وضع حجر الأساس لمشروع "بلو هارفست" في "حرة صحار" لدعم الاقتصاد الدائري
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
صحار- الرؤية
شهدت المنطقة الحرة بصحار حفل وضع حجر الأساس لمشروع "بلو هارفست" التجريبي، الذي يهدف إلى إنتاج المواد الخام المتجددة باستخدام الزراعة المستدامة، عبر زراعة نبات "الإيلفنت جراس" (ميسكانثوس) على مساحة 2000 متر مربع. يأتي هذا المشروع تأكيدًا على التزام المنطقة الحرة بصحار بتبني حلول مبتكرة تدعم الاستدامة، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
ويمثل "بلو هارفست" مشروعًا رائدًا في تطبيق الاقتصاد الدائري في سلطنة عُمان، حيث يستهدف إنتاج ألياف الإيلفنت جراس لاستخدامها في الخرسانة القابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد البلاستيكية الحيوية للبناء الداخلي. كما يساهم المشروع بشكل كبير في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال امتصاص 44 طنًا من CO2 لكل هكتار سنويًا. وقد لعبت سفارة مملكة نيذرلاند في مسقط دورًا استراتيجيًا في دعم المشروع وتعزيز شراكاته منذ انطلاقه، مما أسهم في تحقيق أهدافه البيئية والاقتصادية.
وقال إيميل هوخستيدن الرئيس التنفيذي لميناء صحار: "فخورون بالشراكة مع مجموعة من الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق هذا المشروع الطموح الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الاقتصاد الدائري في سلطنة عمان. إن مشروع "بلو هارفست" لا يعكس التزامنا بالاستدامة فحسب، بل يساهم أيضًا في تطوير حلول مبتكرة لتحسين التربة والمياه، وتقليل تأثيرات التغير المناخي في المنطقة. نحن نتطلع إلى توسيع هذا المشروع ليشمل المزيد من التطبيقات الاقتصادية التي تعزز من مكانة منطقة صحار الحرة كمركز رائد للاستثمار المستدام".
ويعكس المشروع شراكة استراتيجية بين مجموعة من الجهات المحلية والدولية، حيث تتولى جامعة فاخينينغن للأبحاث في نيذرلاند إدارة هذا المشروع بخبرتها الرائدة في مجال الزراعة المستدامة. كما يساهم في المشروع عدد من الجامعات المحلية المرموقة، مثل جامعة صحار وجامعة السلطان قابوس والجامعة الألمانية للتكنولوجيا بالتعاون مع مركز إيلاف للتكنولوجيا. كما يساهم شركاء آخرون في المشروع مثل شركة "فيبرانت" الهولندية التي طورت مفهوم المشروع، وشركة "ديالين جرين" المتخصصة في توفير النباتات، إضافة إلى "رويال إيكيلكامب" المتخصصة في مراقبة التربة والمياه باستخدام حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ويعد المشروع خطوة مُهمة نحو تحقيق التعاون المعرفي بين سلطنة عمان ونيذرلاند، وتطوير حلول مستدامة في مجالي الزراعة والبناء، مع التركيز على الاستخدام الأمثل للموارد المائية وتحسين جودة التربة في المنطقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
انطلاق الرحلة الاستكشافية سلطنة عمان: جوهرة العرب
انطلقت اليوم من شاطئ السويح بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية الرحلة الاستكشافية "سلطنة عمان: جوهرة العرب"، وتستمر 30 يوما، مرورا بمحافظتي شمال الشرقية والوسطى، وصولا إلى محافظة ظفار، ويشارك في الرحلة عدد من الشباب العماني ومُهتمين بريطانيين، مستخدمين وسائل التنقل التقليدية كالإبل والسير على الأقدام، إلى جانب وسائل التنقل الحديثة مثل مركبات الدفع الرباعي.
تهدف الرحلة إلى تعزيز العلاقات التاريخيّة بين سلطنة عمان والمملكة المتحدة، والتركيز على التراث الثقافي والطبيعي لسلطنة عمان، وتعزيز وعي العالم بأهمية قضايا الاستدامة البيئية، ومكانة سلطنة عمان باعتبارها وجهة سياحية تجمع بين التراث الثقافي والطبيعي، والتزامها بدعم جهود الاستدامة البيئية، وتطوير مهارات الشباب في مجالات الاستكشاف وصون التراث الثقافي والطبيعي.
كما سيتم إصدار كتاب ومواد ترويجية تبرز التجربة، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الثقافي والسياحي بين سلطنة عُمان والعالم.
وتعد الرحلة إعادة لمسار رحلة المستكشف البريطاني برترام توماس أحد أبرز المستكشفين البريطانيين، حيث دخل التاريخ باعتباره أول أوروبي يعبر صحراء الربع الخالي في 1930-1931م برفقة الدليل العماني الشيخ صالح بن كلوت، استغرقت الرحلة الشاقة حوالي شهرين وابتدأت من محافظة ظفار وانتهت بوصوله إلى الدوحة، حيث وثّق تفاصيل مغامرته والمنطقة الجغرافية في مختلف إصداراته.
يذكر أن توماس قام برحلة تجريبية بشتاء عام 1927 على ظهور الجمال مداها 600 ميل مُتجهًا عبر الحدود الجنوبية لسلطنة عمان المطلة على المحيط الهندي إلى محافظة ظفار، وكانت بمثابة استعداد لعبور الربع الخالي، وفيها عزز علاقته بالقبائل العربية للحصول على مرشدين وتغيير الإبل لمواصلة طريقه، وهي الرحلة التي ستحذو خُطاها رحلة "سلطنة عمان: جوهرة العرب" بالاستناد إلى مذكرات كتبها توماس خلال رحلته.
والجدير بالذكر أن توماس وثّق تفاصيل ثقافية وبيئيّة مهمّة عن سلطنة عُمان والربع الخالي، ونشر كتابه الشهير "أرابيا فيليكس"، الذي أسهم في إبراز جمال وتنوع هذه المنطقة للعالم، كما احتُفي بذكراه من خلال عدة مبادرات استكشافية تُحاكي رحلاته، وتعكس ثراء عُمان الجغرافي والطبيعي.