مفهوم جدا الغضب العربي الذي أبداه أكثر من بلد على نشر موقع "إسرائيل بالعربية" خريطة وصفها بالتاريخية، قضم من خلالها أجزاء من سوريا والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

أولا لأن الموقع رسمي، كما يعرف نفسه، وكما تشير علامة التوثيق الرمادية الخاصة بالحكومات، وهو بذلك ينطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، سواء تعمد القائمون عليه ذلك، أم لم يتعمدوا.

ثم إن ما ورد في التعليق على الخريطة، بأن الشعب اليهودي ظل يتطلع إلى إعادة بناء دولته، يفشي عن نوايا مبيته تقول إن الخريطة هذه ليست مجرد سرد للتاريخ اليهودي.

بل إنها تتماهى كل التماهي مع دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يدير دفة الحكم اليوم في تل أبيب، إلى فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة التي توسع إسرائيل المستوطنات بها، وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، وهذا ما دعا إليه دون تورع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن سموتريتش تعهد بجعل عام 2025 "عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه إدراج قضية ضم الضفة ضمن جدول أعمال حكومته.

التوسع الإسرائيلي يمتد إلى سوريا، التي تشهد قضما متواصلا لأراضيها، أيا كانت الذرائع التي يتستر بها هذا التوسع.

كما أن خريطة "إسرائيل بالعربية" تجسد في حقيقة الأمر جوهر الصراع بين فكرة الدولة الوطنية الحديثة، القائمة على صون سيادتها على حدود خريطتها المحددة بدقة، واحترام سيادة الدول الأخرى على خرائطها، وبين فكرة الدولة الأيديولوجية، المتحسرة على خرائط الماضي الآفل.

ثم إن التاريخ حافل بالخرائط التي تتشابك حدودها وتتعارض، بعد أن رسمتها صراعات أيديولوجية وسياسية على مر الأزمان، بحيث يكون تمسك كل جماعة بخرائطها الخاصة وصفات جاهزة لحروب دموية لا تنتهي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحكومة الإسرائيلية إسرائيل سيادة الدول إسرائيل الحكومة الإسرائيلية إسرائيل سيادة الدول أخبار إسرائيل

إقرأ أيضاً:

الأردن يدين نشر خرائط إسرائيلية تضم أجزاءً من أراضيه ودول الجوار

أدانت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الثلاثاء، بأشد العبارات ما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية، على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة تزعم أنها "تاريخية لإسرائيل"، تشمل أجزاء من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا.

واستنكرت الخارجية الأردنية، في بيان لها، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي يدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات بقطاع غزة، مؤكدةً رفضها المطلق للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

وأضاف البيان أن "الأفعال الإسرائيلية لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، متابعاً: "السياسات الإسرائيلية تشكل خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية وتستوجب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها".

دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات ما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة تزعم انها تاريخية لإسرائيل تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وسوريا، بالتزامن مع تصريحات عنصرية لوزير… pic.twitter.com/GaRq06MQ3X

— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) January 7, 2025

ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في وقت سابق، إلى ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين بمدينتي نابلس وجنين بالضفة الغربية، مشيراً إلى إطلاق نار قرب كدوميم، وهي المستوطنة التي يعيش فيها، شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • عناصر الشرطة الإسرائيلية تعتدي بالضرب على امرأة فلسطينية حتى تجردت من ملابسها .. فيديو
  • الإمارات تدين نشر حسابات رسمية إسرائيلية خرائط إسرائيل التاريخية
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • "مزيد من العمليات في الضفة الغربية" عنوان يتصدر الصحف الإسرائيلية (فيديو)
  • تنديد فلسطيني بالتصريحات التحريضية الإسرائيلية لتدمير الضفة
  • إدانة فلسطينية أردنية لنشر تل أبيب خرائط مزعومة لإسرائيل التاريخية
  • مدير دائرة خرائط بيت الشرق: 82% من مساحة الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية
  • الرئاسة الفلسطينية: الخرائط الإسرائيلية مرفوضة.. والسياسات المتطرفة أشعلت المنطقة
  • الأردن يدين نشر خرائط إسرائيلية تضم أجزاءً من أراضيه ودول الجوار