انتخاب عون يقف عند عتبة الثنائي:73 نائباً أيّدوا قائد الجيش و55 أجّلوا قرارهم إلى اليوم
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
سجّل المشهد الرئاسي تطورات دراماتيكية عشية جلسة المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية، بعدما حسمت أغلب الكتل النيابية خياراتها عقب اجتماعات واتصالات مكثفة دخل على خطها الموفد السعودي يزيد من فرحان الذي حضر إلى بيروت للمرة الثانية خلال أيام، ما عزّز حظوظ فوز قائد الجيش العماد جوزيف عون وإمكانية حصوله على 86 صوتاً، فيما انسحب الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق الرئاسي لصالح دعم قائد الجيش كما أعلن الوزير السابق زياد بارود سحب ترشيحه.
وقد عقد الموفد السعودي اجتماعا ليلا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وكتبت" النهار": لم يبق هامش كبير امام تتويج ما صار محتوما، بسحر ساحر، أي إنهاء حقبة الفراغ الرئاسي المتمادية منذ سنتين وشهرين بانتخاب خامس قائد للجيش اللبناني منذ الاستقلال الذي يفترض ان يصبح اليوم الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، العماد جوزف عون. قد يكون المشهد أقرب الى "انقلاب" ضخم في الوقائع السياسية والديبلوماسية أدى خلال ساعات الامس فقط، ووفق معلومات موثوقة لـ"النهار" الى تثبيت اسم العماد جوزف عون وحده، بلا منافس او بديل، مرشحاً حصرياً لرئاسة الجمهورية اليوم اذ نقل عن موفد قوله "جوزف عون ولا خطة ب" فيما نسب الى موفد اخر قوله "جوزف عون او لا احد". وبقيت العقدة الوحيدة التي تتواصل الاتصالات لتذليلها وهي الطريقة التي ستعتمد لمحاولة "ملاقاة" الفريق الثلاثي "امل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لحالة شبه إجماعية تشكلت بسرعة مذهلة امس عبر تراصف الكتل النيابية والنواب من شتى الاتجاهات وراء قرار تزكية انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية. ولكن الواقع الاكثر إثارة للإنشداد والذي يتخذ دلالات بالغة الاهمية تمثل في "انهمار" دفع دولي غير مسبوق كان رأس الحربة الاساسية فيه دفع، بل ضغط كبير، اميركي – سعودي في المقام الاول، ومن ثم اميركي – سعودي – فرنسي لمنع تفويت فرصة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم وان ينتخب العماد عون كتجسيد لتقاطع المصالح اللبنانية مع رؤية الدول المعنية والشريكة للبنان.
سيناريو الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم لم تكتمل كل فصولها لكون عقدة التوافق الشامل على انتخاب عون لم تذلّل نهائياً في انتظار ما قد يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم الثنائي الشيعي الى اعلانه قبل الدورة الاولى او بعدها، علما ان بري لم يطلق اي مؤشرات استباقية بل ظلّ يردّد انه مع التوافق ولم يبدل رأيه. ولكن المؤكد ان مواقف الكتل التي اعلنت امس شكلت أكثرية وازنة جداً لمصلحة العماد جوزف عون قد تصل الى 74 نائبا الامر الذي سيشكل ثقلاً سياسياً انتخابياً ذا خلفية لبنانية ودولية في حضور عشرات السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الامير يزيد بن فرحان، وهو ثقل يفترض ان يضع فريق الأقلية امام خيارين: إما مناهضة هذا التيار الجارف لمصلحة انتخاب عون وإما مماشاته وملاقاته. وقد حسم أمر توفير الاكثرية الوازنة لمصلحة قائد الجيش في الاجتماع المسائي لكتل المعارضة الذي انعقد في معراب واعلن قرار تبني ترشيح العماد عون. وسبق ذلك كشف "النهار" عن اجتماع سري عقد بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والعماد جوزف عون بعيداً من الاضواء ويعتقد انه اللقاء الاول بينهما، فيما كان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل التقى عون ايضا. واتخذ حضور رئيس حزب الكتائب الى معراب مساء للمرة الاولى منذ مدة طويلة دلالة بارزة اذ اجتمع مع جعجع قبيل اجتماع المعارضة.
الخطوة البارزة الاخرى التي قد تدفع نحو تذليل توفير اكثرية توافقية واسعة لقائد الجيش تمثلت في اعلان رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه سحب ترشيحه ودعم عون. كما اعلن الوزير السابق زياد بارود عزوفه عن الترشح.
وفيما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطباعة صور لقائد الجيش في مؤشر الى انتخابه اليوم، وصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الى بيروت في زيارة ثانية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وعقد لقاءات سياسية في محاولة لإنجاح انتخاب عون رئيسا افيد ان ابرزها مع النائب علي حسن خليل موفدا من بري في دار السفارة في اليرزة.
