الجوية، ملاذات خمس نجوم، أما بخصوص الإجراءات الوقائية والاحترازيّة فهي كفيلة بالتصدي وحدها لأي طارئ مهما كانت ضراوة الهجوم ومصدره. وينتهي بها المطاف اما بتولي قيادة قطعان الخراف والماعز في الحقول والمراعي، أو العيش تحت سقوف القصور المرفهة، تنام بجانب المدافئ، أو فوق أرئك مكسوة بالصوف والوسائد. .
حاولوا الآن مراجعة سلوك معظم الأنظمة العربية منذ اندلاع حرب الخليج الاولى، ترونها تبنت مشاريع القطط من اجل تعزيز أمنها واستقرارها، الأمر الذي اضطرها للاستعانة بأولاد الكلب، فتورطت بمعاهدات واتفاقيات عسكرية كسرت ظهرها، واستنزفت مواردها المالية، وأقحمتها في تحالفات حربية غير متكافئة. ثم اضطرتها لخوض حروب واشتباكات يقودها اولاد الكلب خارج رقعتها الجغرافية. .
هل لاحظتم كيف انتشرت القواعد الحربية الأجنبية الآن في عموم ديارنا العربية ؟. .
في الخمسينيات كانت المظاهرات العارمة تطوف المدن العراقية احتجاجاً على بند صغير في معاهدة بورتسموث يسمح ببقاء القوات البريطانية في قاعدة الحبانية، بينما تتوسل الحكومة العراقية الآن بالبيت الأبيض وتناشده ببقاء القوات الأمريكية من اجل الحفاظ على امن واستقرار البلد. واصبحت للقوات الأمريكية في الأردن اكثر من 16 قاعدة حربية متعددة المهام والواجبات. .
المضحك المبكي انهم ظلوا حتى الساعة يشتمون ابن العلقمي بتهمة تسليمه مفاتيح بغداد للتتار، بينما تراهم يهرولون الآن نحو إبرام المعاهدات لضمان بقاء القوات الغازية والمحتلة فوق اراضينا. .
وفي هذا السياق لدينا صنف ثالث في العراق والدول المجاورة يمكن ان نطلق عليهم (أولاد البطة السوداء)، وهي طبقة تشمل المهمشين والمستبعدين الذين لا مكان لهم في ادارة البلد حتى لو كانوا من كبار الخبراء والعلماء والعباقرة. .
سؤال خارج حدود الغابة: من كان يصدق ان مصيرنا سوف يصبح بيد أولاد القطط وأولاد الكلاب وأولاد الضباع ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً: