أضرار جانبية.. معرض فني في لندن يستعرض مأساة غزة

بلوحات فنية مستوحاة من بعض عناوين الأخبار والتصريحات السياسية، يعبر الصحفي الجزائري عبد الفتاح بوعكاز المأساة التي يعيشها قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

يتضمن المعرض الذي افتتح الثلاثاء ويستمر حتى 17 كانون الثاني/ يناير الجاري، ثماني لوحات، تنطلق كل واحدة منها من فكرة أو تصريحات ترددت في الإعلام الغربي، مثل تصريحات مسؤولين إسرائيليين أو شخصيات غربية حول نزع الإنسانية عن سكان غزة، أو تدمير القطاع.

وفي حديث لـ"عربي21"، ذكر بوعكاز، وهو إعلامي عمل في عدة محطات تلفزيونية عربية، أنه أنجز لوحاته على دفعات، وقد بدأ بلوحته الأولى بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى بفترة قصيرة، مشيرا إلى أن كان يعرض لوحاته على شقيقته الأصغر وهيبة بوعكاز التي تتمتع بتجربة في الرسم.

ويشير بوعكاز إلى أن ما دفعه للتوجه إلى الرسم هو أن "الكلام لم يعد يكفي"، حيث انتقل "من التعبير بالصوت إلى التعبير بالصمت.. الكلمة ماتت"، كما يقول.

ولم يكن بوعكاز يخطط لإقامة معرض للوحاته، حيث كان قد أنجزها في البداية للتعبير عن نفسه. لكنه يوضح أن هدفه من المعرض الذي يقام في قاعة معرض "P21" في لندن؛ هو "زيادة الوعي حول القضية الفلسطينية عبر الألوان الداكنة واللمسات العميقة، عبر رجل إعلام يراقب بصمت". ويضيف: "لوحاتي توظف لغة صامتة، وتوثق بعض الأحداث المرعبة والحقائق الخافتة".

ويقول بوعكاز في تعريفه بالمعرض: "بعد سنوات من الخبرة الصحفية خلصت إلى أن التعليق من خلال القراءة والتعبير من خلال الكتابة لم يعودا كافيين لتجسيد الأفكار أو أنهما لا يستطيعان دائما تحقيق تأثير حقيقي".

ويشير بوعكاز إلى تبني وسائل إعلام غربية وجهة نظر "تعتبر القتل مجرد أضرار جانبية. هذه رؤية مخزية وغير مقبولة"، فمن يتعرضون للقتل في غزة هم "لحم ودم وآلام".

ويشير بوعكاز إلى أن طريقة إنجاز لوحاته تبرز فيها خبرته في العمل الإعلامي، حيث تتكون لوحاته من مربعات وكأنها شاشة تلفزيونية مقسمة بحسب عدد الكاميرات التي تصور المشاهد.

ولكل لوحة عنوان خاص بها، فحملت لوحته الأولى عنوان "الدم الموعود"، في إشارة إلى تصريحات الإسرائيليين عن الأرض الموعودة، وهناك أيضا "ماء ونار"، و"حنظلة: الدموع الصامتة"، و"أعطهم جهنم"، بناء على تصريحات الكاتب الكندي جوردان بيترسون الذي دعا للانتقام من غزة، و"حيوانات بشرية" التي تشير إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين تنزع الصفة الإنسانية عن سكان غزة، وغيرها.

المصدر: عربي21