وكتبت" الاخبار":على الرغم من الضغوط الهائلة التي مورست من العواصم الخارجية على الجميع، فإن الضغط تركّز أمس على الرئيس نبيه بري وفريقه، إضافة إلى نواب يُحسبون في خانة المستقلين. وكانت مبادرة أولى من جانب النائب السابق سليمان فرنجية بإعلان انسحابه، لكن ذلك لم يدفع رئيس المجلس إلى تعديل موقفه الرافض لانتخاب مخالف للدستور. وهو موقف قرّر حزب الله السير خلفه، وكذلك كتلة التيار الوطني الحر وعدد غير قليل من النواب المستقلين، ونُقل عن الرئيس بري قوله إن انتخاب قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يجعله يحتاج إلى الحصول على 86 في أي دورة انتخابية، علماً أن عدم حسم عدد كبير من النواب أمس لموقفهم، جعل من الصعب أن يحصل عون على هذه الأصوات من الدورة الأولى، علماً أن الجميع ينتظر نتائج اتصالات الساعات التي تفصل منتصف الليلة الماضية عن الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.
ومع أن «القوات اللبنانية» قادت عملية التحول في موقف كتل نيابية كثيرة، إلا أن رئيس كتلتها النائب جورج عدوان، وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تحدّثا ليلاً عن أن رقم الـ86 صوتاً ليس مضموناً في جلسة اليوم، وسط حديث عن أن نتيجة كهذه، سيعقبها اقتراح من عدد من النواب بتعليق الجلسة إلى مزيد من التشاور. وهو ما قد يمنع انتخاب الرئيس اليوم. ومع ذلك، فإن العواصم المعنية كما قائد الجيش، وعدداً من النواب والسياسيين تصرّفوا ليل أمس على أن الأمر قُضي وأن لبنان سيكون له اليوم رئيس جديد هو العماد عون، والذي بدأ فريقه اللصيق بالعمل على إعداد خطاب القسم بالإضافة إلى طباعة عشرات الآلاف من الصور واللافتات التي يُفترض أن تُعلق في كل مناطق لبنان اليوم.
ومع ذلك، حصلت تطورات في ساعات الليل، دلّت على استمرار الغموض، خصوصاً أن زوار عين التينة قالوا إن رئيس المجلس توجه إلى النوم قائلاً إنه لن يسمح بمخالفة الدستور، وإن العماد عون يحتاج إلى تعديل دستوري، ما يتطلب توافر 86 صوتاً في كل الدورات.
وعليه، فُتح باب التأويلات حول مصير الجلسة، وكيف سيتعاطى الثنائي حزب الله وحركة أمل، إذ قيل إن نوابهما سيتوجهون اليوم مع التيار الوطني الحر للاقتراع بورقة بيضاء، علماً أن النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله قال إن «موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب»، بينما جرى التداول في معلومات عن أن بري لن يدعو إلى دورة ثانية بل سيعلّق الجلسات بعد الدورة الأولى، التي لا يزال يحتاج فيها عون إلى عشرة أصوات لينال الـ 86 صوتاً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العماد جوزف عون انتخاب رئیس قائد الجیش العماد عون انتخاب عون من النواب رئیس حزب
إقرأ أيضاً:
عاجل - انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسًا للجمهورية: مرحلة جديدة في السياسة اللبنانية
أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، وذلك عقب الجولة الثانية من التصويت البرلماني.
توافق وطني وإجماع سياسي
أكد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال، جورج بوشكيان، أن "الأمور حُسمت بالإجماع على أساس الوفاق الوطني"، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يلعبه عون في هذه المرحلة.
جلسات تصويت مكثفة لإنهاء الفراغ الرئاسي
بعد إخفاق البرلمان في الدورة الأولى من التصويت، أُرجئت الجلسة لساعتين للتشاور، قبل أن تستأنف الجولة الثانية التي حسمت انتخاب عون.
دور الموفدين الدوليين في دعم الانتخاب
شهدت الجلسة حضورًا دوليًا لافتًا، من بينهم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي يزيد بن فرحان، ما أبرز الأبعاد الإقليمية والدولية للعملية الانتخابية.
تحليل وتحديات المرحلة المقبلة
أشار مراقبون إلى أن دور الجيش في إدارة الأوضاع الداخلية وتنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله كان حاسمًا في ترجيح كفة عون.
رئيس من خلفية عسكرية: أهمية المرحلة والتوقعات المستقبلية
بانتخاب جوزيف عون، يصبح رابع قائد جيش يتولى رئاسة الجمهورية، معززًا رمزية هذا الدور في ظل الظروف السياسية والأمنية الراهنة في لبنان.
يمثل انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسًا للجمهورية نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي اللبناني، بعد فراغ رئاسي دام لأكثر من عامين. هذا الحدث يعكس توافقًا داخليًا ودعمًا إقليميًا ودوليًا، حيث استطاع عون أن يحظى بثقة مختلف القوى السياسية، نظرًا لدوره الحيادي وعلاقاته الإيجابية مع الأطراف المحلية والدولية. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهه كبيرة، بدءًا من مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة، مرورًا بالحفاظ على الاستقرار الأمني، وصولًا إلى تعزيز سيادة الدولة في ظل التجاذبات الإقليمية.
في ظل الظروف الراهنة، يُنظر إلى الرئيس الجديد كفرصة لتوحيد الصفوف وإعادة بناء المؤسسات على أسس قوية. ومع أن الدعم الدولي للجيش اللبناني كان عاملًا حاسمًا في ترجيح كفة جوزيف عون، فإن نجاحه كرئيس يعتمد على مدى قدرته على تحقيق الإصلاحات المطلوبة وقيادة لبنان نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي. تظل الآمال معلقة على أن تكون هذه الخطوة بداية جديدة لتجاوز الأزمات المتراكمة، وإرساء قواعد دولة القانون والمؤسسات.