الانتخاب أسهل من اتفاق وقف النار المتشدد؟
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
كتب معروف الداعوق في" اللواء":يرى مصدر سياسي الصعوبات والعُقد التي تعترض عملية انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيسا للجمهورية، بأنها طبيعية وعادية، وليست مستجدة في عملية الانتخاب عموما، كما يحلو للبعض تصويرها في الوقت الحاضر، ولكنها هذه المرة يحوطها اهتمام استثنائي، محليا وعربيا ودوليا،لاسيما اذا اخذنا بالاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان بعد الحرب الإسرائيلية العدوانية، التي تعرّض لها، جراء حسابات ايرانية صرفة، نتج عنها الاف الضحايا والجرحى، وتدمير واسع النطاق للقرى والبلدات والمدن في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وغيرها.
إذاً ومن وجهة نظر المصدر،لا يمكن فصل اجراء الانتخابات الرئاسية الحالية، عما يمكن وصفه بالكارثة المدمرة، التي تعرض لها لبنان منذ أكثر من عام، والتي باتت تستوجب انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، يكون قادرا على جمع معظم اللبنانيين من حوله، ويتمتع بالصدقية في ممارسة صلاحياته استنادا للدستور، والتعاون مع سائر المسؤولين، لإخراج لبنان من ازماته ومشاكله المتعددة، والنهوض بالدولة من جديد.
ويشير المصدر إلى حسابات سياسية ومصالح لهذا الطرف اوذاك، تشكل جوهر العقد والصعوبات التي تعترض انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، بذريعة حاجته لتعديل دستوري كونه من موظفي الفئة الاولى، في حين يعرف القاصي والداني، ان سبب الاعتراض والرفض لهذا الترشح، سياسي صرف، وينطلق من واقع الانقسام السياسي والخلافات وبسط النفوذ، والتي ادت الى تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ أكثر من سنتين، وتشكل محاولة يائسه لابقاء اساليب الهيمنة والاستئثار بالانتخابات الرئاسية التي سادت سابقا، بالرغم من المتغيرات الداخلية والاقليمية،بعد سقوط نظام بشار الاسد، والتي قلبت الواقع السياسي رأساً على عقب.ولذلك ومتى توافرت الارادة السياسية، يمكن تخطي مسألة التعديل الدستوري، كما حصل في انتخاب رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في ربيع العام العام ٢٠٠٨.
وبالمقابل، يعتبر المصدر ان ما يحصل من وساطات وجهود خارجية من قبل سفراء ومندوبي اللجنة الخماسية، وتجاذبات سياسية، لدعم ترشيح العماد جوزيف عون، وتجاوز اعتراضات الرافضين لانتخابه رئيسا للجمهورية، لاسيما من قبل الثنائي الشيعي والتيار العوني، لا يقارن، بالجهود والتدخلات التي قامت بها هذه الدول ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب لله وإسرائيل مؤخرا، بشروطها المتشددة على الحزب،والالتزامات المفروضة عليه، أقل من ذلك بكثير، ما يؤشر الى أن التوصل إلى اتفاق لتأمين انتخاب عون رئيسا للجمهورية، أقل صعوبة وبالامكان اقناع معظم الاطراف السياسيين بانتخابه في النهاية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: عملية الانتخاب في لبنان قد تخضع لعوامل إقليمية وعربية ودولية
قال الباحث والمحلل السياسي اللبناني جان فغالي إن عملية الانتخاب في لبنان لا تعود في اختياراتها إلى عوامل داخلية فقط، بل هناك أيضًا عوامل إقليمية وعربية ودولية تدخل على الخط، مشيرا إلى أن واشنطن تفضل وصول العماد جوزيف عون إلى الرئاسة.
وقال جان فغالي،خلال مداخلة عبر تطبيق “سكايب" ببرنامج “كلمة أخيرة”، عبر فضائية “ON"، أن انتخاب رئيس للبنان دون موافقة واشنطن والسعودية سيؤدي إلى غياب الدعم المطلوب، متسائلًا: "من أين ستأتي المساعدات للجيش اللبناني من واشنطن؟ وكيف ستصل مساعدات إعادة الإعمار إذا لم تحظَ بموافقة الدول المقتدرة وفي طليعتها المملكة العربية السعودية؟".
وتابع الباحث والمحلل السياسي اللبناني، أن المعارضة اللبنانية تتجه إلى ترشيح اسمين هما جهاد أزعور واسم آخر، بينما يميل تيار الممانعة إلى طرح مرشحين في طليعتهما سليمان فرنجية بالإضافة إلى اسم آخر.
وأشار إلى أن هناك فرص قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، وأكد أنه لم يُسقط حتى الآن من الحسابات، لأن هناك سابقة في لبنان تم فيها انتخاب قائد الجيش وقتها ميشيل سليمان دون تعديل الدستور، وهي سابقة حدثت عام 2008، ويمكن أن تتكرر في جلسة الخميس بانتخاب العماد جوزيف عون.